أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رياض حسن محرم - السلفية الجهادية فى سيناء















المزيد.....

السلفية الجهادية فى سيناء


رياض حسن محرم

الحوار المتمدن-العدد: 4187 - 2013 / 8 / 17 - 01:53
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


السلفية الجهادية مصطلح جديد نسبيا بدأ الحديث عنه منذ الثمانينات من القرن الماضى، ويتم التفريق بينه وبين الفكر السلفى التقليدى المعروف فى معظم البلدان الإسلامية ويستمد مرجعيته من أفكار الشيخ أحمد إبن تيمية (فى القرن الرابع عشر الميلادى) ومحمد بن عبد الوهاب ( فى القرن الثامن عشر الميلادى )، وإعتنقت السلفية الجهادية فكرة الجهاد وحمل السلاح ضد الحكام الذين يرفضون الحكم بما أنزل الله "من وجهة نظرهم" ورفض الإحتكام للشعب أو الأمة وتحريم القول بالديموقراطية والإنتخابات وتداول السلطة بوصفها بدع لا يقرها صحيح الإسلام، لذا فإن فكر السلفية الجهادية يقوم على مبدأى الحاكمية والولاء والبراء وتتمثل بوضوح فى مؤلف سيد قطب "معالم فى الطريق" وما تبعه من أفكار بعض قادة هذا المذهب من شكرى مصطفى وجهيمان العتيبى وعبد السلام فرج وغيرهم من قادة الجماعات الجهادية كما هو معروف فى أدبياتهم، ويذكر المفكر الإسلامى رضوان السيد أن أول من إستخدم مصطلح السلفية الجهادية هو الشيخ عبدالله عزّام سنة 1987 فى أفغانستان بغرض دمج الجهاديين العرب وغير العرب فى بوتقة واحدة، وكانت السلفية الجهادية بمثابة الخروج عن الخط السلفى التقليدى لأتباع محمد بن عبد الوهاب، ولكن السلفية التقليدية إستمرت فى التواجد وعرفت بإسم السلفية العلمية.
وتتبدى الفكرة السلفية الجهادية النقية فى العقود الثلاث الأخيرة فى فكر تنظيم القاعدة التى أسسها عبدالله عزام باسم "قاعدة الجهاد فى العالم الإسلامى" فى نهاية الثمانينات قبل أن يؤسس أسامة بن لادن وأيمن الظواهرى تنظيم "الجبهة الإسلامية العالمية لقتال اليهود والنصارى" التى قامت أساسا على فكر تنظيم الجهاد فى مصر وشارك فيها نخبة من قيادات الجهاد المصريين منهم "رفاعى أحمد طه" مسئول الجناح العسكرى للقاعدة ومسئول الأمن بها محمد إبراهيم مكاوى الشهير ب"سيف العدل" ومحمد عاطف المعروف ب"أبو حفص المصرى" المسؤول العسكرى وغيرهم كثيرون، ومنذ ذلك التاريخ كانت عين الظواهرى وقادة القاعدة على مصر التى ينتمون اليها ويصفتها البلد الأم للفكر الجهادى منذ سيد قطب فضلا عن حجمها وموقعها فى قلب العالم الاسلامى، وقد بذل الظواهرى جهودا عديدة لإنشاء فرع للقاعدة فى مصر، وفى 2006 أعلن الظواهرى أن ابو جهاد المصرى "خليل الحكايمة" العضو السابق للجماعة الاسلامية قد إنضم للقاعدة، وأعلن الحكايمة لاحقا عن تنظيم "قاعدة الجهاد فى أرض الكنانة" وأصدر بإسم هذا التنظيم عدة بيانات يدعو فيها الى ضرب الأهداف الصهيوصليبية فى مصر ولكن منيت تجربته بالفشل لعدم إستجابة الجماعة الاسلامية وبقايا الجهاد المصرى اليها، وانتهت الفكرة تماما واعلن تنظيم القاعدة صرف النظر عنها بعد مصرع الحكايمة فى غارة جوية بوزيرستان فى 2008.
القاعدة فى سيناء
تعتبر سيناء فى نظر الجهادين المكان الأمثل لزرع خلايا تنظيمية مسلحة وذلك لكونها معزولة نسبيا وبها كثير من الجبال والكهوف الملائمة للعمل المسلح وصعوبة السيطرة الأمنية عليها، كما أن محاذاتها لإسرائيل وسهولة النفاذ منها الى قطاع غزة الذى يحتوى على الكثير من التنظيمات الجهادية على رأسها حركة حماس عبر الأنفاق، كما أن الطبيعة البدوية لسيناء تساعد على حماية تلك الخلايا وأعضائها، بالإضافة الى الفقر الشديد وارتفاع نسب البطالة يعتبران رصيدا للعمل المسلح، وقد بدأت القاعدة نشاطها فى سيناء فى وقت مبكرعلى يدى طبيب الأسنان السيناوى "خالد مساعد" والمنتمى لقبيلة السواركة القوية، وهوالذى أسس فى 2002 منظمة التوحيد والجهاد ذات الأفكار القاعدية التكفيرية وينسب الى هذا التنظيم القيام بتفجيرات متعددة فى شرم الشيخ ودهب ونويبع وطابا بين أعوام 2004 و 2006 ، وقد تعاملت قوات أمن مبارك بشدة وعنف مع هذا التنظيم، بينما أعلن تنظيم يطلق على نفسه "كتائب عبدالله عزّام" مسئوليه عن تفجيرات منتجع دهب.
