أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وديع بتي حنا - ولي العهد السعودي – بابا النفط في زياراته الرسولية














المزيد.....

ولي العهد السعودي – بابا النفط في زياراته الرسولية


وديع بتي حنا

الحوار المتمدن-العدد: 1185 - 2005 / 5 / 2 - 12:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مسكين الرئيس السوداني , لو كانت لديه مفاتيح ( حنفية النفط ) التي لدى الاخرون لحل ضيفا عزيزا على الاليزيه , وتمتع بيوم عمل جميل في مزرعة الرئيس الامريكي , وطُبِعت على وجناته القبلات , وكان اهل دارفور جميعا فداء له .
فتح الملايين في العالم عيونهم وافواهم معا وهم يشاهدون على شاشة التلفاز تلك الحفاوة البالغة التي أُحيط بها ولي العهد السعودي في كل من باريس و واشنطن . ما سر هذه العلاقات الشخصية القوية بين اطراف تنحدر من خلفيات وثقافات متباينة !. الرئيس الفرنسي يضحك ضحكاته العريضة حتى قبل ان تبدأ شفاه ولي العهد السعودي بالحركة وكانه طفل يضحك لاول مرة في حياته . الرئيس الامريكي ياخذ بيد ولي العهد ليساعده في المسير وكانه اصبح موظفا في وزارة الشؤون الاجتماعية السعودية في وقت يشك فيه كل من يعرف خصائص الرئيس الامريكي ان يفعل الشئ ذاته مع والده !. لقد تمكن سمو ولي العهد ان يحقق انتصارا تاريخيا حين جعل اعتى عتاة العالم يستخدمون العادات العربية في الترحيب بالضيوف عن طريق تقبيلهم .

ترى ماذا فعل ولي العهد السعودي ليستحق كل هذا. لا احد ينكر سياسته المتزنة وشخصيته المؤثرة , ولكن هل هذا هو السبب حقا؟ ان الدور السعودي في السياسة الاقليمية والدولية لايختلف كثيرا عن الدور الذي تلعبه الكثير من الدول الاخرى في المنطقة والعالم كونه يرتكز على البحث عن افضل الوسائل لتحقيق المصالح المشتركة والمساهمة في حل المشاكل الاقليمية والدولية . ليست السعودية وحدها هي التي تساهم في تحقيق الاجندة الامريكية والغربية في المنطقة بل هنالك طابورا طويلا من الدول التي حطمت ارقاما قياسية وتجاوزت السعودية في هذا المجال , لكن الرئيس الفرنسي لم يطبع قبلة على وجنات قادتها ولم تطأ قدماهم بعد مزرعة الرئيس الامريكي . لم يكتشف الامير عبدالله عقارا فعالا ضد الايدز ولاتمتلك بلاده اسلحة الدمار الشامل كما ان الرجل لم يفعل بعد دورا خارقا في حل الصراع العربي الاسرائيلي فمبادرته لتحقيق السلام تركن بهدوء في احد مجرات ارشيف جامعة الدول العربية وُيلقى عليها التحية فقط في المناسبات القومية السنوية , ناهيكم عن ان المبادرة اصلا في مضمونها لاتحتوي إلا على افكار كانت متداولة تم إطلاقها كقنبلة اعلامية بعد ان إقترنت باسم ولي العهد السعودي . ماهو السبب اذن واين هو بيت القصيد الذي جعل قادة المجتمع الغربي يظهرون على التلفاز اساتذة كبار في التملق والرياء في الوقت الذي تدعي فيه مجتمعاتهم انها قد اضافت ومنذ زمن بعيد التملق والرياء الى الوصايا العشر؟. انه النفط ايها السادة الذي احال العراق الى ركام وخراب ! نعم لأجل عين ألف عين تُكرم , ومن المؤكد ان صورة ذلك الناخب الامريكي والفرنسي لاتقبل ابدا ان تفارق مخيلة رئيسي بلديهما وهو, اي الناخب , يقف في محطات تعبئة الوقود فينظر الى سعر لتر البنزين واذا به تجاوز الدولار ونصف الدولار فتتحرك شفاه لتنطق بكلمات يعرفها جيدا كل من يجلس في السلطة .

لم تتوقف الولايات المتحدة والدول الغربية يوما ما عن الايمان بمقولة كيسنجر الشهيرة في ان العرب لايملكون النفط بل يخزنونه في اراضيهم , ولكن السياسة الامريكية ومعها الغربية تقوم على الدوام على مبدأ الحصول على افضل النتائج بأقل الخسائر ولذلك لاضير في الضغط على النفس واستعراض صفات اعتاد المجتمع على مقتها كتكتيك مرحلي من اجل الوصول الى بعض الاهداف . ان حسابات رياضية بسيطة تشير الى ان انتاج اوبك من النفط الان يصل الى حوالي ثلاثين مليون برميل يوميا , فلو استخدم ولي العهد السعودي نفوذه ونفوذ بلاده وساهم في كسر السعر بدولار واحد فان ذلك يعني ان حوالي مليارا من الدولارات شهريا هي فرق قيمة الدفع نتيجة لاختلاف السعر. ان الرئيسين الامريكي والفرنسي وهما يتبارزان في اظهار اقصى مالديهما من مشاعر( الكرم والضيافة ) انما يعرفان انهما يضعان اوراقهما في المحل الصحيح حيث من عادات العربي ان يجيب التحية باحسن منها , ولذلك لو ظهر كرم ولي العهد السعودي بسعر تفضيلي خاص لنفط بلاده التي تنتج تسعة ملايين برميل في اليوم مكافأة للرئيسين فان ذلك يعني مئات من الملايين بل مليارات من الدولارات التي ستعطي لشيراك وبوش درسا جديدا في الكرم العربي.

