جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 4306 - 2013 / 12 / 15 - 13:52
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
نظرة جديدة لـ (قرآنا عربيا)
بعد الاجتياح النورماندي لانجلترا عام 1066 طغت الفرنسية الرومانية على لغة الانجليز الجرمنية و اصبحت الفرنسية لغة الثقافة و الحضارة و العلم و الدين و الكتابة و لغة الطبقة المثقفة بينما بقت الانجليزية الجرمنية السابقة لغة الحياة اليومية لفترة طويلة نسبيا الى ان تجاسر البعض على الكتابة بالعامية الانجليزية لاول مرة و لكن بعد الاعتذار و تقديم الاسباب التي دعت للكتابة بهذه اللغة البسيطة المنحطة: ارجو المعذرة للكتابة بالانجليزية و اني اتخذت هذا القرار فقط لكي تفهم عامة الناس ما اكتبه و تصل افكاري اليها. هذا يعني ان اكثرية الناس كانت بسيطة غير متعلمة لا تفهم الفرنسية او اللاتينية.
كانت القبائل النورمانية (رجال الشمال) في اصلها من اسكندنافيا استقرت في فرنسا و اصبحت فرنسية.
مرت العربية بنفس المرحلة تقريبا. عندما وقعت تحت ظل الارامية (والفارسية) المتطورة كانت العربية فقط لغة البدو و العامية و النقل الشفوي و لم تكن صالحة للكتابة خاصة اذا اخذنا بنظرالاعتبار ان الخط العربي هو استعارة من النبطية في حين الارامية كانت لغة العلم و الثقافة و الحضارة و حاملة الدين المسيحي.
لذا لا استطيع ان اتخلص من هذا الانطباع عندما يتطرق القرآن الى العروبة و العربية: (انا انزلناه قرآنا عربيا / بلسان عربي مبين / قرآنا عربيا غير ذي عوج) و كانما يريد القرآن ان يعتذر من الكتابة بالعربية لانها كانت لغة عامية غير مثقفة لاتليق بنصوص دينية و مثل الكتاب الانجليز يعتذر القرآن و يبين الاسباب التي دعت للكتابة بالعربية لكي تفهم عامة الناس بلغة بسيطة واضحة للجميع لكي لا يتعرض القرآن للانتقادات.
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