بعد قيام ثورة 25 يناير وقدرة الجماهير الشعبية العزلاء على هزيمة شرطة حبيب العادلى وإسقاط نظام مبارك نفسه اعلنت كثير من تيارات الإسلام السياسى سقوط نظرية إستخدام العنف والإنتفاضة المسلحة وأن حركة الجماهير السلمية بإمكانها تحقيق الإنتصار على أعتى أنظمة الإستبداد بطريقة سلمية، ولكن مع السماح لقيام تنظيمات وأحزاب على أساس دينى والعمل العلنى لهذه التيارات أغرى جماعات سلفية جهادية بالظهور العلنى ورفع الرايات السود فى التجمعات العامة المنسوبة لهم واعلان عدد من التنظيمات التكفيرية مثل حزب التحرير الإسلامى، بينما تركزت معظم التنظيمات والبؤر الجهادية فى شبه جزيرة سيناء، وأغلب تلك التنظيمات هى إمتداد لمثيلاتها فى غزة تحت حكم حماس، وقد نشطت فى القطاع بعد إنقلاب حماس فى 2008 وتحت بصرها مجموعات مختلفة من التنظيمات المتطرفة والتى تفاوتت علاقتها بالسلطة بين التنسيق أحيانا (كما حدث فى عملية خطف الجندى جلعاد شاليط بين حماس وتنظيم جند الإسلام) والصراع أحيانا أخرى ( كجماعة أكناف بيت المقدس والتى أعلن أميرها الشيخ عبداللطيف موسى قيام إمارة إسلامية فى غزة وتدخلت حماس لهدم مسجد ابن تيمية وقتل الرجل), وأهم تنظيمات السلفية الجهادية التى تحارب الجيش والشرطة فى سيناء وتسعى الى سلخها عن مصر وإعلانها إمارة مستقلة هى:
1- الرايات السود: وهى جماعة جهادية يطلق علية بدو سيناء إسم "التكفير والهجرة" وبدأ نشاطها فى التسعينات كحركة دعوية ولكنها أعلنت عن وجودها العلنى بعد ثورة يناير، وتقوم أفكارها على تكفير جنود وضباط الشرطة والجيش بشكل واضح، باعتبارهم جنود الحاكم الكافر، وأدواته لتوطيد حكمه المخالف للدين والشريعة ولا ترى غضاضة في استهداف المدنيين، كونهم أبناء مجتمع كافر لا يقيم حدود الله، ويتركز وجود هذه الجماعة بمدينة العريش وتظهر فى مسيرات مسلحة رافعة رايات سوداء.
2- بقايا تنظيم الجهاد والتوحيد: مؤسسه كما ذكرنا هو طبيب الأسنان خالد مساعد ووجه هذا التنظيم مجموعة ضربات الى المنتجعات السياحية فى جنوب سيناء فى بدايات الالفية الثانية، وقائدها حاليا هو "حمادة أبو شتيه" المسجون بسجن طرة والذى طالب مختطفى الجنود السته الإفراج عنه، وهذا التنظيم على علاقة وثيقة بتنظيم جيش الإسلام بقيادة "ممتاز دغمش" فى غزة وقد تورطت عناصر هذا التنظيم في الهجوم على قسم ثاني العريش في منتصف العام الماضي؛ مما أدى إلى مصرع ضابط بالقوات المسلحة. و ضابط و مجند من الشرطه وقد حكم على 14 من عناصره بالإعدام، إلا أنه لم يتم تنفيذ الحكم حتى الآن.
3- تنظيم السلفية الجهادية: وتأسس على أفكار هشام السعدنى المعروف ب" أبو الوليد المقدسى" الذى قتل غزة على إثر غارة إسرائيلية، وبرز إسم هذا التظيم إثر مصرع سته من أعضائه على يد الجيش بعد قتل 16 جندى وضابط فى رفح رمضان الماضى فيما عرف بالعملية نسر، وللتنظيم علاقات وثيقة بالسلفيين خارج سيناء.
4- مجلس شورى المجاهدين "أكناف بيت المقدس": تبنى هذا التنظيم تفجير خط الغاز فى سيناء أكثر من مرة، وأعلن عن طريق شريط فيديو نشر على الانترنت مسئوليته عن عملية إستهداف دورية إسرائيلية داخل حدود إسرائيل وقام بالعملية شخصان أحدهما سعودى كما ظهر بالشريط.
5- منظمة أنصار الجهاد: وهى منظمة أعلنت عن مسؤوليتها عن تفجير خطوط الغاز بشكل متكرر وتدعو الى إخراج الجيش المصرى من سيناء وإعلانها إمارة إسلامية مستقلة ترفع لواء الشريعة وعلى علاقة وثيقة بمنظمة جيش الاسلام الفلسطينى فى غزة وهذا التنظيم هوالمتهم بتفجير كنيسة القديسين فى الاسكندرية مطلع عام 2011 وتبين من تحريات الأمن حينها أن هذا التنظيم وراء التفجير وذلك بعد القبض على عنصر يدعى "أحمد لطفى" بعد هروبه الى السعودية وإعترافه بتكليفه برفع صور للكنيسة على الانترنت الذى ضبط معه وارساله لهم وتم التفجير بمساعدة بعض سلفيى الاسكندرية.
6- تنظيم أنصار بيت المقدس: وهو المسئول عن معظم العمليات التى حدثت فى سيناء بعد عزل محمد مرسى.
7- جيش الجلجلة: تنظيم فلسطينى له تواجد ملموس فى رفح وبدأ ظهوره عام 2009 ويدعو الى ضم سيناء الى قطاع غزة وإعلانهما إمارة إسلامية ويكّفر هذا التنظيم حركة حماس وحاول أكثر من مرّة إغتيال قياداتها ويتبنى عدم الدخول فى صراع مع إسرائيل الاّ بعد تحرير الدول العربية من حكامها الطواغيت وتطبيق الشريعة.
لقد ظهر جليا إرتباط هذه الحركات الجهادية الارهابية بجماعة الإخوان المسلمين وقيام هذه المجموعات بتصعيد عملياتها وإستهداف الجيش المصرى والشرطة فى سيناء بعد خلع محمد مرسى وإعلان الإخوان الحرب على الشعب المصرى وعدم إخفاء الاخوان موقفهم من تلك العلاقة وهو ما ظهر فى حديث الدكتور محمد البلتاجى لقناة الجزيرة وما ذكره أن العنف فى سيناء سوف يتوقف فورا حال عودة محمد مرسى الى السلطة، وتأكد ذلك فى بيان مشترك للجماعات السلفية الجهادية فى سيناء فى يوم 14 أغسطس والذى تم فيه فض إعتصامى النهضة ورابعة وهددوا فيه بالانتفاضة الشاملة ضد القوات المسلحة فى سيناء، وجاء فى هذا البيان "إن العلمانيين والنصارى والجيش والشرطة تآمروا لمحاربة الحكم الاسلامى" .



