أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - طاهر مسلم البكاء - نجح الشعب وفشل المسؤولون















المزيد.....

نجح الشعب وفشل المسؤولون


طاهر مسلم البكاء

الحوار المتمدن-العدد: 4186 - 2013 / 8 / 16 - 17:54
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


عندما نستعد ونتهيأ للمواجهة ثم ينجح العدو المقابل في توجيه ضرباته والنيل من الأهداف المعلنة وبسهولة تامة ،ثم نعيد الكرة ونعلن الأستعداد ومن ثم نهاجم العدو ولكنه يتمكن من الظهور والوصول الى اهدافه الشريرة ،وهكذا يتكرر الحال لعشرات المرات وعلى مدى زمني واسع ،ماذا يعني هذا ؟
ان هذا يعني وبكل وضوح هو فشل المسؤولون في الحد من شرورالعدو ،وان ما يعلنونه من انهم في حرب مستمرة مع الأرهاب ،في وقت يستمر فيه موت الناس اليومي وتخلخل الأمن في مفاصل البلاد الرئيسية ، لايعفيهم من المسؤولية ابدا ً، وان عليهم وبدافع من الواجب الرسمي والتكليف الشرعي وواعز الضمير ان يعلنوا فشلهم في المواجهة وقصورهم في الحد من نمو بؤر الأرهاب والذي وجد في اسلوب حكمهم خير حاضن لنمو اذرعه السرطانية ، كما ان عليهم الأنسحاب من العملية السياسية وعدم العودة الى الترشح مرة اخرى لأنهم اخذوا الفرصة الكافية ولم يوفقوا .
لنستطلع الأعوام الأولى بعد دخول الأمريكان
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد دخول الأمريكان عام 2003م انهارت المنظومة الأمنية للبلاد بالكامل وبرزت الشخصيات المريضة والساقطة لتشغل الساحة تماما ً كالجراثيم التي تتكاثر وتنمو في الأوساط القذرة والأزبال ،وبدأنا نرى مجاميع من الملثمين الذين يغيرون على مؤسسات الدولة والدوائر الحكومية والمرافق العامة فيحطمون وينهبون ما يستطيعون الى ذلك من سبيل فقد امنوا العقاب ، حيث كان الأمريكان لايعنيهم الأمر شئ، وتمكنوا من القضاء على كل شئ مفيد في البلاد ، كما ظهرت عصابات سلب ونهب توسعت و احترفت المهنة بسرعة كبيرة ،اختصت بمسك الطرق الخارجية ونهب وقتل ما يمكنها نهبه ،كما انها تجاوزت ذلك الى جرائم شرف واعتداء على الأعراض يندى لها الجبين !واخيرا ً بدأت تطال ارتال الأمريكان ذاتهم .
وعلى جانب آخر بدأت تنمو وتبرز للعلن جماعات تدعي انتماءات طائفية تقتل وتذبح على الأسم والهوية ، مما هو بعيد كل البعد عن فكر واخلاق العراقيين .
ولم تنتهي كل هذه المجاميع والتي واجه منها العراقي الأهوال ، الا ّ بعودة الروح للقوات الأمنية وبروز رجال شجعان تغلغلوا داخل هذه المجاميع وقارعوها واستطاعوا القضاء عليها .
واليوم يبرز الأرهاب
ــــــــــــــــــــــــــــ
ان بروز الأرهاب بالشكل الذي هو عليه اليوم يدل على خلو الساحة العراقية من أي مضايقة لعناصره وخططه ، تماما ً كما هو الحال الذي وصفناه بعد دخول الأمريكان وحصول الأنفلات الأمني ، ورب قائل يقول كيف والعراق اليوم يمتلك القوات النظامية من الجيش والشرطة والقيادات الكبرى للبلاد ، والجواب ان واقعنا اليوم شبيه الى حد بعيد بالمريض الذي لا يجد الطبيب القادر على تشخيص مرضه ، فمع قدرته على مراجعة أي دكتور يوصف له وقدرته على اجراء أي عملية جراحية او شراء ادوية ولكنه لم يهتدي الى مسببات مرضه التي تجعله يشفى بعدها ، ان لدينا الجيش والشرطة والمروحيات ولكننا نجهل الكثير عن عناصر الأرهاب وعن الدول الداعمة له وعن حواضنه وعملاءه بيننا ، واذا امسكنا ببعض عناصره بالجرم المشهود فأن لدينا قوانين ،لانعلم من اين فرضت علينا ، تحتم علينا وضعهم في سجون هي اشبه بفنادق خمس نجوم لأرضاء المنظمة الفلانية والدولة العلانية ،ثم لاينفذ فيهم حكم القضاء إلا ً بعد ان تتوفر لهم فرص الهرب في الوضع المتردي العام .
القضاة في محنة
ــــــــــــــــــــــــــ
يصف احد القضاة ممن يتبوءون مراكز مهمة في القضاء العراقي محنة القاضي ، حيث يحتم الواجب المهني على القاضي بالحكم على القتلة بما يستحقونه من عقوبة رادعة ، ولكنه يعرض حياته للخطر بعد ان يهرب هؤلاء القتله ويعودون قادرين على القتل ويهددونه لأنه سبب في ادانتهم .
حيرة المواطن
ـــــــــــــــــــــ
بعد كل هذه الهجمات المتواصلة والقتل والتدمير المستمر لا يعرف المواطن العراقي على وجه الدقة الجهة التي تستهدفه و من هي الدول الداعمة لهذا الأرهاب المستمر ،ومع انه اصبح متيقن ان عناصره تعيش بين الناس وليست بعيدة ، فالمفخخات بدت في الآونة الأخيرة خالية من الأنتحاريين ، فقد بدءوا يركنوها في شوارعنا واسواقنا ومرافقنا العامة ثم تفجر بعد ذلك ،وان حصل وخرج احد مسؤولينا بتصريح من ان الدولة الفلانية أو الجهة العلانية تقف وراء الأرهاب في العراق فأنك لاتجد أي اجراء في هذا الأتجاه للحد من الخطورة التي افصح عنها السيد المسؤول ،ولانزال نراعي خواطر كل الدول المشار اليها بجريمة الأرهاب وغيرها ،ولايزال الأجانب بمختلف الجنسيات تسرح وتمرح في الداخل العراقي دون رقيب لا بل ان دولتنا بدأت تستورد اعداد كبيرة منهم للعمل بالعراق وكأننا ليس بلد بلغت فيه اليوم البطالة والفقر مستويات قياسية ، وكان الأولى دراسة حال دول الخليج التي مرت بتجارب مع الأجانب وهي تعاني اليوم وتبحث عن سبل التخلص من سلبياتهم على مجتمعاتها .
نجح الشعب
ــــــــــــــ
رغم كل التهييج الطائفي المنظم ، ورغم جهود الأرهاب الكبرى دولا ًوقادة وعناصر تتمكن ان تضرب الحابل بالنابل ،وتعتدي على المسجد السني لأثارة السنة وعلى المساجد الشيعية لأثارة الشيعة وتقتل المسيحي والتركماني والصابئي ولكن هذا الشعب العظيم بقي صابرا ً محتسبا ً موحدا ً يشد اجزاءه نسيج حيك منذ الآف السنين وخلد بتراب أرض العراق الطاهر ومع فشل المسؤولين في الحد من قتل الأرهاب فأن الأرهاب بدى متوترا ًفي العراق فاقدا ًلأعصابه حيث انه لم يفلح في الوصول الى هدفه الرئيس في تفكيك وحدة البلاد وجعل ابناءه يتقاتلون .
ان الوضع الذي يعيشه العراق اليوم لايحتمل التواني والتأخير ،ويجب ان تكون هناك تغييرات كبيرة لمواجهة استراتيجية الأرهاب ،على مستوى علاقات العراق الدولية حيث يجب ايقاف الدول الراعية لهذا الأرهاب عند حدها وفضحها بصورة واضحة وجلية وقطع كل المنافع معها ، وتحصين الحدود والداخل العراقي ومراجعة القوانين التي تحمل السلبية في مكافحة الأرهاب ،اننا بحاجة الى النهوض من السبات لمواجهة الأرهاب الذي يجتاحنا .



