أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عدنان حسين أحمد - التراسل الذهني بين فيلمي (ان تنام بهدوء) و(معالي الوزير) الكوابيس تتناص علي شاشتين














المزيد.....

التراسل الذهني بين فيلمي (ان تنام بهدوء) و(معالي الوزير) الكوابيس تتناص علي شاشتين


عدنان حسين أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 1195 - 2005 / 5 / 12 - 12:21
المحور: الادب والفن
    


أفتتح مهرجان روتردام للفيلم العربي (دورته الثالثة (بفيلم وثائقي قصير مدته 16 دقيقة، عنوانه (أن تنام بهدوء حتي الساعة السابعة)، وهو من تأليف وإخراج تامر محسن. وللذين لا يعرفون تامر محسن فهو خرّيج أكاديمية الفنون الجميلة، قسم العمارة عام 1995. واصل تامر دراسته في المعهد العالي للسينما، قسم الإخراج حتي عام 2002.
أخرج تامر محسن مسرحية (ماريونيت)، وحصل علي جائزة أفضل عمل مسرحي في المهرجان الرابع للمسرح الحر.
وعمل مساعد مهندس ديكور في فيلمي (المهاجر) و(المصير)، وحصل علي جائزة شادي عبد السلام عن فيلمه (الحفلة) في المهرجان القومي السابع للسينما المصرية.
(أن تنام بهدوء حتي الساعة السابعة) هو فيلم التخرج. تدور أحداث هذا الفيلم القصير حول المهندس الطموح علاء الذي كان يحلم منذ الطفولة بأن يصبح مهندساً للجسور، وبالفعل يتحقق حلمه.
وتنطلق أحداث الفيلم في اليوم الثاني، إذ كان عليه أن يبدأ مشروع ربط ضفتي النيل بجسر طويل ينهمك في وضع مخططاته الأولية. وتوحي تحركات علاء بأن كل شيء يجري علي ما يرام، ويبدأ بإزالة العوائق التي تعترض عمله باستثناء عائق واحد وهو الرجل العجوز الذي يسكن في كوخ آيل للسقوط، تتلاعب فيه الريح. شخصية هذا الرجل العجوز آسرة، جذابة، فهو لا يرَ إلا عندما يضع نظارتيه، ولا يسمع إلا عندما يضع السماعة في أذنه. وعندما يحاول المهندس علاء إفهامه بأن بداية الجسر ستنطلق من كوخه وعليه أن يغادر الكوخ غداً قبل الساعة السابعة صباحاً لا يأخذ العجوز هذا الكلام علي محمل الجد، بل يسخر منه، ويقول له (روح إبني كوبري عند بيتك، ما فيش حاجة حتحصل قبل الساعة سابعة). لعبة الفيلم الحقيقية تبدأ عندما يحدق علاء إلي عيني الرجل العجوز، ويكتشف إصراره، وثقته العالية بنفسه، بحيث يتحول هذا العجوز إلي كابوس يطارد المهندس علاء في مرات عديدة في ليلة واحدة هي زمن الفيلم الحقيقي.
فبعد أن يتفحص علاء خرائط العمل، ثم يشرع بقراءة الصحيفة، وحينما يضع رأسه علي الوسادة لكي ينام يبدأ الكابوس الأول حينما يري الرجل العجوز وقد تحول إلي لص يسرق ما تقع عليه عيناه ويضعه في كيس أسود.
في أثناء ذلك ينتاب علاء رعب شديد يعبّر عنه بحركات عديدة من عينيه، وحينما يسحب مسدسه لكي يملأه بالرصاص، ويدسه تحت الوسادة، يقوم العجوز بحركة ظريفة، يسحب المسدس من تحت الوسادة، ويضعه في كيس السرقات من دون أن يحرك علاء ساكناً.
يستفيق علاء بعد لحظات مذعوراً، ثم يعاود نومه من جديد لكن كابوساً أكثر رعباً يدهمه حينما يتطلع إلي ساعته المنضدية، ويجد أنها تقترب من الساعة السابعة صباحاً، فيركب سيارته علي عجل، ويذهب إلي موقع العمل، فيفاجأ بوجود الرجل العجوز متمترساً في البناية القديمة المحاذية لكوخه. وحينما تطلع المهندس علاء إليه بعد أن شاهد الحواجز المحطمة، وخوذ العمل الصفر المتناثرة في موقع العمل، أخذته الدهشة تماماً، وهو يري الرجل العجوز يسحب بندقيته ويسددها صوب علاء، ثم يطلق النار، ويصيب المهندس في قلبه. يتحسس علاء قلبه فتتلطخ أصابعه بالدم، فيستفيق مذعوراً. ينتهي الفيلم من دون أن يحدث أي شيء قبل الساعة السابعة كما قال الرجل العجوز فعلاً!
لا شك أن هناك فرقاً كبيراً بين المخرِجَينْ سمير سيف وتامر محسن، فالأول بلغ رصيده الإخراجي 25 فيلماً، بينما لا يبلغ رصيد الثاني سوي فيلمين قصيرين.
وربما ينطبق هذا الفرق علي صعيد التأليف وكتابة السيناريو بين وحيد حامد الذي كتب العديد من السيناريوهات، ذائعة الصيت، وبين تامر محسن الذي لم يكتب سوي بضعة نصوص. إن الذين سنحت لهم الفرصة في مهرجان روتردام للفيلم العربي (الدورة الثالثة) في مشاهدة فيلمي (معالي الوزير) و(أن تنام بهدوء حتي الساعة السابعة) سيكتشفون أن هناك نوعاً من (التناص) في توظيف فكرة (الكوابيس) كبنية أساسية يتمحور حولها الفيلم.
فمعالي الوزير رأفت رستم لا ينم بسبب الكوابيس التي تؤرقه ليل نهار، والباش مهندس علاء لا ينم هو الآخر بسبب الكوابيس التي تقض مضجعه خلال الليلة التي تسبق شروعه بتنفيذ أولي مخططات الجسر الذي ينوي تشييده علي نهر النيل. هل يمكن أن نعتبر أن تامر محسن قد (تخاطر) مع وحيد حامد، وبني قصة فيلمه (أن تنام بهدوء حتي الساعة السابعة) من دون أن يشاهد فيلم (معالي الوزير) الذي كتب قصته وحيد حامد؟ لا نريد أن نذهب أبعد من ذلك، ولكنني أري أن بإمكان تامر محسن أن يطور فكرة الكوابيس، ويستثمرها بشكل أعمق إلي الدرجة التي يجعل فيها فيلم (أن تنام بهدوء).. فيلماً طويلاً يستغور من خلاله شخصية الرجل العجوز التي تستحق زمناً أطول من اللحظات الخاطفة التي خصصها له كاتب النص ومخرجه في آنٍ معاً، آخذين بنظر الاعتبار أن بعض كوابيس معالي الوزير مفتعلة، ولا يمكن لها أن تحدث علي أرض الواقع إلا لُماما، بينما كوابيس الباش مهندس معقولة كلها، ولا تتكيء علي الجانب الفنتازي الذي عول عليه كاتب سيناريو معالي الوزير.



#عدنان_حسين_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرئيس الجيورجي ميخائيل ساكاشفيلي والثورة الوردية: حليف أمري ...
- فرايبيرغا، رئيسة لاتفيا الحديدية: تتخلص من تبعية الصوت الواح ...
- -المخرج فرات سلام في شريطه التسجيلي الجديد - نساء فقط
- صمت القصور - فيلم من صنع امرأة: كشف المُقنّع وتعرّية المسكوت ...
- في زيارته الثالثة لأوروبا خلال هذا العام جورج بوش يحتفل باند ...
- سمفونية اللون - للمخرج قاسم حول: شريط يجمع بين تقنيات الفيلم ...
- الروائي بختيار علي لـ - الحوار المتمدن -: النص لا يخضع لسلطة ...
- في جولته الجديدة لكل من لاتيفيا وهولندا وروسيا وجيورجيا جورج ...
- التشكيلي سعد علي في معرضه الجديد - المحبة في مدينة الليمون - ...
- الملكة بياتريكس في يبويلها الفضي: لا نيّة لها للتخلي عن العر ...
- نزلاء حتى إشعار آخر - للمخرج فرات سلام: فيلم تسجيلي يقتحم قل ...
- المخرجة الإيرانية رخشان بني اعتماد: - سيدة أيار - إدانة صارخ ...
- التشكيلي ستار كاووش لـ ( الحوار المتمدن):أنا ضد المحلية البح ...
- المخرج هادي ماهود في فيلمه الجديد - سندباديون - أو - تيتانك ...
- جهاد أبو سليمان في فيلمه التسجيلي - أستوديو سعد علي -: رؤية ...
- أول امرأة هولندية تُصاب بجنون البقر، وتسبب هلعاً جماعياً
- المخرج العراقي ماجد جابر في فيلمه التسجيلي الجديد - المقابر ...
- الفنانة التشكيلية حنان عبد الكريم في معرضها الأخير: من الرمز ...
- الروائي العراقي اليهودي شمعون بلاص لـ - الحوار المتمدن -:عند ...
- الروائي اليهودي العراقي شمعون بلاص لـ - الحوار المتمدن -: نز ...


المزيد.....




- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عدنان حسين أحمد - التراسل الذهني بين فيلمي (ان تنام بهدوء) و(معالي الوزير) الكوابيس تتناص علي شاشتين