أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - موريس رمسيس - مصر و فقدان الهوية














المزيد.....

مصر و فقدان الهوية


موريس رمسيس

الحوار المتمدن-العدد: 4274 - 2013 / 11 / 13 - 16:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


استطاعت أسرة "محمد على" الألبانية خلال (150) عام من النهوض بمصر في أغلب المجالات / التعليمية/ اقتصادية/ الاجتماعية / الثقافية /... ( 1805 - 1953 ) و استعادوا مصر ثانية إلى الخريطة الدولية بعدما طمسها "البدو العرب" و "العبيد الأتراك" من المماليك تحت الرمال لقرون طويلة و تم استرجاع اسمها و جزء من ماضيها و تاريخها المسلوب

اعتمدت الأسرة الحاكمة على أنجاح مشروعها النهضوى بتمصير "مشيخة الأزهر" و أنهاء سيطرة ابناء العشائر البدوية العربية المستوطنين في مصر و قطع التواصل القبلي مع جذورهم في الجزيرة العربية و الاعتماد في نفس الوقت على أبناء المماليك و المصرين الحقيقين

أستطاع "أبراهيم" ابن محمد على الكبير من القضاء على الدولة السعودية الأولى الوليدة "الوهابية" في منطقة الدرعية ( 1816 - 1819 ) و قام بأسر أميرهم "عبد الله بن سعود" و أرسله الوالد إلى الأستانة لكي يُمثل بجسده في شوارعها معاقبة على تمرده و تفكيره في انتزاع الخلافة الإسلامية من يدي العثمانيين

بعد عشرات السنوات استطاع "ابن سعود" العودة ثانية لثأر لعشيرته من أسرة "محمد على" و المشاركة في أنشاء جماعة الأخوان المسلمين مع "الشيخ السعاتى / حسن البنا" اعتمادا على البدو العرب في منطقة بيلبيس و الشرقية وساعدوهم في التغلغل بين باقية القبائل البدوية في ريف مصر و لم يمضى ثلاث عقود حتى استطاعوا اختراق مشيحة الأزهر و ضباط الجيش و صف ضباطه ثم قاموا بالقضاء على حكم الأسرة الألبانية و إسقاط الدولة المصرية من خلال مشاركتهم في انقلاب (1952)

تقاسم الإخوان وضباط الجيش (الغنيمة المصرية) و مؤسسات الدولة و تشاركا في إدارة بعضها و عملا سويا على طمس الهوية المصرية و التاريخ الحقيقي لها و اسمها من الخريطة الدولية و قاما بإدخالها في مستنقع الأمة العربية و الأمة الإسلامية .. تصادما الطرفان كثيرا بسبب محاولات الإخوان لسيطرة الأحادية و الخروج عن الخط المرسوم لها مما أدى إلى سجن قادة الإخوان تكرارا مع الإبقاء على قاعدتهم البشرية عاملة في مؤسسات الدولة

ما نشاهده الآن من أحداث لا يعدو كونه صراع متكرر متجدد على تقاسم السلطة و الثروة و على السيطرة و التحكم في مؤسسات الدولة و مفاصلها تارة باسم العروبة و آخري باسم الإسلام أو بأسهما معا في أغلب الأحيان

مدراس دينية بالآلاف تتواجد في ربوع مصر يتولاها البدو العرب تبث البغض و الكراهية بين الشعب بالدعوة إلى العروبة و الإسلام .. أجيال كثيرة من عديمي الولاء و الانتماء إلى الأرض و التاريخ المصري تحتقر جذور مصر الفرعونية و القبطية تقوم بالطمس و الاقتلاع و التزييف ، انه مخطط "أبن سعود" البدوي الوهابي القديم لسيطرة على مصر و تجريفها عرقيا و إفقادها لهويتها المصرية ليصيروا هم "الأسياد" بلا منازع و يتم استغلال البداوة و العروبة و الأسلام كتمهيد لطريق طويل نهايته "الخلافة" لعشيرة "آلـ السعود" على المسلمين في العالم

يُرجع سبب انهيار الاتحاد السوفيتي السابق أساسا إلى عدم وجود الولاء و الانتماء إليه و سقط معه مفهوم اذابة الثقافات و القوميات في قومية أكبر و سقط ايضا مفهوم تخليق قومية مصطنعة لكي تحوى القوميات و الثقافات المختلفة كما يحدث في الغرب الآن .. أرى أنها نفس الأسباب التى ستؤدى إلى انهيار الاتحاد الأوربي الهش المتصارع القوميات و إلى تفكك دول المهجر المعروف و تكون دول عرقية أصغر

