أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هفال زاخويي - اصحاب الأقلام السلطوية والخطابات الإنشائية














المزيد.....

اصحاب الأقلام السلطوية والخطابات الإنشائية


هفال زاخويي

الحوار المتمدن-العدد: 4150 - 2013 / 7 / 11 - 16:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في هذه الأيام يشهد أقليم كردستان حراكاً سياسياً غير معهودٍ من قبل بسبب نمطيته التي أصبحت ذات صفة مدنية ومكشوفة ومعلنة أمام الأهالي في كردستان ، فالصراع بدأ يأخذ أبعاداً مدنية وعصرية على عكس الصراع الذي شهدناه في تسعينيات القرن الماضي بين الحزبين الكرديين الحاكمين (الديمقراطي الكردستاني بزعامة بارزاني والإتحاد الوطني الكردستاني بزعامة مام جلال) ، إذا تحول الصراع والخلاف العقائدي والمصالحي والسلطوي بينهما الى نزاع مسلح أثر بشكل سلبي الى حد بعيد على الحركة الكردية ناهيك عن الخسائر في الأرواح والخراب الذي حل ببعض المدن والقرى ... تلك الحرب الداخلية الكردية – الكردية التي بدأت في أيار 1994 وانتهت في نهايات 1998 بضغط أميريكي ورعاية مباشرة آنذاك من مادلين اولبرايت وزيرة الخارجية الأميريكية ... أثناء ذلك الصراع كان الإنقسام مريراً في الشارع الكردي، ومن أكثرها مرارة إنقسام المثقفين وبعض أصحاب الأقلام وتوزعهم على الحزبين الكرديين الحاكمين ليمجد كل منهم الطرف المنتمي له بطريقة تقليدية سخيفة ومخجلة ، والهدف كان من أجل تحقيق المصالح والحصول على الامتيازات الشخصية لا غير .
بكل تأكيد لا بد أن يكون للسلطة الحق في امتلاك أجهزة الإعلام والصحفيين والإعلاميين ، أسوة بالمعارضة التي لها الحق في ذلك ، إذ لا يمكن منح الحق للمعارضة بإمتلاك أصحاب الأقلام وأن يكون لها من يؤمن بها ، وفي المقابل نحرم النظام السياسي من ذلك الحق الطبيعي ، فقد كان النظام السياسي الكردي الحالي في يوم ما معارضاً وكان خطابه خطاب المظلومية وفضح الممارسات الخاطئة لنظام صدام الديكتاتوري ، وقد تصعد المعارضة الكردية الحالية في يوم ما الى هرم السلطة وتنسى خطاب المظلومية وهكذا دواليك ... لكن ما يدعو الى الدهشة والى العجب هم اؤلئك الأبواق الذين يطبلون ويزمرون في لقاءاتهم ومقالاتهم للسلطة الحاكمة في كردستان غاضين الطرف عن الكثير من الأخطاء الجسيمة التي تُرتَكَب سواء على المستوى السياسي أو الإداري أو الإقتصادي ، هذه الأبواق التي لا تتقن الا فن الضحك على الذقون من خلال أساليب الخداع وفنون التشدق والتحذلق والتزلف للحكام ، وهم في قرارة أنفسهم إنما يخادعون الحاكمين ويسيرون بهم نحو المجهول ويصورون الواقع على عكس ما هو عليه ، خصوصاً ان الحكام لم يعد بمقدورهم النزول من أبراجهم العاجية وجنائنهم المعلقة ليقفوا بأنفسهم على حقائق الوضع بل يعتمدون كلياً على طروحات هؤلاء ولا أفهم كيف يكون في مقدورهم اقناع أنفسهم بأن ما يطرحه بعض أصحاب الأبواق صحيح و يعد من المسلمات ولا يقبل النقاش والجدال ؟!

