أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مرح البقاعي - لسان العالم















المزيد.....

لسان العالم


مرح البقاعي

الحوار المتمدن-العدد: 1216 - 2005 / 6 / 2 - 13:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يَطرح سؤال "اللغة الواحدة" في مجتمع العولمة المشرع على ثقافات العالم كافة على أرض البحث مستقبل الترجمة، ومصيرها، في موجة الاستقراءات التي تفيد أن لغة التخاطب العالمي المقبلة هي اللغة الإنكليزية بامتياز.

في العام 1991 أعلنت الفيدرالية الدولية للمترجمين IFT المنبثقة عن منظمة اليونيسكو يوم 30 أيلول/سبتمبر يوما عالميا للترجمة احتفاء بأحد جهابذة الترجمة في تاريخ البشرية وهو سانت جيروم الذي قام على ترجمة الكتاب المقدس إلى اللغة اللاتينية بتكليف من البابا داماسوس سنة 382.
أما من الجانب العربي فقد قامت مجموعة من المترجمين الحريصين على المهنة وعلى رأسهم المترجم عامر محمود العظم في شهر يناير من العام 2002 بتأسيس الجمعية الدولية للمترجمين العربWATA على شبكة الإنترنت و هو عمل ريادي في مقدمته أهدافه تعزيز حوار الحضارات عن طريق الترجمة.
إن الحركة الحثيثة للتقارب الثقافي بعامة، والمعلوماتي على وجه الخصوص، كانت العجلة الدافعة لازدهار حركة الترجمة بين اللغات الحية كافة وبكل الاتجاهات. وغدت هذه الحركة الظاهرة الأكثر ديناميكية في دفع العالم الرقمي على شبكة الإنترنت اليوم و تقريب المسافات بين شرق وغرب، شمال وجنوب، ما يعمل على إقصاء " التغريب" بين المجتمعات المتعددة التي تشكل بنية القرية العالمية الواحدة.
يعرّف كويتشيرو ماتسورا، مدير هيئة اليونسكو، المترجِم بأنه ذلك الوسيط المحايد الذي يسعي جاهداً إلى إيجاد الروابط بين عوالم اتسعت الهوة بين بعضها البعض بفعل عدم الاستيعاب وسوء الفهم ما يجعل من الترجمة أداة ووسيطاً للتعبير عن الاختلاف. ويفيد إنه من هذا المنظور يكون دعم اليونسكو للترجمة دعما للتنوع الثقافي وإرساء لدعائم الحوار بين الثقافات بوصفهما بوابتي السلام بين الشعوب.
وهنا يبرز سؤال "اللغة الواحدة" في مجتمع العولمة المشرع على ثقافات العالم كافة، سؤال عن مستقبل الترجمة ومصيرها في موجة الاستقراءات التي تفيد أن لغة التخاطب العالمي المقبلة هي اللغة الإنكليزية بامتياز.


الكتاب العلمي

إن ازدهار الكتاب العلمي المترجم إلى اللغة العربية يعود إلى عدة أسباب أهمها الثقة بمضمون الكتاب العلمي الأجنبي لأنه يكون عادة نتاج دراسات وأبحاث تقوم بها مراكز أو معاهد علمية مرموقة. وتزامن إصدار الكتاب العلمي الأجنبي مع التطورات العلمية في الغرب، مما يجعل المعلومة تصل إلى القارئ العربي عبر الكتاب المترجم بوقت أقصر مما لو انتظر كاتباً عربياً ليتناول الموضوع نفسه في كتاب.
يقول غسان شبارو الشريك ومدير الإنتاج في الدار العربية للعلوم :" تبلغ نسبة التراجم في الدار العربية للعلوم حوالى %85 من مجموع إصداراتنا، وهي تركّز بشكل أساسي على ترجمة العلوم إلى العربية كما هو واضح من اسم الدار، ولكن رغبات القراء في الحصول على إصدارات مترجمة وأنيقة جعلتنا نضيف الروايات والإنسانيات والكتب السياسية إلى قائمة إصداراتنا".
إن انتقاء الكتاب الأجنبي المناسب للترجمة إلى العربية من الناحية العلمية والتجارية والمجتمعية أمر شاق وحساس، يترتب عليه متابعة حثيثة لحركة النشر العالمية عبر المعارض والمؤتمرات، ومن ثم التمحيص في الكتب المختارة للتأكد من قدرتها على ملء فراغ معين في المكتبة العربية.
يفيد شبارو في هذا الشأن:" مازالت الدار، منذ تأسيسها في العام 1987، تحرص على اقتناء حقوق النشر العربية لإصدارات أمهات دور النشر العالمية من أمثال مايكروسوفت برس، وأدوبي برس، وسيسكو برس، وماكغروهيل، وسايبكس، ومايو كلينك، وهارفرد يونيفرسيتي برس، و?يرسون، وروديل، والعديد غيرها. وللدار شركة شقيقة هي مركز التعريب والبرمجة تتولى ترجمة كتبها إضافة إلى مترجمين آخرين يعملون من منازلهم".



