أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامان كريم - حول الاعتصامات في المدن الجنوبية















المزيد.....

حول الاعتصامات في المدن الجنوبية


سامان كريم

الحوار المتمدن-العدد: 4174 - 2013 / 8 / 4 - 02:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حول الاعتصامات في المدن الجنوبية
إعتصم بحبل التنظيم, وافق سياسي واضح!

بدات منذ عشرة ايام اعتصامات وتظاهرات وتحشدات جماهيرية وشبابية مختلفة في عدد من المدن في جنوب العراق تطالب بتوفير الخدمات والامن... وبالاخص المطالبة بتحسين التيار الكهربائي. الأعتصامات تجري ليلا على الاكثر في البصرة والناصرية والعمارة... الاعتصامات والتظاهرات في عدد من المرات وخصوصا في البصرة... تشكل بمجملها نقلة جديدة في الحركة الجماهيرية لصد الهجمات المتتالية من قبل السلطة البرجوازية القائمة. نقلة جديدة بمعنى انها بدأت في المعاقل الرئيسية لقوى الاسلام السياسي الحاكم في بغداد, نقلة جديدة بمعنى انها مستقلة لحد الان عن الاحزاب والتيارات المشاركة في الحكم والبرلمان. ومن الجانب السياسي, الحركة الحالية تدحض مفهوم "القوى الشيعية" بمعنى ان القوى السياسية للاسلام السياسي الشيعي لا تمثل المواطنين الذين عقيدتهم من "الشيعة". كما ان قوى "المتحدون" وائتلاف العراقية لا تمثلون المواطنين اللذين عقيدة "سنية" والاحزاب القومية الكردية لا يمثلون المواطنون في كردستان العراق... ان هذه القوى متحدة في الحكم والبرلمان على رغم خلافاتهم لتقسيم المجتمع على تلك الهويات الكاذبة. هذه الحركة هي رد جماهيري قوي للأكذوبة الشيعية والسنية والتقسيمات الطائفية التي خلقها ودفع بها الاحتلال عبر هذه القوى.

هذه الحركة منظمة الى درجة ما من قبل الشباب انفسهم, لكن لديها اشكالات تنظيمة كبيرة, وافق سياسي غير واضحة المعالم. اقصد بالافق السياسي ولو ان الحركة بمعنى المطالباتي هي حركة مطالباتية تطالب الكهرباء والخدمات الاخرى وتوفير الامن في عدد من الحالات, هو ان المطالبة بالكهرباء والخدمات وتوفير الامن تصب في الخانة السياسية في العراق وتخرج من دائرة المطالبة بالخدمات, وخصوصا وصل الامر بتوفير الامن, وهو مطلب سياسي بإمتياز. لان قرار عدم توفير الكهرباء وخدمات اخرى مثل الخدمات الصحية ومياه الصرف الصحي والتعليمية... هي كلها قرارات سياسية قبل ان تكون اقتصادية. قرارات سياسية تدخل ضمن اطار سياسة الدولة والحكومة الحالية التي نصبها الاحتلال الامريكي, لاعادة هيكلة الاقتصاد العراقي وخصخصة كافة مفاصل الحياة بما فيها الصحة والتعليم والكهرباء والمياة وحتى النفط إستخراجه وتسويقه... مثلها مثل قانون او قرار التمويل الذاتي الذي شمل القطاع الصناعي... اي خصخصة كل ميادين الحياة. هذا القرار هو قرار سياسي بامتياز يجري في ظل ظروف وصدمة وانزلاقات امنية خطيرة, يجري في ظل تصارع الارهابيين ومعركة الاستحواذ على السلطة والنفوذ بين القوى البرجوازية الحاكمة من الاسلاميين والقوميين المشاركين في الحكم والبرلمان. في هذه الظرف الذي يجري نزيف الدم كروافد الانهار, يتعاضم دور خصخصة الشركات ومؤسسات الدولة, يتعاضم دورالشركات العالمية لا بل هناك تصارع بين تلك القوى لجذب الاستثمارات الاجنبية كما نشاهد الصراع الدائر بين القوى القومية الكردية وحزب الدعوة الحاكم وكتلته دولة القانون على الاستثمارات الاجنبية في حقول النفط او في القطاع النفطي بشكل عام, وهي عمليات تجري كجزء من خصخصة هذا القطاع الاهم في العراق.

