أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - ماجد الشمري - تروتسكي والثقافة/قراءة في الادب والثورة..(الاخير)














المزيد.....

تروتسكي والثقافة/قراءة في الادب والثورة..(الاخير)


ماجد الشمري

الحوار المتمدن-العدد: 4167 - 2013 / 7 / 28 - 17:44
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


هناك نقطة اخرى ينبغي الوقوف عندها من مناقشات تروتسكي في(الادب والثورة)..وهي وضعه فرضية متعسفة الى حد كبير:ان البروليتاريا لن يكون لها ادبها او فنها،او ثقافتها على وجه العموم،مادامت تتسلم السلطة بهدف التخلص من اشكال السلطة الطبقية،اي انه لايكون لطبقة ادب او فن او ثقافة الا عندما تكون السلطة في يدها!اليست فرضية تعسفية وغريبة ايضا للغاية؟!قد نقبل ان هدف دكتاتورية البروليتاريا ليس فرض فنها او ادبها على مجتمع المستقبل،ونقبل ان ثقافة البروليتاريا لن تعيش من العمر ما عاشته ثقافة البرجوازية،لان الاشتراكية والمجتمع اللاطبقي لاحقا لن يمهلاها لتعميق ثقافتها وفنونها كما حدث بالنسبة للبرجوازية التي بدأت رحلتها الثقافية منذ نشأتها الاولى في حضن المجتمع الاقطاعي حتى اكتمال هذه الثقافة وتولد نقيضها -الماركسية-من داخلها.حين يقتصر قولنا على هذه الحدود نكون منطقيين مع مقدماتنا،ومع الواقع الموضوعي،ومع التصور المادي الجدلي لتطور اي ظاهرة.ولكن،بقولنا هذا نلغي واقعا بأكمله،فنسأل:الايوجد شيء اسمه فن فلاحي او ادب فلاحين،لان طبقة الفلاحين لم تصعد الى السلطة يوما،ولم تكن ابدا طبقة مسيطرة؟!ان تاريخ روسيا بالذات شاهد اكيد على وجود خصب لفن الفلاحين الروس!وقد كان هذا الفن مصدر الهام وتأثير عميق لمعظم الاعمال الفنية البرجوازية في كافة مجالات الابداع الفني،وحتى في اكثر اشكاله تجريدا وهو الموسيقى!.صحيح ان طبقة الفلاحين -في روسيا وغيرها-طبقة قديمة،وقاومت التغيير بأستمرار وعلى مر حقب طويلة،ولهذا تمكنت ثقافتها المتميزة وادابها وفنونها الشعبية المعبرة عن واقها المادي الاقتصادي الاجتماعي،وواقعها الداخلي السيكولوجي اللاشعوري،من الصمود والاستمرار.لذا فأن حداثة عمر البروليتاريا الروسية"في الوقت الذي يتحدث فيه تروتسكي منذ مايقارب القرن"بالمقارنة الى عمر طبقة الفلاحين،يجعل منها طبقة فتية لم تتمكن بعد من تكوين ادابها وفنونها الخاصة والمعبرة عنها،وحتى تروتسكي نفسه لم يعدم العثور على نماذج اضفى عليها صفات الموهبة والخلق.فنجده يتحدث-مثلا-عن دميان بييدني على عمله"ادب بروليتاري"فعلا وشعبيا حقا،اي ادب ضروري وحيوي لشعب يستيقظ.قد لايكون شعرا "اصيلا"لكنه شيء اعظم من ذلك".ولكن تروتسكي يأبى تصور ان تظهر تجربة دكتاتورية البروليتاريا،حتى وهي في خضم نضالها السياسي بكافة اشكاله-الحرب احد هذه الاشكال واكثرها توترا-ادب البروليتاريين وتنمي قدراته التعبيرية،فهو يردد المأثور القديم:حين يقصف المدفع تخرس ربات الفن!وان"اوقات التوتر الحاد،اي الاوقات التي يجد فيها عصرنا الثوري سامي تعبيره،غير موائمة للادب والابداع الفني بوجه عام.واذا اندلعت شرارة الثورة غدا في المانيا او اوربا،فهل ستتمخض بالنسبة الينا عن ازدهار فوري للادب البروليتاري؟مؤكد لا.فهي بدلا من ان تطور الابداع الفني،ستخمد انفاسه وستسحقه،اذن يتوجب علينا ان نستنفر قوانا من جديد وان نتسلح ونهب هبة رجل واحد،وحين يقصف المدفع نخرس ربات الفن".هذا هو خطاب رجل السياسة الثوري التعبوي في معمعة الثورات والتحولات الكبرى،لاخطاب المثقف او الشاعر او الفنان!!..وهو تصور لايتفق حتى مع واقع تروتسكي الفكري نفسه!!فهو لم تشغله ولم تمنعه اهتماماته بتنظيم الجيش الاحمر،ومسؤوليات وزارة الحرب والاوضاع الخطيرة،وخوض الحرب الاهلية وحروب التدخل من تكريس جانبا من عقله وافكاره للبحث في مشاكل الادب والفن!ولماذا نذهب بعيدا مع مايقوله هو نفسه،لقد اندلعت الحرب لافي المانيا او اوربا بل قلب الاراضي السوفيتية،فهل كف الشعب الروسي وطبقته القائدة فيه عن التطور والاهتمام بالفن والرقص والغناء؟!وهل خمدت انفاس الابداع الفني والادبي،وسحقت وخرست ربات الفن تحت وطأة قصف المدافع ولهيب الحرب؟!الواقع يؤكد عكس ذلك تماما،وما كان للامور ان تكون الا على هذا النحو والمنوال،فهل هناك تجربة اكثر درامية واثارة ومدعاة للتعبير والخلق لدى الشعوب من تجربة الحرب والموت؟!..كثيرة هي الاشياء التي تثير الجدل فيما يقوله تروتسكي،ومن هنا مصدر اهمية مقالاته،انها لاتترك القاريء متلقيا سلبيا دون تمثل،بل تجعل يتفاعل بحيوية مع مايطرح من قضايا هي ايضا حيوية ومتفجرة.نتفق معه هنا ونختلف معه هناك،لكن تبقى حقيقة ان(النص) جدير بالتأمل والاهتمام الجاد والقراءة المتأنية والناقدة،والكتاب يدفع للتساؤل:كيف لم يهتم احدا بهذا الجانب من كتابات تروتسكي من قبل،حتى ولا من فبل مؤرخ سيرته الاشهر اسحق دويتشر؟؟!!لعل احد الاسباب هو ان:نظريات الفن ،والادب،والشعر،والحزب،والفنانين،والالتزام،والنقد،والثقافة الخ،لايهم المنظمات التروتسكية المتناثرة هنا وهناك!!..في بيانه الشهير(من اجل فن ثوري حر)والذي كتبه في المكسيك مع اندريه بريتون،ادخل تروتسكي فقرة تؤكد بقوة على مبدأ الحرية الكاملة في الابداع الفني(اباحة كل شيء في الفن)وفي نهايته رفع شعار:استقلال الفن-من اجل الثورة.الثورة من اجل التحرر الكامل للفن..هذا هو شأن تروتسكي:منظرا بلشفيا مبدعا وعلما ثوريا لايبارى في السياسة،وايضا عاشقا للفن والادب الانساني بلا حدود....................................
............................................................................................................................................
وعلى الاخاء نلتقي......



