أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامح سليمان - الوحيد مات يا بلد ( ج 1 )














المزيد.....

الوحيد مات يا بلد ( ج 1 )


سامح سليمان

الحوار المتمدن-العدد: 4162 - 2013 / 7 / 23 - 18:39
المحور: الادب والفن
    


كثيراً ما سمعت هذه العباره تتردد على لسان أحد أكثر شخصيات القريه شهره وغرابه وهو ناشد المجذوب
وهو رجل ذو شعر ناعم وغزير وشارب ضخم وعينان عليلتان،لقد أصيب بالجنون وهو تقريباً فى العقد الرابع من عمره ، وتكفلت أخته برعايته ولكنه كثيراً ما يهرب من المنزل متخلصاً من قيوده ليجرى بأقصى سرعه صائحاُ بأعلى صوته مردداً عبارته الشهيره الوحيد مات يا بلد .
الوحيد ، ًهذا الرجل الغامض صاحب السطوه الطاغيه، والأسم المميز الذى يدفع إلى التساؤل ، لقد سعيت عدة مرات لمعرفة تاريخ هذا الرجل،ولكن دائماً وبعد رحلة بحث مضنيه لم أكن أصيب إلا الفشل ولا أعثر إلا على المزيد من الغموض .
فهذا الوحيد لا يعرف له أحد أباً أو أماً ولم يتخذ له أمرأه ولا ولداً ، وحتى لا يعرف أى شخص ملامحه أو هيئته الجسمانيه أو تركيبته النفسيه أو رغباته وطبيعة ميوله ونوعها فلم يراه أو يتحدث معه إنسان إلا أتباعه ، بل وحتى هذا الأسم لا أعرف أذا كان أسمه أو صفته ، كل ما هو مؤكد حسبما أخبرنا أبائنا عن أن أجدادهم قد أنتقل أليهم بالتواتر كونه أول من وطئت قدمه قريتنا قبل أن تتكون أى عندما كانت مجرد أرض خربه خاليه من أى شكل من أشكال الحياه ، ولذا فقد تم التسليم اليه بملكية الأرض وما عليها من غنم وأبقار محاصيل ومنازل وربما أيضاً قاطنيها !
لقد سمعت عن سبب جنون ناشد قصص كثيره متناقضه ومتفاوته فى غرابتها ، أكثرها شهره تدور عن كونه كان كاتباً معروفاً تجرء ذات يوم على الذهاب إلى بيت الوحيد للتحاور معه وأقناعه بضرورة تغيير قوانينه وقواعده و وصاياه القاصره
اللامنطقيه التى عفا عليها الزمن ، والتخلى عن أوامره ونواهيه التى قد ألزم أهل البلد بإتباعها وأجبرهم على طاعته لاغياً أرادتهم ونافياً لحريتهم وإلا سيذيقهم الويل والعذاب الذى ليس له مثيل ، ولن ينالوا أو يحصدوا سوى بئس المصير لكل مهمل أو متمرد ، وأن يثبت له قدرتنا على وضع قوانين وقواعد أفضل بكثير مما وضعها وأكثر ملائمه وأكثر منطقيه .
ولم يمكث ناشد طويلاً حتى خرج من منزله وهو يصرخ قائلاً بهستيريه الوحيد مات يا بلد،الوحيد مات يا بلد.
لا بد أنه لم ينفذ تعليمات الخدم و وصايا الأباء بضرورة عدم الأقتراب منه ومدى خطورة النظر إلى وجهه و إلا سيكون الموت مصيره ، فالوحيد لا يراه أحد ويعيش .
لقد سمعت فى طفولتى حكايه كثيراً ما ترددت على لسان خدمه وأتباعه الأثرياء ، وهى تقول أنه له قوى وقدرات خارقه وغير عاديه تجعل بأستطاعته أماتة من يغضبه ، ولكن من الواضح كما أخبرنى أبى وأمى أن الوحيد قد غفر له وتحنن عليه ولم يقتله وأكتفى بأن يصيبه بالجنون ، ولكن هل الجنون أفضل من الموت ؟
وهل يعتبر هذا غفراناً أو تحنناً ؟ هل يجب علينا أن نبرر دائماً ونعطى أسباباً جيده ومقبوله لممارسات الطغاه ؟
أه من هذا الغباء !
هل إلى هذه الدرجه يمكن للإنسان أن يخاف من الحريه ويصير مازوشياً مستعذباً للألم ، راضياً بأن تسير حياته وفق تعاليم وقواعد لم يضعها هو لنفسه ، متقبلاً للذل والعبوديه والهوان مقابل الشعور بالحمايه والأمان؟
ألا يجب على الإنسان أن يكون هو المرجع والمقياس كما رأى بروتاجوراس مؤسس السوفسطائيه ، ألا يكفيه تحمله للعنة قذفه العشوائى إلى الحياه كنتيجه لممارسه أتت عن رغبه أنانيه فى الأمتلاك وأستمرارية البقاء بخلاف اشباع الغريزه .
ألم يكن من الأفضل له إتباع الصواب بالتمرد والعصيان ليكون له كيان ، فالإنسان عندما يتمرد ويعصى يصنع الحضاره كما قال الفيلسوف العربى عبد الله القصيمى ، ألا يجب علينا أن نتجنب الشر الذى هو الألم ونسعى نحو الخير الذى هو المتعه واللذه بحسب الفلسفه الأبيقوريه



#سامح_سليمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أقتباسات هامه جدا 2
- الثوره ما بين تغيير الوجوه وتغيير العقول 3
- فضح ما يتحتم فضحه 4
- فضح ما يتحتم فضحه 3
- الثوره ما بين تغيير الوجوه وتغيير العقول 2
- الثوره ما بين تغيير الوجوه وتغيير العقول 1
- أقتباسات هامه جداً
- فضح ما يتحتم فضحه 1
- فضح ما يتحتم فضحه 2
- المجتمع العربى والثوره التى نحتاج اليها 9
- المجتمع العربى والثوره التى نحتاج اليها 10
- المجتمع العربى والثوره التى نحتاج إليها ( 8 )
- المجتمع العربى والثوره التى نحتاج إليها ( 7 )
- المجتمع العربى والثوره التى نحتاج إليها ( 6 )
- المجتمع العربى والثوره التى نحتاج إليها ( 5 )
- المجتمع العربى والثوره التى نحتاج إليها ( 3 )
- المجتمع العربى والثوره التى نحتاج إليها ( 4 )
- المجتمع العربى والثوره التى نحتاج إليها 1
- المجتمع العربى والثوره التى نحتاج إليها 2
- الجرائم الجنسيه 1


المزيد.....




- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامح سليمان - الوحيد مات يا بلد ( ج 1 )