أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم محمد كاظم - وصدقت - يا جيمس بيكر - لقد أعدت العراق إلى العصر الحجري














المزيد.....

وصدقت - يا جيمس بيكر - لقد أعدت العراق إلى العصر الحجري


جاسم محمد كاظم

الحوار المتمدن-العدد: 4282 - 2013 / 11 / 21 - 12:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يقول كتاب أسرار حرب الخليج لمؤلفة "بيار سالينجر واريك لوران" بان العراق خرج من حرب السنوات السبع مع إيران ب55 فرقة عسكرية و500 طائرة ويفوق هذا الرقم ما تملكه الولايات المتحدة الأميركية وألمانيا الاتحادية مجتمعتين مع 5000 ألاف دبابة ومليون مقاتل جاهز للمعركة وهكذا تصور صدام حسين نفسه هتلر آخر يستطيع أن يقول ويفعل ما يشاء .
لكن العراق بنفس الوقت كان يغرق في مستنقع الديون التي تجاوزت أل 100مليار دولار .

ودخلت الدولة العراقية في بداية عقد التسعين عصر "العسكرتاريا " بدئا برأس السلطة إلي كان ينام بملابسة الخاكية اللون وأصبح الشعار الذي تراه العين في كل مكان يتفوه بلسان العسكر القائل " كل شي من اجل النصر " ." عرق التدريب يقلل من دماء المعركة " و" التدريب التدريب ثم التدريب " .

انطلق العراق بعد تأميم النفط في بداية العقد السبعيني واستفاد كثيرا من دول الكتلة الشرقية في بداية أمرة في تسلق عالم الصناعة ولو طالعنا ما نشر في المجلات والصحف خلال تلك الأيام لقرئنا مثلا هذا العنوان في مجلة "ألف باء " 1975 بان الصناعة العراقية أوفدت أكثر من 50 مهندسا إلى ألمانيا الشرقية وتعاقدت مع 500 فني من الباكستان من اجل العمل في مؤسسات الصناعة الكهربائية وهكذا بدئت الصناعة العراقية الوليدة تشق طريقها أولا عن طريق التجميع وثانيا عن طريق التقليد .

وشهدت الساحة ظهور بوادر الصناعة الأولى من التلفزيون العادي EIC والثلاجة ومبردة الهلال واستطاعت الصناعة العراقية في غضون سنوات بسيطة من امتلاك السوق العراقية بكاملها وإزاحة معظم الصناعة المستوردة .
وظهر لأول مرة ماركة عراقية في الصناعات الغذائية تفوقت على كل مثيلاتها المستوردة وامتلكت الميزانية العراقية احتياطيا هائلا من النقد يقدر ب 30 مليار دولار في وقت كانت الميزانية السنوية من تصدير النفط تقدر ب5 مليار دولار .
واستطاعت الزراعة العراقية من السيطرة على كل السوق وسد الحاجة لأكثر المحاصيل الاستهلاكية باستثناء الحنطة والرز والسكر ولذلك بدأت الدولة تفكر بإنشاء مصنع للسكر في محافظة ميسان يعتمد على قصب السكر .

وتفوق سعر الصرف للدينار العراقي على دولار العم سام بنسبة 3 إلى 1 وتذوق التلميذ العراقي الوجبات المجانية بدئا بسنة 1977 واستلم الطالب الجامعي مبلغا قدرة 20 دينارا لكل شهر .
وأصبح السفر لموظفي قطاع الدولة إلى اغلب دول الكتلة الشرقية للاستجمام كالسفر مابين الحافظات .

أرادت الدولة في ذلك الوقت من السير وتقليد بعض النظريات التي أثبتت نجاحها الفائق في التطور والثبات مثل التجربة الصينية .

"نشرت روز اليوسف في عددها 2525 في 1-11- 1976 موضوعا تحت عنوان - لأول مرة في العراق - الحكام يحاسبون أنفسهم - من مراسلها فتحي خليل جاء فيه - عاش العراقيون أسابيع حافلة لم تقطعها إلا إجازة العيد يتحدثون لغة الأرقام والمعروف إن العراق قد دخل وبالذات بعد التأميم الكامل لثروته النفطية - غمار خطة تنمية طابعها طريق الاشتراكية ورغم أن الخطة قد أنجزت نجاحات ملحوظة إلا إن القيادة السياسية رأت ضرورة الإعداد لمرحلة المصارحة تناقش فيها عوامل تخلف الإنتاجية في تجربة التنمية واتخذت ندوة المصارحة شكل ندوة موسعة ذات نهج ديمقراطي لمناقشة عوامل النجاح والفشل ..... وبعد الحوار الذي دار كأنة عملية تشريح شاملة لتفاصيل العملية الإنتاجية انتهت الندوة بتوصيات دعمتها بعد ذلك بيانات سياسية أصدرتها قيادة الثورة وقيادة حزب البعث في العراق وقيادة الحزب الشيوعي العراقي " -


كانت أكثر الدول التي ترى في العراق قوة ناهضة يساورها القلق من هذا التطور الذي ربما يخلق من هذا البلد قوة وليدة يجعلها تخلق نوعا من التغيير في محيطها القريب .
وكان العراق بنفس الوقت يدعم أكثر التنظيمات التي تدعي الثورية ويعلن لأكثر الأحيان بأنة حامي حمى امة العرب وأنة مستعد لنقل كل ما يملك من اجل تحرير فلسطين التي أصبحت قضية العراق المركزية .

