أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - رسالة إلى السيدة الرائعة فلورنس غزلان














المزيد.....

رسالة إلى السيدة الرائعة فلورنس غزلان


غسان صابور

الحوار المتمدن-العدد: 4239 - 2013 / 10 / 8 - 20:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


رسالة إلى السيدة الرائعة فلورنس غزلان
تتمة رد على مقال السيدة فلورانس غزلان المنشور بالحوار بتاريخ 07 أكتوبر 2013
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=381382

فلورنس غزلان... يا سيدتي الرائعة
من أشهر عديدة وأنا على خلاف معك... خـلاف بالشكل.. لا بالجوهر, من بدايات الأزمة السورية. وازداد خلافنا.. مع ازدياد عدد القتلى الأبرياء.. ولكنني هذه المرة أرفع لك قبعتي وأنحني عدة مرات, لصفاء كتابتك وصحتها ووضوحها وصواب حقيقتها الحقيقية.
أنا لم أتراجع.. أنت وأنا كنا نريد التغيير... التغيير الديمقراطي الحقيقي.. بلا خراب ولا تدمير ولا أحقاد طائفية, ولا حروب أهلية, وإمارات هيتروكليتية مشكلة مكركبة, تــجر وراءها مئات آلاف الجثث البريئة وملايين المهجرين... ومن يومها لم يتغير أي شـيء.. سوى أعداد الموتى التي تتفاقم يوما عن يوم.. ولم يتغير أي شــيء.. ولن يتغير أي شــيء... سوى أن ثلاثة أرباع البلد مهدمة.. وألف عصابة بلا رأس ولا ذنب, تعيث فسادا وقنصا واغتصابا وخطفا وترويعا على جميع الطرقات بين المدن والقرى السورية.. وفي داخل كل المدن والقرى السورية.. وغدا يتقاسم لافروف وكيري ترتيبات مصيرنا... وتشتري السعودية وقطر مصالحة.. ينسى فيها كل الفرقاء المتحاربين... أمواتنا وضحايانا...
يا سيدتي... كلي ثقة وتأكيد بأنك لا ترغبين كل هذا الدمار ولا هذا الخراب لبلد مولدك وبلد مولدي ســوريـا. وأنك تحبين هذا البلد وتاريخه وتراثه, وتكتبين باستمرار ,كتابات صحيحة, دفاعا عنه وعن شعبه وعن مصيره.. وحاجاته الضرورية لتغييرات وإصلاحات جذرية ديمقراطية حقيقية.. كما إني أشعر برفضك مثلي لكل هذه التشكيلات الجهادية الإسلاموية وغيرها التي فجرت كل البنى التحتية والفوقية, وهدمت بيوت السوريين وحولتها إلى متاريس قنص وسجون للمخطوفين لقاء فدية, وحولت البلدان والقرى إلى أكوام من الخراب.. ولا شيء سوى الدمار والخراب.. بعيدا كل البعد عن أبسط المبادئ الإنسانية... دون أن أنسى ملايين المهجرين ومئات آلاف القتلى والمعاقين... حيث لم يتبق شبر واحد من الأرض السورية, لا يحمل آثار العنف والدم والموت...
بكلماتي هذه أنا لا أبرر السلطة الحالية, ولا التي سبقتها, عما أصابنا.. لأنها لم تــقــم على الإطلاق بدور السلطة الحامية لأبنائها, مترقبة المستقبل, وما يحمل المستقبل من أخطار. لأن الدولة التي تحترم نفسها, ترعى المستقبل وتتهيأ لأخطاره, حماية لأبنائها.. عادة.. هذا هو دور الدول الحضارية الرئيسي.. ومن أول المبادئ بالدراسات السياسية Gouverner, c’est prévoir… من يحكم يحضر المستقبل... وأنت وأنا متفقان مبدأيا من زمن طويل بتحاليلنا السياسية والاجتماعية لهذه السلطة التي حكمتنا, بلا أية حكمة.. سنينا طويلة مريرة.. وأكثر.. ولكن يا سيدتي الغالية ابتلينا بمعارضات كـراكـوزيـة وتشكيلات عجيبة غريبة.. اضطرتنا قبول الرمد على العمى.. أو كما كتبت عشرات المرات منذ بداية الأزمة السورية.. أننا هربنا من الدب.. حتى نقع بالجب.......
بالإضافة أننا فقدنا سيادتنا كليا... لأن الدول الغريبة عنا, هي التي تقرر مصيرنا... وألاف المحاربين الغرباء يسيدون ويميدون ويشكلون الإمارات والدويلات الإسلامية على أراضينا.. وغالبهم ليسوا سوريين قطعا, ولا يعرفون لغتنا وماذا نريد أو لا نريد... وحتى أنهم أعلنوا أن كلمة ديمقراطية التي نحلم بها من سنين.. كلمة محرمة ممنوعة, عقابها الذبح العلني أمام الأطفال.. حسب شــريعتهم...
يعني تحول الربيع العربي الذي كنت تأملين بــه... وغررت بــه أعداد من الأنتليجنسيا العربية.. تحول إلى مهلكة مثل تراجيديا جهنم دانــت L’Enfer de Dantes...
أنا اليوم مثلك ليس عندي أي حـل للتراجيديا السورية. ومصيرنا أصبح مساومات مصلحية تجارية قصيرة ومتوسطة وبعيدة المدى. حسب المفاوضات التي فقدنا ــ نهائيا ــ خيوطها وتفصيلاتها ورسومها وأجنداتها وخرائطها.. وفقا لما يرسم لافروف وكيري.. وشطارة كيري ولافروف بلعبة البوكر السياسية البعيدة المدى.. وخاصة أوراق إسرائيل باللعبة, وتأمين ضماناتها وحاجاتها وتوسعاتها المائية والغازية والبترولية.
كل هذا يا سيدتي لم يكن ربيعا عربيا وما يحزنون... ومئات آلاف قتلانا, وتفجير بلدنا ومصير شعبنا.. كان جزءا بسيطا من لعبة الـبـوكـر التي لم تنته بعد...وآمــل مثلك أن يخرج منها بلد مولدك ومولدي.. بأقل الأضرار... وأن يجد الحلول السليمة للشفاء من هذه الأمراض والنكبات التي غرزت فيروساتها الاجتماعية والسياسية في جسمه المتعب, خلال السنين المريضة الماضية... وخاصة الثلاثة الأليمة المفجعة الأخيرة منها... وألا يصبح السوريون شعبا فلسطينيا آخـــر... وأرضه التي خلقت أولى الأبجديات والحضارات, قبل خلق الأديان, مرتعا لجرذان وثعالب وذئاب غابات الأرض كلها............
وحتى نلتقي.. لك مني كل مودتي واحترامي.. وأصدق تحية مهذبة...
غـسـان صــابــور ـــ لــيــون فــرنــســا



