أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - الحرية قبل الدين














المزيد.....

الحرية قبل الدين


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4272 - 2013 / 11 / 11 - 23:39
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الحرية قبل الدين
مصاديق الحرية في الرسالة الأسلامية الحقة وليست ما موجودة اليوم في عالمنا الأسلامي التي هي أدنى حتى في المقاييس العالمية ولا تتقترب ولو بدرجة بسيطة مع مفهوم الحرية في الإسلام,هي التي يمكن أن نركن إليها في مقارتنا لمفهوم الحرية عند العلمانيين,الذين يرون في الحرية نطاق مقيدا للغير ومتاحا لهم وحدهم كما فعلت الأعتقادات المنحرفة والضالة التي جعلت حرية حركتها بدل مفهوم الحرية الإنسانية للإنسان ككل وليس فئة.
لقد أعتقد دعاة العلمانية أن التقيد بالقواعد الدينية يعيق العمل والتطور ويؤخر من مفاعيل النهضة والتجديد والتحديث,متناسين حقيقة أن الإنسان ليس بألة تتحرك وفق قوانين رياضية فيزيائية كميائية بحته تضبط بأصولها لينضبط الإنسان معها تلقائيا,ولكن الإنسان ككيان روحي غير منفصل عن عالم الروح والعقيدة.
وحتى لو أراد الإنسان أن يعمل بأعلى طاقاته ووفق أعلى مستويات الجودة والأخلاص لا بد له من دافع مادي وأغراء روحي يدفعه لذلك,وليس أجدر من دافع الضمير والأخلاص لله في العمل في فاعليته وتكوين الدفع بأتجاه المثابرة والتطور,وقد بين علم الإجتماع المؤسساتي دور العامل الذاتي المبني على العقيدة من دور في ثبات القيم وأستقرار النفسية المثابرة في مجتمع العاملين على العكس من الذين لا يرتبطون بقيم روحية والذين يتميزون بمزاجية عالية وأضطراب شخصي يقودهم إلى التذبذب والتفاوت في العطاء حسب الحالات التي يمر بها العاملون تحت وطأة التوتر والضغوط النفسية.
لقد غالطت العلمانية نفسها بأتخاذها شعار الدين لله, معتقدةً أن الخلاص من أزمة المجتمع أنما تنحصر بالخلاص من الدين وبذلك جانبت العقل والعقلانية والعلم وشروطه,فلابد لدراسة أي ظاهرة من أن تقع تحت مجهر البحث عن العلل والأسباب وربط الأمور من خلال روابط حقيقية ونسبة كل سبب بمسببه وكل علة بالمعلول لتنتج من ذلك محصلات تستوعب الحالة وتشخص الخلل بعيدا عن الهدفيات خارج أطار البحث وهو ما يسمى التجرد العلمي.
فدعاة العلمانية لم يجروا هذه الدراسات والأبحاث لبيان العلل ولكن ربطوا من غير منطق بعض النتائج من خلال أرتباطها بسلوكيات تنتسب للدين وهي ليست من الدين,وكمثال على ذلك وهو ما كان أحد العناوين التي قامت عليها علمانية تركيا المعاصرة مفهوم تحريم العلم على الأناث من قبل رجال الدين وخاصة في القرى والأرياف وتحريم التعليم بالعلوم المعاصرة,هذه الحيثية كانت عنوانا من عناوين العلمانيون الأتراك ولو تفحصنا المشكلة وحاكمناها محاكمة تأريخية عقلانية علمية نجد أن الأسلام لا علاقة له بهذا التحريم ولم يأمر به ولم يدعوا له لا في نص ولا في سيرة نبوية ولا بأثر معتبر.
ولكن كان التحريم من تخريفات الرجعية الدينية المنحرفة المرتبطة باللسطان التركي وخدمة مشروعه التجهيلي التكفيري المتحجر تحت ضغط تملل الشارع الإسلامي التواق للأنعتاق من الحكم العثماني الأقطاعي الذي أطلق علية لقب الرجل المريض لكثرة العلل البنائية والبنيوية في أسس وأركان نظامه البالي.
