أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - المسألةُ ليستْ المذهبية!














المزيد.....

المسألةُ ليستْ المذهبية!


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 4314 - 2013 / 12 / 23 - 10:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يحرفون القضايا على غير حقيقتها، ويشوهون المواقفَ نشراً لدخانٍ سياسي اجتماعي كثيفٍ يلغي الفرقَ بين المناضلين والفوضويين!
فالقوى التحديثيةُ الوطنيةُ لا تعنيها مسائلَ الفِرق والمذاهبِ المُسيّسةِ وكأنها جزء منها، بل هي خارجها وضد تشكلها القديم- الراهن، فقد حددتْ بأن هذه الجماعات المذهبية السياسية عبر التاريخ قد غدت ضد عامة المسلمين، وكرستْ الطبقات الاستغلالية ونشرتْ مظلاتها المتوافقة جوهراً في العالم الإسلامي، وشكلنتْ العقيدة، وفرغتها من انتمائِها للشعوب والعامةِ والعاملين.
ولهذا فهي لا تستخدمُها في الأعمالِ السياسية، وتقومُ بمصارعةِ دخولها في الحياة الاجتماعية السياسية، مدركةً بأنها أدوات للقوى العليا في تفريقِ العامة، والتنازع بين الأمم الإسلامية، وتفكيك البلدان!
بل هي تشترطُ هذا الفصلَ لمن يتعاون معها لنضالٍ معين، ومن هنا فتجمعاتُها السياسية تستهدفُ إنتاجَ مجتمعات مختلفةً لا تجعل المذهبيةَ قوامَ الدولةِ وترفضُ هيمنةَ مذهب على آخر، وليس لأنها تنتمي للسنة، أو للشيعة، ولهذا فإن القوى المناوئة توجهُ نقدَها بأن هذه الجماعات هي سنيةٌ ومعادية للشيعةِ ولذلك تعارضُ ثورتَها الإمامية، وتجحدُ دولتَها الشريفة حاملةَ راية الإسلام!
إن الجماعاتُ التحديثيةُ توجه نفسَ النقد للجمهورية التركية وهي تنحرفُ الآن عن العلمانية وتشيعُ الارتباكَ والارتداد في تطورها الديمقراطي القويم، كما توجه النقد للقوى السياسية المصرية والتونسية المرتبكةِ المتذبذبةِ بين دولةٍ علمانية ديمقراطيةٍ حرة ودولة يسيطر عليها العسكر الشمولي أو الإخوان منتجو العودة للوراء كبقيةِ جماعاتهم الطائفية المعبرة عن مظلةِ القرون الوسطى التي ساد فيها ملاكُ الأرضِ والخلفاء المطلقون ورجالُ الدين المكلفون بخدمتهم!
ويُخدع هؤلاء العامةُ المسحورون والدائرون في هذا البخور السياسي الاجتماعي بالقول:(إن الأمر هو لهدم مذهبكم، وحَرفكم عن عقيدتكم، وأن هؤلاء التحديثيين يميلون لدولِ السنة، وأنها هي التي تحركهم فما بالهم يمدحونها ويدافعون عنها؟ إنهم يحرفونكم عن مذهبكم ليسود مذهبهم!).
ولكن المسألة ليست في تأييدِ هذا المذهب أو ذاك بل في الابتعاد عن التسييس لهما، وتحديد من الذي يبتعد عن هذا التسييس، ويوجه التطور نحو الديمقراطية والحداثة وحقوق الأغلبية الشعبية، وكلُ تطور يجري في هذه الدول نحو ذلك هو مطلوبٌ ومدعوم، وإذا كان العديدُ من الدول المذهبية السنية تتوجه نحو جوانب من هذا، فالتأييدُ هو لابتعادها عن كونها دولاً سنية، ولتحولها لدولٍ وطنية شعبية، لا تجعل المذهبيةَ سقفاً سياسياً، والتأييد لهذا الابتعاد لا تعني المطابقة مع سياساتها العامة، ومواقفها الاجتماعية السياسية المختلفة!
فهي لاتزال دولاً معبرةً عن نفس المنحى العتيق القروسطي، ونمو الديمقراطية فيها محدود، والعلمانية محاصرة، واستثمار الصراع الطائفي وتشاحن العامة يجري في سياساتها كذلك.
وإذا كان النقدُ يوجه بقوة للسياسة الإيرانية أكثر من غيرها فليس بسبب شيعيتها الموهومة بل لموقفها اليميني المعادي للشعوب، وتفريقها المسلمين وإعطاء الفرص للقوى الأجنبية للتدخلات في المنطقة.
إن هذا النقد المشترك ذا المستويات المختلفة والدرجات المتباينة، هو قراءاتٌ متعددةٌ لدرجاتِ التطور في البلدان العربية والإسلامية، فلا تُؤخذ المسائلُ بتعميم خاطئ، ويتم تعميم السمات الديمقراطية التحديثية بين كل هذه الأمم عبر مراحل تطورها لترتفعَ عن إرثِ الطبقات العتيقة وتجدد خلاياها الاجتماعية العصرية، وتغير العلاقات الداخلية الشمولية في أبنيتها السياسية وعلاقاتها الاجتماعية الإنسانية.
إن التراثَ الإسلامي الإنساني يُستعادُ عبر نضالات الشعوب والقوى الجديدة، وهو يحتاجُ لزمن مديد تقوم به أجيال، ولا بد أن تقوم به القوى الاجتماعية الديمقراطية الواسعة في كل هذه البلدان وهو المعبر عن تقاربها ونضالها المشترك وسمات تقاربها التاريخية وضرورة تعاونها الحديث الواسع لتكون قوةً كبيرة أقتصادية سياسية سلمية في عالم اليوم.
لكن من الذي يحطُّ من المذاهب ويمنع تطورَها الحديث الفقهي العقلاني ومواكبتها لحقوق الشعوب، أليس هم أنفسهم المدافعون الزائفون عنها المتواجدون في الخلايا الميتة يدافعون عن عالم بالٍ؟!