ان الحرية و الاباحية هي السمتين التين يتميز بهما المجتمعين الامريكي والاوربي حيث يرى المواطن الامريكي والاوربي في الاكراه او الاجبار على فعل شئ ما حدث يرقى الى مستوى الجريمة . لاشك ان الرئيسين الامريكي والفرنسي يحمِلان ولي العهد السعودي والظرف الدولي مسؤولية اجبارهما على تمثيل دور لايتفق مع عاداتهما وتقاليدهما و على هذا الاساس نرى ان ولي العهد السعودي امام مسؤولية جديدة كبيرة هي دفع ثمن هذه ( الحفاوة ) التي وصلت الى اقصاها وباستمرار لكي لاتنحدر من السفح الثاني , ولدينا هنا من التجارب الكثير فالرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات تحول بين ليلة وضحاها من بطل لجائزة نوبل للسلام الى حجرة كبيرة معرقلة في طريقه . كما ان الرئيس الامريكي الاسبق رونالد ريغان كان يبدأ دائما خطاباته الى الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين بعبارة ( عزيزي السيد الرئيس ) ثم انتهى المطاف بذلك ( العزيز ) سجينا تحرسه ثلة من الجنود الامريكان في احدى مناطق بغداد. اما الرئيس الفرنسي فكان من اوائل السياسيين والزعماء الغربيين الذين ارتبطوا في فترة ما بعلاقات صداقة خاصة مع صدام حسين الى الحد الذي كاد شيراك ان يرى فيه ( ديغولا بالنسخة العربية ) ينهض من جديد.

اترك للقارئ العزيز ان يتخيل شكل الحوار الذي يمكن ان يدور بين الرئيسين الامريكي والفرنسي مع عقيلتيهما , كل في غرفة نومه , وهم يشاهدون في احد ليالي السبت فلم وثائقيا عن زيارة ولي العهد السعودي لبلديهما.



#وديع_بتي_حنا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سياسة الإقصاء – زمن ضائع ونتائج مريرة
- كل الوزارات ومن ضِمنها البيئة - سيادية -
- الولاء المطلق والمعارضة المطلقة – المرض القاتل
- تعالَ نلعب اللوتو
- رحيل البابا ومفعول اسلحة الحب الشامل
- جلال الطالباني ومكافأة نهاية الخدمة
- العلم والنشيد الوطني واغاني نانسي عجرم
- العراق بين نار التقسيم وزلزال الاطفاء
- المؤجر والمستأجر والدلال – هدايا بالباكيت
- كلنا حماميز الله
- من سيضحك اخيرا
- الى متى يبقى البعير على التلِ
- الجمعية الوطنية العراقية - شركة النقل العام
- كوريا الشمالية ترتدي المعطف لحماية ملابسها الداخلية
- اغتيال الحريري والشرق الاوسط الكبير
- وقفة مع المرجع الانتخابي اية الله فريد ايار
- سياسة كسر الظهر وصراع تجار المخدرات
- الائتلاف العراقي الموحد في الفخ
- - دعاية بعد الانتخابات - اياد جمال
- الانتخابات --- ميدالية قفز الحواجز


المزيد.....




- بالخيام والأعلام الفلسطينية.. مظاهرة مؤيدة لغزة في حرم جامعة ...
- أوكرانيا تحوّل طائراتها المدنية إلى مسيرات انتحارية إرهابية ...
- الأمن الروسي يعتقل متهما جديدا في هجوم -كروكوس- الإرهابي
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1005 عسكريين أوكرانيين خلال 2 ...
- صحيفة إسرائيلية تكشف سبب قرار -عملية رفح- واحتمال حصول تغيير ...
- الشرطة الفلبينية تقضي على أحد مقاتلي جماعة أبو سياف المتورط ...
- تركيا.. الحكم بالمؤبد سبع مرات على منفذة تفجير إسطنبول عام 2 ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لقتلى وجرحى القصف الإسرائيلي
- -بلومبيرغ-: إسرائيل تجهز قواتها لحرب شاملة مع -حزب الله-
- بلينكن يهدد الصين: مستعدون لفرض عقوبات جديدة بسبب أوكرانيا


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وديع بتي حنا - ولي العهد السعودي – بابا النفط في زياراته الرسولية