لقد كان النظام الثيوقراطي_العسكري هو العلة في التخلف وليس الأسلام الذي قاد العالم للحضارة وفتح أبواب العلم والتطور والرقي في الوقت الذي كانت ملامح الموت البشري بالمستوى المعرفي والعلمي تسيطر على العالم شرقه وغربه,وأنتشار الظلم والحروب العبثية تأخذ الإنسان نحو الهاوية,ولم يكن في هذا الكون إلا فرد قاد هذا العالم ليس بالمجهود الخارق والأعجاري ولكن بالعلم والعقل والتدبير والمنهج الفاعل الذي يعي حاجات الإنسان والمجتمع ويعي كونه جاء للخلاص من أزمة الإنسان الإنسان وجدد وأنقلب على عالم من الجهل والخيال والفوضى التي تدب في أركان كل شيء إلى عالم تقوده الحضارة ويسوده السلام الأجتماعي ولو مع وجود الميل والأنحراف بالمسيرة الرسالية.
لقد كانت خطيئة العلمانية بالمقياس الحضاري أكبر من خطيئة المؤسسة الدينية الحاكمة ولو كانت الأخيرة هي السبب والمبرر الذي أخرج العلمانية للوجود وأعطاها المبرر الأخلاقي كما يتصور البعض,كون العلمانية أعتدت على العقل والعلم والمنطق العقلي وأعتدت في الجانب الأخر على القيم المحترمة التي رافقت الإنسان وجوديا وصاغت قدره وخطاه في الأرض تحت عنوان العقل والعلم تارة وتحت مسمى الحقوق الإنسانية تارة أخرى والتي لم تحترمها هي أصلا ولم تقدسها بالمعنى العرفي للقداسة.
ليست الأدعات وحدها تصيغ الحقائق ولكن يجب على الحقائق الوجودية أن تكون هي التي تكشف مصداقية الأدعاء وتصاحبها على المستوى التطبقي وليس على الأفق النظري الذي لا يمكن أن يكون بديلا عن التجربة الإنسانية,وبذلك يتحول الأستصحاب إلى شرط لزومي لابد من مراعاته وتوفر في المعرفة ونشاطها الملامس لكينونة البشر وسيرورته في التأريخ,هذا الشرط يكون كاشفا عن الضرورية والكلية التي يمكن الذي يرى فيها أن للمعرفة اليقينية في ذاتها ولابد وأن تكون كلية؛ وضرورية بحيث تشمل القضية جميع الحالات الجزئية مبنية على دور العقل المركزي ونقصد به العقل السليم في توليد المعرفة التي من خلالها يمكن أن يكون للإنسان العقل والنفس والروح والجسد والبدن أن يدرك ذاتيته المتمثله بكون هدف الرسالة وهدف الدين الذي يجعل من الأخير له على وجه الخصوص, وتبطيل وأبطال شعار(الدين لله) ويحل معه عنوان الدين للناس والأرض والكون الوجودي لله.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التصنيف العقلي والديني
- تجربة الدين
- الورشة العلمية حول إعادة قراءة الشخصية العراقية واستراتيجيات ...
- شروط القراءة التاريخية
- التأريخ الإسلامي بين الأسطورة والتزييف
- أهمية التجرد والموضوعية في كتابة التأريخ
- حوار أم دوار
- يا سيدي يا حسين أمض بنا
- عالم أبيض وعالم أسود
- الدين السياسي وصورة الرب
- الدستوريه ومفهوم الدولة
- ربط المعرفة بالعمل صناعة العقل الفاعل
- محل العقل ووظيفة التعقل
- التعصب الحضاري ومشكلة أنا وأنت
- الشعوب وخيار الحياة
- ملامح العالم الكوني بعد عالم الحداثة
- الرب السياسي
- إختراق الجدار
- حوار الجدران
- قوة العقل


المزيد.....




- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!
- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - الحرية قبل الدين