أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حدوي - ثورة مصرالثانية..














المزيد.....

ثورة مصرالثانية..


محمد حدوي

الحوار المتمدن-العدد: 4145 - 2013 / 7 / 6 - 21:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كلنا تابعنا على شاشات الفضائيات المختلفة الامواج البشرية الهائلة التي ضاقت بها ميادين المدن المصرية بما فيها المدن المحسوبة على الاخوان .أمواج بشرية هائلة بالملايين اذهلت العالم في نظامها وانتظامها . امواج بشرية خرجت للتعبير عن غضبها تجاه حكم «الإخوان» المسلمين بمصر ولتعلن نهاية حكم «الإخوان» الذين فشلوا في قيادة البلد نحو الإصلاح الحقيقي والتنمية المستدامة، وعجزهم عن تقديم الحلول لمشاكل مقيمة مثل البطالة والسكن والصحة والتعليم..لقد كانت هذه الثورة التي سماها البعض بالثورة الثانية التصحيحية لثورة 25يناير العمود الفقري للثورة التي عجلت بالاطاحة بالرئيس المنتخب محمد مرسي بعد سنة من حكمه.أمواج بشرية غير مسبوقة انتفضت مما دفع بالجيش المصري الى القيام بجمع أطراف المسبحة المصرية من رجال دين بمافيهم السلفيين وشيوخ الازهر واحزاب ومنظمات شبابية قصد التشاور والتباحث حول انتزاع فتيل اللعب بين يدي«الإخوان».وبعد التشاور مع كافة اطراف المسبحة المصرية، تم اصدار قرار عزل مرسي وإعلان خريطة طريق مستقبلية لبناء مصر جديدة يشارك فيها الجميع. وهو الامر الذي اعتبره «الإخوان» بمثابة انقلاب عسكري وانقلاب على الشرعية التي استندت الى انتخابات حرة ونزيهة قال فيها الشعب المصري كلمته حين صوت لصالح تيار الاخوان المسلمين.تلك الشرعية التي قال عنها المعارضون ايضا وايدهم الجيش في ذلك ،بأنها قد سقطت بالشرعية الثورية للجماهير التي حجت الى الميادين العامة بكثافة غير مسبوقة حتى في زمن الخروج لأسقاط مبارك.وعلى اساس هذا المنطق، خرج الجيش ايضا لحماية الشرعية الثورة الجماهيرية ولحماية المنشآت وتأمين مرحلة انتقالية جديدة للسلطة في البلاد.
إن السقوط المدوي للإخون المسلمين في مصر يرى فيه البعض سقوط للإسلام السياسي في العالم العربي.لقد جاء سقوط «الإخوان» في زمن يتحضرون فيه لحكم البلد مدى الحياة في إطار مايسمى بالخلافة الاسلامية ،مما جعل الاسلاميون في بعض الدول التي بسطوا سيطرتهم فيها مثل تونس وتركيا والمغرب.. يتخوفون من انتقال عدوى تجربة «إخوان» مصر الى بلدانهم. «إخوان» مصر الذي اتهمهم المعارضون بالسعى الى اخونة المجتمع المصري ومؤسساته إستعدادا لتنفيذ مشروعهم السياسي ، أكثر مما يسعون الى إصلاح الاوضاع الاجتماعية والاقتصادية المتردية لعموم افراد الشعب في اكثر من صعيد، تلك الاوضاع التي كانت سببا في خروج الناس الى الشارع وكانت سببا في إسقاط مبارك في ثورة 25 يناير.
إن تجربة «إخوان» مصر المأسوية في ثورة 30يونيو التي انتهت بعزل مرسي بعد عام من حكم «الإخوان» هي تجربة ستكون هي الأهم ليس فقط لمكانة البلد وحجم تأثيره في العالم العربي، ولكن أيضا لأن «الإخوان» فيه هم المنبع الذي انطلقت منه غالبية حركات الإسلام السياسي الحديثة في المنطقة بكل تفرعاتها بما في ذلك تلك الحركات التي جنحت نحو السلاح والعنف. إن تجربة «إخوان» مصر المأسوية تؤكد امرين لاثالث لهما: إما فشل الاسلام السياسي كنظام للحكم ، أو ان الجيش المصري الذي يدعي الحياد دائما وفي نفس الوقت الإنحياز الى جانب مطالب الشعب عمل على إفشال الربيع العربي الذي تسير رياحه لصالح«الإخوان»المسلمين في مصر مما سيعزز فكرة فشل تجربتهم في الدول الاخرى التي بسط فيها الاسلاميون سيطرتهم. تلك الدول عصفت عليها رياح الربيع العربي والتي لاتزال الكثيرمن الغيوم والسحب تحوم على سمائها. تلك السحب والغيوم التي تحجب الكثير من الرؤية لفهم بعض الحقائق والواقع في هذه الدول التي طال مخاضها العسير ، ووحلها الكبير لتوليد حل جديد.ذلك الحل الذي لن يكون بالامر الهين نظرا لحجم بطن تلك الدول المنتفخ بفعل تراكم المشاكل والمعاناة والتناقضات ، والتي اوصلتها الى درك لم يكن درك اسفل منه .مشاكل ومعاناة وتناقضات ساهمت في تشريد الملايين من الناس في الداخل والخارج.. وبالرغم من الثورة الاولى والثانيةالتي شهدتها دولة مصر،وبالنظر الى البطن المنتفخ أكثر من اللازم لدول الربيع العربي ، لا تزال الأسئلة أكثر من الأجوبة، ولا يزال القلق هو سيد الموقف. وهذا ما يجعلنا نقول ،اننا نحن في الواقع أمام معضلة حقيقية، فالثورات التي ما زلنا نتابع فصولها وتداعياتها لم تكشف فقط حجم تركة فشل وفساد الأنظمة التي أطيح بها، بل أسقطت القناع عن عجز النخب العربية التي تتحدث كثيرا عن الحرية والديمقراطية وتطلعات الشعوب، لكنها عندما وضعت أمام الاختبار أظهرت التباسا في المفاهيم، وفشلا ذريعا في التكيف مع العمل في أجواء الحرية الجديدة، وعجزا واضحا عن قيادة الجماهير وتوجيه الشارع نحو كيفية الخروج من المأزق التي تتخبط فيها.