وأصبحت أكثر مجلاته تتحدى القوى الغربية علنا وتدعوا إلى قطع النفط العربي عن موانئها ولم تعد العصا الأميركية الغليظة تخيفه أبدا.

لذلك كان على تلك القوى وئد هذا الوليد في مهده وكان لها ما أرادت بعد انقلاب البعث الصدامي على حكومة البكر واستلام صدام حسين مقاليد الدولة بفكرة القروي العشائري وتضخيم الأعلام الغربي لهذه الشخصية المصابة بعقدة النقص وتقليد المشاهير وزجه بحرب دموية مع إيران كانت أول بدايات نهاية الدولة العراقية كدولة منهكة مثقلة بالديون .

إن من بقراء التاريخ يجد الشواهد الكثيرة التي يلجا إليها الغرب من اجل تدمير الدول الوليدة التي تخرج عن طوعه وتغلق أسواقها في وجه بضاعته فتبدأ الانقلابات العسكرية وإشغاله بالحروب المفتعلة من اجل تدمير صناعته الوطنية أولا ثم الاقتتال المذهبي كما حدث في قبرص بالانقلاب على حكومة مكاريوس .

لتعود تلك الدول تتغذى على تراثها الميت وتتصارع مع بعضها البعض على الكلمات الخاوية تغرقها مياه الأمطار بينما ينظر إليها العرابون أشبة بشريط سينمائي بعد أن تعود إلى العصور الحجرية .

جاسم محمد كاظم



#جاسم_محمد_كاظم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا يبكي الشيعة وهم يعلمون بأنهم يحكمون العالم ؟
- هكذا كان تقييم -العراق- في بلاد الهندوس
- لماذا ادعينا المسيحية في بلا الهندوس ؟
- وياليت -لأخلاقنا - و - مجتمعنا - عُشر أخلاق الهندوس
- التشابه مابين الطقس الشيعي والطقس السيخي . ملاحظات شاهد عيان
- التشابه مابين بين الهندوسية والإسلام .. ملاحظات شاهد عيان .
- الزعيم عبد الكريم قاسم . أكبر من الشهادة وأعظم من تأويلها
- يا سيد الشرفاء وإمامهم يا عبد الكريم قاسم
- الخدمة والميزة المطلقة ج2 كيف نحلل الوضع كحزب شيوعي
- الخدمة والميزة المطلقة ج1
- وأخيرا سقط - مولانا - في ميسوبوتاميا
- قبل تكفير الآخرين ..عالم العولمة لا يحتاج إلى مسمى - الله -
- اغرب من خيال : بضعة أشخاص يهزموا دولة
- - نمريون - وان أختلفنا
- لا يمكن لفكر الإخوان القروي أن يحكم مصر
- رفيقنا العزيز النمري لندع التاريخ حكماً
- مكانك المجد . الذرى والقلب وليس العراق يا عبد الكريم قاسم
- - الإفلاس - هو الدافع لإعادة النظر بالماركسية
- كيف نبني جهاز مخابرات علمي ذكي ومتطور ؟
- تضامنا مع حملة التضامن ضد الطائفية -هكذا كانت بغداد في عصرها ...


المزيد.....




- كيف سيغير الذكاء الاصطناعي طرق خوض الحروب وكيف تستفيد الجيوش ...
- -لا توجد ديمقراطية هنا، هذا هو الفصل العنصري-
- -لا نعرف إلى أين سنذهب بعد رفح-
- شاهد: طلقات مدفعية في مناطق بريطانية مختلفة احتفالاً بذكرى ت ...
- باحثة ألمانية: يمكن أن يكون الضحك وسيلة علاجية واعدة
- من يقف وراء ظاهرة الاعتداء على السياسيين في ألمانيا؟
- مصر تحذر من مخاطر عملية عسكرية إسرائيلية محتملة في رفح
- ماذا تكشف روائح الجسم الكريهة عن صحتك؟
- الخارجية الروسية توجه احتجاجا شديد اللهجة للسفير البريطاني ب ...
- فرنسا تتنصل من تصريحات أمريكية وتوضح حقيقة نشرها جنودها إلى ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم محمد كاظم - وصدقت - يا جيمس بيكر - لقد أعدت العراق إلى العصر الحجري