لن أكون منصفاً ولن يكون غيري منصفاً لو أنكرنا ما تم تحقيقه في كردستان على مستوى تنظيم حياة المجتمع وتوفير الأمن في الأقليم والحفاظ على أرواح وممتلكات المواطنين ، وفي المقابل لن أكون منصفاً ولن يكون غيري منصفاً لو أدعينا بأن الأقليم جنة مثلى وقد وصل الى حال الكمال من الرفاه الإقتصادي والمساواة أمام القانون ، واقرار القوانين الكفيلة بتحقيق العدالة الإجتماعية ، فهل تحدث أحد من هؤلاء الكتاب من موالي السلطة مثلاً عن كثير من الخروقات القانونية ؟ وهل تحدث احد منهم عن ضرورة تشريع واقرار قوانين من قبيل قوانين الضمان الصحي وتطوير وتعديل قوانين العمل والضمان الإجتماعي ، واقرار قوانين حماية المستهلك من البضائع الفاسدة والتي تشكل خطراً على الصحة التي تدخل الأقليم ومن ضمنها الأدوية ؟ وهل تحدث أحد منهم عن عمالة الأطفال وعن بطالة الشباب ؟ وهل تحدث احد منهم عن ظاهرة الطبقية الخطيرة التي تكتسح المجتمع الكردستاني وظهور (الطبقة الجديدة ) التي تتكاثر انشطارياً ؟ّوهل تحدث أحدهم عن حالة الإحتكار في بعض مجالات الحياة الإقتصادية ؟!
إن الخطاب الإنشائي لكتاب وصحفيي وأجهزة اعلام السلطة هو خطاب ترقيعي لن يجدي نفعاً أمام التطور الحاصل في أجهزة الإعلام ومواقع التواصل الإجتماعي والحراك الشعبي لمجمل شعوب المنطقة ، ولن ينجح أبداً في اخفاء عيوب وتجاعيد وجه السلطة ، فالتعرق في ظل حرارة وسخونة الحراك السياسي كفيل بإزالة المساحيق والكشف عن العيوب والتجاعيد .



#هفال_زاخويي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فساد وإرهاب ... توصيفات وطنية
- أزمة الرأي العام في العراق...المشكلة الحالية نموذجاً
- الأمن شماعة لتعليق المشاكل في العراق...عقد شركة نوروزتيل مثا ...
- القائد التاريخي ... أم المدير الأمين ... ايهما الأفضل؟
- أصدقاء الشعب الكردي أم أصدقاء النظام السياسي الكردي؟
- بوق مرزوق
- نيجيرفان بارزاني والمعارضة الكردية... كل ديمقراطية تسقط بإخت ...
- من حقي كمواطن أن اطالب مام جلال بالإستقالة من منصبه
- ساسة العراق ... من المربع الأول الى الحلحلة واللملمة واللصلص ...
- في هذا العراق لا أثق بالساسة ... كل الساسة
- أحداث زاخو بأقليم كردستان...قراءة مغايرة
- الرئيس مام جلال في طهران ...أين البروتوكولات والاعراف.؟!
- وليد المعلم ووهم البطولة الجوفاء
- ما بين الطفل حمزة الخطيب ... والطفل محمد الدرة... وطفل حلبجة ...
- دريد لحام من جوقة وعاظ السلاطين منذ أن وُجِد
- نواب رئيس جمهورية العراق...بطالة مقنعة في مديرية الشراكة الو ...
- الثنائي الإعلامي الممسوخ شريف شحادة وعصام تكرور السوريين
- بلادي وإن جارت عليَ عزيزة ... وأهلي وإن شحوا عليَ كرامُ...!؟
- كل مستقل في هذا الوطن خائن وعميل...!
- وهم الديمقراطية العراقية وتأثيراتها على حركات التغيير في الع ...


المزيد.....




- زرقاء اليمامة: قصة عرّافة جسدتها أول أوبرا سعودية
- دعوات لمسيرة في باريس للإفراج عن مغني راب إيراني يواجه حكما ...
- الصين تستضيف محادثات مصالحة بين حماس وفتح
- شهيدان برصاص الاحتلال في جنين واستمرار الاقتحامات بالضفة
- اليمين الألماني وخطة تهجير ملايين المجنّسين.. التحضيرات بلسا ...
- بعد الجامعات الأميركية.. كيف اتسعت احتجاجات أوروبا ضد حرب إس ...
- إدارة بايدن تتخلى عن خطة حظر سجائر المنثول
- دعوة لمسيرة في باريس تطالب بإلإفراج مغني راب إيراني محكوم با ...
- مصدر يعلق لـCNNعلى تحطم مسيرة أمريكية في اليمن
- هل ستفكر أمريكا في عدم تزويد إسرائيل بالسلاح بعد احتجاجات ال ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هفال زاخويي - اصحاب الأقلام السلطوية والخطابات الإنشائية