أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نصارعبدالله - وحيد المقال: وزيرا للثقافة















المزيد.....

وحيد المقال: وزيرا للثقافة


نصارعبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 4117 - 2013 / 6 / 8 - 15:35
المحور: كتابات ساخرة
    


وحيد المقال: وزيرا للثقافة د / نصار عبدالله
فى تاريخ الفكر والفن والإبداع والكتابة لا نعرف مبدعا واحدا وحيد العمل، فلا نعرف مثلا فنانا تشكيليا لم يرسم طوال حياته إلا لوحة واحدة، ولا شاعرا كتب قصيدة واحدة ثم اكتفى!، ولا مطربا أو ملحنا، غنى، أو لحن أغنية واحدة! ، ولا كاتبا للقصة القصيرة كتب قصة وحيدة فحسب..الإستثناء الوحيد هو الدكتور علاء عبدالعزيز المدرس بأكاديمية الفنون الذى تجاوز الخمسين عاما من عمره لكنه لم يكتب فى حياته إلا مقالا واحدا !! ، وهو بهذا يستحق عن جدارة وصف : " وحيد المقال "... والمقال الذى كتبه "وحيد المقال" عنوانه : وهم استنساخ الثورة " وقد نشره فى جريدة الحرية العدالة فى أعقاب الإنتفاضة الثورية التى اندلعت فى مصر بعد قيام الدكتور مرسى بإصدار إعلانه الإستبدادى المشئوم فى نوفمبر 2012 وهو الإعلان الذى صادر جزءا كبيرا من الحريات التى اكتسبها الشعب المصرى فى ثورة يناير 2011 ودفع فيها ثمنا غاليا من دماء أبنائه، حيث منح الرئيس نفسه من الصلاحيات والسلطات فى ذلك الإعلان المشئوم ما لم يتمتع بها طاغية مصرى من قبل، ومن بين هذه الصلاحيات التى منحها لنفسه سلطته فى تعيين منصب: "النائب العام" (التى مارسها بالفعل من خلال تعيينه لنائب عام جديد) ، وكذلك تحصين قراراته من الرقابة القضائية، وبمقتضى ذلك الإعلان الإستبدادى الغاشم أكملت الجمعية التأسيسية الباطلة صياغة دستور معيب تم طرحه للإستفتاء عليه فى استفتاء بائس تعيس حيث لم يشارك فى الإستفتاء إلا 33% فقط ممن يخق لهم التصويت، من بينهم 64 % قالوا : " نعم "، أى أن جملة الذين قالوا نعم لا يتجاوزون 21% !! ، بينما الباقون هم: إما مقاطعون، أو مصوتون قالوا : "لا " لذلك الدستور!!. وهكذا كان من الطبيعى أن ينتفض الشعب المصرى ضد هذا العدوان الغاشم على حريته وكرامته وحقه فى وضع دستور تتوافق عليه الأغلبية من أبنائه. ويقولون له "نعم" بنسبة لاتقل على أضعف الفروض عن 50% ممن يخق لهم التصويت وليس 21% فقط . كان من الطبيعى أن ينتفض الشعب المصرى ضد هذا العدوان الذى صدر ممن جاء بهم الشعب نفسه إلى السلطة متصورا أنهم سيحفظون العهد ويخافظون على الأمانة، لكنهم خانوها وغدروا به وصادروا الحرية التى دفع دماء أبنائه ثمنا لها !!. ..فى ظل هذا المناخ كتب "وحيد المقال" مقاله سالف الذكر وخلاصته أن انتفاضة نوفمبر 2012 وما تلاها من انتفاضات هى حركات لا تنتمى إلى الثورة ولكنها تنتمى إلى وهم استنساخ الثورة ، فالثورة فى رأيه قد حققت أهدافها بإزاحة نظام مبارك والمجىء بالنظام الراهن فى انتخابات خرة نزيهة ومن ثم فإن أية انتفاضة ضدها مقضى عليها بالفشل بالضرورة ، وهكذا تتطابق رؤية كاتب المقال مع رؤية جماعة: "الإخوان المسلمين" للثورة ، وكأن ثورة يناير 2011 لم يكن لها من هدف سوى أن تزيح نظام مبارك وتأتى بدلا منه بمن يرتضيه الشعب فى انتخابات نزيهه ، ولما كان أبناء الشعب المصرى قد ارتضوا بالجماعة وحلفائها الإسلاميين ممثلين لهم فى البرلمان كما ارتضوا بالدكتور مرسى رئيسا ، فإنه بالتالى لا يحق لأحد ( فيما يرى الإخوان وحلفاؤهم ) أن يعترض على ما يفعله الإسلاميون حتى لو صادروا مبادىء الثورة ذاتها : عيش ، حرية ، عدالة اجتماعية!!