أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - داود روفائيل خشبة - عبارة -الرأى والرأى الآخر-














المزيد.....

عبارة -الرأى والرأى الآخر-


داود روفائيل خشبة

الحوار المتمدن-العدد: 4219 - 2013 / 9 / 18 - 15:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




أعجب كيف شاع تعبير "الرأى والرأى الآخر" وأصبح المثقفون يتداولونه كمصطلح مستقرّ دون أن يلتفتوا إلى ما فى باطنه من بذرة خبيثة. والتعبير كان أصلا من ابتكارات أنور السادات الذى كان من وقت لآخر يتحفنا بفكرة من أفكاره، مثل فكرة المنابر التى تولدت منها فكرة ثلاثة أحزاب رسمية، يمين ويسار ووسط الذى يمثل دون شك الصوت العاقل المتزن للسلطة الأبوية الحاكمة؛ ومثل فكرة جعل الصحافة سلطة رابعة مقننة ضمن منظومة سلطات الدولة الرسمية؛ ومثل قانون العيب الذى يمدّ طائلة القانون إلى ما يخضع بطبيعته لحكم الحس الحضارى والإخلاقى والذوق العام. فى هذا السياق خرج علينا السادات بتعبير "الرأى والرأى الآخر" ليزيح من الطريق مفهوم حرية الرأى، أو المفهوم الأعمق والأشمل، حرية الفكر والتعبير.
ماذا يقول تعبير "الرأى والرأى الآخر"؟ يقول للمواطن: أنت لك رأيك. هذا حقك. لكن هناك دائما رأى آخر يعارض رأيك. وهذا أيضا حق للطرف الآخر. ومن المفترض أن التوافق بين الرأيين المتعارضين غير وارد. والمعنى الخفى أن الحكم النهائى يبقى للسلطة الحكيمة العاقلة الحاكمة.
هذا التصوّر الضيّق لتعارض "الرأى والرأى الآخر" يخفى توجّهين خطيرين، أولهما هذا الذى أشرت إليه فى الفقرة السابقة إذ يكون وسيلة لانفراد السلطة بالحكم. وعلى خطورة هذا التوجّه فإنى أرى أن ما هو أخطر هو ما ألمحت إليه فى البداية حين أشرت إلى إزاحة مفهوم حرية الفكر والتعبير. فحين ينحصر مفهوم حرية الفكر والتعبير فى التسامح مع وجود رأى ورأى آخر يبهت ويهزل ويضمحل مفهوم حرية الفكر والتعبير.
فى رأيى أن شيوع تعبير "الرأى والرأى الآخر" قد عمل بالفعل على انزواء مطلب حرية الفكر والتعبير فى الظل. لذا فإنى أتوسّل لمثقفينا أن يكفـّوا عن استخدام هذه التركيبة اللفظية التى لا تعنى فى الحقيقة شيئا، وأن يطلبوا ويصرّوا على طلب حرية الفكر والتعبير، وأن يكون هذا حقـّا أساسيّا مطلقا لكل إنسان دون قيد أو شرط. الحق فى حرية الفكر والتعبير حق للإنسان من حيث هو إنسان، فلا كرامة لإنسان ولا إنسانية لإنسان حتى يمارس العقلانية، يناقش كل شىء ويُخضع كل المعتقدات والمُسَلـّمات للمساءلة ولحكم العقل. يبقى هذا الحق مطلقا بغير قيد أو شرط ما ظل الفكر فكرا وظل التعبير قولا منطوقا أو مكتوبا أو مصوّرا، ولا يدخل فى طائلة القانون إلا حين يتحوّل الفكر والتعبير إلى فعل أو تحريض على فعل، هنا وهنا فقط يكون للمجتمع أن يعمل على حماية مقوّماته وحماية أعضائه.
لنـُسقط شعار "الرأى والرأى الآخر"الذى لا مضمون له ولنتحدّث عاليا وفى إصرار عن حرية الفكر والتعبير الذى هو حق أساسى للإنسان وفى غيبته لا يكون الإنسان إنسانا.
القاهرة، 18 سبتمبر 2013



#داود_روفائيل_خشبة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ضرورة أن نتفلسف
- ثلاث ملاحظات عابرة: المادة 219 والإقصاء ومذابح الأرمن
- إلى أعضاء لجنة الخمسين
- السلفيون، ماذا يريدون؟
- لماذا علماؤنا يفشلون؟
- أفلاطون: قراءة جديدة
- هوامش على مواد تعديل الدستور
- نحن والغرب
- رسالة مفتوحة إلى يسرى فودة
- دفاعا عن البرادعى
- التيار الإسلامى فى لجنة الدستور
- نقط فوق الحروف
- إلى باسم يوسف: كلمة هادئة
- زمن الفعل
- حدود التنظير
- كل منا له دور يؤديه
- حول الإعلان الدستورى
- الثبات على المبدأ وتجمّد الرأى
- لنحذر الباطل المتدثر بالحق
- فى أعقاب 30 يونية


المزيد.....




- زيلينسكي يقيل رئيس حرسه الشخصي بعد إحباط مؤامرة اغتيال مزعوم ...
- شوّهت عنزة وأحدثت فجوة.. سقوط قطعة جليدية غامضة في حظيرة تثي ...
- ساعة -الكأس المقدسة- لسيلفستر ستالون تُعرض في مزاد.. بكم يُق ...
- ماذا بحث شكري ونظيره الأمريكي بأول اتصال منذ سيطرة إسرائيل ع ...
- -حماس- توضح للفصائل الفلسطينية موقفها من المفاوضات مع إسرائي ...
- آبل تطور معالجات للذكاء الاصطناعي
- نتنياهو يتحدى تهديدات بايدن ويقول إنها لن تمنع إسرائيل من اج ...
- طريق ميرتس إلى منصب مستشار ألمانيا ليست معبدة بالورود !
- حتى لا يفقد جودته.. يجب تجنب هذه الأخطاء عند تجميد الخبز
- -أكسيوس-: تقرير بلينكن سينتقد إسرائيل دون أن يتهمها بانتهاك ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - داود روفائيل خشبة - عبارة -الرأى والرأى الآخر-