رجل سيء2001(كيم كي دك):عن انسان يعشق فتاة فيقودها الى العهر

بلال سمير الصدّر

الحوار المتمدن-العدد: 4314 - 2013 / 12 / 23 - 22:39
المحور: الادب والفن
    

رجل سيء2001(كيم كي دك):عن انسان يعشق فتاة فيقودها الى العهر
الترنيمة غير مختلفة ابدا عن افلام دك السابقة،فالمشاهد عند ذلك لن يطلع على شيء من قبيل التسمية(اختلاف عناصر) فالعناصر لازالت متشابهة ولانشعر حتى الآن أن بازوليني السينما الكورية يقدم اشكالية جديدة سوى في اعادة خلط نفس العناصر ...من الكائنات والعزلة والصمت وتلاقي المصير والوقوع في غرام كائن قاسي يتعرض للضرب الشديد في كثير من مشاهد واحداث الفيلم...
نستطيع القول أن حبكة الفيلم تبدأ من اعجاب أو حب من أول نظرة...محاولة صبيانية غير ناضجة للتحرش الجنسي لشخص يبدو عليه بانه 1يه بانه عميق التفكير وذو ماضي عريق مع الاجرام...
التحليل التفكيكي يبدو مفيدا جدا مع هذا الفيلم لأنه يبدو بانه نهاية حقبة في التسلسل الفني لكيم كي دك،فهو يطرح فيه كل مواضيعه السابقة ولكن هذا لايعني ان دك لن يعود لاحقا لمثل هذ ه المواضيع ولكن بتركيز اقل،حيث ان العزلة سواء المكانية او النفسية (الاغتراب) موضوع محض مجرد عند هذا المخرج وسوف نشاهده دوما في افلامه هو لن يختفي من الفيلموجرافيا الخاصة به حتى النهاية...
فشخصيات دك مرتبطة قدريا مع العزلة والمقوم الأول لهذه العزلة هو الصمت ،والاقدار في مسارها ومكانها وتسلسلها في السرد غريبة فعلا واماكنها في الغالب مستحدثة من قبل المخرج.
التمساح رجل يعتاش على سرقة امتعة المنتحرين وفي الجزيرة امرأة تعيش على ايواء الخارجين عن القانون في مشاهد لا تخلو من قسوة شديدة فكما قلنا سابقا عن دك بانه مخرج ضد الكيتش.
إذا هذا الشخص يدعى بهانج يتجرأ على ان يغتصبها بقبلة قاسية وفي العلن،وفي مداخلة ربما تلطف قسوة هذا المخرج،فهذه القبلة بالنسبة الى مخرج آخر هو وودي الن كانت ذات مرة قبلة صحية،لأنها قبلة ضد الكبت.
سوف يُضرب هانج بعنف وتبصق في وجهه ولكن لاحقا سوف يكون انتقامه شديد،لكن ليس بسبب الاهانة بل لاتها بصقت في وجه من تحب...هذا الحدث هو المؤسس لكل احداث الفيلم حتى النهاية...
هذا الفعل الذي قام به القواد هانج دليل فعلي على الحب ولا يمكن ابدا ان نحكم عليه على انه قبلة طائشة أو نزوة،وهو الشخص المركزي الصامت في الفيلم،ولا داعي ان نذكر ان هناك شخصيات صامتة في افلام دك كلها.
هانج سوف يقوم بحيلة بحيث تُتهم سو بالسرقة وينجح أن يصل بها للعمل في العهر في مقاطعته وهو حي سيء السمعة في سيئؤل.
سيلعب هانج الان دور المراقب،لأنه يرقبها من خلف مرآة في غرفتها،ويتابع اهم اللحظات مثل الجماع الأول أو من الممكن تسميته الاغتصاب الأول لعاهرة واشد مواقفها قسوة وحزنا..
كما قلنا سابقا عن دك،فالجنس عنده لا يشكل أي مانع أو اشكالية،وهو جريء وقاسي في التعبير من هذه الناحية بالذات،وكأنه يقدم الجنس على انه حالة عامة من ضروريات الحياة ودائما ما يكون تركيزه على الهامشيين.
من الجدير ملاحظة ان كل افلام دك السابقة تحتوي في شخصياتها على عاهرات وفي فيلمين منهما هن بطلات للفيلم..هذا الشخص القادم من رحم العمال يقدم تعاطفا كبيرا اتجاه هذه الطبقات الهامشية المسحوقة...
