أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - -الخطأ- الذي تحدَّث عنه عريقات!















المزيد.....

-الخطأ- الذي تحدَّث عنه عريقات!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 4118 - 2013 / 6 / 9 - 22:12
المحور: القضية الفلسطينية
    



بصفته "كبير المفاوضين" الفلسطينيين، قال صائب عريقات: "قد نكون أخطأنا باعترافنا بإسرائيل قبل تعيين حدودها".
ولقد أخطأ عريقات إذْ لم يعترف بَعْد بأنَّ "المفاوِض الفلسطيني" قد أخطأ باعترافه (عن الشعب الفلسطيني) بإسرائيل قبل تعيين حدودها؛ فـ "كبير المفاوضين" الفلسطينيين أدْخَل "قَدْ" على الفعل المضارع (في عبارة "نكون") فأفادت "الشَّك (أو احتمال الوقوع)"؛ وكان ينبغي له أنْ يُدْخِل هذا الحرف على الفعل الماضي (في عبارة "أخطأنا") حتى يفيد "التأكيد".
دَعُونا نستعير من "الحقيقة" لسانها، ولو لبعض الوقت، لنتكلَّم به عن "الخطأ"، ومعناه، ودركاته، وعواقبه، وكيفية إصلاحه.
لقد "أخطأ" التلميذ، في درس الجغرافيا، إذْ أجاب عن سؤال المعلِّم له "ما هي حدود فلسطين؟"، قائلاً: "تحدها من الشمال تركيا.."، و"أخطأ" المفاوِض الفلسطيني إذْ أجاب عن سؤالٍ جغرافي مشابه قائلاً: "لبنان يحدُّ إسرائيل شمالاً.."؛ فهل لكم أنْ تتعرَّفوا "الوزن النسبي" لكلٍّ من الخطأين، أيْ وزن كليهما نِسْبَةً إلى الآخر؟
خطأ التلميذ إنَّما هو من قبيل الخطأ "1 + 1 = 3"؛ أمَّا خطأ المفاوِض الفلسطيني فهو من قبيل الخطأ "1 + 1 = قِرْد"؛ فشتَّان ما بين الخطأين.
وإنِّي لأَسْمَع نتنياهو يُعلِّق على قَوْل عريقات قائلاً: نَعَمْ، لقد أخطأتم باعترافكم بإسرائيل؛ لكنَّ خطأكم لم يكن يَكْمن في كونكم اعترفتم بها قبل تعيين حدودها. خطأكم إنَّما يَكْمُن في كونكم لم تعترفوا بها على أنَّها دولة يهودية؛ فأنتم إنَّما اعترفتم، فحسب، بأنَّ لإسرائيل الحق في العيش في أمن وسلام، وضِمْن حدود آمنة، ومعترَف بها؛ وحان لكم أنْ تُصْلِحوا هذا الخطأ، وأنْ تعترفوا بها، من ثمَّ، على أنَّها دولة يهودية!
والآن، سأفْتَرِض أنَّ "كبير المفاوضين" الفلسطينيين قد أَدْخَل "قد" على الفعل الماضي في عبارة "أخطأنا"، قائلاً (في قَوْلٍ جامعٍ مانعٍ) إنَّنا قد أخطأنا باعترافنا بإسرائيل قبل تعيين حدودها؛ فهل نرى في قوله الافتراضي هذا من "الحكمة" ما يكسبه، أيضاً، صفة "كبير الحكماء" الفلسطينيين؟
كلاَّ، لن نرى؛ فإنَّ ما يُعاينه ويُعانيه الفلسطينيون الآن من عواقب وتبعات ذاك "الخطأ" هو ما جَعَل عريقات يبدو "حكيماً" إذا ما قال إنَّ اعتراف الفلسطينيين بإسرائيل قبل تعيين حدودها كان خطأً.
لقد قال ذاك الذي عانى وقاسى وكابد عواقب وتبعات خطأ ارتكبه في ماضيه: لو عاد بي الزمن إلى تلك اللحظة التي فيها ارْتَكَبْتُ ذاك الخطأ، لَمَا ارتَكَبْتُهُ.
هل في قوله هذا شيءٌ من "الحكمة"؟
كلاَّ، فلا نَزْر من الحكمة فيه؛ فلو عاد به الزمن إلى تلك اللحظة لعاد إلى ما كان عليه من أحوال وأوضاع، وإلى ما كان يؤثِّر (تأثيراً قويَّاً) في تفكيره وفعله، وإلى ما كان عليه من جَهْل بتلك العواقب والتَّبِعات، ولأَقْدَم، من ثمَّ، على العمل نفسه الذي يَنْظُر إليه الآن (أيْ بعد معاينته هذه العواقب والتِّبِعات، ومعاناته منها) على أنَّه "خطأ".