، وفى رأى كاتب المقال فإن الفصيل الذى يتصور أنه من خلال إقامة الخيام فى الميادين أو الخروج فى المظاهرات بنفس شعارات ثورة يناير يمكن أن يعيد إنتاج الثورة هو فصيل واهم لأن الثورة فى رأيه لا تستنسخ ومثل هذه المحاولات التى يقوم بها هذا الفصيل أو ذاك من أعداء الإسلاميين مقضى عليها بالفشل الذريع فى رأيه ٍ. وقد كوفىء كاتب المقال على مقاله بتعيينه وزيرا للثقافة مما أثار سؤالا هاما لدى سائر المتابعين وهو: ألم تجد جماعة الإخوان بين مؤيديها ( وهم ليسوا بالقليلين رغم كل شىء) ألم تجد من بينهم من هو أثقل وزنا من ذلك الذى لم يعرف له أحد موهبة أو إسهاما فى مجال العمل الثقافى سوى مقاله سالف الذكر وسوى رسالتيه اللتين قام بنشرهما بعد ذلك ، أى أننا إذا استبعدنا الرسائل الجامعية من قائمة المؤلفات فإن الذى يتبقى بعد ذلك يساوى صفرا، أى أنه يجمع بين كونه "وحيد المقال"، وكونه "عديم المؤلفات" ، وهكذا تساءل المتسائلون ألم تجد جماعة الإخوان بين مؤيديها من هو أثقل وزنا من وحيد المقال وعديم المؤلفات فى آن واحد ، والجواب على ذلك هو أن مثل هذا النموذج هو المفضل لدى جماعة الإخوان فكلما اقتربت موهبة المرء وقدراته من الصفر كان هذا فى حد ذاته تزكية إضافية له لديهم ، لأن هذا يعنى ببساطة أنه ليس متفضلا عليهم بشىء، بل إنهم هم المتفضلون ، وهو ما يجعله مستعدا للسمع فى الطاعة فى كل ما يطلبونه منه بل والمزايدة فى البرهنة على ولائه لهم حتى لو أورد البلاد مورد التهلكة ، وما هشام قنديل نفسه الذى لا تؤهله قدراته ومواهبه لأكثر من منصب مدير فى مكتب أحد الوزراء ( وقد كان كذلك بالفعل ) ..ما هشام قنديل نفسه ( الذى يتصور أنه يمكن حل أزمة الطاقة بارتداء الملابس القطنية ) ما هو إلا مثال لذلك النموذج المحدود المطيع الذى لا يمتلك أية قدرة أو رؤية أو مبادأة وهو ما يفسر سر التمسك الشديد به من قبل جماعة الإخوان المسلمين، سوف يقول قائل: ولكن هذا المسلك القائم على اختيار محدودي الكفاءة فى تولى المواقع القيادية سوف يؤدى حتما إلى انهيار الدولة حتى لولم تكن هناك أسباب أخرى للإنهيار، فهل هذا هو ما تستهدفه جماعة الإخوان؟ ، والجواب على ذلك : كلا بالقطع، فهى لا تسعى بطبيعة الحال إلى تحقيق انهيار المجتمع كهدف فى حد ذاته ، ولكنها حينما توازن بين مصلحة الجماعة ومصلحة المجتمع ككل، فإنها تختار مصلحة الجماعة بلا تردد، وهذه هى مأساة سائر الأنظمة الإستبدادية التى لا تستطيع أن تمد بصرها إلى الأمام وأن تدرك أن انهيار مجتمعاتها سوف يؤدى بالضرورة إلى انهيارها هى ذاتها فى نهاية المطاف بعد أن يكون الجميع قد خسروا كل شىء.
[email protected]



#نصارعبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مجلس الشورى وعصر: -الفسادات-
- مجلس الشورى والتشريع
- دعاء السيدة: -دعاء-
- الأمانة العلمية لوزير المالية
- سن تقاعد القضاة
- أبريل بين 68 و2013
- عن الإله: -بِس-
- ظاهرة: -باسم يوسف-
- يتيمة ابن زريق
- فواصل مصرية
- مصر تمضى إلى الهاوية
- عن تعيين نجل الرئييس
- الإسلاميون فى مصر
- ليلى الجبالى
- شبيب وغزالة
- كم عدد المصدّقين ؟
- تساؤلات حول الإعلان الجديد
- الطائفية والدستور المصرى
- قراءة فى مسودة الدستور
- حتى يكتب عند الله كذابا !


المزيد.....




- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نصارعبدالله - وحيد المقال: وزيرا للثقافة