أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - شمخي الجابري - من فلسفة الثورة الحسينية . . إحقاق الحق















المزيد.....

من فلسفة الثورة الحسينية . . إحقاق الحق


شمخي الجابري

الحوار المتمدن-العدد: 4268 - 2013 / 11 / 7 - 21:11
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


لا يمكن هجران الحقيقة حين حفت الدنيا بالمكارم ونطق التأريخ في منهجية الوقائع الخالدة لمبرز حياء العقل حين جبلت قلوب الصادقين في مكارم الأخلاق والسلوك القويم حتى أصبحت الرهبة يقين في عهود العارفين تجسدت فيجوهر ثورة الإمام الحسين (ع) التي تحمل مشروع الهي من اجل أهداف مقدسة لضمان حقوق الإنسان تعتمد أصول الحق والحرية وترسيخ مبادئ العدالة الاجتماعية وإنهاء كل إشكال العبودية والكراهية والخنوع السفياني عندما أشيع ( شر البقاع دور الأمراء الذين لا يقضون بالحق ) حتى خرج الإمام منتفضا لاجتثاث جذور الظالمين أستهدف انحراف يزيد بؤرة الفساد الذي أشاع المنكر معروف وزهق الحق فأرادها الإمام ( أفضل الجهاد كلمة عدل عند سلطان جائر ) ، ، فعندما وصل السفير مسلم ابن عقيل الى الكوفة وحصل على بيعة الأكثرية لان ثورة الحسين (ع) تخص الجميع ولم ترتبط بقبيلة وطائفة ولكن سرعان ما نكث الوعد هذا القوم حين قدمت أشجار الدراهم وحدثت الفاجعة لامتناع الإمام عن مبايعة يزيد ليحدث الوغزة الوجدانية في ضمير الأمة ويجسد من الواقعة العسكرية ملحمة لم يعرف التأريخ مثيلاتها في التضحية والوفاء والثبات وختم الإمام حياته الطاهرة في اليوم الموعود بالشهادة في واقعة ألطف الخالدة عام 61 ه معركة بين الحق والباطل والعدالة ضد الظلم . . وأوضح في كتاب «الملحمة الحسينية» للمفكر والفيلسوف الشيعي الإيراني المعروف آية الله الشيخ مرتضى مطهري (قدس) الذي استشهد عام 1979م .
( يقول مطهري: استشهد الإمام الحسين ثلاث مرات: الأولى على يد اليزيديين بفقدانه لجسده، والثانية على يد أعدائه الذين شوّهوا سمعته وأساءوا لمقامه، أما الثالثة فعندما استشهدت أهدافه على يد أهل المنبر الحسيني، وكان هذا هو الاستشهاد الأعظم .
فالحسين ظُلم بما نسب له من أساطير...
وروايات قاصرة عن أن تصبح تاريخاً يألفه أو يقبله العقلاء .
ظُلم لأن تلك الروايات عتمت على أهداف ثورته ومقاصدها..
ظُلم؛ على يد الرواديد ومن اعتلوا منبره ونسبوا له - ولأهل بيته- حوارات ومواقف وهمية ملؤها الانكسار لاستدار الدمع .
فصوروه - وهو المحارب الجسور الذي افتدى مبادئه بروحه ودمه - وهو يلتمسُ الماء بكل ذلٍ ومهانة من أعدائه ،
وصوّروا زينب - الطود الشامخ - التي دخلت على الطاغية يزيد فزلزلته بخطبتها ؛ على أنها امرأة جزعة بكاءه تثبّط همة أخيها في الحرب ، وتثنيه عن القتال !
ظلم ، وأي ظُلم هذا ، عندما حُوِّلت ثورته الراقية على الوحشية لمناسبة لتعذيب وجلد النفس..
بدأها التوابون من أهل الكوفة بعد استشهاده عندما جلدهم الندم لمّا سمعوا بقتل الأمام الذي كاتبوه وبايعوه للخروج على يزيد ومن ثم خذلوه..
فخرجوا في مواكب يشقون فيها الرأس ويعذبون أنفسهم ندماً على ما فعلوه بالإمام وصحبه..
وتوارثت أجيال الشيعة هذه الطقوس التي لا تتناسب مع ثبات المؤمن وصبره بل وسعت لتبريرها بنسب الفعل للسيدة زينب التي قيل عنها - وحاشاها- أنها شقت الجيب وشجت رأسها حزناً على أخيها؛ حتى جاء المراجع الكبار فحرّموا هذا الطقس فعُلق حتى في إيران لما فيه من تشويه للمذهب؛
إلا أنه مازال يمارس كل عام مُلبساً ثورة الحسين ما ليس فيها، ومستدراً على منهاجه السوي النقد والتقريع وازدراء العالم!!
ظُلم..عندما زُج بمظاهر الغلو في مجالسه..
