أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - أوربا وصراع الأمم _ أهمية الصراع في تحريك القوة في المجتمع














المزيد.....

أوربا وصراع الأمم _ أهمية الصراع في تحريك القوة في المجتمع


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4254 - 2013 / 10 / 23 - 09:43
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


أوربا وصراع الأمم
في عالم الصراعات الوجودية يشار لأوربا بأنها أكثر المناطق احتداما بتلك لصراعات من أسباب قومية إلى أسباب عنصرية ودينية حتى وصلت مرحلة مهمة بشرت ميلاد العلمنة وعصر التنافس الأقتصادي وهو خروجها من حدودها الجغرافية نحو العام الجديد وبداية مرحة الاستكشاف والغزو الاستعماري الذي ظ في أساسه لأول نتيجة من نتائج حروب الصليبية وإنكفاء أوربا عن الشرق, فكان لا بد لها من عالم جديد تفرض فيه الأنا المشتركة وقد تعلمت نتيجة الاحتكاك مع الشرق المسلم أن الصراع القديم بقوانينه الكلاسيكية لم يعد قادرا على توفير شروط الصراع الكوني بالصورة لتي يخدم هدفها المعلن لا فكريا ولا استراتيجيا.
ومن نتائج ذلك أيضا كدرس تعلمته أوربا أن العناوين الكبرى لصراع لا بد ان يحدث فيها تطور وتبدل في الشكل والمضمون لتكسب الصراع تحت شعار براق أسمه الحرية لكن بذاتية متضخمة في لذاكرة وإسقاطاتها وساحتها حلبة الصراع (لقد أعادت الذاكرة الإنسانية هذه الصورة من الحرية الأوربية مشهد الحروب الصليبية والصراع بين الشرق والغرب الصراع الذي يدور بأدوات مادية وأسلحة فكرية ولكنه في جوهره صراع وجودي صراع تزاحم وتنافس حضاري بين القيم المادية التي دوما يبشر بها الغازي الأوربي وبين القيم الروحية والأخلاقية التي يمثلها المحارب الشرقي. ).
لقد تحول الصراع الوجودي الحديث من صراع أوربي ,أوربي أسبابه محلية وذاتية إلى صراع أوربي, أوربي عنوانه العالم الجديد عالم المستعمرات والمستوطنات , عالم ترى فيه أوربا نفسها رجل العالم المتحكم بمصدر القوة العسكرية والأقتصادية واللوجستية وهي بمواجهة إمبراطوريتين متهالكتين تبحثان عن أسبب البقاء خارج مجالهما الصحيح وهما الإمبراطورية الروسية القيصرية والإمبراطورية العثمانية التركية ,فكان العمل على إجهاض مشروعيهما لا يمكن أن يتم خارج حصارهما أولا في الحدود الجغرافية ومن ثم احتوائهما عسكريا وتقنيا.
هذا الصراع لم يعفي أوربا من امتدادات الحرية ولا من نتائج تبنيها لفكرة العالم الحر مع وجود فكر تنويري يقود الصراع ضد الكنيسة وأفكارها الأصولية وميلها المحافظ مع ارتباطها مع قوة ملاكي الأرض وأصحاب السلطة من ملوك وأباطرة, هذا الحراك الفكري كان مدعوما من نفس القوى التي قادت التوسع خارج أوربا ودعمته بكل قوة لتخوض معه معركتها النهائية ضد الكنيسة وحلفائها, فكانت الثورة لفرنسية بمقدماتها ونتائجها عنون هذا الصراع, كما كانت الحروب الصليبية تمثل فشل أوربي حقيقي قادته الكنيسة بعنوان الله ,إنه صراع العلم والفكر مع الإرث الديني الكهنوتي وانتقاما لكرامة أوربا من الكنيسة التي سوقت لها ولم تتحمل نتائجها على الأرض.
الثورة الفرنسية لم تكن لفرنسا وللمجتمع الفرنسي بل كانت أوربيا تمثل أولى ردات الفعل على الكنيسة وعلى فكرها السلفي إن جاز التعبير بما احتوت من قوة نشطت الذاكرة وقلبت موازين القياس عند الشخصية الأوربية عموما نحو تأصيل منهج أخر ,منهج يعتمد الواقعية والعقلانية بدل التسليم الأعمى لمقولة الكنيسة وترويج لمفهومية الحكم لمطلق وقداسة السلطة.
إذن شهدت أوربا قد أن تستعيد الشخصية لمتوازنة حدثان مهمان قدما وصاغا مفهوم الشخصية الواحدة لمستقلة التي نحاول ليوم أن نجعلها معيار حداثيا لنا ومقياسا للرقي الحضاري وهما خروج أوربا من جغرافيتها الإقليمية ,وخروج الفكر الأوربي من قداسة الإرث الديني الكهنوتي ,تمثل النمط الأول بالاستكشاف والإستعمار والثاني بالثورة الفرنسية وامتداداتها(الثورة الفرنسية أسست لكينونة فكرية هي اكثر إنسانية طبقا لما في الواقع الأوربي من وقائع تشخصنت صيرورتها في الذات الأوربية وهي وليدة حالة ثورية فكرية والعامل الروحي والشخصي بصفته الفكرية والفلسفية حاضر بقوة فهي نتاج إنساني خالص وليس فرض واقع أفرزته قوى مادية لذا نجد أن مبادئ الثورة الفرنسية لا زالت تشكل مصدر مهم وحيوي يتعايش مع كل التقلبات والتحولات والتبدلات دون أن تفقد بريقها ولا تتخلى عن إنسانيتها) .
في المجتمعات العربية والإسلامية ومنها العراق لم تشهد هذا التحرك والحراك الذي يقض مضاجع المؤسسات الثلاث ويعيد صياغة منهج ملائم مستجيب وفاعل ولم تظهر نظرية مؤسسة ولا فكر نخبوي قادر على فعل كل ذلك مع غياب التحالف الجديد الأقتصادي الأجتماعي الفكري الذي يرفع الحرية عنوان تحت مطلب التحديث والحداثة, بل ظل مستوى أدائهما فعالا حتى متصف القرن الماضي وما زال يمارس بقوة وشراسة الحفاظ على ركائزه المتينة, وهي نفس الفترة التي ظهر فيها الوردي مفكرا وباحثا ومعريا لواقع المجتمع العراقي ملتقطا الظواهر ومعلل لها بالنظرة المستقاة من استقراء نتائج وليس استقراء لأسباب عميقة رابطا كل ذلك بنظرية ابن خلدون صراع البداوة والحضارة, الصراع الذي لم يكن له وجود حقيقي في المجتمع بل هو صراع تاريخي بين الأنا المستسلمة للماضي وحاجتها للعيش بالزمن الحاضر.
أظن أن مصطلح الازدواجية كان غير مناسب وغير حقيقي في استخدامه الذي أشاعه الدكتور علي الوردي, لا من حيث الدلالة ولا من حيث المفهوم الخاص به ,فهو أصلا يمثل من الناحية العلمية مرضا سيكولوجيا يعني الشعور المتناقض بأثره السلوكي اللا مختار في وضع يصعب السيطرة أو التحكم به من المريض, وهذ ما لا ينطبق على الظاهرة التي درسها بالفعل وأراد لها أن تشكل وعيا مجتمعيا يشكل نقطة أولى في إيجاد الحل لها (ان الدكتور اراد من مصطلح الازدواجية في احيان كثيرة هو ذلك المعنى الذي يشير الى ان الفرد العراقي واقع بين معادلتين صعبتين في حياته الانسانية الاجتماعية).



