أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - اسحاق الشيخ يعقوب - صاحب السنديانة الحمراء يرحل














المزيد.....

صاحب السنديانة الحمراء يرحل


اسحاق الشيخ يعقوب

الحوار المتمدن-العدد: 4255 - 2013 / 10 / 24 - 15:54
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


إنه قامة لبنانية أدبية شامخة في عمق يساريتها : ما انحنت يوماً تحت قبضة الظلام ولا سلمت قطرة واحدة من قطرات وطنيتها !!

ومنذ الخمسينات كنا نحن معشر الكتاب و الادباء و المثقفين اليساريين السعوديين نتلمظ عندم رحيق افرازات أفكاره التقدمية التنويرية في كتاباته في جريدة الأخبار و مجلة الثقافة الوطنية اللبنانية ..


و أحسب أن الكثيرين منا و من ابناء و بنات المنطقة العربية و الخليج و الجزيرة العربية .. كانوا ينهلون أدباً و ثقافة و نقداً و فكراً تنويرياً على مائدة ما يقدمه من أنشطة الأدب و الفكر و الثقافة على مدى اكثر من ستين عاماً : عطاءاً إبداعياً أدبياً ثراً على طريق تمكين الكادحين مكانة عادلة و سحب البساط من تحت أقدام المترفين !!



محمد دكروب راهب السنديانة الحمراء يترجّل عن الحياة بعد عمر طويل في مقارعة الظلم و الاستبداد ... وقد اعطى زهرة شبابه .. و بهاء كهولته .. و رصانة شيخوخته للإنسان اللبناني المعدم و العربي و العالمي على حدٍ سواء ...

وكان مُكرساً فذاً للأممية الشيوعية و تقاليدها الإنسانية على وجه الأرض !!



هو يبدو ساكناً ناعماً رقيقاً قصيراً عذباً ... إلا انه عندما ينفجر يُفجّر دنياه و دنيا الآخرين أمامه ... و سرعان ما يهدأ فيذوب عذوبة ورقّة و يبتسم كأن مطراً يتهامى أمامك في جو غائم جميل !! محمد دكروب عجن من طينة شيوعية إنسانية خاصة في الاصرار و التمرد و العناد لقضية تشربت في روحه و دمه و اصبح يتنفسها و الويل الويل لمن يخدش طهارة خاطرها ... فإنه ينبري له بقلم أديب و روح ناقد و أزميل فنان يغري ناقده نقداً مبرحاً دون أن يدمي روحه او يجرح له قلب !!



ستبقى ذاكرة محمد دكروب : أدب مدرسة تنويرية يسارية زاهية الاشعاع للذين يغذون السير زرافات و وحدانا على طريق يسارية الحداثة و التحديث من الخليج الى المحيط .. ولا ريب ان خسارة رحيله تشكل خسارة أدبية و نقدية فادحتين ... و انه لو عاش اكثر لأضاف في الساحة الأدبية و الثقافية نوراً على نور ... من أنوار قلم يسيل بهاء أدب و بهجة ثقافة و حرية إبداع للإنسانية جمعاء !!



و أحسب أن محمد دكروب هو في إلتزام مبدئية ... لا يخرج عنها قيد أنملة ... و يوم أن لقيته في بيروت قبل سنة كنت أشف روحه المتمردة في الأزمة السورية تمور في داخله كراهية ادانة لنظام الاسد و ما جلبه من بلاء دمار و سيل دماء لسوريه التي لها منزلة كبيرة في نفس دكروب الا انه كان يقول ... ما لا يقول ... دون أن يقول ... وقد تدرك و قد لا تدرك ما يقول فهو ملتزم .. ولا يريد ان يخرج قيد أنملة من نطاق التزاماته الحزبية ... وهذا "مرض" أيدروجي لازمنا جميعاً منذ مرحومنا الكبير غفر الله له الاتحاد السوفياتي !! وقد خرج من خرج من هذه الالتزامية الفجة ... و بقي من بقي و كان المرحوم محمد دكروب من الباقين العنيدين رحمه الله .. إلا انه من البررة الكرام الأتقياء و النجباء الأوفياء الذين يرخصون كل ما هو غال و نفيس عن طيب خاطر و نكران ذات ... قليلاً ما تجدها عند اترابه و رفاق دربه !!



اني أتقدم بأحّر تعازي القلبية الى اسرته و لأقاربه و أصدقائه و مريديه و لأهل بيته من الطيبين و الطيبات .. و ان يسكنه الله مكاناً فسيحاً في الجنة بما يليق بمكانته الادبية .. و ما قدمه في ميادين الفكر و الادب و النقد و الثقافة للبنان و العرب اجمعين !!



#اسحاق_الشيخ_يعقوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معروفهم و منكرهم ليس من الاسلام بشيء !!
- علي الدويغر ذاكرة حرية وطن
- الاسلام السياسي المتطرف أهو فاشي ؟! ما هي الفاشية ؟!
- الكاتب التنويري الكبير عفيف الأخضر .. سلاما
- أ روسيا إمبريالية ؟! ما هي الإمبريالية ؟!
- رنَّ هاتفها!
- تركيا المثال!
- عطر الأرض
- في فقه النصح و التتويب !
- شكري بلعيد سلاماً
- ضجيج الصّمت!!
- ينادون بالحوار ويتجافلون أمام طولة الحوار..
- بيضون يمد عقله الى تركي الحمد
- ما هي الرومانسية؟!
- عبدالرحمن البهيجان ونبش الذاكرة
- عبدالرحمن البهيجان
- من هو قحطان راشد؟!
- الطريق إلى الشيوعية عبر النفط...
- حزب الطليعة!
- حمزة كشغري وروح الجنادرية


المزيد.....




- الشرطة الإسرائيلية تفرق متظاهرين عند معبر -إيرز- شمال غزة يط ...
- وزير الخارجية البولندي: كالينينغراد هي -طراد صواريخ روسي غير ...
- “الفراخ والبيض بكام النهاردة؟” .. أسعار بورصة الدواجن اليوم ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- م.م.ن.ص// تصريح بنشوة الفرح
- م.م.ن.ص// طبول الحرب العالمية تتصاعد، امريكا تزيد الزيت في ...
- ضد تصعيد القمع، وتضامناً مع فلسطين، دعونا نقف معاً الآن!
- التضامن مع الشعب الفلسطيني، وضد التطبيع بالمغرب
- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران
- بالفيديو.. اتساع نطاق التظاهرات المطالبة بوقف العدوان على غز ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - اسحاق الشيخ يعقوب - صاحب السنديانة الحمراء يرحل