استبدل الجيش فى مصر قادة الإخوان بقادة من السلفيين مع علمه جيدا بتواجد إتباعهم معا في الشارع تحت عباءة الأزهر ايضا .. يطالب هؤلاء باسترداد الغنيمة المصرية و "العزبة" التي أخذت من بين أيديهم بوضع اليد التي لا نجد لها صاحب حقيقى يطالب بها في مؤسسات الدولة إلا القليل منهم على المستوى الفردي

هل "شيخ الأزهر و عصابته" يفتخرون بالقومية المصرية الفرعونية القبطية؟ و هكذا بالنسبة لـ (90%) من شيوخ المؤسسة؟ .. بالطبع لا ، بل أنهم يحتقرون تلك القومية و يعملون على بث و نشر الازدراء لها في العقول و النفوس و فى الوقت نفسه يستغلون القومية المصرية دوليا متخفيين وراء ماضيها و تاريخها المحترم لبث سمومهم و بغضهم و كراهيتهم حول العالم

أرى عم الاختلاف كثير سبق في مؤسسة العدل بين قضاتها و مستشاريها و هكذا مؤسسات / التعليم / الصحافة / الأعلام / الخارجية / الأمن و المخابرات فالسمة الغالبة الجامعة لهم جميعا هى عدم الولاء و عدم الانتماء لأرض و التاريخ

لجنة "الخمسين" لكتابة دستور مصر تحوى على "عشرة" من أعضائها بأقصى تقدير من "غير المشكوك" في مصريتهم أي في / القومية / الوطنية / الولاء / الأنتماء / الحقيقي إلى الأرض و التربة المصرية و التاريخ المصري المتراكم عبر الأباء و الأجداد منذ سبعة الالاف عام .. لجنة تم اختيارها بعناية من قبل الجيش و الأزهر لضمان السيطرة على "العزبة" المنهوبة و لضمان استمرار عدم الولاء و عدم الانتماء في النفوس و فقدان الهوية

مع شكري و محبتي



#موريس_رمسيس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المسلم الملحد و الإلحاد من وجهة نظر فلسفية
- الوحدانية و التوحيد من وجه نظر فلسفية
- التشابه بين فلسفات الخلاص و القصاص و الثأر
- الطقوس الوثنية في الإسلام
- 6 أكتوبر 73 حرب تحرير سيناء
- ثورة 30 يونيه الشعبية تجب جميع الثورات السابقة
- الأزهر و مسؤولية الانحطاط الحضاري في مصر
- جولة في تاريخ و جذور العرب
- مؤسسة الأزهر حاضنة الإرهاب في الشرق
- تفاصيل المخطط الأمريكي لشرق
- بداية ثورة الفراعنة على الهكسوس الجدد
- إلهنا – (ترنيمة)
- الثالوث المقدس و المسيحية من وجهه نظر فلسفية
- الخلود و العدم (الجزء الثالث)‏
- الخلود و العدم (الجزء الثاني)‏
- الخلود و العدم (الجزء الأول)
- تصرخ إليك
- الإمبراطورية الأمريكية في الطريق إلى التفكك
- صراع ثقافي حضاري و تطهير عرقي ديني في مصر
- شعارات ثورية مصرية


المزيد.....




- كيف تمكنّت -الجدة جوي- ذات الـ 94 عامًا من السفر حول العالم ...
- طالب ينقذ حافلة مدرسية من حادث مروري بعد تعرض السائقة لوعكة ...
- مصر.. اللواء عباس كامل في إسرائيل ومسؤول يوضح لـCNN السبب
- الرئيس الصيني يدعو الولايات المتحدة للشراكة لا الخصومة
- ألمانيا: -الكشف عن حالات التجسس الأخيرة بفضل تعزيز الحماية ا ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تدعم استقلال تايوان
- انفجار هائل يكشف عن نوع نادر من النجوم لم يسبق له مثيل خارج ...
- مجموعة قوات -شمال- الروسية ستحرّر خاركوف. ما الخطة؟
- غضب الشباب المناهض لإسرائيل يعصف بجامعات أميركا
- ما مصير الجولة الثانية من اللعبة البريطانية الكبيرة؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - موريس رمسيس - مصر و فقدان الهوية