أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد قنوت - من أين جاؤوا هؤلاء؟؟














المزيد.....

من أين جاؤوا هؤلاء؟؟


خالد قنوت

الحوار المتمدن-العدد: 4168 - 2013 / 7 / 29 - 08:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في الفنية الجوية بحلب و في شتاء 1991-1992 كنت في دورة طلاب ضباط و كان معنا بنفس الوقت تقريباً دورة لعناصر من المخابرات الجوية, عبارة عن مجموعة من حثالة المجتمع السوري يجمع كل فرد منها مجموعة مواصفات منتقاة بعناية الخبير, شباب غير متعلم على قدر كبير من الغباء الاجتماعي و الشراسة و القوة البدينة و انعدام الاخلاق و تميز واضح في الحقد الطائفي و كره لأي شيء مدني.
كانت لهم الخدمة العسكرية لا تعني شيئاً سوى ولاء مطلق لرأس النظام آنذاك (حافظ الأسد) و للقائد المباشر لرئيس جهاز الاستخبارات الجوية ولا شيء آخر. كان على مدير المعهد الفني الجوي أن يأخذ الإذن من رئيس الاستخبارات الجوية مباشرة إذا أراد أن يعاقب عنصر من عناصر هذه الدورة الشرسة الطبع و اللاأخلاقية.
كانوا يتجولون حولنا و يستهزئون بوقوفنا تحية للعلم أو في الاجتماع الصباحي أو المسائي و كنا نتجنب الحديث معهم أو تبادل النظرات لأنهم قد يكونوا مسلحين بالمدى أو الشفرات كأي عصابات مافيوية.
كل هذا يفسر الكثير مما قام و يقوم به جهاز الاستخبارات الجوية في سورية قبل و خلال الثورة من مجازر و جرائم تتجاوز ببشاعتها مخيمات التطهير النازي الألماني و مجازر بوسنة و الهرسك و رواندا و الشيشان و الكثير الكثير في هذا العالم المتعدد المعايير و المفاهيم, و لكني اليوم تذكرت جملة كان عناصر دورة المخابرات الجوية المذكورة يرددونها لنا من حين لآخر. كانوا يقولون لنا في أوقات رواقهم بعد تعاطيهم لبعض الحبوب المهدئة!!!: (نحن سنحميكم من المدنيين).
هؤلاء الحثالة لا يعرفون أننا اساساً مدنيين و سنعود مدنيين بعد خدمة العلم, و لكن لماذا يحموننا من المدنيين؟ و من أدخل في عقولهم الهمجية الفطرية أننا سنكون هدفاً للمدنيين؟ و من هم هؤلاء المدنيين أليسوا سوريين مثلنا؟ أليسوا أهلنا و أصحابنا و أبناء وطننا السوري؟؟
عندما خدمت لاحقاً في عدة مطارات عسكرية, تعرفت على الكثير من الطياريين السوريين كان معظمهم شباب قبضايات و وطنيين و عندهم من الأخلاق العالية الكثير, رغم خدمتهم الصعبة و تواضع مستوى سلاح الطيران مقارنةً بسلاح و امكانيات سلاح الطيران الاسرائيلي المفترض أنه عدوهم الوجودي, طبعاً لا يخل الأمر من بعض الطيارين المتواضعي الأداء و الموتورين بشكل ما تجاه الطيارين الآخرين و تجاه الضباط الفنيين.
شقيقي الذي ترك سلاح الجو منذ الثمانينيات و هاجر خارج البلد, يتساءل عندما أذكر له بعض أسماء لطيارين يتوارد بين الحين و الآخر اسماؤهم كقتلة للشعب السوري و بسلاحهم الذي دفع ثمنه السوريين من قوت أولادهم و عرق جبينهم, يقصفون سورية و يمارسون فعل القتل و التنكيل بوطن أطعمهم و كبرهم و صرف عليهم ليكونوا حماة له و لأخوتهم السوريين, يتذكر بعضاً منهم و يسأل باستغراب: (من أين جاؤوا هؤلاء؟؟ و ماذا كانوا يحملونه في بواطنهم؟ لقد كانوا عاديين جداً و لا يظهر عليهم كل هذا الحقد الذي يصبونه ناراً و دماً على أبناء شعبهم). قال لي أن أحد الطيارين قصف قريته, فيصمت طويلاً طويلاً, ليسأل مجدداً: هل هذا آخر الزمان؟ أم أنها علائم يوم القيامة؟ أم أنها القيامة الآن؟
هؤلاء و غيرهم بمختلف الأسلحة هم صنيعة هذا النظام و أدواته التي يقتل بها سورية و أبناءها حتى يستمر بإقناع نفسه و مناصريه بأنه باق و كأن شيئاً لم يكن و كأن دماء السوريين مجرد مياه جرت و تبخرت كما هي أمطار صيفية, منذ سنتين و نصف و مازالت.
بالمقابل هناك عناصر و ضباط و طيارين في الجيش السوري, لا يحسدون على موقفهم و يشعرون بالعار و الخزي لما آلت إليه البلد على أيدي مجرمي النظام و عصاباته و هم محاصرين و تحت رقابة خانقة و لكن عبروهم للضفة الأخرى ليس بالسهولة التي يظنها الكثيرين خصوصاً بعد الذي وجدوه لرفاقهم ممن انشقوا و وضعوا على هامش الأحداث رغم حاجة الثورة لهم و لعلمهم و خبراتهم.
الحديث الذي حدث البارحة على صفحات اليوتيوب على أحد خطوط التماس, بين ضابط من الجيش السوري النظامي و ضابط منشق يقاتل في الجيش الحر يختصر الحالة التي وصل إليها جيش الوطن الذي مازال فيه الكثير من الشرفاء و الوطنيين و يبين مدى الخسارة التي تتهدد مستقبل الوطن نفسه على المدى القريب و البعيد.
كل هؤلاء المجرمين من طيارين و مقاتلين في الجيش السوري هم عابرون كما هم بعض المقاتلين الذين يقاتلون باسم الجيش الحر أو كتائب لا تمت بصلة للوطن و لا للسوريين, كل هؤلاء مجرمين و مرتزقة و لصوص و مصلحتهم بقاء حالة الفوضى السورية و لن يكون غريباً أن يكونوا في صف واحد ضد أي محاولة لرص و ضبط صفوف المقاتلين الوطنيين في الجيش الحر كما سيكونوا ضد أي محاولة وطنية من داخل الجيش السوري النظامي لتصحيح و محو عار يصنعه نظام العار و الخيانة.



#خالد_قنوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تقاطعات بين استراتيجيتين على حساب ثورة السوريين
- عيد ميلاد كندا و الولادة العسيرة لسورية الجميلة
- الرحمة للمناضل و الإمام المغيب الشهيد موسى الصدر.
- القصير.. الثورة لا تسقط
- إعادة هيكلة و ليس مهزلة
- شعار الثورة (الموت و لا المذلة) كهدف استراتيجي
- كلاب مسعورة في ريف بانياس
- مصر و العراق..دروس هامة للثورة السورية.
- تصحيح المسار لا يعني الفشل.
- جبهة النصرة..لنا أم علينا؟
- مآلات الثورة السورية 4
- الثورة السورية على مدار عامين (المقالة 3) – الجزء الثاني
- الثورة السورية على مدار عامين (المقالة 3) – الجزء الأول
- التمثال الغبي
- الثورة السورية أسباب و مقارنات 2
- التحليل السياسي في الثورة السورية 1
- التكوينات الطائفية من موقع المقاوم إلى موقع العدو
- تشيخوف في الثورة السورية
- في نهاية العام الثاني للثورة...ما العمل؟ أيضاً
- الممكن, في الوصول لأهداف الثورة


المزيد.....




- رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس ...
- مسيّرة للأمن الإيراني تقتل إرهابيين في ضواحي زاهدان
- الجيش الأمريكي يبدأ بناء رصيف بحري قبالة غزة لتوفير المساعدا ...
- إصابة شائعة.. كل ما تحتاج معرفته عن تمزق الرباط الصليبي
- إنفوغراف.. خارطة الجامعات الأميركية المناصرة لفلسطين
- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد قنوت - من أين جاؤوا هؤلاء؟؟