وظُلم عندما اتخذت مجالسه وسيلة لترسيخ الفروقات بين الأمة المحمدية التي بذل روحه لجمع شتاتها والحفاظ على هويتها..
وهو ما عبّر عنه مكارم الشيرازي ذات حديث عندما قال: ما زُجّ بمظاهر الغلو في مجالس الحسين - إلا- ليقلصوا من مكانة وعظمة هذه الواقعة الخالدة .
ظُلم .. عندما دُرست في المدارس قصص امرئ ألقيس والمعري والمتنبي ضمن المناهج الدراسية وما دُرست ملحمته !!
ظُلم.. عندما صارت ذكرى استشهاده فرصة التبذير وهدر المال في الولائم المبالغ فيها - تحت اسمه- وهو ابن البيت الذي يتصل فيه الصوم لإيثار التبرع بالزاد على أكله!!
ظُلم ومازال يظلم .. لأن رسالته التي كان خليقاً بها أن ترفع مستوى الفكر البشري؛ غُيبت لصغر العقل وتخثر اللب وتقفل القلوب ..!!
لقد خُلدت الثورة - نعم- ومن يتصفح مظاهر إحياء عاشوراء حول العالم ،ويلمح العبرات التي تنهمر من أعين المسلمين، لا يكاد يصدق أن الواقعة المرثية قد انقضت منذ 1370 عاماً.. ذلك أن الله - في عُلاه- أراد لهذه الواقعة أن تُخلّد ليوم القيامة لما فيها من أرث، ومن دروسً تختصر كنه الصراع الدنيوي بين معسكري الخير والطغيان، وتشرح مفهوم النصر الخالد - ولو- عبر الهزيمة الآنية.. تلك الدروس التي فهمها المهاتما غاندي فقال تعلمت من الحسين كيف أكون مظلوما فأنتصر ، وغابت عن فهمنا فما استثمرناها.. فبين فئةً ركّزت على تراجيديا الثورة على حساب رسائلها وأهدافها الكبرى، وبين فئة أخرى أهملتها وتجاهلت معانيها وتعامل معها على أنها لا تخصه.. تبدد الإرث.. وبقي الرثاء.. وظلم بذلك الحسين واستشهد على يد محبيه ومناوئيه آلاف المرات ) . . . نحن عراق اليوم في أمس الحاجة إلى مفردات صحوة في ثقافة حسينية كمنهج لنصرة الحق تعتمد رسالة الإمام الحسين (ع) الإنسانية في مجتمع نكث الوعد بالوفاء لمبادئ أهل بيت النبوة ولم ترفع حتى أسمائهم على المراكز العلمية والجامعات والمدارس بينما تسمى مؤسساتنا بأسماء المنصور ، الرشيد ، صدام ، الأمين ، المأمون . . وغيرها. لكن يطلق أسماء الإمام الحسين وأخيه العباس عليهم السلام على صواريخ القتل الجماعي للبشر ( صاروخ الحسين ) وتطلق أسماء أهل البيت على المواقع العسكرية للقتال وتغذى حالات الإحباط والندم كي تتجسد في العويل والبكاء وشق الرأس والعبث في الجسد وجلد النفس في مجتمع يتصدى المواقع الريادية بين دول العلم في مجال الفساد الإداري والمالي في عراق يمتلك ثروة لا تنفع في ولاء الشعب من مختلف أطيافه وقومياته لمدرسة الحسين (ع) ، كما تفاعلت دول العالم المتحضر مع الثورة الحسينية فأخذوا الرسالة المحمدية وفلسفة الثورة العسكرية الحسينية والثبات لثقافة التعايش والضمير الإنساني فصادرت أفكار الحسين التي أعطت القيم العليا المؤمل عليها وبقيت المراقد والمقامات التي لم تنظم فيها حتى الخدمات وتعاني الدولة من حماية الزيارات لتشعب ثقافة الغلو ولامبالاة وتكريس مفاهيم وممارسات تستهدف تشويه ومناهضة الخط الحسيني الأصيل على يد البسطاء والمغرضين . فعلينا أن نستفيد من كربلاء لتغيير واقعنا لنجعل الإصلاح هو الهدف كما قال الإمام الحسين (ع) ( ألا وإني لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا ظالماً ولا مفسداً وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي ) . . اللهم تقبل مني وكف عن أهل العراق مكر الماكرين وابعد عنهم نزوات الحروب وغدر الظالمين وارحم أبناء الشعب بالصبر على الرزايا وجعلهم لا يعملوا شيئا من الخير رياء في فلسفة الثورة الحسينية ( خير أمتي الذين أذا سفه عليهم احتملوا وإذا جني عليهم غفروا وإذا أوذوا صبروا ) اللهم اجعلنا من الصابرين ومن أهل العدل والسلام المبين .