في تلك اللحظة، كانت قيادة منظمة التحرير الفلسطينية في أحوال وظروف وأوضاع اضطَّرتها اضطِّراراً إلى أنْ تأتي بتلك "الفضيلة (الفضيلة من وجهة نظر إسرائيل والولايات المتحدة وغيرهما)"، وتعترف بإسرائيل قبل تعيين حدودها؛ لكنَّ إسرائيل التي أشادت بما أَقْدَمت عليه قيادة المنظمة، وامتدحته، لم تُعلِّل نفسها بأوهام كتلك التي علَّل بها نفسه المفاوِض الفلسطيني الضعيف، فشرعت تتصرَّف بما يؤكِّد أنَّها تُؤمِن بأنْ ليس في الاضطِّرار فضيلة.
والفلسطينيون اليوم ينبغي لهم أنْ يُؤمِنوا بالمبدأ نفسه؛ فلو اعترفت قيادتهم الآن، عن اضطِّرار، بأنَّ اعترافها بإسرائيل قبل تعيين حدودها كان "خطأً"، فإنَّ عليهم ألاَّ يروا في هذا الأمر "فضيلة"؛ لأنْ ليس في الاضطِّرار فضيلة.
أَعْلَمُ أنَّ في هذا الذي قُلْت يكمن كثيرٌ من الحقيقة؛ لكنِّي أَعْلَمُ، في الوقت نفسه، أنَّ كثيراً مِمَّن تشاركوا في ارتكاب ذاك "الخطأ" لا يريدون سماعه، أو تصديقه؛ لأنَّهم لا يريدون رؤية أوهامهم تتحطَّم.
مِنْ قَبْل توهَّموا أنَّ اعترافهم بإسرائيل (وفي الصيغة التي قَبِلوها) هو "الورقة التفاوضية الرابحة الكبرى"؛ لأنَّ فيها من حجم ونوعية التنازل الفلسطيني ما سيُغْري إسرائيل بقبول قيام دولة فلسطينية يشمل إقليمها كل "الأراضي الفلسطينية" التي احتلتها في حرب حزيران 1967؛ والآن، أوشكوا أنْ يُعلِّلوا أنفسهم بوهم جديد هو أنَّ تلويحهم بـ "التراجع عن هذا الاعتراف" هو "ورقتهم التفاوضية الرابحة الكبرى"، والتي يكفي أنْ يلوِّحوا بها حتى تعطيهم إسرائيل "الدولة الفلسطينية (التي يريدون)" عن يدٍ وهي صاغرة.
نتنياهو دعا، ويدعو، الفلسطينيين إلى أنْ يعترفوا بإسرائيل (التي لم تُعْرَف حدودها بَعْد) على أنَّها دولة يهودية؛ وإنَّ على عباس أنْ يدعو الإسرائيليين إلى الاعتراف بفلسطين (التي لم تُعْرَف حدودها بَعْد) على أنَّها دولة عربية.
نتنياهو سيسأل عباس، عندئذٍ، "عن أيِّ فلسطين تتكلمون؟"، وسيجيبه عباس عن سؤال بسؤال "وعن أيِّ إسرائيل تتكلمون؟".
إذا أصرَّ نتنياهو على اعتراف الفلسطينيين بإسرائيل (التي لم تُعْرَف حدودها بعد) على أنَّها دولة يهودية، فإنَّ على عباس، عندئذٍ، أنْ يُعْلِن أنَّ الفلسطينيين يَقْبلون الاعتراف بإسرائيل على أنَّها دولة يهودية؛ لكن بما يتوافَق (ولا يتعارَض) مع "الشرعية الدولية"؛ وليس من "دولة يهودية" تحظى بالشرعية الدولية إلاَّ تلك التي تَضَمَّنَها، وعيَّن حدودها، قرار الأمم المتحدة الرقم 181.
وهذا إنَّما يعني (في شأن الاعتراف بإسرائيل) أنَّ على الفلسطينيين أنْ يَقْبلوا الآن ما رفضوه (أو رفضه العرب) مِنْ قَبْل، وهو هذا القرار الدولي، وأنْ يرفضوا الآن ما قبلوه مِنْ قَبْل، أيْ الصيغة التي فيها اعترفوا بأنَّ لإسرائيل الحق في العيش في أمن وسلام، وضِمْن حدود آمنة، ومعترف بها؛ فإنَّ في هذا "الرفض"، وذاك "القبول"، ما يؤسِّس لتصالُحٍ أفضل بين "الشرعية الدولية" و"الحقوق القومية للشعب الفلسطيني".
أمَّا "الحد الأدنى" فيجب أنْ يَكْمُن في أساسه الآن اعتراف الجمعية العمومية للأمم المتحدة بفلسطين على أنَّها عضو مراقِب في المنظمة الدولية؛ وهذا إنَّما يعني "الاعتراف المتبادل المتزامِن"، فتَعْتَرِف "كلتا الدولتين" بأنَّ للأخرى الحق في العيش في أمن وسلام، وضِمْن حدود آمنة، ومعترف بها؛ وإلاَّ حَقَّ للفلسطينيين أنْ يظلوا على استمساكهم بـ "الحد الأقصى".