#محمد_حدوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كتب الأعاجيب القديمة
- لمن نكتب ما نكتب؟
- لمن نكتب؟
- لامخرج الا العلم والمعرفة
- الاحتجاجات ردا على الفيلم المسيء للرسول
- لماذا طال أمد حل الأزمة السورية؟
- شروط الفتيات التعجيزية في الزواج
- في العلاقات الجنسية الشبابية، الأنثى دائما هي الخاسرة
- حكايتان متشابهتان:الأولى ببادية﴿ ج ﴾بالمغرب وأ ...
- الصرع:كيف نتعامل مع شخص أصيب بنوبته؟
- الرغبات الهوجاء ومشكل تنظيمها
- الخطأ والعيب فينا!
- كرة القدم والإثارة الجنسية عند الرجال
- منطقة النيف: الهجرة العائدة من الخارج وازمة التكيف الإجتماعي ...
- تموت الأشجار وتبقى الذكريات ﴿كلام يشبه الشعر﴾
- احذروا مصابيح -فلوريسانت- اللولبية القاتلة
- مساعدات إنسانية مشبوهة!!؟؟؟
- لماذا نكتب؟
- ماذا يجري الآن في سوريا؟
- في انتظار رجال الدين والفقهاء الأجلاء؟


المزيد.....




- البيت الأبيض يدعو إسرائيل إلى إعادة فتح المعابر إلى غزة
- مسيرة -لانسيت- الروسية تدمر منظومة استطلاع أوكرانية حديثة في ...
- البيت الأبيض: إسرائيل أبلغتنا بأن العملية العسكرية في رفح مح ...
- -ولادة بدون حمل-.. إعلان لطبيب نسائي يثير الجدل في مصر!
- تبون: ملف الذاكرة بين الجزائر والمستعمر السابق فرنسا -لا يقب ...
- في الذكرى الـ60 لإقامة العلاقات بين البلدين.. أردوغان يستقبل ...
- تسريب بيانات جنود الجيش البريطاني في اختراق لوزارة الدفاع
- غازيتا: لهذا تحتاج روسيا إلى اختبار القوى النووية
- تدعمه حماس وتعارضه إسرائيل.. ما أبرز بنود اتفاق وقف إطلاق ال ...
- في -قاعة هند-.. الرابر الأميركي ماكليمور يساند طلاب جامعة كو ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حدوي - ثورة مصرالثانية..