#شمخي_الجابري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعض السادة موظفين وليس محافظين
- أمنيات صوب العدالة
- إلغاء الراتب التقاعدي لأعضاء البرلمان في العراق
- خطر الأشعة الكهرومغناطيسية إرهابي صامت في العراق
- في العيد طقوس وعادات عراقية
- نطمح لدولة مدنية لأنها الحل
- بغداد مضيفة للمنظمة الدولية لمكافحة الإرهاب
- بضاعة الانتخابات
- الوحدة الوطنية تحجب سهام الطائفية
- عام جديد يكسح سهام الزوبعات
- أذا لم تنتفض أنت وأنا فكيف نكافح الفساد !!
- ثورة الحسين صحوة انسانية للنجاة
- عقارب الفساد تلسع المواطنة الوظيفية
- في حلبة الصراع سقط قوت الفقراء
- التأريخ خالد في طعن المغص القراقوشي
- الديمقراطية ام المصالحة الوطنية طموح الاغلبية في بناء دولة م ...
- لأبناء السماوة بصمات في واقعة سولميش السليمانية
- فريق الارهاب خسر المبارات في بغداد فعاد يحرق حلب
- الدب الوحشي أم الدب الألي في شوارع السماوة
- المواطنة الوظيفية تغرق في مستنقع الفساد الاداري


المزيد.....




- كاميرا CNN تُظهر استخدام الشرطة القوة في اعتقال متظاهرين مؤي ...
- “اعرف صلاة الجمعة امتا؟!” أوقات الصلاة اليوم الجمعة بالتوقيت ...
- هدفنا قانون أسرة ديمقراطي ينتصر لحقوق النساء الديمقراطية
- الشرطة الأمريكية تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة ...
- مناضل من مكناس// إما فسادهم والعبودية وإما فسادهم والطرد.
- بلاغ القطاع الطلابي لحزب للتقدم و الاشتراكية
- الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي (الإتحاد المغربي للشغل) تدعو ...
- الرفيق جمال براجع يهنئ الرفيق فهد سليمان أميناً عاماً للجبهة ...
- الجبهة الديمقراطية: تثمن الثورة الطلابية في الجامعات الاميرك ...
- شاهد.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيم ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - شمخي الجابري - من فلسفة الثورة الحسينية . . إحقاق الحق