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحللٌ وإنتهازيةٌ
- إعادةُ نظرٍ نقديةٍ شجاعةٍ لتاريخ
- الروحانيةُ خلاقةٌ
- ثقافةٌ غير بناءة
- إشكاليةُ التوحيدِ
- الهروبُ من العلمانية!
- كلماتٌ عن المناضلِ الراحلِ محمد السيد
- بابكو ولحظةٌ تاريخيةٌ
- التغييرُ الديمقراطي ممكنٌ
- أوحدةٌ خليجيةٌ أم تفكّكٌ خليجي؟
- مانديلا والصراعُ الاجتماعي في جنوبِ إفريقيا
- السياسةُ الأمريكيةُ وتفكيكُ العربِ
- من الفئاتِ الوسطى إلى الطبقةِ الوسطى
- مانديلا وشروطُ التقدمِ الموضوعية
- التعسفُ وجذروهُ
- الوضع الإيراني والتحولات
- أتجمعٌ تحديثيّ أم تجمعٌ طائفيّ؟
- تلاقي المستغِلين فوقَ التضاريس
- التحللُ الفكري والانهيارُ الاجتماعي
- تآكلُ الماركسيةِ في البحرين


المزيد.....




- شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال ...
- مصادر تكشف لـCNN كيف وجد بايدن حليفا -جمهوريا- غير متوقع خلا ...
- إيطاليا تحذر من تفشي فيروس قاتل في أوروبا وتطالب بخطة لمكافح ...
- في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشارالمرض ...
- لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟
- 3 قتلى على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في رفح
- الولايات المتحدة تبحث مسألة انسحاب قواتها من النيجر
- مدينة إيطالية شهيرة تعتزم حظر المثلجات والبيتزا بعد منتصف ال ...
- كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بسرطانات الجلد؟
- واشنطن ترسل وفدا إلى النيجر لإجراء مباحثات مباشرة بشأن انسحا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - المسألةُ ليستْ المذهبية!