#رياض_حسن_محرم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إشكالية المادة الثانية
- متلازمة الإخوان -Ekhwan Syndrome-
- القطبيون الجدد
- عن الحسن بن على ..وحقن الدماء
- لماذا تبدل موقف المصريين من القضية الفلسطينية؟
- الإخوان وأوهام دولة الخلافة ..(العثمانيون نموذجا)
- إخوان مصر ..وتكرار النموذج الجزائرى
- 30 يونيو ...صراع بين رأسماليتين
- اليوم التالى .. Next day--
- هانى عمار ...ذلك المقاتل العنيد
- فكرة ربط نهرى النيل والكونغو بين الحقيقة والخيال العلمى
- جوزيف روزنتال..ذلك الشيوعى التائه
- تجربة اليسار فى أمريكا اللاتينية
- من التاريخ الفضائحى للإخوان.. عبد الحكيم عابدين ونساء الجماع ...
- إغتيال حسن البنا ... حصاد العنف
- إيران والإخوان المسلمين
- يهود مصر .. عود على بدء (2)
- يهود مصر ..عود على بدء
- سؤال الوقت... كيف؟
- تحية فخر واعزاز الى أحفاد -محمد نور الدين-


المزيد.....




- أغنيات وأناشيد وبرامج ترفيهية.. تردد قناة طيور الجنة.. طفولة ...
- -أزالوا العصابة عن عيني فرأيت مدى الإذلال والإهانة-.. شهادات ...
- مقيدون باستمرار ويرتدون حفاضات.. تحقيق لـCNN يكشف ما يجري لف ...
- هامبورغ تفرض -شروطا صارمة- على مظاهرة مرتقبة ينظمها إسلاميون ...
- -تكوين- بمواجهة اتهامات -الإلحاد والفوضى- في مصر
- هجوم حاد على بايدن من منظمات يهودية أميركية
- “ضحك أطفالك” نزل تردد قناة طيور الجنة بيبي الجديد 2024 على ج ...
- قائد الثورة الإسلامية يدلى بصوته في الجولة الثانية للانتخابا ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تقصف 6 أهداف حيوية إسرائيلية بص ...
- -أهداف حيوية وموقع عسكري-..-المقاومة الإسلامية بالعراق- تنفذ ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رياض حسن محرم - السلفية الجهادية فى سيناء