أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامان كريم - الثورة المفقودة















المزيد.....

الثورة المفقودة


سامان كريم

الحوار المتمدن-العدد: 4184 - 2013 / 8 / 14 - 22:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


30 يونيو كان يوماً مفصلياً, للثورة في مصر, يوماً مفصليا للطبقة العاملة وقادتها, للشباب الثوريين والتحرريين, للجماهير المتعطشة للحرية والمساواة. 30 يونيو يوم لإستعادة الثورة, يوم لأعادة الثورة الى مسارها الصحيح. سقط حكم الاخوان المسلمين في هذا اليوم العظيم, سقط نفاقهم وكذبهم وتضليلهم باسم الثورة. الاخوان المسلمين حركة مضادة للثورة وتمكنت بواسطة الجيش والقوى الغربية وبالتحديد امريكا وفي ظل غياب القوى الثورية المنظمة والمتحزبة في حزبها, في ظل غياب تحزب الطبقة العاملة وخارطة طريقها الثورية... تمكنت هذه الحركة ان تمسك بزمام الامور وتوقف عجلة الثورة لمدة محددة.

في ظل حكم الاخوان ولمدة سنة واحدة, كان الجماهير الثورية والطبقة العاملة في مؤسساتها المختلفة تقف لهم بالمرصاد, مطالبين بتحقيق مطالب الثورة, لكن الرد هو اخونة الحكم والنظام, وتفشي الفقر والبطالة, والركوع الى امريكا واسرائيل ومطالب صندوق النقد الدولي.... هذا واقع حال حكم الاخوان خلال مدة حكمهم. حين دقت الساعة في 30 يونيو كان الامواج الثورية تتدفق في كل حدب وصوب حتى اصبحت الميادين والساحات في مصر, ميادين لامواج بشرية جبارة... حين نزلت الجماهير سقط الاخوان بالفعل, وللسبب نفسه اي غياب حزب ثوري لتحقيق اهداف الثورة, تنظيم وقيادة الجماهير حولها صوب بناء حكومتهم الثورية, وهذا الحزب هو حزب لطليعي الطبقة االعاملة, بغيابها تمكن الجيش هذه المرة وبعد ان تواطئ خلال سنة كاملة مع حكم الاخوان, من السيطرة على الثورة وباسم الثورة ايضا, حيث تكررت التجربة خلال سنة واحدة او أكثر. تكررت التجربة, حيث سيطرت القوى المضادة للثورة على الثورة وباسم الثورة, والسبب كما ذكرنا اعلاه.

ان الصراع الدائر بين الاخوان المسلمين وبين الجيش يمثل الصراع بين قطبين او حركتين برجوازيتين في المحصلة الاخيرة تخدمان الرأسمال في مصر وعلى الصعيد العالمي. صراع بين حركة الاسلام السياسي التي تمثله الاخوان, وبين حركة القومية العربية وتمثله الجيش والقوى المجتمعة في جبهة الانقاذ وعدد من الاطراف الليبرالية والعلمانية الاخرى. هذا الصراع ولحد الان تحت سيطرة البرجوازية بمعنى الطبقية اي كطبقة حاكمة في مصر, اي تحت سيطرة القوى المضادة للثورة, سواء كان الجيش او الاخوان المسلمين, من حيث الوضع الطبقي للبرجوازية المصرية والعالمية هناك خوف من الثورة ولكن لحد الان الاجواء السياسية والمجتمعية والمرحلة الانتقالية لبناء نظام جديد تحت سيطرة القوة المضادة للثورة.

