أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - العقل والإيمان














المزيد.....

العقل والإيمان


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4148 - 2013 / 7 / 9 - 17:27
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



إذا كان العقل شيء لم يُدرَك مكنونه الكامل والحقيقي كما هو في كينونته الأولى بعد فكيف ندخل إلى قضية لا نعرف ماهيتها إلا بما تأتى لنا من فهم لبعض جوانبها والتي صيغنا بعضا منها في المبحثين السابقين إن هذا بالضبط هو منهج السيكوفيزياء أو psychophysics الدخول إلى نطاق اللا معلوم، والوقوف على أسباب مجهولةِ المنطق, بمعنى أن منطق هذه الأشياء مما هو خارج المجموعة العملية والعلمية للعقل الإنساني ولكن في نفس الوقت فإن هذا العقل لا يرفضها ليس لأنها وقائع حقيقية ولكن لأنه يجهلها وعليه أن يستكشف الطريق للوصول إلى معرفتها.
ولكي نقرِّب الصورة أكثر، نقول إننا ألِفنا أن نفكر بـ"منطقية" تبحث دائمًا عن الأطُر والحدود والتحديدات عبودية العقل المصنوع وحتى فيما يخص موضوع العقل البشري كموجود شيئي، فإننا نحاول أن نتصوره دائما كشيء مادي محسوس ولعل أول صورة نتخيلها عنه هي صورة الدماغ.
إن هذا التصور إنما تأتَّى من الانطباعات المستوحاة من حياتنا اليومية من عبوديتنا لما نعتقد لكن هل تلك الانطباعات كلها صحيحة ,لا نريد أن ندخل في مناقشتها ذلك الآن ونختصر القول بأن علينا أن نفكِّر في إطار علمي قابل للتجديد والتحديث بمعنى أطار الصراع المنتج للحداثة العقلية وليس غيره وهنا، في هذا الموضوع نقول إن العقل البشري ببساطة ينتمي إلى طبيعة ماهوية غير قابله للتحديد.
فليس لنا الحق أن نقول أن عدم إدراك العقل كاملا حتى هذه اللحظة يعني أزليته وسرمديَّته في الوجود وفي الوقت نفسه، قد يعني ذلك أننا أدركناه، وأنه في بساطة ما هو موجود منه وغير قابل للإدراك بالحواس الاعتيادية ,فالعقل في حدِّ ذاته آلة حاسة خاصة بصورة ما كما أشار إلى ذلك الشيخ الرئيس ابن سينا بقوله إن العقل هو أداةُ إدراك الأشياء.
ولغرض إدراكه هو وَجَبَتْ علينا أما الاستعانة بأداةٍ غير العقل نفسه وهذا يتطلب محاولات حثيثة للـ "تفكير"(مع التحفظ) بطُرُقٍ غير عقلية أو فوق عقلية, وغير تقليدية كي نكشف الحقيقة, طُرُقِ تفكير تُستوحى من نُظُم خارجه وتكون لها القدرة والأهلية الكاملة في تقييم ماهية العقل, ويعني ذلك أن ندركه أما بما هو خارجي عن الإنسان المخلوق بالكينونة الأولى وبالتالي فلابد من مخلوق يختلف عنه بالماهية أو بما هو داخل الإنسان ولكن لا ينتمي للعقل أو يتأثر به.
في كلا الحالين لا يمكن أن تسعفنا المعطيات والوقائع والواقع في العثور على ذلك إلا ما يأتي عن طريق النقل الفوقي طريق النقل عن السماء وحتى في هذه الحالة لا بد للعقل أن يكون على استعداد طبيعي لقبوله ليس لأنه من السماء فقط ولكن لأنه لا يتعارض مع قواعد العقل العملية أولا وأنه أي النقل مما لا يمكن للعقل أن ينكره لأن ليس بين يديه ما يمكنه أن يستنكره وينكره وهذا هو بالضبط ما يستهدفه علم السيكوفيزياء.
العقل بشقيه يبقى سلاح الإنسان لمعرفة النقل وما يمكن أن يضيف من قيمة لوجود الإنسان, هنا كان البحث حول تربية وتنمية الاستعداد العقلي والفكري لقبول النقل من خلال العلم العقلي والعلم الذي أكتسبه العقل ليوسع دائرة القدرة على الفحص والتقرير، فقد كان الإسلام يستمد العون من العقل دائماً، أي عندما يدعو الناس فإنه يحرك عقولهم أيضاً ويخرجهم من الجهل والسكون والرتابة ليدخل في أتون الصراع بين عبوديتهم للسلفية وبين حقهم الطبيعي للتحرر بالعلم من خلال الإيمان به وبما ينتجه من معرفة كونية، فلا يقول إذا آمنتم لا تفكروا ولا تتعقلوا, وقد ذم التسليم وذم التقليد الأعمى ولم يدعي أن التعقل لا يوصل الإنسان إلى شيء{وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللّهُ قَالُواْ بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُونَ}البقرة170،وان الإيمان هو مرحلة غير التعقل والتفكير ،وان على الإنسان أن يسلم أمره لتنكشف له حقيقة الإيمان، وما أشبه ذلك من الكلام الذي نراه في المسيحية بكثرة وهو ما أنتج الحداثة في أوربا بمفهومها المادي الذي أشرنا إليه سابقا.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحديث الإسلام لا لأسلمته الحداثة
- الإسلام في المواجهة
- مانديلا الرجل الأبيض الجسور
- التدين وصورة الدين
- السياسة والدين ومفهوم السياديني
- قراءة في فكرة التجديد الديني عند سروش ومعطياتها
- فكرة الأمة الواحدة
- ضرورية الدين عند سروش في ضوء بسط التجربة التأريخية
- الإنسان الكوني ومفهومنا للعولمة
- العولمة وصورة الإنسان الكوني ج1
- العولمة والإنسان الكوني _ج2
- العولمة والإنسان الكوني _ج3
- العولمة والإنسان الكوني _ج4
- مصدرية الوعي الفكر اولا
- مقام التسليم
- الدكتور علي الوردي وأشكالية الحكم على العقل ج1
- الدكتور علي الوردي وأشكالية الحكم على العقل ج2
- في نقد القراءة التاريخية لعبد الكريم سروش للدين المحمدي _ ج1
- في نقد القراءة التاريخية لعبد الكريم سروش للدين المحمدي _ ج2
- الدكتور علي الوردي وإشكالية الحكم على العقل


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن ضرب -هدف حيوي- في حيفا (في ...
- لقطات توثق لحظة اغتيال أحد قادة -الجماعة الإسلامية- في لبنان ...
- عاجل | المقاومة الإسلامية في العراق: استهدفنا بالطيران المسي ...
- إسرائيل تغتال قياديًا في الجماعة الإسلامية وحزب الله ينشر صو ...
- الجماعة الإسلامية في لبنان تزف شهيدين في البقاع
- شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية ...
- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال قيادي كبير في -الجماعة الإسلامي ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - العقل والإيمان