أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ثائر زكي الزعزوع - فلنفكر معا














المزيد.....

فلنفكر معا


ثائر زكي الزعزوع

الحوار المتمدن-العدد: 1180 - 2005 / 4 / 27 - 08:33
المحور: حقوق الانسان
    


فلنفكر معاً....

ثائر زكي الزعزوع
كيف تبنى السفينة؟ أية سفينة على وجه الأرض؟ وكيف يمكن التعامل مع أدوات الملاحة وفق مفاهيم غاية في الدقة والحساسية وكيف يمكن للربان أن يقود سفينته وسط بحر هائج أوهادئ؟
كل هذه الأسئلة وأسئلة كثيرة سواها تواجه الراغبين بتعلم أصول البحر والإبحار، وكذلك الأمر بالنسبة للراغبين في خوض معترك الحياة السياسية، فالسياسة التي هي تعريفا فن الممكن وأظنها علم اللاأخلاق أيضا تستوجب من الراغبين في الانخراط تحت عباءتها ونيل مكاسبها أو تحمل أوزارها، أن يلموا بمعارفها التي هي أشبه بعلوم الملاحة، فإن تأسيس الدول، وقيادتها أمر في غاية الحساسية والخطورة، ولا يمكن بأي حال من الأحوال التهاون في إدراك أية مفردة من مفردات علم الإبحار...
يبدو العديد من العاملين في مجال السياسة العرب أشبه بهواة التزلج الذين يلقون بأنفسهم في وجه الموجة دون أن يبالوا بالمخاطر، وقد يتسبب التزلج بالموت، أو بتحطم عظام وأضلاع المتزلج في لحظة غفلة واحدة، أو لحظة تهاون واحدة أيضاً.
في اعتصام دمشق يوم الأحد 24/4/2005 كان هناك هذا النوع من اللامعرفة، واللادراية بفنون العمل السياسي، ولست هنا لأدعي معرفتي ولكني أزعم أني قادر على إدراك بعض التفاصيل بحكم التثقف الجيد، المهم... توجهت إلى مكان الاعتصام في موعده، وبالمناسبة الاعتصام هو عمل مدني تؤطره أغلفة سياسية وثقافية واجتماعية واقتصادية أيضاً...
كانت الدعوة احتجاجا على محاكمة غير مشروعة للناشط في مجال حقوق الإنسان الأستاذ أكثم نعيسة، لكن الاعتصام بدا وكأنه لمجموعة من طلاب المدرسة ينتظرون الناطور ليفتح لهم الباب ليدخلوا أو في أحسن الحالات بدا المعتصمون وكأنهم مجموعة من المدخنين الذين غادروا صالة عرض مسرحي ليدخنوا سيجارة في وقت الاستراحة.
عفوا.. لا أقصد جرح أحد بتشبيهاتي هذه ولكني أقصد توصيف الحالة للوقوف على سبب ظهورها بهذا الشكل.. الشكل العام من بعيد... بضع عشرات يقفون مستندين على سور المبنى المواجه لمحكمة أمن الدولة العليا في دمشق في شارع 29 أيار، يحمل بعضهم أوراقا من قياس a3 مكتوب عليها بعجالة وبخط غير مقروء أحيانا عبارات من مثل "لا للمحاكم الاستثنائية" "القضاء الاستثنائي إلى متى؟" "ارفعوا قانون الطوارئ" طبعا وشعارات أخرى مشابهة لهذه الشعارات وقد كان الأستاذ نعيسة بنفسه يخط بعضا من هذه العبارات على الأوراق التي يرفعها الشباب المعتصمون، لكن ما يلفت النظر أكثر هو وجود أكثر من عشرين شاباً يرفعون صوراً "بالأبيض والأسود" لشاب عرفت بعد الاستفسار بأنه يدعى شيفان عبدو وبأنه اعتقل في أحداث القامشلي الشهيرة منذ سنة وشهرين تقريباً.
والملاحظة الأخرى على ذلك الاعتصام هو أنه لم يستوقف أحداً... يعني لا أحد من المارة الكثر كلف نفسه عناء الوقوف للاستفسار، أو للاستيضاح عما يحدث، بل كان العابر يكتفي بإلقاء نظرة عابرة، ويهز رأسه بلا مبالاة ثم يواصل الطريق الذي يسلكه، دون أي تعليق حتى... وللأمانة فالتعليق الوحيد الذي سمعته هو لضابط مرّ يحمل حقيبته علق بسخرية: ماذا يفعل هؤلاء المجانين؟؟
فتخيلوا معي الحالة، التي أرجو أن أكون استطعت توصيفها بدقة، وأي تقصير في التوصيف مردّه دخولي بين المعتصمين وخروجي مرات ومرات بحثا عن وجوه أعرفها من المعارضين السوريين الذين توقعت حضورهم، فلم أجد أيا واحد منهم اللهم إلا الأستاذ أنور البني، وهذا ما أصابني لوهلة بالذهول الذي سعيت جاهدا للتخلص منه كيلا لا أبدو دائما في حالة المذهول التي لا أحبها.
حاولت الاستفسار عن "المعارضين" فجاءني الجواب ببساطة"لم يأت أحد" لماذا؟ لا جواب...
والآن نعود إلى موضوعنا الأول ما الذي يفيدنا البحث في أسرار بناء السفن و و إلخ....
الذي أردت قوله أن غياب التنظيم والتنسيق أفقد الاعتصام أي أثر كان من المفروض أن يتركه، ولعل تأجيل محاكمة الأستاذ نعيسة شهرا لا علاقة له بالاعتصام بل هو قرار اتخذ مسبقا من قبل هيئة المحكمة.
فإذا كان التنسيق غائبا عن قوى"المعارضة" في سوريا لأجل تنظيم اعتصام احتجاجي على أمر يهمهم جميعاً فكيف يمكن هذه المعارضة أن تكون لها مطالب متشابهة أو أن تقدم ورقة عمل أمام مؤتمر وطني إذا تمت الدعوة في وقت لاحق إلى مثل هذا المؤتمر الذي طالبت به مختلف أطياف المعارضة السورية الداخلية والخارجية؟!
هذا سؤال أول أما السؤال الثاني، وللأمانة فلست متأكدا من صحة المعلومة، إذا كانت قوى المعارضة تأخذ على بعضها البعض صفة التخوين، وهناك نوع من انعدام الثقة بين أقطابها فلماذا يأخذون على النظام دائما فكرة أنه يقوم بتخوينهم؟
فلكي تبنى السفينة، ولكي تبحر في عرض البحر بأمان فإن على المزمعين لعب دور الربان أو قائد الدفة أن يجيدوا فن قيادة السفن، لا أن يبحروا بها عشوائيا، ثم يتركوا الأمر للأقدار، وكم من ملاح ترك الرياح تتلاعب بمركبه، مؤملا أن تقوده إلى بر الأمان فانتهى به الأمر في قاع البحر.



