أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محسن ابو رمضان - اتفاق أوسلو وأهمية تغيير المسار















المزيد.....

اتفاق أوسلو وأهمية تغيير المسار


محسن ابو رمضان

الحوار المتمدن-العدد: 4218 - 2013 / 9 / 17 - 10:49
المحور: القضية الفلسطينية
    


من الهام إدراك أن اتفاق اوسلو لم يكن اتفاقاً عابراً في تاريخ الصراع الفلسطيني – الاسرائيلي بقدر ما كان نقطة تحول أدت إلى خروج حركة التحرر الوطني الفلسطيني مجسدة ب.م.ت.ف وفصائلها وفاعلياتها المختلفة من مرحلة ودخولها في مرحلة جديدة، بدأت عبر تأسيس سلطة أخذت بعض المهمات التي تعتبر جزء من عملية التعاقد من الباطن مع اسرائيل وخاصة في جزئيتين الأمن والإدارة، علماً بأن إدارة السكان دون الموارد تم بالاعتماد على اموال المانحين وأموال المقاصة التي تقتطعها اسرائيل بفعل بروتوكول باريس لصالح السلطة الفلسطينية بمعنى أن اسرائيل أصبحت أول احتلال بالتاريخ لا يدفع ثمن واستحقاق احتلاله حتى بالمعنى المادي والاقتصادي عدا عن المعاني الاخلاقية والقانونية .
من الضروري وضع اتفاق اوسلو في اطار التصور الأمريكي الاسرائيلي للشرق الاوسط وفق رؤية بيرس الخاصة " بالشرق الأوسط الجديد " بوصف فلسطين جسراً للتطبيع مع البلدان العربية وبهدف استثمار الأموال الخليجية والعمالة الرخيصة من بعد البلدان العربية والتكنولوجيا الغربية ، وفي المقدمة منها الاسرائيلية وذلك من أجل تأمين مصالح الاحتكارات الاقتصادية الكبرى على حساب الموارد المالية والبشرية العربية وفي اطار يعزز من سيطرة اسرائيل كقوة كبرى على حساب مقدرات الشعوب العربية .
من هنا يمكن تفسير طبيعة السياسة الليبرالية الجديدة التي طبقتها السلطة والتي ساهمت باخراج قطاعات شعبية وسياسية واسعة من مرحلة التحرر وإدخالها في مرحلة جديدة تستند إلى آليات الربح والزبائنية والاستهلاكية فيما يتنافي مع الآليات التي مارسها شعبنا إبان الانتفاضة الكبرى والتي كانت مبنية على اللجان الشعبية بوصفها سلطة وطنية تدير شؤون الحياة في مواجهة سلطة الاحتلال وعلى أنقاضه وباتجاه تعزيز مقومات الصمود للقطاعات الاجتماعية المختلفة .
تعتمد السلطة بصورة كبيرة على أموال المانحين وقد تعطلت عمليات التنمية والإنتاج " الاستلاب" جراء سيطرة إسرائيل على الموارد وإقامة منظومة من المعازل والبانتوستانات ، كما تم ربط الطبقة الوسطى وخاصة قطاع الموظفين وهو قطاع عريض وواسع بالنزعة الاستهلاكية من خلال سياسة القروض التي لا تستخدم للإنتاج بل للقضايا الاستهلاكية والترفيه والكمالية وذلك حتى يتم دمج تلك الطبقة بالآلية المالية التي تعود منفعتها لصالح كبار المستثمرين بدون أن تترك تلك القروض الاستهلاكية أي أثر بالعملية الإنتاجية عبر تنفيذ المشاريع الصغيرة أو المتوسطة.
أصبحت المعونة التي تتلقاها السلطة عبارة عن عنصر ابتزاز تجاهها يتم التهديد بقطعها أو تجميدها إذا ما قررت السلطة تغيير المسار ، عبر التوجه للأمم المتحدة مثلاً أو الاعتراف بدولة فلسطين بصفة مراقب ، كما تقوم إسرائيل بوقف تحويل أموال المقاصة كلما أرادت عقاب السلطة من اجل الضغط عليها وفي نفس الوقت يتم إعادة إبراز ورقة المساعدات المالية من اجل إغراء السلطة للعودة للمفاوضات ، وقد ظهر ذلك جلياً من خلال الوعد الذي قدمه وزير الخارجية الأمريكي جون كيري والقاضي بتخصيص مبلغ 4 مليار دولا وذلك لقاء موافقتها على استئناف المفاوضات رغم استمرار الاستيطان وعدم الإقرار بحدود الرابع من حزيران عام 67 وبناء الجدار واستمرار اعتقال آلاف المعتقلين في سجون الاحتلال في ظروف غير إنسانية.
تكمن أحد أهم مخاطر اتفاق اوسلو أنه خلق بنية ونسقاً جديداً أدى إلى اندماج مكونات العمل السياسي والاجتماعي بها، بما يترتب على ذلك من إضعاف ل.م.ت.ف التي أصبحت بنداً مدرجاً على قائمة الموازنة العامة للسلطة كما أصبحت تستخدم كغطاء لتبرير المسار السياسي والتفاوضي للسلطة .
وعليه فلم يكن اوسلو مجرد اتفاق بل حالة كاملة أدت إلى الاندماج في بنيتها وآلياتها عبر الاهتمام بالنفعية والمصالح الذاتية وليس أدل على ذلك من بحث العديد من القوى على مصالح اعضائها عبر التوظيف المبني على الواسطة والعلاقات الزبائنية، وإهمال الخوض في قضايا مطلبية واجتماعية تمس مصالح قطاعات اجتماعية مختلفة عبر التصدي لمظاهر الفقر والبطالة أو معالجة مشكلة الخريجين أو العمال أو المزارعين .... إلخ في هذا السياق تم تغيير المفاهيم التي أصبحت قائمة على الكسب وليس العطاء وذلك بدلاً من قيم التضامن والتآزر والتكافل الاجتماعي والعمل الطوعي، كمفاهيم وقيم ساهمت بتحريك مفاعيل الكفاح الشعبي وخاصة ابان الانتفاضة الكبرى .
لقد اصبح واضحاً ان هناك سقفاً محدداً للقوى المعارضة لا يمكن ان تتخطاه ، حيث استطاعت سلطة اوسلو دمج كافة المكونات في بنيتها بما في ذلك قوى المعارضة التي اكتفت باعلان المواقف في ظل النظام وفي سياقه وليس باتجاه الخروج منه والبحث عن خيارات بديلة علماً بأن المعارضة استفادت هي كذلك من امتيازات السلطة عبر تعين الأعضاء والكوادر، والحصول على الاستحقاقات المالية المختلفة، وذلك تحت مبرر م.ت .ف وأحقية الحصول على مخصص الفصائل من الصندوق القومي، علماً بأن المنظمة لم تعد هي المنظمة التي كانت قبل اتفاق أوسلو، بما أنها كانت أداة التحرر الوطني ، بل أصبحت تتلقى تمويلها من السلطة ، والتي هي سلطة اعتمادية وغير مستقلة بمواردها كما اسلفنا.
إن تغيير المسار يتطلب اعادة استنهاض م.ت.ف كمعبرة عن الهوية الوطنية الفلسطينية عبر اشراك كافة المكونات السياسية في بنيتها، وكذلك تفعيل الاتحادات الشعبية والنقابية، كما يتطلب اعادة تعريف السلطة بحيث تصبح اداة لإدارة شؤون المواطنين تحت اشراف المنظمة .
وعليه فقد بات واضحاً ان سلطة اوسلو والرهان على المفاوضات وصل إلى طريق مسدود ولم يحصد شعبنا من خلاله سوى خيبات الأمل، فهل تستطيع القوى السياسية والاجتماعية تغيير المسار بحيث يصبح قائماً على أولوية التحرر بدلاً من البحث عن سراب الدولة تحت حراب الاحتلال .
في اطار اندماج المكونات السياسية في بنية ونسق أوسلو كمرحلة وكنظام سياسي ومنظومة مصالح ارى من الصعوبة بمكان ان تستطيع القوى المندمجة في هذه البنية بغض النظر عن مواقفها المعلنة أن تحقق هذه العملية المبنية على تغيير المسار الأمر الذي يتطلب التفكير بقوى اجتماعية متضررة من هذه الحالة والمعنية بالتغيير الاجتماعي والسياسي على طريق التأسيس لمسار جديد مبنى على الصمود والمقاومة وليس على الزبائنية والنفعية .