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوردي ونظرية المعرفة
- تناقض الشخصية العراقية أسباب وظواهر. ج1
- تناقض الشخصية العراقية أسباب وظواهر. ج2
- لماذا نكره النساء
- الإنسان الكوني وأشكالية الهوية
- مفهوم الجنون في علم السلوك
- أين نزرع الأشجار _قصة قصيرة
- الشعور والشعورية
- الذاكرة الشرقية والتجربة الغربية
- الديمقراطية فلسفيا
- لا تنتظروا عودة كاظم _ قصة قصيرة
- الحس و الإحساسية
- الشخصية الإنسانية _ تعريف ومفهوم
- وداع مريم الاخير
- حقوق الأقليات _ قراءة في الفكر الإسلامي
- أهمية فهم المعاني لدارس علم النفس
- عقلنة العلم أم علمنة العقل
- في الفهم القرآني للنفس والسلوك _ الجزء الثاني
- فهم النفس فهم السلوك الجزء الاول
- جدلية صراع القيم


المزيد.....




- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...
- -أنصار الله- تنفي استئناف المفاوضات مع السعودية وتتهم الولاي ...
- وزير الزراعة الأوكراني يستقيل على خلفية شبهات فساد
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- دراسة حديثة: العاصفة التي ضربت الإمارات وعمان كان سببها -على ...
- -عقيدة المحيط- الجديدة.. ماذا تخشى إسرائيل؟
- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - أوربا وصراع الأمم _ أهمية الصراع في تحريك القوة في المجتمع