الترجمة والتعددية الثقافية

إن الإعلان العالمي حول التنوع الثقافي الذي أطلقته منظمة اليونيسكو يحمل في طياته الجواب عن هذا السؤال عندما ذكر أن التنوع الثقافي يعادل في أهميته بالنسبة للبشرية أهمية التنوع البيولوجي بالنسبة للطبيعة. والحال أن ضمان التعدد الثقافي رهن بتفعيل دور الترجمة في تحريك هذا التواصل. والمنظمة باختيارها حماية وتكريس التعدد اللغوي والتنوع الثقافي شعارا إنما تهدف إلى تأكيد أهمية الانفتاح على الآخر وعلى مختلف أشكال التبادل بين بني البشر، كما تهدف إلى التوجيه لأهمية الترجمة في صيانة الهويات اللغوية والثقافية في العالم والحيلولة دون طمس الخصوصيات الثقافية واستلاب الهوية.
فما هو حال الترجمة من اللغة العربية إلى اللغات العالمية الأخرى؟ و ماهي المعايير التي ينطلق منها المترجم أو الناشر حين يقع اختياره على كتاب ما لنقله إلى العالم والتعريف بوجه من وجوه الثقافة العربية؟
يرى بعض من غير المتفائلين إن عمليات ترجمة الأدب العربي إلى اللغات الأجنبية لا تخضع لمعايير أدبية ولا لنظام يحتكم للقيمة الأدبية حيث إن ترشيحات الترجمة يقوم بها شخص واحد في الغالب وهو ما يعني وجود رؤية فنية واحدة وذوق فني واحد يفرض نفسه في اختيار هذه النصوص. وتفيد الأديبة المصرية هالة البدري في هذا الشأن :" تلعب المصادفة دورا أساسا في عملية الترجمة واختيار الأدب العربي للترجمة وقالت إنه خلال السنوات الـ 15 الماضية كانت دور النشر الغربية تبحث في النصوص التي تختارها للترجمة عن قضايا الختان وإهانة النساء وهذا ما أدى إلى ترجمة بعض الأعمال التي ما كان لها أن تترجم لولا رغبة دور النشر الغربية في التركيز على مثل هذه القضايا".
أما عامر محمود العظم فقد اتخذ خطوة أكثر جراءة بالإعلان عن نشر مجلة "واتا" للترجمة واللغات، وهي مجلة تُعنی بشؤون الترجمة وسبل تحقيق أبعادها من الناحيتين النظرية والعملية، وكذلك تركّز على الدراسات الألسنية( linguistic ( المرتبطة بعملية الترجمة، وجمع معلومات عن اللغات البشرية کافة وتصنيفها ودراسة نقاط التقائها وكذلك مسارب افتراقها تمهيداً لتأسيس بنك دولي للغات بمساندة اليونسکو وسائر الجمعيات والمؤسسات الحکومية وغير الحکومية المعنية باللغات البشرية.
يحدد العظم أهداف المجلة قائلا:" أهم أهداف واتا بشکليها الورقي والإلکتروني على الموقع www.wata.org هو استقطاب القوی و الطاقات الأکاديمية والعلمية العربية وغير العربية من المؤهلين للخوض في شؤون الترجمة وشجونها علی الصعيدين الدولي والعربي".