تنظيم الحركة وعدم الانجرار وراء الإستنساخات

الحركة, اي حركة جماهيرية او عمالية بدون تنظيم لا تصل الى شئ ولا تتمكن من تحقيق نتائج جدية على الارض, ولتنظيم الحركة لا بد هناك أفق لهذه الحركة اي يجب ان يكون الهدف واضحا وشفافاً. هذه الحركة هي حركة مطالباتية, لتوفير الكهرباء وخدمات اخرى. هذه الحركة هي مبادرة شبابية ولكن مبادرة موضوعية اي مبنية على اسس واقعية وموضوعية, وهي انعدام الكهرباء او قلة ساعات التيار الكهربائي خصوصا في الصيف العراقي الأحر في المنطقة, حيث تصل درجات الحرارة الى خمسين درجة مئوية واعلى في بعض الاحيان.

على منظمي الحركة ان لايحملوا الحركة اكثر من اللازم, وهذا مبدأ لكل الحركات الاجتماعية. اي هي حركة موضوعية لتوفير الكهرباء لا اكثر ولا اقل. اذن ان توفير الكهرباء هو هدف للحركة الراهنة في البصرة ومدن اخرى في الجنوب.... عليه وانا ارسم لوحة مثالية ولكن بامكان هذه اللوحة ان تطبق او تحقق على الارض عبر نشطاء هذه الحركة وفق مقتضيات الحركة في كل مدينة او ربما في كل محلة بصورة مختلفة ولكن محتوى واسلوب العمل سيكون ثابتا... اي الاعتماد الكلي على قوة الجماهير وتوسيع رقعة التظاهرات والأعتصامات وعدم تحميل الحركة اكثر من قوتها, وانتخاب الممثلين, و فصل حركتهم عن كافة الحركات البرجوازية الاسلامية وهي سائدة في الجنوب العراق, وعن افق قومي الذي يتمحور حول" الوطن و"الوطنية".....:

تنظيم الجماهير في المحلات السكنية كافة او اكثريتها سواء كان في البصرة او الناصرية او العمارة.... عبر او خلال الاعتصامات الليلية. تنظيم هذه الحركة يعني استمرارها وتواصلها المستمر مع اهل حي او محلة ما في كل ليلة. اذا إستمرت هذه الاعتصامات لمدة اسبوع مثلا بصورة منظمة ومتواصلة يعني لدينا نوع من التنظيم بامكان تسميته منظمة المحلة او مجلس المحلة وهذا اسم افضله من اي اسم اخر. مجلس المحلة هي مجلس ومنظمة جماهيرية في محلة ما.. لادارة امورها بصورة عامة وفي هذه المرحلة لادارة الاعتصامات والاقرار على الخطوات العملية القادمة وبحث الخطوات التي انجزت او تحققت. المجلس ينتخب اعضاء قيادته بحرية تامة من ثلاثة او خمسة اشخاص... هذه هو المكتب التنفيذي او الممثلين الواقعين عن اهل المحلة... بامكان سحب اعضاء او اعفاءهم من منصبهم في كل اجتماع او في كل ليلة اذا لم يتمكن الممثل ان يؤدي واجبه وفق قرارات المجلس في المحلة.. وهي حرية لا تضاهيها اية حريات في العالم او اية ديمقراطيات في العالم. هذه هي الخطوة الاولى في كل محلة. ان الإعتصامات في عدد من المحلات او اكثرية المحلات.. تشل حركة الحكومة وقواتها لقمع الحركة من جانب ومن جانب اخر, تجذب تعاطف انظار القوى الامنية والشرطة الذين يقطنون في تلك المحلات, مع المتظاهرين.. وهذه خطوة مهمة سواء كانت على صعيد التنظيمي او الامني او السياسي. ولكن يجب ان لا نخدع ابدا ان المؤسسة العسكرية والامنية بكافة صنوفها.. هي اداة للقمع تحت سلطة الراسمال اي حكومتها. إن جذبهم وليس الوثوق بهم عبر الشعارات الخالية من الموضوعية "كحياد الجيش والشرطة" وما شابه ذلك التي سادت الثورة في مصر و احتجاجات شباط 2011 في بغداد... هي عملية منظمة تقودها قيادة هذه الحركات. ان هذه المنظمة اي مجلس المحلة او مؤسسة ما, بامكانها ان تبقى كمنظمة جماهيرية او عمالية في مصنع ما بعد تحقيق توفير الكهرباء... لقيادة احتجاجات اخرى, كمؤسسة جماهيرية وعمالية تتحرك وفق مطالب و تطلعات الجماهير او العمال في هذا المعمل او تلك المحلة.

