أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالوم ابو رغيف - البعدين الطبقي والجنسي لنِكاحيً المتعة والمسيار













المزيد.....

البعدين الطبقي والجنسي لنِكاحيً المتعة والمسيار


مالوم ابو رغيف

الحوار المتمدن-العدد: 4152 - 2013 / 7 / 13 - 22:46
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


النكاح رغم انه يعني الزواج في مصطلحات الدين الاسلامي الحديث، الا انه يتخذ من فعل الممارسة الجنسية دلالة عليه وتعريفا له، ولهذه الدلالة اهمية في فهم تفسير نوعية الاحتياج، فهو احتياج لاشباع الغريزة الجنسية وليس الى تطمين الحاجة العاطفية والرغبة في تكوين عائلة. اي ان النكاح يهدف الى استقرار جنسي اكثر مما يهدف الى استقرار عاطفي، ولذلك اباح الاسلام الزواج من اربعة مع ان تعدد الزوجات يسبب مشاكل اجتماعية واقتصادية ويهدد استقرار العائلة.
ولان الزواج ( النكاح) يفهم منه معنى التزاوج، اي التلاقح وليس الارتباط، فأن العلاقات الجنسية بين الرجل والمراة تلك التي كانت تزاول خارج مؤسسة الزواج، أُسميت بالانكحة لغرض اضفاء الشرعية عليها. مثل تزاوج المتعة وتزاوج المسيار.
لا ننوي مناقشة شرعية المتعة والمسيار الدينية، اذ ان لكلاهما من القرآن ومن الحديث ما يسند شرعنتهما وما يثبت العمل بهما في مراحل التاريخية معينة، كما ان الفعل الممجوج القبيح لا يصبح جميلا اذا اجازه الدين ولا الجميل يصبح قبيحا ممجوجا اذا حرمه الدين.
نحن هنا في نية تسليط الضوء على المضامين الطبقية والجنسية لكلا النكاحيَين.
ونقصد بالمضمون الطبقي هي الملامح الاجتماعية التي تدل على الشريحة الاجتماعية التي تمارس هذا النوع من التزاوج، فالشريحة الاجتماعية التي تمارس المتعة تختلف عن تلك التي تمارس المسيار، كذلك القصد من بيع البضاعة الجنسية او شرائها يختلفان في المتعة عن المسيار.
المتعة هي ممارسة جنسية عن طريق تزاوج يتحدد وقت ديمومته شفهيا نضير مبلغ معين يتفق عليه الطرفان البائع{المراة} والمشتري{الرجل}. واذا كان دافع الزواج، اضافة الى اشباع الحاجة الجنسية، الارتباط الاسري للمرأة وللرجل، فان الدافع في حالة تزاوج المتعة يختلف عن الزواج العادي، فالمراة ليست عروسة انما بائعة والرجل ليس عريسا انما مشتريا. المراة وبصفتها بائعة تكون مثل اي بائع اخر يهدف الحصول على المال من خلال بيع البضاعة، بينما الرجل بصفته مشتريا يبحث عن القيمة الاستعمالية لتلك البضاعة ويتحدد السعر بالتعامل والتوافق، وقد نزل قرآن بذلك:ـ
فما استمتعتم به منهن فآتوهن أجورهن فريضة ولا جناح
عليكم فيما تراضيتم به من بعد الفريضة
لا تسعى المراة في تزاوج المتعة لاشباع رغباتها الجنسية، اذ انه ليس هدفا لها، فهي مدفوعة بالضيق والعوز والاحتياج ولا تجد شيئا اخرا تستطيع فعله الا بيع جسدها والذي يكفل الدين شرعية بيعه وتسويقه. فنساء المتعة من الشرائح الاجتماعية الفقيرة اللاتي يجدن في بيع اجسادهن موردا اقتصاديا يسد بعض الحاجات المعيشية.
ان زواج المتعة يحمل معه ملامح الطبقة الفقيرة المسحوقة اقتصاديا.
لذلك يكاد ينعدم هذا التزاوج بين الشرائح والطبقات الميسورة كما ان رجال الدين الذين يفتون بزواج المتعة، لا يسمحون لبناتهم ولا لأخواتهم بممارسة هذا التزاوج حتى لو كن يعانين من الكبت الجنسي.
الكبت الجنسي عند المراة في الشرائح الاجتماعية الميسورة، لم يوليه رجال الدين الشيعة الرعاية والعناية، فهم غير معنيين بما تعانيه المرأة من حرمان وكبت جنسي، فالمتعة في زمن النبي محمد لم تكن تشريعا يضمن سد حاجة اقتصادية للمراة، انما تشريعا الاشباع غريزة الرجل الجنسية فقط. فقد جاء في صحيح البخاري التالي:
اخرج البخاري ومسلم في الصحيحين عن عبد الله بن مسعود، قال، كنا نغزوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس معنا شيء، فقلنا الا نستخصي فنهانا عن ذلك ثم رخص لنا ان ننكح المراة بالثوب.
واذا لم يولي الشيعة للكبت الجنسي عند لمراة عناية، فان اهل السنة والجماعة قد انتبهوا الى ذلك فشرعوا زواج المسيار.
وعلى خلاف المتعة لا يكون الدافع في المسيار اقتصاديا، انما جنسيا ، وليس الرجل هو من يبحث عن الجنس، انما المراة هي من تسعى اليه لاشباع غرائزها هي الخاطب والرجل هو المخطوب. الرجل في زواج المسيار يتحول بما يشبه الـ
Callboy
ياتي اليها كلما احتاجته لممارسة الجنس معه بدراية كاملة من اهلها، ابوها واخوانها وبخفية عن اهله هو، عن زوجته واطفاله.
وغالبا ما تسعى النساء الميسورات للتزاوج المسياري من رجال ميسورين ينتمون لنفس طبقتهن الاجتماعية ولنسب ليس دونيا، فالنسب في المجتمع السعودي حيث يتفشى الشذوذ والمسيار في المجتمع الوهابي، يلعب دورا كبيرا في التزاوج، فكثير من النساء قد طلقن ازواجهن بعد علمهن بنسبهم الخفيض.
في زواج المسيار لا تشترط المرأة على الرجل شرطا ماليا ولا اجتماعيا وتتنازل عن جميع مستحقاتها كالنفقة والانجاب.
الرجل لا ياتي اليها الا لغرض واحد هو ممارسة الجنس معها ويذهب بعد ان يشبع رغبتها ورغبته. ان الحافز والدافع من كلا الجانبين هو البحث عن الجنس فقط.
يمكن القول بان المسيار كان ذو نفع لبعض شرائح المجتمع الخليجي الميسروة الذي تكثر فيه العانسات والمطلقات والارامل وغلاء المهور ومبالغات الاعراس مما يجعل الذكور يعانون من الكبت الجنسي خاصة في فترات المراهقة، اذ انه يتيح لهم المعاشرة الجنسية مع النساء دون تكاليف مالية، وان كن اكبر عمرا، ويبعدهم عن الشذوذ الجنسي المنتشر في المجتمعات الخليجية وخاصة السعودية.
وعلى عكس زواج المتعة، الذي تمارسه بعض من النساء التي يدفعهن الفقر وقلة ما في اليد لممارسته، يتفشى زواج المسيار في السعودية بشكل ملحوظ حتى ان زيجاته زادت على اعداد الزيجات العادية. لقد اصبح يشكل ظاهرة ملحوظة ولم يعد امرا ممجوجا او لا يتقبله المجتمع واصبح من زبائنه مشايخ الدين ورجال الاعمال، فهو لا يكلف شيئا.
اللافت ان رجال الدين الشيعة او السنة، وبدلا من مناقشة مشكلة الكبت الجنسي، اكان عند الرجال او عند النساء، يتعاركون فيما بينهم ويشتمون بعضهم البعض في جدال عقيم فيما اذا كانت المتعة او المسار حلالا ام حراما.
رجال الدين الشيعة الذين يحصلون على ملايين الدولارت سنويا من اموال الخمس والنذور، كان يمكن لهم ان ينقذوا {المتمتع بهن} من بيع اجسادهن بتخصيص مبالغ مالية شهرية لهن، وخاصة ان اموال الخمس يجب ان توزع على الفقراء وفق الفقه الشيعي ، وكان على الدولة تخصيص رواتبا شهرية للنساء بما يكفل لهن حياة حرة كريمة وينقذهن من اسواق المتعة.
واهل السنة والجماعة يمكنهم حل مشكلات العنوسة والكبت الجنسي باشاعة الحب والحرية والتخفيف من غلواء الحجاب والنقاب، فكيف يتزوج الرجل المراة او يقع في حبها ان لم يرها.؟
في المجتمعات المحجبة يختفي الحب وينتشر الجنس على شكل رغبات مجنونة وسعار متوحش، تسيطر الغرائز وتضيع العواطف ولا يُفكر بالمراة الا كموضوع للجنس .














