المحرق ديْره

عبدالرحمن النعيمي

الحوار المتمدن-العدد: 1214 - 2005 / 5 / 31 - 12:04
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    

›› تتميز كل منطقة من مناطق البحرين بصفات معينة رغم ما يشمل الجميع من خصائص وطنية وقومية، وفي المحطات المفصلية من تاريخ هذا الشعب كان الناس ينظرون الى المحرق وأهلها، وحيث كانت المواقف صائبة في أغلب الاحيان، فقد قيل (المحرق ديْره) أي بوصلة للموقف الصحيح.

في الآونة الأخيرة، سعى البعض الى اثارة فتن طائفية هنا وهناك في المحرق، متوهماً بأن الاجواء الطائفية التي يشيعها النظام قادرة على الانتشار في المحرق.. فمن اشكالية الاعلام السوداء في عزاء عاشورا.. الى ما سعى احد ائمة المساجد من اثارة فتنة طائفية.. الى الحديث عن ضرورة تكتل السنة لمواجهة ما أسماه ( الاجندة السرية للشيعة) للاستيلاء على الحكم!!

ثم محاولات (السعيدي) نقل مواقفه حول احداث التسعينات الى المحرق في مجلس الجزاف.. وما واجهه من موقف صائب من القائمين على المجلس بالاعتذار منه.. ثم قيام الاخوة في الجمعية البحرينية لحقوق الانسان بالحديث عن مؤتمر جنيف وما جرى من نقاشات وحوارات بين ممثلي السلطة وممثلي جمعيات حقوق الانسان واللجنة الدولية.. والتوصيات الصائبة التي اتخذتها اللجنة الدولية حول دعوة حكومة البحرين لاعادة النظر في مرسوم رقم 56، والعديد من القضايا المتعلقة بالمرحلة السابقة لتتمكن مع قوى المجتمع من طي صفحة الماضي وتحقيق المصالحة الوطنية، في ذات الليلة… وكنا نتمنى لو تمكن المركز وضحايا التعذيب والجمعية البحرينية من توحيد جهودهم وعقد مهرجان شعبي كبير في ساحات المحرق بدلاً من التركيز على المناطق الشمالية من قبل المركز ولجنة ضحايا التعذيب.. ويتوجب على الاخوة في الجمعية البحرينية التفكير بما يمكن القيام به في المحرق خلال الفترة القادمة لتوضيح حقيقة ما جرى في جنيف وما كسبته البحرين (شعباً وحكومة) في التوصيات التي توصلت اليها اللجنة.. حيث اننا مع الاشادة بما تحقق في البحرين من مكاسب.. وننتقد السلبيات التي رافقت المسيرة باتجاه الاصلاح، وليس باتجاه ليَ عنق النظام كما يتوهم البعض.. فكلنا في سفينة واحدة ومن مصلحة الحكم الاستماع الى صوت الحق لدى قوى المعارضة وخاصة ضحايا التعذيب.

ويبدو ان الحكم قد انتبه الى النشاط الذي تقوم به جمعية العمل الوطني الديمقراطي وجمعية الوسط العربي الديمقراطي وجمعية المنبر التقدمي والشخصيات الوطنية التي ترفض رفضاً مطلقاً الاطروحات الطائفية.. وتسعى جاهدة لتوحيد الصفوف والدفاع عن حقوق الشعب.. وخاصة المسالة الدستورية التي هي حجر الزاوية في الاصلاح السياسي في البحرين.. حيث انها تتعلق بمجمل الحقوق والواجبات المتبادلة بين الاسرة الحاكمة وشعب البحرين .. وليست مقتصرة على طائفة من الطوائف.. ولا يمكن ـ بتحقيق المواطنة المتساوية ـ ان يحصل مواطن على حقوق أكثر من غيره.

لذلك ارادت السلطة ان تتقدم بالمشاريع والخطط لاعمار جزيرة ابو ماهر وخليج عراد.. وتنفيذ مشاريع اسكانية في البسيتين.. الخ.. أي تقوم بما قصرت عن القيام به طيلة سنوات.. لأن اركان الحكم كانوا ينظرون الى المحرق على انها معقل من معاقل المعارضة.. ولذلك أهملوها طيلة فترة أمن الدولة.. بل يمكن القول بأن نصيبها من الحرمان كبير .. ومن واجب الدولة ان تولي الاهتمام الجدي والحقيقي لهذه المحافظة..

ولكن يجب الانتباه الى ان اركان السلطة يريدون استثمار عمليات الاصلاح من خلال الاسيتلاء على الاراضي والمياه المغمورة التي سيتم ردمها في السنوات القادمة.. وهناك اشاعات بأن أحد كبار المسؤولين قد استولى على المنطقة الممتدة من البسيتين الى الميناء المالي.. وغيره على المنطقة ما بين الجسرين… الخ. واشاعات كثيرة حول الهجمة على الاراضي في مشروع امواج وغيره من المشاريع في المنطقة.. مما يتوجب فضح المتلاعبين والتاكيد على الحق العام في الاراضي وايقاف الاعتداء عليها.. واعتبار كل الارض والمياه التي سيتدفن، ملك للدولة.

نعود الى (المحرق ديْره) وواجباتنا كوطنيين نرفض التمييز الطائفي ونطالب بالمساواة بين المواطنين.. واجبنا في التصدي لكل دعاة الطائفية.. ولكل من يتوهم بأن (طائفة ما لديها أوهام للسيطرة على الحكم) .. وعلينا أن نضع برامج توعية في المجالس والاندية وفي مختلف المناطق.. والتعاون مع الاخوة في الوفاق وفي الجمعيات السنية المتنورة للقاءات المشتركة .. ولا يجب ان تكون نشاطات الامانة العامة للمؤتمر الدستوري مقتصرة على المحافظات الشمالية والوسطى.. بل يجب ان تمتد الى المحرق.. حيث لا بد من التفكير بلقاءات لاعضاء الامانة الدستورية مع المجالس في المحرق.. اضافة الى التفكير باعتصام في العديد من مناطق المحرق حول المسالة الدستورية…

ونحن على ثقة بأن الشخصيات الوطنية الواعية في المحرق، لن تنجر الى المستنقع الطائفي.. رغم السلبيات والاحتقانات الطائفية هنا وهاك وعلى الصعيد العراقي واللبناني (ضمن المشروع الامريكي لاقامة ديمقراطيات الطوائف والاقليات العرقية)، وعلينا أن نبذل الكثير من الجهد لتكون المحرق معقلاً وطنياً راسخاً.. وعلينا أن نشجع الحكومة على الاهتمام بالمشاريع في المحرق .. فذلك حق من حقوق جزء من شعب البحرين.

#عبدالرحمن_النعيمي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات