أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - حسقيل قوجمان - الهجوم على ستالين هجوم على الماركسية















المزيد.....

الهجوم على ستالين هجوم على الماركسية


حسقيل قوجمان

الحوار المتمدن-العدد: 1205 - 2005 / 5 / 22 - 11:44
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


اهداني قارئ سوري عزيز كتابا عن ستالين كتبه شيوعي بلجيكي اسمه لودو مارتينز ترجمه حسن عودة ونشرته دار الطليعة الجديدة السورية عنوانه "ستالين نظرة اخرى". وكان لابد ان توحي لي قراءة هذا الكتاب مواضيع تجدر كتابتها حول ستالين. والى القراء الكرام اول هذه المواضيع التي رأيت ان اناقشها في هذا الصدد. جدير بالذكر ان المواضيع التي اكتبها ليست اقتباسات من الكتاب وانما مواضيع توحيها لي قراءة الكتاب. والكتاب نفسه دفاع رائع عن ستالين وسياساته ونظرياته وفضح للاتهمات التي وجهها خروشوف والخروشوفيون والدول الامبريالية وجميع وسائل الاعلام الامبريالية ومؤسسات المخابرات بالتضامن والتكافل مع الاشتراكيين الديمقراطيين والتروتسكيين وحتى الاحزاب الشيوعية منذ انعقاد المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي في الاتحاد السوفييتي سنة ١٩٥٦ولحد هذا اليوم.
واضح اليوم لكل انسان يستخدم دماغه للتفكير ان خروشوف والخروشوفيين الذين قادوا الحزب الشيوعي السوفييتي وحكموا الاتحاد السوفييتي بعده حتى الانهيار التام للاتحاد السوفييتي، من خروشوف الى يلتسين، كانوا معادين للماركسية ولللينينية وللاشتراكية والشيوعية. كانت مهمتهم الرئيسية القضاء على المجتمع الاشتراكي واعادة الراسمالية بافضع اشكالها الى الاتحاد السوفييتي. وقد برهنوا على ذلك ليس بانهيار الاتحاد السوفييتي وتحوله الى عدد من الدول الراسمالية وحسب بل بتحطيمهم كل ما يذكر بلينين وتحطيم تماثيله واعادة تسمية لينينغراد وحتى في تصريحاتهم حين اعلن غورباشوف انه لم يكن شيوعيا ابدا وصرح يلتسين بان ثورة اكتوبر كانت خطأ تاريخيا فظيعا. ولكن جميع هؤلاء المهاجمين ركزوا هجومهم على ستالين وحده دون غيره طيلة نصف قرن وما زال الهجوم حتى يومنا هذا مركزا على ستالين. وحتى المتحدثين باسم الماركسية والشيوعية يذكرون ماركس وانجلز وبعضهم يذكر لينين ولكنهم ينسون او يتناسون ستالين. فلماذا لم يهاجم هؤلاء المعادون للماركسية وللشيوعية كافة معلمي الطبقة العاملة ماركس وانجلز ولينين وركزوا هجومهم على ستالين وحده؟
العلوم عموما هي اكتشاف الانسان لبعض القوانين الطبيعية وتعلم استخدامها لخير البشرية او لتدميرها. وتقدم البشرية العلمي هو اكتشاف قوانين جديدة تضاف الى القوانين التي سبق للانسان اكتشافها. وهذه الظاهرة كانت عملية متواصلة منذ انفصال المجتمع البشري عن المملكة الحيوانية، ولو ان اكتشافات الانسان في حياته البدائية لم تدخل تحت نطاق العلم، حتى يومنا هذا وستبقى مستمرة ما دام وجود مجتمع بشري على الارض. ومزية التطور العلمي ان القوانين الجديدة التي يكتشفها الانسان في اي مجال علمي تصبح جزءا لا يتجزأ من ذلك العلم لا يمكن فصله او تجنبه عند التحدث عن ذلك العلم او العمل في مجال ذلك العلم.
ولا يختلف علم الماركسية عن سائر العلوم بهذا الصدد. فالماركسية علم متطور بمعنى ان الانسان يكتشف القوانين الجديدة التي تظهر في حركة المجتمع البشري نتيجة تطوره. لم يكن ماركس اول من اكتشف قوانين الحركة في المجتمع وانما كان اكتشاف قوانين المجتمع عملية مستمرة متطورة شانها في ذلك شأن سائر العلوم الطبيعية. ولكن ميزة ماركس هي انه لاول مرة حول معرفة قوانين المجتمع الى علم حقيقي لا يقل دقة عن العلوم الطبيعية الاخرى. والمجتمع يتطور باستمرار ويؤدي تطوره الى اختفاء قوانين معينة او انتفاء مفعولها او تضاؤله والى نشوء قوانين جديدة لم تكن موجودة سابقا. وعلى الانسان ان يكتشف هذه القوانين ويتعلم استخدامها لمنفعة البشرية. وعند اكتشاف قوانين جديدة تصبح هذه القوانين جزءا لا يتجزأ من علم الماركسية لا يمكن تجاهلها او فصلها عن علم الماركسية.
اكتشف ماركس او اتم اكتشاف القوانين الطبيعية التي تتحكم بحركة المجتمع في النظام الراسمالي ووضع الاقتصاد السياسي للنظام الراسمالي في جميع مؤلفاته وخصوصا في موسوعته الكبرى "الراسمال"، وبين ان تطورها كان تطورا طبيعيا رافق تطور المجتمع منذ نشوئه حتى ظهور المجتمع الراسمالي وهو ما سماه المادية التاريخية. وطبيعي ان كارل ماركس لم يستطع ان يكتشف القوانين التي ستنشأ في مستقبل تطور النظام الراسمالي. فكانت مهمة لينين اكتشاف القوانين التي نشأت مع تحول النظام الراسمالي من مرحلة المنافسة الحرة وفوضى الانتاج الى مرحلة الامبريالية فكانت هذه القوانين الجديدة التي اكتشفها لينين ما نسميه اليوم اللينينية. وكما هو الامر في جميع العلوم اصبحت اللينينية جزءا لا يتجزأ من الماركسية ولا توجد ماركسية بدون اللينينية.
وطبيعي ان لينين هو الاخر لم يستطع اكتشاف القوانين التي نشأت بعد وفاته نتيجة نشوء المجتمع الاشتراكي الا باشكال اولية. كانت مهمة ستالين اكتشاف القوانين الجديدة التي نشأت مع نشوء المجتمع الاشتراكي واصبحت هذه القوانين جزءا لا يتجزأ من الماركسية لا يمكن تجاهلها او فصلها عن علم الماركسية. فعلم الماركسية هو جميع القوانين التي اكتشفها ماركس وانجلز ولينين وستالين وهي ستتضمن القوانين الاجتماعية الاخرى التي تنشأ في المستقبل ايا كان مكتشفها.
منذ نشوء الماركسية بذل اعداؤها كل ما استطاعوا لدحضها او لتفنيدها او لتشويهها. ولكن اعداء الماركسية عموما نوعان. نوع يهاجم الماركسية صراحة ويحاول تفنيدها او دحضها او تشويهها. فهناك علماء يبتكرون نظريات تحاول ان تبرهن ان ماركس كان خاطئا في نظريته الفلانية او غيرها. ويحاول رجال الدين خلق مختلف الاتهامات للماركسية والشيوعية والاشتراكية كقولهم ان الشيوعية تعني شيوعية المراة والغاء سنة الزواج وفصل الابناء عن ابائهم ومعاداة الماركسية للدين والمتدينين. وتقوم الحكومات بشجب الماركسية على انها ارهاب يتوخى قلب نظام الحكم واستعباد الانسان وتحطيم الديمقراطية الى اخر ذلك مما اصبح معروفا خلال اكثر من ١٥٠ عاما. وهذا النوع من عداء ومعارضة الماركسية يأتي من عدو جبهوي معارض ولذلك فان خطره على الحركة الثورية الماركسية اقل من النوع التالي من معاداة الماركسية.
والنوع الثاني من معاداة الماركسية هو النوع الذي يجري باسم الماركسية. فهؤلاء الاعداء للماركسية هم اشد خطرا على الماركسية وعلى الحركة الثورية العمالية. ولذلك كانت ادبيات معلمي الطبقة العاملة كلهم تركز هجومها على الحركات الانتهازية والتحريفية المتحدثة باسم الطبقة العاملة والثورة والماركسية ولكنها من اشد اعداء الماركسية خطرا لانها تنشأ من الداخل. ليس في هذا المقال بحث للحركات الانتهازية او التحريفية طوال تاريخ الحركة الثورية الماركسية. اود هنا ان ابحث نوعا معينا من هذه الحركات الانتهازية. نوعا يستخدم علم الماركسية لمهاجمته. وقد كان مثل هؤلاء المهاجمين للماركسية بزعم الدفاع عنها طوال تاريخ الحركة الماركسية. وتتلخص طريقة هؤلاء بانهم يزعمون انهم يدافعون عن الماركسية الصحيحة بمعارضة تحريفها او تشويهها من قبل هذا الماركسي او ذاك.
فقد اتخذ مثل هؤلاء طريقة مهاجمة انجلز لانه هو الذي حرف نظرية ماركس. زعموا مثلا ان ماركس كان هيجليا بكل معنى الكلمة ولكن انجلز ابتدع المادية الديالكتيكية وعزاها الى ماركس. نرى هنا ان مثل هؤلاء يدعون الدفاع عن ماركسية ماركس عن طريق دحض تحريفها من قبل انجلز وهم بهذه الطريقة يهاجمون الماركسية.
واتخذ مثل هؤلاء طريقة معارضة لينين بحجة ان لينين حرف ماركسية ماركس وانجلز وابتدع قوانين جديدة مناقضة للقوانين التي اكتشفها ماركس وادعوا التمسك بالماركسية الاصلية والتمسك بماركس ضد لينين.
وكذلك كان الحال مع ستالين. فقد ادعى مثل هؤلاء ان ستالين حرف نظريات لينين وادعوا العودة الى اللينينية النقية وصيانة الماركسية اللينينية من تحريفات ستالين.
هذا النوع من مهاجمة الماركسية يقوم على اساس واحد هو مهاجمة القوانين الجديدة للماركسية واعتبارها تحريفا او نقضا للماركسية وبذلك ينقضون في الواقع كامل الماركسية لان الماركسية لا وجود لها بدون القوانين الجديدة التي نشأت مع تطور المجتمع. كما في كل العلوم الطبيعية يعني انكار تطورات العلم والقوانين الجديدة له انكار العلم نفسه. فانكار او دحض القوانين الجديدة للماركسية معناه انكار علم الماركسية كله. وهذا ما حدث بافظع اشكاله في الهجوم على ستالين. فالهجوم على ستالين كان هجوما على علم الماركسية وقد اثبت التاريخ ذلك. فقد حقق هؤلاء الذين هاجموا ستالين بحجة تنقية اللينينية والعودة الى لينين اهدافهم بتحطيم كل ما انجزته شعوب الاتحاد السوفييتي في بناء المجتمع الاشتراكي واعادوا الراسمالية الى الاتحاد السوفييتي ثم اظهروا عداءهم التام للماركسية والاشتراكية والشيوعية والثورة. اثبت التاريخ ان مهاجمة ستالين كان مهاجمة علم الماركسية. وان ما سمي باللينينية النقية ومكافحة عبادة الشخصية والماركسية الخلاقة والاشتراكية ذات الوجه الانساني والديمقراطية والغاء دكتاتورية البروليتاريا وتحويل حزب الطبقة العاملة الى حزب الشعب كله وتحقيق الشيوعية الكاملة سنة ١٩٨٠ كانت كلها حركة معادية للماركسية والشيوعية والاشتراكية.
واذا قارنا ما كتبه ستالين في اخر كتاب معروف عنه قبل وفاته والذي نشرت ترجمته في موقعي في الحوار المتمدن مع السياسات التي اتبعها الخروشوفيون منذ وفاة ستالين وحتى انهيار الاتحاد السوفييتي نجد انهم نفذوا كل ما حذر منه ستالين باعتباره معاد للماركسية.
اعتقد ان اهم واجبات المخلصين في اعتناق الماركسية والعمل في مصلحة الطبقة العاملة هي التخلص من جميع المفاهيم التحريفية التي نشرها الخروشوفيون ومن سار وراءهم طيلة نصف القرن الماضي. ان الحركة العمالية الحقيقية لن تقوم لها قائمة قبل التخلص من هذه المفاهيم بجميع اشكالها. وهذا واجب صعب للغاية لان هذه المفاهيم تغلغلت في اعماق الثوريين المخلصين وان التخلص منها يتطلب حزما ونضالا شديدا متواصلا وعودة الى الادبيات الماركسية الاصلية في ادبيات ماركس انجلز لينين ستالين في سبيل تحقيق ذلك.
حسقيل قوجمان





