أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبله عبدالرحمن - النكبه والامل بالعودة














المزيد.....

النكبه والامل بالعودة


عبله عبدالرحمن
كاتبة

(Abla Abed Alrahman)


الحوار المتمدن-العدد: 4110 - 2013 / 6 / 1 - 01:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


خطوات ثابتة تدب الارض توحي بالكثير من الوجع، مثقلة بغبرة الروح والطريق، خطوات لم تعد تنتظر فرحة في التلاقي ولا حتى حسرة في الوداع، لان الوداع ما عاد الا شأن عادي من غير رحمة. القلب مكبل بالوجد والانين، والامل بالعودة يشبه الامل ببلوغ النجوم. نتعثر بطوق النجاة،- لا نجاة من غير الوطن-. حشود بشرية تفترش الارض وتغط بالحزن ولا تسمع سوى انينها الداخلي، تتزاحم من اجل الحصول على ساتر من القماش، الاصوات تختلط ببعضها الشكوى اصبحت كزبد البحر تكبر يوما بعد يوم.
البكاء هو الشيء الوحيد الذي نستطيع ان نراه بكل صوره اذ لا يحتاج المرء الى عين فاحصة، فالحزن يفيض على جنبات الروح. الايدي ترتفع لا لتخفي ابتسامة مفاجئة بل لتمسح الدموع المتساقطة بين الحين والاخر. صراخ الاطفال يقطع استمرار تدفق طواحين المرارة وعلقم الهجرة عن الوطن في نفوس العابرين الى مكان قد لا يكون عابرا، الصدمة اقوى من الاصوات المارة حتى لو كانت اصوات مألوفة.
جموع غفيرة تفترش الارض في مخيمات اللجوء تخبر عن نكبة جديدة لا تقل بوجعها عن النكبات التي سبقتها، لكن العدو هذه المرة له صور متعددة حتى يبقى اصبع الاتهام مرفوعا وضالا طريقه الى الحقيقة التي اصبحت عبئ يشق على النفس تحمله، لان ما نراه من صور الدمار، واللجوء اكبر من خصام الاشقاء مع بعضهم واوسع.
تمر نكبة فلسطين بعقودها التي تجاوزت اصابع اليد وهي ما زالت بكامل مشمشها بحسب شاعرنا محمود درويش، وما زالت المأساة على حالها بل وتزداد بؤسا يوما بعد يوم. الليل طال على اصحابه في المخيمات والشتات وكأن الحياة تمضي بهم على هامش العودة من غير نكهة او امل بالعودة.

لن يضير نكبة فلسطين ان تحدثنا عن نكبة جديدة تحيق بوطن اخر عزيز بأبنائه الذين ضلوا هم ايضا طريقهم وجربوا اللجوء عن الوطن. لن نقول شيئا غريبا او مستعصيا اذا قلنا ان العدو هو ذاته الذي يغير الخرائط ويهجر الاسر ويصادر على المستقبل ويقضي على الاحلام.
لم استطع ان امنع دمعة حارة وانا اشارك احد الاطفال المنكوبين بالهجرة الجديدة من وطن جار لفلسطين بكائه وصدمته على وفاة والدته والتي توفيت في مخيم اللجوء وقد سارت مسافات ولم تتعب لكنها تنفست البؤس والهجرة في حريق عابر حتى تفنى بعيدا عن الوطن في المنافي. كثيرة هي القصص الانسانية ان كانت فلسطينية او عربيه التي ترزح بالذاكرة.
رحلة التحرير لم تبدأ بعد وغبرة الطريق ما زالت عالقة، والأجيال تتوالد موجوعة بالانتظار والامل بالعودة الى الوطن كل ارض الوطن.



#عبله_عبدالرحمن (هاشتاغ)       Abla_Abed_Alrahman#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الزواج المبكر وارتفاع نسب الطلاق
- في طريقها الى الطلاق
- احلام الطفولة الضائعة
- كلام في الحب
- متاهة الحرب والحب
- بين هاوية الوظيفة والدعارة
- مطر من غير دفئ
- غزة تقهر عتمة الظلام بالنصر
- عروس سورية بغير الابيض
- ايام عابرة
- مشاهدات من مخيم الزعتري
- حبال الريح
- زوجة مع وقف التنفيذ
- بقايا النهار
- العيد يتزين باللون الاسود
- محمود درويش في ذكراه
- عند الباب
- طبلة رمضان وذكريات من الطفولة
- العنف الجامعي والقوة بالعشيرة
- بابور الكاز يعود الى حاضرنا


المزيد.....




- لطفي لبيب في المستشفى.. آخر تطورات وضعه الصحي
- الأردن يواجه -سماسرة الحجز الإلكتروني- بإجراءات جديدة على جس ...
- السويداء تشتعل: اشتباكات دامية تودي بحياة 13 شخصاً على الأقل ...
- حصيلة القتل والدمار والتجويع بغزة منذ العدوان الإسرائيلي
- فرضية تعمّد حرائق الساحل السوري.. شهادات ميدانية ونفي حكومي ...
- صحفي فرنسي: أوروبا فقدت توازنها أخلاقياً وسياسياً بموقفها من ...
- إجراءات للحكومة الأردنية لضبط تجاوزات على جسر الملك حسين
- تفاؤل أميركي بالمفاوضات وحماس والجهاد تتمسكان بشرط إنهاء الح ...
- إسرائيل تهاجم 150 هدفا في غزة.. وسقوط مئات القتلى والجرحى
- بين مساعدي الملك تشارلز وهاري.. ماذا وراء -الاجتماع السري-؟ ...


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبله عبدالرحمن - النكبه والامل بالعودة