#غسان_صابور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أحجار دمشق...
- ماذا يجري على الأرض السورية؟.. وهامش حزين آخر
- رد على مسائيات فيسبوكي بعثي مخضرم
- حالتنا اليوم... نكبة!!!...
- توقف الضرب؟؟؟...لمتى؟؟؟...
- صديقتي.. وخلافاتنا المتوازية...
- خطاب أوباما.. وبعده خطاب هولاند في الأمم المتحدة
- تحية من الفكر والقلب إلى.. جوليا بطرس
- الدكتور هيثم مناع.. وجنيف 2.. والبابا فرانسوا
- الماريشال فرانسوا هولاند...
- الكاهن.. فيسبوك.. وأنا...
- جنيف 299
- هل تسمعنا المحاكم الدولية.. والمنظمات الحقوقية.. وهل تعدل؟؟؟ ...
- نداء إلى أحفاد الفريد نوبل
- رضاهم علينا... وأشياء أخرى...
- حوار.. أو لاحوار.. و حالات عربانية
- رأي شخصي.. دفاعا عن جهاد مقدسي
- جواب على تفسيرات ومعاتبات سورية
- أتصور المستقبل يا بلد مولدي.. سوريا
- أوباما يستجدي إسرائيل


المزيد.....




- الدبلوماسية الأمريكية هالة هاريت توضح لـCNN دوافعها للاستقال ...
- الصحة السعودية تصدر بيانا بشأن آخر مستجدات واقعة التسمم في ا ...
- وثائقي مرتقب يدفع كيفين سبيسي للظهور ونفي -اعتداءات جنسية مز ...
- القوات الإسرائيلية تقتل فلسطينيا وتهدم منزلا في بلدة دير الغ ...
- الاتحاد الأوربي يدين -بشدة- اعتداء مستوطنين على قافلة أردنية ...
- -كلما طال الانتظار كبرت وصمة العار-.. الملكة رانيا تستذكر نص ...
- فوتشيتش يصف شي جين بينغ بالشريك الأفضل لصربيا
- لماذا تستعجل قيادة الجيش السوداني تحديد مرحلة ما بعد الحرب؟ ...
- شهيد في عملية مستمرة للاحتلال ضد مقاومين بطولكرم
- سحبت الميكروفون من يدها.. جامعة أميركية تفتح تحقيقا بعد مواج ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - رسالة إلى السيدة الرائعة فلورنس غزلان