#ثائر_زكي_الزعزوع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اعتصام وتفكير
- طهروا أبناءكم
- مامعنى رأيك؟
- بيانان الأخوان المسلمون ورفعت الأسد يدعوان للمصالحة الوطنية ...
- آخر أخبار الوطن
- نص المحو
- قاب فراغين
- فهرنهايت 11/9 سيد البيت الأبيض عاريا
- بيكاسو يدين (الحريـــة) الأميركية
- قصائد
- الروائية السوريةأميمة الخش: المفجع أن ثقافتنا باتت من الركاك ...
- حوار مع الفنان التشكيلي محمد غنوم
- كِفَايَتِي مِنَ الحُبِّ
- كتاب اليأس - للمقاومين الحق في أن يقاوموا .. ولي الحق في أن ...
- حوار مع الرسام السوري برهان نظامي : حين أمسك بالسكين أحس بأن ...
- يامجلس الحكم العراقي: لا تصنع الديمقراطية بالإلغاء
- عبد الرحمن منيف قصة موت غير معلن
- نولد ونموت
- الديكتاتور في يومه الأخير
- الحوار المتمدن …. الحوار الحر


المزيد.....




- مسؤول في برنامج الأغذية: شمال غزة يتجه نحو المجاعة
- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ثائر زكي الزعزوع - فلنفكر معا