#طاهر_مسلم_البكاء (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بوتين والموازنة الدولية
- نريد مثل المنطقة الخضراء
- فرحة العيد وهموم عوائلنا
- الأرهاب ونكران الذات لدى مسؤلينا
- الوطنية والقومية والدين
- يوم القدس ..انتباهة امة نائمة
- الدين والسياسة
- وحدات الأقتصاد مولود لم يرى النور
- مؤسسات السلاح وادامة الحروب
- الشخصانية والديمقراطية
- أرهاب الطريق
- العلمانية لاتعني الألحاد
- لا حياة لمن تنادي
- بأنتظار حكاية الفصل السابع
- معنى السباق مع الزمن
- الأسلام دين السلام والسماحة واليسر
- أوباما.. ووترغيت جديدة
- سنودن يكشف حقوق الأنسان الأمريكية
- مصر لن تخطأ هذه المرة
- حدود 67 وحدود 2013


المزيد.....




- طبيب فلسطيني: وفاة -الطفلة المعجزة- بعد 4 أيام من ولادتها وأ ...
- تعرض لحادث سير.. نقل الوزير الإسرائيلي إيتمار بن غفير إلى ال ...
- رئيسي: علاقاتنا مع إفريقيا هدفها التنمية
- زيلينسكي يقيل قائد قوات الدعم الأوكرانية
- جو بايدن.. غضب في بابوا غينيا الجديدة بعد تصريحات الرئيس الأ ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة الجعف ...
- طفل شبرا الخيمة.. جريمة قتل وانتزاع أحشاء طفل تهز مصر، هل كا ...
- وفد مصري في إسرائيل لمناقشة -طرح جديد- للهدنة في غزة
- هل ينجح الوفد المصري بالتوصل إلى هدنة لوقف النار في غزة؟
- في مؤشر على اجتياح رفح.. إسرائيل تحشد دباباتها ومدرعاتها على ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - طاهر مسلم البكاء - نجح الشعب وفشل المسؤولون