بعد ذلك التنسيق والاتحاد بين كل المحلات عبر المكتب التنفيذي او كما قلنا عبر الممثلين عن كل مجلس... للتواصل والاجماع على قرارات بصورة جماعية على صعيد المدينة باكملها... بامكان ان تحدد ممثل او ممثلين في كل حي سكني او بامكان التدقيق في اجراءات اخرى مثل وفق النسبة السكانية للاحياء السكنية.. ولكن هذا اجراء ربما سابق لاوانه ان نحدده الان.. نظرا لان الحركة في طورها البدائي. بعد ذلك وعبر ممثلين في كل المحلات نصل الى انتخاب اخر لتحديد قيادة المدينة اي ممثلين واقعين عن المدينة بمجملها...

عدم الاستنساخ من تجارب البلدان الاخرى: الحركة يجب ان لا تتمدد في البداية الى الساحات والشوارع . يجب تقوية وتطوير الحركة وتنظيمها في المحلات وفي المؤسسات والمعامل الحكومية والقطاع الخاص.... بحيث اللوحة السائدة في المدينة هي لوحة الاعتصام والاحتجاج.. هذه هي الخطوة الاولى لتحقيق اهداف الحركة وتوفير الكهرباء... ان اللجوء الى الميادين العامة في هذه المرحلة البدائية سيكون كارثة لهذه الحركة كما شاهدنا في بغداد قبل يومين في ساحة التحرير... قلة عدد المتظاهرين وبدون تنسيق وتنظيم ودون قراءة واقعية لمحتوى السلطة البرجوازية الاسلامية القومية القمعية الحاكمة... حصلت ما حصل بقمع التظاهرة واعتقال ستة من نشطائها....بعد تطور وتوسعة الاعتصامات بالامكان اللجوء الى الساحات العامة وفق خطة مدروسة.

التواصل والتنظيم مع المدن الاخرى هذه قضية مهمة... التواصل بين المدن الجنوبية: البصرة والعمارة والناصرية مع بغداد.. وهكذا... عبر قادة هذه الحركات كما تحدثنا عن نموذج لهذه القيادة اعلاه. هذه قضية مهمة لفرض سلطان الجماهير على الحكومة..

ان الكهرباء هو مطلب جماهيري عارم.. عليه ان الطبقة العاملة وقيادتها في مؤسسات النفطية والعمالية الاخرى ان تساند هذه الحركات بل ان تاخذ زمام المبادرة لقيادتها... عبر مساىدة وتكاتفها مع هذه الحركات... عبر التواصل مع قيادتها والتنسيق فيما بينهما...