ان الطبقة العاملة والجماهير الثورية والشبابية التحررية, تهدف الى تحقيق ثورتها, ومطالبها وامنياتها من الحريات السياسية والفردية والمدنية, والمساواة بين الرجل والمراة, وضمان البطالة ورفع الحد الادنى من الاجور, وفصل الدين عن الدولة والتربية والتعليم... هذه المطالب والتطلعات هي التي رفعت الاحتجاجات الى حالة الثورة, وهي بنيتها الاجتماعية. ان القوة او الحركة او الحزب التي يستوجب ان تقود هذه الامنيات والتطلعات غائبة في الساحة السياسية اي في الصراع على السلطة السياسية. عليه لا خوف على النظام القائم كنظام طبقي برجوازي, ولو على حساب طرف من اطرافها, والتضحية باحدا اطرافها, سواء هذا الطرف القومية العربية وجيشها كما حصل ابان حكم الاخوان خلال سنة منصرمة، او على حساب الاخوان المسلمين كما حصلت في 30 يونيو وما بعده لحد الان. بهذا المعنى ان الثورة لحد الان مفقودة بين طرفي الصراع الذي يمثلان عائلة طبقية واحدة على رغم الاختلافات بينهما.
ان القومية العربية كحركة سياسية مقتدرة ومتجذرة في مصر, يمثلها الجيش ومن لف لفه من جبهة الانقاذ وكتلة تنسيقية 30 يونيو, هي اليوم مسيطرة على المشهد السياسي كفكر وعقيدة وسياسية وتقاليد... هي التي تحرك المجتمع باسم الثورة والانكى من ذلك تطالب تنسيقية الثورة بفرض حضر التجوال بعد فض اعتصامي رابعة العدوية وميدان النهضة, هذا المطلب هو مطلب للقوى المضادة باسم الثورة, بوالفعل طبق الجيش هذا المطلب واعلن حال الطوارئ في 11 محافظة و حظر التجوال من ساعة 7 مساءً لغاية الساعة 6 صباحاً ولمدة شهر كامل. ان 30 يونيو وعلى رغم سلب الثورة من قبل الجيش لم يكن كافياً للجيش والقوى المضادة معه, لتسليم زمام الامور. اما اليوم بعد فض إعتصامي رابعة والنهضة, اصبح الجيش بطل بلا منازع, بطل يطلب منه المجتمع بكافة طبقاته وفئاته تقريبا" فرض حضر التجوال, يطالب بها القمع لضرب الاخوان وباسم الثورة. هذه هي مصيبة الثورة المصرية. وهذا يعني فرض حال الطوارئ على كل الثوريين وممارساتهم, على كل تظاهرات عمالية وتجمعات جماهيرية اخرى, وهذا يعني فرض عدم الخروج على كل معترض وكل محتج. ربما يطالبون الجيش بفرض الاحكام العرفية ايضا في اطار هذا التوجه المضاد للثورة!!

علاوة على ما ذكرت اعلاه, ان الثورة المصرية منذ 25 يناير والمرحلة الراهنة التي تمر بها, تتصارع في خضم الاوضاع العالمية الكبيرة التعقيد من ناحية الازمة الاقتصادية العالمية الكبيرة, ومن الناحية الاهم في ظل الاوضاع التي يتم فيها تقسيم العالم فيها مرة اخرى بين القوى العالمية, وهناك صراع شرس بين تلك القوى على مركز النفوذ والسلطة على صعيد العالمي , ان تلك القوى تحاول كسر قدرة الثورة وإجهاضها , بل تحاول ان تسنتد على احدى القوى البرجوازية المتصارعة, لتمرير مشروعها الاستراتيجي. حيث فشل المشروع الامريكي عبر اخونة السلطة ومؤسساتها, ليتسنى لها تطبيق نموذجها الاقتصادي في خصخصة كل مرافق الدولة مثل ما حصل في العراق وبلدان اخرى كثيرة, والطرف المقابل روسيا والصين تحاولان التركيز على القوى الاخرى بما فيها الجيش للنيل من قوة واقتدار منافسهم اي امريكا من جانب واعادة سيطرتهما "من جانب روسيا" ونفوذهما على هذه المنطقة عبر مصر. وهذه نقطة مهمة على القوى الثورية ان تدرسها وتدركها وتجسدها في اعمالها السياسية.

من يجد الثورة, او اي قوة وهي قوة الطبقة العاملة عليها ان تجد الثورة وطريق انتصارها على القوى المضادة للثورة. ليس هناك قوة اخرى بامكانها تطبيق مطالب الثورة إلا طليعي الطبقة العاملة, وعليها ان تبدأ بمشروعها الاول, اي تحزبها وبناء صرحها الطبقي في حزبي عمالي ثوري ماركسي واضح الافق السياسي والاجتماعي. بدون هذا الامر بدون ايجاد الثورة, ان مصيرها ستكون اجهاض الثورة بالكامل, والوقت ليس لصالح الثوريين ليس لصالح طليعي الطبقة العاملة, التي وقعت في اخطاء جمة خلال حكم الجيش بعد 30 يونيو, بما فيها تاجيل الاعتصامات او دخول القادة العماليين في الحكومة المضادة للثورة حكومة ببلاوي.