مستقبل الترجمة

تشير الإحصاءات حول المستقبل اللغوي للعالم أن نسبة عدد الناطقين باللغة الإنكليزية كلغة أم آخذة بالتراجع مقارنة بنسبة عدد الناطقين بها من الطارئين عليها( اتخاذ الإنكليزية لغة ثانية أو بديلة) كما هو الحال في الهند وباكستان. و من المتوقع أن تنخفض نسبة اللغة الإنكليزية الأم من 8% من عدد سكان العالم إلى 5% بحلول العام 2050. بمعنى أن ناطقي الإنكليزية الأم سيصبحون أقل عددا من ناطقيها بالتبني إما نتيجة الاعتياد ( اتخاذها لغة وسيطة) و إما بترسيمها لغة رديفة و خاصة في مناطق الكثافة السكانية الآسيوية كماليزيا وهونغ كونغ.
فأي دور مستقبلي للترجمة في ظل هيمنة اللغة الإنكليزية على لغات العالم ولاسيما في مجال التقنيات والاقتصاد والسياسة و تصدير المصطلحات المستحدثة في ظل وسائل اتصال غاية في السرعة والدقة؟
تفيد دورة التاريخ أن هذا الاندغام اللغوي غير قابل عمليا للتحقيق. فقد سادت في الماضي لغات بعينها تبعا للقوة والهيمنة المادية والحضارية لثقافاتها، منها اليونانية واللاتينية، التي هُيئ للعالم في حينها أنه سيشتق منها اللغة الوسيطة( Lingua Franca) التي ستوحد لسان العالم. وأتت إثرها اللغة العربية لتكون لغة الثقافة والعلم والترجمة أيضا، ثم الإنكليزية في القرن العشرين لكن كل هذه اللغات لم تلغِ الهويات واللغات القِومية الأخرى بل أضافت إليها، ودائما بواسطة الترجمة، بعدا رابعا في عمقها اللغوي والاصطلاحي.
يقول الدكتور حسام الخطيب في هذا الشأن:" لعل نظرة بسيطة إلى مكتسبات اللغة العربية الحديثة من خلال الترجمة تشير إلى أن التطور الكبير الذي أحرزته اللغة العربية خلال القرن الماضي يدين للترجمة بالكثير الكثير، إذ أصبحت لغتنا قادرة على استيعاب منجزات الحضارة الحديثة من فكر وعلم وثقافة . كل هذا يعني أن الترجمة سوف تبقى ضرورية وأداة فعالة حتى في عصر العولمة".




#مرح_البقاعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- توق الشاعرة
- مجموعة مرح البقاعي الشعرية الجديدة بالإنكليزية
- لأول مرة في الصحافة العربية جريدة بلغة برايل للمكفوفين
- أوراق أورشليم
- الموسيقى في صناعة الحرية
- لا
- شعر العالم: الشاعر آليكسي شيرمان
- فبراير الأسود البشرة
- حرية القرن الأمني
- شعر: عين واحدة
- النفوذ الحر
- شعر: المنتحرون
- شعر:صولجان
- شعر العالم: الشاعرة كيم آدونيزو
- ملف شعر العالم: الشاعرة ساسيكا هاميلتون
- ملف شعر العالم: الشاعر روبرت كاندل
- ملف شعر العالم تنقله إلى العربية: مرح البقاعي - الشاعرة ديني ...
- ملف شعر العالم: الشاعر جيف هيلدبرانت
- ملف شعر العالم: الشاعر ديفس مكومبس
- سََحَابات القصيدة.. وحمأة التكنولوجيا


المزيد.....




- بالتعاون مع العراق.. السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية ...
- مسؤول إسرائيلي حول مقترح مصر للهدنة في غزة: نتنياهو لا يريد ...
- بلينكن: الصين هي المورد رقم واحد لقطاع الصناعات العسكرية الر ...
- ألمانيا - تعديلات مهمة في برنامج المساعدات الطلابية -بافوغ- ...
- رصد حشود الدبابات والعربات المدرعة الإسرائيلية على الحدود مع ...
- -حزب الله-: استهدفنا موقع حبوشيت الإسرائيلي ومقر ‏قيادة بثكن ...
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- طعن فتاة إسرائيلية في تل أبيب وبن غفير يتعرض لحادثة بعد زيار ...
- أطباق فلسطينية غيرتها الحرب وأمهات يبدعن في توفير الطعام


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مرح البقاعي - لسان العالم