الاجابة السريعة اليومية على مناورات الحكومة ومجلس المحافظة.. حول كل مايدور في قضية الكهرباء ونفاقهم وكذبهم... وايضا فضح سياسات الحكومة حول هذا الامر عبر اوراق اجتجاجية يومية. وايضا فضح الاقلام الماجور والممثلين الماجورين الذي يروجون للاكاذيب عبر شاشات التلفزة خدمة للمركز الاعلامي لوزارة الكهرباء...

براي ان مطلب توفير الكهرباء ولو ان الكهرباء تكاد ان تكون معدومة... ناقصة... لان الحكومة بدات بخصخصتها عليه ان اسعار الكهرباء سترتفع الى درجات قياسية.... عليه يجب ان تلصق بصورة متلازمة مع مطلب توفير الكهرباء..."الكهرباء وبسعر مناسب".... او "الكهرباء وعدم رفع سعره"

اما فيما يخص المطالبة بتوفير الامن كما جرى في ساحة التحرير في بغداد.. براي مطلب غير مناسب. لان الامن لا يتوفر عبر التظاهرات ولا تتاثر بها الحكومة اصلا... لان الحكومة الحالية هئ جزء اكبر من الأنهيار الامني الراهن.. فكيف بنا ان نطلبها بتوفيره... وانا لا اتحدث كثيرا بل ارجع القاري الى مقال اخر حول قضية توفير الامن "الكارثة الامنية المحدقة, كيف نحاربها".3 / 8 / 2013



#سامان_كريم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملف 30 يونيو، الآفاق والتحديات
- لجيش قاد الانقلاب على -الثورة-
- 48 ساعة إنذار للثورة في مصر
- الديمقراطية بين حقيقتها و زينتها!
- حوار صفحة الحزب الشيوعي العمالي العراقي مع سامان كريم حول ال ...
- في ذكرى رحيل منصور حكمت
- توسيع وتطوير حلقات عمالية خطوة لتنظيم الطبقة العاملة في العر ...
- اليسار وانتفاضة اذار 1991
- المستجدات السياسية في الوضع العراقي
- حوار حول اعتصام العمال في شركة النفط في العراق
- عميد كلية الهندسة في جامعة البصرة يجب ان ينقل عمله الى جامع ...
- عاش الاضراب والاعتصام
- نقد رؤية جلال صادق العظم حول الشأن السوري
- حوار حول التنظيم الشيوعي العمالي!
- جامعة بغداد للبنات, جامعة للفصل الجنسي!
- -الشراكة الوطنية- انتهت, وماذا بعدها!
- نضال عمال نفط الجنوب, انقشعت غيوم الطائفية, وتجاوز لخرافات أ ...
- حول التحرش الجنسي ضد المرأة!
- تشيّأت الثورة الى عكسها!
- سياسة الشيوعية حول التظاهرات في الانبار والاخرى في جنوب العر ...


المزيد.....




- كيف تمكنّت -الجدة جوي- ذات الـ 94 عامًا من السفر حول العالم ...
- طالب ينقذ حافلة مدرسية من حادث مروري بعد تعرض السائقة لوعكة ...
- مصر.. اللواء عباس كامل في إسرائيل ومسؤول يوضح لـCNN السبب
- الرئيس الصيني يدعو الولايات المتحدة للشراكة لا الخصومة
- ألمانيا: -الكشف عن حالات التجسس الأخيرة بفضل تعزيز الحماية ا ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تدعم استقلال تايوان
- انفجار هائل يكشف عن نوع نادر من النجوم لم يسبق له مثيل خارج ...
- مجموعة قوات -شمال- الروسية ستحرّر خاركوف. ما الخطة؟
- غضب الشباب المناهض لإسرائيل يعصف بجامعات أميركا
- ما مصير الجولة الثانية من اللعبة البريطانية الكبيرة؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامان كريم - حول الاعتصامات في المدن الجنوبية