#حسقيل_قوجمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البحث عن الطبقة الوسطى
- هل تستطيع الطبقة العاملة قيادة الحركات الثورية؟
- عيد العمال العالمي
- حول مقولة لينين -الامبريالية اعلى مراحل الراسمالية-.
- أزمة اليسار- التكوين الطبقي لحزب الطبقة العاملة.
- أزمة اليسار (من هو الشعب؟) الجزء الثاني
- أزمة اليسار (من هو الشعب ) في جزأين
- الاخ العزيز سلامه كيله
- ازمة اليسار - صنعة ماركسية عربية
- أزمة اليسار - تعاريف
- جواب سريع الى الاخ سلامة كيله
- من كراس ستالين حول القضايا الاقتصادية للاشتراكية - القسم الا ...
- ملاحظات حول رايي في الحزب الشيوعي الاسرائيلي سنة 1962
- من كتاب ستالين حول القضايا الاقتصادية للاشتراكية
- عودة الى قرار تقسيم فلسطين - 2
- عودة الى موضوع قرار تقسيم فلسطين 1
- حول الطبيعة التقدمية لحزب البعث السوري
- من كراس ستالين حول القضايا الاقتصادية - جواب الى الرفيق الكس ...
- الجالية اليهودية في العراق سابقا
- من كتاب ستالين حول المسائل الاقتصادية للاشتراكية


المزيد.....




- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري
- باي باي كهربا.. ساعات الفقدان في الجمهورية الجديدة والمقامة ...
- للمرة الخامسة.. تجديد حبس عاملي غزل المحلة لمدة 15 يوما
- اعتقال ناشطات لتنديدهن باغتصاب النساء في غزة والسودان من أما ...
- حريات الصحفيين تطالب بالإفراج عن الصحفيين والمواطنين المقبوض ...
- العدد 553 من جريدة النهج الديمقراطي بالأكشاك
- التيتي الحبيب: قراءة في رد إيران يوم 13 ابريل 2024
- أردوغان: نبذل جهودا لتبادل الرهائن بين إسرائيل والفصائل الفل ...
- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 551


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - حسقيل قوجمان - الهجوم على ستالين هجوم على الماركسية