بوصلة الثورة يجب ان تكون واضحة امام قادة الطبقة العاملة والشباب التحرريين, وهي مَنْ مِنَ القوى السياسية المتصارعة مع مطالب الثورة؟.. وهي مطالب واضحة يعرفها هؤلاء القادة اكثر من غيرهم. ان معيار الثورة يجب ان يطبق على اية قوة قبل ان نصطف وراءها... حيث شاهدنا عملية انتقال السلطة من الاخوان الى الجيش عبر رئيس مؤقت وحكومة ببلاوي, وشاهدنا اختيار المستشاريين او خطة اختيار المستشارين لكتابة الدستور, وشاهدنا "المصالحة الوطنية" التي بجعبتهم وهي مصالحة بين الاخوان والجيش, او بين جبهة الانقاد والاخوان, التي لم تكتب لها النجاح... وخلال 30 يونيو ولحد الان لم نشاهد احدأً من قادة الثورة المضادة الثانية يتشدق بحقوق العمال وبحقوق المراة وبالحريات السياسية غير المقيدة وغير المشروطة, وبالمساواة الكاملة بين الرجل والمراة, وبفصل الدين عن الدولة... الثورة المفقودة, على طليعي الطبقة العاملة والنشطاء الماركسين ان يجدوها وينظموا الحركة الثورية حولها, هذه هي مهمة كل الشيوعيين والثوريين والتحرريين في مصر.14.أب.2013



#سامان_كريم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول الاعتصامات في المدن الجنوبية
- ملف 30 يونيو، الآفاق والتحديات
- لجيش قاد الانقلاب على -الثورة-
- 48 ساعة إنذار للثورة في مصر
- الديمقراطية بين حقيقتها و زينتها!
- حوار صفحة الحزب الشيوعي العمالي العراقي مع سامان كريم حول ال ...
- في ذكرى رحيل منصور حكمت
- توسيع وتطوير حلقات عمالية خطوة لتنظيم الطبقة العاملة في العر ...
- اليسار وانتفاضة اذار 1991
- المستجدات السياسية في الوضع العراقي
- حوار حول اعتصام العمال في شركة النفط في العراق
- عميد كلية الهندسة في جامعة البصرة يجب ان ينقل عمله الى جامع ...
- عاش الاضراب والاعتصام
- نقد رؤية جلال صادق العظم حول الشأن السوري
- حوار حول التنظيم الشيوعي العمالي!
- جامعة بغداد للبنات, جامعة للفصل الجنسي!
- -الشراكة الوطنية- انتهت, وماذا بعدها!
- نضال عمال نفط الجنوب, انقشعت غيوم الطائفية, وتجاوز لخرافات أ ...
- حول التحرش الجنسي ضد المرأة!
- تشيّأت الثورة الى عكسها!


المزيد.....




- نيابة مصر تكشف تفاصيل -صادمة-عن قضية -طفل شبرا-: -نقل عملية ...
- شاهد: القبض على أهم شبكة تزوير عملات معدنية في إسبانيا
- دول -بريكس- تبحث الوضع في غزة وضرورة وقف إطلاق النار
- نيويورك تايمز: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخاص ...
- اليونان: لن نسلم -باتريوت- و-إس 300- لأوكرانيا
- رئيس أركان الجيش الجزائري: القوة العسكرية ستبقى الخيار الرئي ...
- الجيش الإسرائيلي: حدث صعب في الشمال.. وحزب الله يعلن إيقاع ق ...
- شاهد.. باريس تفقد أحد رموزها الأسطورية إثر حادث ليلي
- ماكرون يحذر.. أوروبا قد تموت ويجب ألا تكون تابعة لواشنطن
- وزن كل منها 340 طنا.. -روساتوم- ترسل 3 مولدات بخار لمحطة -أك ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامان كريم - الثورة المفقودة