#مالوم_ابو_رغيف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثورة ميدان التحرير وردة ميدان رابعة العدوية
- النقيض الاسلامي الكلي للديمقراطية!
- الثورة المصرية: التناقض بين الديمقراطية وبين الاسلام السياسي
- مع الدكتور جعفر المظفر: هل يخلع حسن نصر صاحبه مثلما يخلع الخ ...
- السعار الاسلامي في مصر ونموذج الثورة السورية
- اللهم اعز الاسلام بصوت المغنية احلام
- سوريا: ثورة ام حرب اجرامية؟!
- القرضاوي في اخر مراحله
- القواعد اللاتي لا يرجون نكاحا
- البحث عن جثة صحابي
- الاسلاميون اذا دخلوا ثورة افسدوها!!
- الدول الغربية ترفع شعار الاسلام هو الحل.
- دولة الاغلبية الشيعية!!
- عراق بلا دين عراق افضل، عراق اقوى واجمل.
- مهمات الشيوعيون العرب
- نظم الاخلاق الدينية وتناقضاتها مع القيم الانسانية
- فوضى الحرية
- التثقيف الاسلامي من اهم عوامل التحرش الجنسي
- لماذا لم تحدث الثورة في البلدان الرأسمالية لحد الآن؟
- من اخطاء الرفيق النمري: عدم التفريق بين الطبقة وبين ايدلوجيت ...


المزيد.....




- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالوم ابو رغيف - البعدين الطبقي والجنسي لنِكاحيً المتعة والمسيار