بقلم / محسن ابو رمضان



#محسن_ابو_رمضان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انعكاسات الاحداث المصرية على حالة الحريات في فلسطين
- في تأصيل مفهوم الحصار على قطاع غزة
- المجتمع الدولي يعزز الانقسام بالمجتمع المصري
- ماذا بعد قرار العودة للمفاوضات؟
- بعد فشل الرهانات الكبرى هل من فرصة حقيقية للمصالحة ؟؟
- التوافق الوطني هو المخرج الوحيد للازمة المصرية
- 30 يونيو - فشل سياسة الاقصاء هو الدرس الأهم
- ستة سنوات على الانقسام المخاطر والتحديات
- حملة المقاطعة بالمنظور الحقوقي والتنموي
- مخاطر وانعكاسات مبادرة كسر الجمود
- حماس التي نريد
- من اجل استعادة البنية التشريعية الموحدة
- دور منظمات المجتمع المدني في محاربة الفساد
- المجتمع المدني الفلسطيني ودوره في تعزيز حركة التضامن الشعبي ...
- نظرة تقيمية للمنتدى الاجتماعي العالمي
- اسبوع مقاومة الابارتهايد فرصة لفضح ممارسات الاحتلال
- حول الدور الرقابي المتبادل بين المنظمات الأهلية والحكومة
- المنظمات الأهلية وتحديات التمويل
- الانتفاضة الثالثة بين الموضوعي والذاتي
- لقاء القاهرة - اجراءات تعيق القرارات


المزيد.....




- رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس ...
- مسيّرة للأمن الإيراني تقتل إرهابيين في ضواحي زاهدان
- الجيش الأمريكي يبدأ بناء رصيف بحري قبالة غزة لتوفير المساعدا ...
- إصابة شائعة.. كل ما تحتاج معرفته عن تمزق الرباط الصليبي
- إنفوغراف.. خارطة الجامعات الأميركية المناصرة لفلسطين
- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محسن ابو رمضان - اتفاق أوسلو وأهمية تغيير المسار