هانج لاشعوريا يقدم تصرفات تنم عن الحب فهو يضرب مغتصبها الأول بقسوة شديدة،فنحن الآن في حالة غريبة بين الحب والانتقام ولايوجد أي خط فاصل بينهما من الندم..
في المكتبة ذات مرة وفي نفس اللحظة التي دبر لها فيها مكيدة وقادها إلى كل مايحدث معها الآن،مزقت ورقة من كتاب لرسام يبدو بانه مغر م في رسم الأوضاع الجنسية(Eagon Shiele) وها هو يهديها هذا الكتاب الآن.
تكتشف الحبكة وتهم اليه بالشتيمة والصفع وهو صامت لايرد.....
القدر في هذا الفيلم جبري تماما ولايحكم عليه بالتلقائية..
هانج سيد في عمله وله هيبة وقوة جسدية وهو في نفس الوقت غاية في النبل في التعامل مع اصدقائه على ان انتقامه شديد ولكن صمته اشد....
موضوع المراقبة مهم في الفيلم...هو يراقبها من خلف مرآة أي انها في الحقيقة تنظر الى نفسها،فهانج في قدره معادل ومساو لها في الذاتية وكأن دك يقول بأن كلاهما هو شخص واحد وهي تشعر بالمراقبة ولكن دك لا يقول ذلك صراحة بل كناية محتملة ليس إلا...
تقرر بشكل رسمي ان تصبح عاهرة...هو المصير الوحيد (الخفي) الذي سوف يقودها اليه هانج
تضع وجهها على المرآة يقبلها وهي تشعر بذلك...
الموضوع يشبه في جزئيات قليلة منه فيلم فندر(فندق المليون دولار) القريب ايضا في عام انتاجه من هذا الفيلم،في السؤال الذي اثاره فندر مع نهاية الفيلم:ما الذي من الممكن ان يولده الحب
ولكن الموضوع في تعبيراته ومساراته وصولا طبعا الى اسلوبه السردي متناقض جدا...
انسان يعشق فتاة فيقودها الى العهر واذا كنا سابقا في هذا المقال اقتبسنا مصطلح الكيتش من شخص يدعى ميلان كونديرا فليس من الضير أن نذكر أن كونديرا قال في روايته (غراميات مضحكة) أن الحب يشبه تماما الموت لأن الحب شعور لا نملك اتجاهه اي تحكم ويأتي فجاة مثله كمثل الموت،وهذا الذي يحصل فعلا هنا وسوف نكتشف لاحقا أن هانج ذو كبرياء متولد اصلا من قسوته يرفض ان يقع في الحب.
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه بقوة الآن:ما هي نظرة هذا القواد إلى العهر؟
العهر بالنسبة اليه مهنة طبيعية وليست منحطة أو مهينة ومن الممكن ان تتزوج العاهرة بشكل عادي هذا ان كان يؤمن بالزواج اصلا لأننا كما نراه يؤمن بالطبيعة اكثر منه بالزواج...
يحررها...هي تحبه...يتركها على نفس الكرسي التي كانت عليه عندما حدثت تلك القبلة ضد الكبت...
عندما يضرب هانج صديقه لأنه اعلن حبه لسو،نكتشف أن هانج ينطق،ومن بعض الكلمات القليلة التي نطق بها-:
الحب للحثالة أيها الأحمق
هو يعتقد ذلك..يعتقد بأنه قادر على مقاومة الحب..يرى نفسه بانه شخص اكبر من ذلك الشيء المدعو بالحب..من اجل ذلك فقط حاول ان يترك سو..
النهاية تقود الى ان تتم الامور بينهما في مسارها الطبيعي...يلتقيان قدريا ولكن على طريقتهما الخاصة..
يبقى دك هو المخرج الوحيد الذي الذي استطاع ان يصيغ مثل هذه القصة غير المنطقية باسلوب شعري بعيدا عن الميلودراما،لأننا امام فنتازيا جنسية أو ربما امام فنتازيا رومانسية وللمشاهد الذي ربما من الممكن ان يرفض مشاهدة هذا الفيلم الخيار في التحديد...وهذا امر غير مستغرب
من منا يقبل مشاهدة قصة خيالية لمخرج هو ضد الكيتش،ولكن قد يستطيع احدنا ان يلاحظ شيئا ما وان يكمل للنهاية
علينا ان لاننسى فيلم البرتقالة الآلية لستانلي كوبريك
بلال سمير الصدّر 11/5/2013

#بلال_سمير_الصدّر (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات