أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالله خليفة - المعتزلةُ برؤيةِ إسحاق الشيخ يعقوب (1-2)














المزيد.....

المعتزلةُ برؤيةِ إسحاق الشيخ يعقوب (1-2)


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 4250 - 2013 / 10 / 19 - 10:08
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الكاتب إسحاق الشيخ يعقوب كاتب موسوعي أثرى المكتبة العربية في المنطقة بالعديد من الاصدارات في مختلف جوانب السياسة والأدب والتاريخ المناطقي بجهدٍ فردي مضحٍ طوال عقود، وهو الآن في كتابه الجديد (هكذا تكلمتْ المعتزلة عقلاً)، دار الفارابي 2013، يقتحمُ منطقةَ التراث الإسلامي متحدثاً عن فرقة جدالية متنورة محل خصومات واهتمامات كبيرة من قبل المسلمين والباحثين في العالم.
(هكذا تكلمت..) عنوانٌ يجثمُّ تحته تاريخٌ لغوي فكري عالمي، فهو يقاربُ عنوانَ: (هكذا تكلم زرادشت) لنيتشه، الباحث الألماني القومي، ولكن بخلاف المتعصب قومياً في زمنيةِ ضباب تطور الأمة الألمانية وبتشكيل طريق صوفي عنفي لها، فإن إسحاق الشيخ يحفر لسُبل ديمقراطية تحديثية في منطقة هي الأخرى محتبسة في تطورها تعاني من الطرق الدينية العنفية وثقافتها المحافظة الحادة وتأزم بُنى تاريخها المعاصر.
المشاركة بين الكاتبين هي في لغة الشعر الجمالية وتهويماتها وحماسها، ولدى إسحاق هي حفرٌ في دلالاتِ مدرسة، وتبيانُ معركتِها من أجل الحرية.
ولهذا فإن الأسلوب الشعري بحثي ونقدي وهجائي وساخر ومحاطٌ بالكثير من أبيات الشعراء واستشهادات التراث مما يشكل حيناً منولوجاً مع المعتزلة وهي الذات المضيئة المناضلة في زمن آخر مطلوب استعادة رؤاها، ويشكل حيناً حواراً خارجياً يحفر في لمحات تاريخية وامضة وليس بشكل تدريجي تحليلي مدرسي، بل عبر نَفس شعري متوهج:
(إن عجلة التاريخ ما برحت تدور زيفاً في عجلة التاريخ... وكأن قيد النقل ما برح يشد وثاق العقل... وكأن العقول عندنا موشاة بزيف النقول...
(فحديث ما يحدث عندنا سياسياً وثقافياً يغط في المنقول خارج المعقول.. وكأن حديث منابر المساجد عندنا ومنذ سقيفة بني ساعدة ما برح الدعاء عندنا: اللهم ثبت عقولنا.. (ثبت عقولنا على ماذا على المنقول أم المعقول؟!)، ص14.
هذه اللغة الحارة تتدفق بين التراث والعصر، تتوجه نحو القيود التي كبلتْ البشر، تلتقطُّ ما هو جوهري في الرؤية الاعتزالية عبر نصوص عدة متقطعة، متعددة، متراكمة تجلي مواقفهم في شؤون كثيرة محورية من حياة العرب والمسلمين.
(إن الانسان وحده يصنع قدره في أفعاله التي يقوم بها.. فإرادة المخلوق للمخلوق وهي تعينه وحده دون غيره..).
هذه اللغة التصعيدية لقامة الفرد من ركام ثقافة القطيع هي صدى لنضال الفئات الوسطى في عصر سابق، راهن كذلك، حيث عباءات هائلة فوقها، فتغدو حرية الانسان فرداً وجماعة هي البؤرة المركزية، حين تتجمع فوقه ركامات هائلة من المجتمعات التقليدية، لكن الأسلوب لا يبلورها طبقياً، بل يعالجها في سديم التطور، وعبر سيرورة الزمن، ومن خلال حشود من الأسماء، وهكذا فإن التجريد جزءٌ من الأسلوب المناسب في الواقع غير المناسب:
(فالحياة ولادة الأشياء، وكلما توالدت الأشياء في الحياة اشتدت العقول في ممارسة وظائفها المهنية وتنامى الصراع على الأرض وأفنت الحروب أشياء المعقول وأبقت على أشياء ما هو غير معقول.. وسادت حاكمية اللاعقل على العقل.. إلا أن العقل بطبيعته عقل متمرد صاخب الحركة والبركة يتوحد في ذات عقله ويرفض عقل الآخر وقمع الآخر واستبداد الآخر)، ص 24.
إن التجريد هنا يضمر كون الصراع هو بين قوى اجتماعية ثقافية في عصر ما، وظهور المعتزلة نتاج عناصر اجتماعية وثقافية متآلفة مستنيرة، ومعبرة عن توالد تاريخي ممكن له شروطه التاريخية، ونفيها هو جزء من صعود سلبي اجتماعي هو الآخر.
فالولادة بطبيعة الحال ليست مجردة، ولكنها صراع اجتماعي حين تستطيع عناصر فكرية واجتماعية التقاط خيوط دقيقة من التراث وتفعيلها في ساحة الصراع السياسي الاجتماعي، وهكذا يعرض المؤلف هذه الخيوط وأسماء المعتزلين وسببيات ظهورهم.
وتزداد حميةُ اللغة عبر هذا التجريد: (فالعقل هو في حد ذاته معجزة ولا معجزة سوى العقل)، لكن العقل عنصر مجرد مرتكز على تصاعد فئات وطبقات ذات مستوى معرفي معين محدد في التاريخ، ولكن إسحاق لا يُفصل في العروض التاريخية الملموسة بل يتوجه إلى العناصر الثقافية الفكرية الإيجابية والسلبية يعرضها بإعجاب صادح أو بذم قادح، (وكانت المعتزلة تنأى عقلاً عن ترهات هذا الهذر) وغالباً لا يعرض الباحثون مثل هذه العناصر وثقافة الخرافة المسيطرة التي تبين مدى تخلف حشود من العقول.
تصادمات العناصر العقلانية والخرافية المعروضة بشكل واسع هي جزءٌ من منهجية الكاتب الشعرية الحوارية المتدفقة في كشف تنويرية المعتزلة وديمقراطيتهم في حين أو في ظلاميتهم وشموليتهم في حين آخر، سواء عبر طرح عناصر ذلك التنوير المتعددة، أو في استبدادهم في مسألة خلق القرآن، عبر العرض الجدالي الصراعي.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في التطورِ العربي العام
- ضد الانحدار المشترك
- في جدلِ المعارضة
- عبدالفتاح إسماعيل ورفاقه (2)
- عبدالفتاح إسماعيل ورفاقه (1-2)
- نقابيةٌ مستقبليةٌ
- تراكمُ الإرثِ النضالي
- الشباب والماضي
- السيرُ للوراء
- حين تتسعُ الرؤيةُ تتطورُ العبارةُ
- علاقاتُ الوعيين القومي والديني
- القوميون في الخليج (2)
- الحركةُ القوميةُ في الخليج (1)
- الإيديولوجيا والواقع في الخليج
- العداءُ للرأسماليةِ في الخليج
- اليسارُ في الخليج (2)
- اليسارُ في الخليج (1)
- أشكالُ الوعي التي تتردى
- تطورٌ واقعي حذر
- تباين طرقِ التطور العربية


المزيد.....




- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالله خليفة - المعتزلةُ برؤيةِ إسحاق الشيخ يعقوب (1-2)