#ماجد_الشمري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البروليتاريا..الحاضرة في الاذهان والغائبة عن الاعيان!!!
- تروتسكي والثقافة/قراءة في الادب والثورة..(2)
- تروتسكي والثقافة/قراءة في الادب والثورة..(1)
- بورتريه ميكروسكوبي لوطن مابين القهرين!!!
- عذراء الكومون الحمراء/لويز ميشال..ضمير الذاكرة
- ثورة 14 تموز1958 الخالدة/تحت مشرط الهذيان والتزييف المثلوم!! ...
- ماركس والتحليل النفسي/تجربة فيلهلم رايخ..نموذجا(الاخير)
- ماركس والتحليل النفسي/تجربة فيلهلم رايخ..نموذجا(7)
- فهود3تموز/المجد لانتفاضه عصية على النسيان!!
- ماركس والتحليل النفسي/تجربة فيلهلم رايخ..نموذجا(6)
- ماركس والتحليل النفسي/تجربة فيلهلم رايخ..نموذجا(5)
- ماركس والتحليل النفسي/تجربة فيلهلم رايخ..نموذجا(4)
- ماركس والتحليل النفسي/تجربة فيلهلم رايخ..نموذجا(3)
- ماركس والتحليل النفسي/تجربة فيلهلم رايخ..نموذجا(2)
- ماركس والتحليل النفسي/تجربة فيلهلم رايخ..نموذجا(1)
- ورأيت الناس يخرجون من التاريخ افواجا!!!
- شرعنة وقداسة القتل!/رجم ثريا..طقوس بربرية!!!
- الموت الخجول!
- يعقوب ابراهامي في اخر واسرع مراحله!/مرحلة الهروله من الامبري ...
- يعقوب ابراهامي في اخر واسرع مراحله!/مرحلة الهروله من الامبري ...


المزيد.....




- الانتخابات الأوروبية في مرمى نيران التدخل الأجنبي المستمر
- أمريكا كانت على علم بالمقترح الذي وافقت عليه حماس.. هل تم -ا ...
- اتحاد القبائل العربية في سيناء.. بيان الاتحاد حول رفح يثير ج ...
- لماذا تشترط واشنطن على الرياض التطبيع مع إسرائيل قبل توقيع م ...
- -الولايات المتحدة تفعل بالضبط ما تطلب من إسرائيل ألا تفعله-- ...
- بعد قرنين.. سيمفونية بيتهوفن التاسعة تعرض بصيغتها الأصلية في ...
- السفارة الروسية: قرار برلين بحظر رفع الأعلام الروسية يومي 8 ...
- قديروف: لا يوجد بديل لبوتين في روسيا
- وزير إسرائيلي يطالب باحتلال رفح والاستحواذ الكامل على محور ف ...
- مسؤول في حماس: محادثات القاهرة -فرصة أخيرة- لإسرائيل لاستعاد ...


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - ماجد الشمري - تروتسكي والثقافة/قراءة في الادب والثورة..(الاخير)