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما سَقَط في سقوط القصير!
- الصحافي والسلطة!
- أين -الربيع العربي- من -السلطة القضائية-؟!
- مصر هِبَة النِّيل لا هِبَة أثيوبيا!
- جوهر التفاهم بين كيري ولافروف
- أسئلة -جنيف 2-
- ما معنى -الآن-؟
- كيف تؤسِّس حزباً سياسياً.. في الأردن؟
- لا خلاص إلاَّ ب -لا المُثَلَّثَة-!
- أعداء الديمقراطية الأربعة
- خطاب يؤسِّس لعهد جديد من الصراع!
- عَبْر -القصير- إلى -الجنَّة-!
- تعلَّموا من إبيكوروس معنى -الحياة-!
- -القبطان- بشَّار!
- سيناء تطلب مزيداً من السيادة المصرية!
- ما معنى أنْ ينجح -المؤتمر الدولي-؟
- -نظام التصويت- الذي يؤسِّس لمجتمع ديمقراطي
- فلسفة -الإرادة-
- في فِقْهِ -الاستبداد الدِّيني-
- لماذا أعلن كيري -الدليل القاطِع-؟


المزيد.....




- رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس ...
- مسيّرة للأمن الإيراني تقتل إرهابيين في ضواحي زاهدان
- الجيش الأمريكي يبدأ بناء رصيف بحري قبالة غزة لتوفير المساعدا ...
- إصابة شائعة.. كل ما تحتاج معرفته عن تمزق الرباط الصليبي
- إنفوغراف.. خارطة الجامعات الأميركية المناصرة لفلسطين
- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - -الخطأ- الذي تحدَّث عنه عريقات!