أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - رسالة إلى صديقتي ربا*














المزيد.....

رسالة إلى صديقتي ربا*


غسان صابور

الحوار المتمدن-العدد: 4102 - 2013 / 5 / 24 - 22:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


رســالة إلى صديقتي ربـــــا *
يـــا أخــت ربــــا
أفهم صرخاتك المنكوبة المخنوقة... تمزق مشاعري ألما... لأنني بعيد عن هذا البلد المتمزق المنكوب...
من كان يحلم أو يفكر أن هذا التسونامي من الأذى والغدر يمكن أن يصيب ســــوريــانــا الغالية... سوريا الحضارة والرقي والجمال وأولى محاولات العلمانية... سوريا أجمل نساء الأرض وبوادر الفكر الحكيم...
أفهم آلامك... لأن كل ما ذكرت قد اندثر.. وأننا تراجعنا خمسة عشر قرن إلى صحاري داحس والغبراء.. وأن كل ما بنينا من ركائز التآخي قد انهارت مع جحافل الغزاة من عصبة النصرة والقاعدة والشيشان والألبانيين والكوسوفار وغيرهم من مرتزقة أربعة أقطار الدنيا المتخلفة.. والمختلفة.. ومن جائعي الحوريات الوهمية في جنات وهمية!!!...
آمل أن نستيقظ ونحمي أحلامنا وحقائقنا.. وأن نثبت للعالم أننا لن نؤكل من ذئاب الغابات.. وأننا لسنا نعاجا ولا ذئابا. وأن ٍســـوريــانــا بلد الحقيقة التي سوف تحيا... نعم وألف مرة نــعــم.. سوريا سوف تحيا.. لأنها الآلهة.. لأنها الجنة... لأنها يجب أن تحيا...لأنها نـــحـــن... لأننا نريد ألا نــمــوت... لأننا نريد أن نــحــيــا..... الــحــلــم أصبح أمــلا.. والأمل أصبح حــلــمــا...
اليوم يــنــاقــش في المحافل والعواصم العالمية مصيرنا... إن كنا سنعيش أو لا نعيش... أن يرحل.. أو لا يرحل...كأننا أطفال أغرار بحديقة أطفال, تقرر فيها المعلمة متى نأكل وننام و.... الخ...الخ........ يعد هذا ماذا تبقى من استقلالنا؟؟؟ ماذا تبقى من قرارنا؟ والأهم كيف نتخلص ــ حقا ــ من جحافل التتر والغزاة والمرتزقة ــ الذين مزقوا وفجروا وحدتنا وتآخينا وأماننا.. وحولوا البلد إلى خراب تلو خراب.. ومـوتـى تــجــر المـوتـى وملايين المهجرين...
من كان يصدق يا ربــا أن ســوريــا الشامخة القلعة, يمكن أن تدوسها أقدام التتر والقناصين؟... وأن يقتل فيها ســوري سوريا أخر فاتحا صدره بسكين.. وبعدها آكلا قلبه؟؟؟!!!... صورة دارت بلاد العالم كله, واصمة إيانا بالوحشية والكانيبالية البدائية... ونحن الذين خلقنا أولى الأبجديات وكتبنا ونظمنا أولى القوانين الإنسانية...
أنا يا صديقتي لا أتمرجح على الماضي العتيد, ماضغا قــات النوستالجيات العتيقة.. إنما أبكي على شعبي, على أهلي, على بلدي, التي ظننت كل طفولتي وحتى شبابي وكل رجولتي, حيث هاجرت بحثا عن حدائق فكرية أخرى.. عن حقائق أخرى... ولكنني ظننت ــ واهما ــ أنه ما من قوة يمكنها تمزيق وحدة هذا الشعب... وأن التعصب الديني يبقى خارج جدرانه وتحصيناته الفكرية.. وأن الحكمة والاعتدال يبقيان ميزانه ومرجعيته الاجتماعية... وكل هذا كان هــراء... وهراء.. وهراء. . . وسرعان ما رأينا بعد أيام مما صوروه لنا بهتانا وكــذبــا ونفاقا وتمثيلا هزيلا ربــيــعــا عــربــيــا... سرعان ما ظهر تحت الجلد الأفعوي خريفا هزيلا.. وأحقادا طائفية متراكمة محبوسة منذ خمسة عشر قرن... ملفوفة ملونة بجبال من الكراهية البركانية المكبوتة... وكان هذا هو ســلاح الدمار الشامل المخبوء في هذا البلد, والذي استغلته الدول العربية والغربية المتآمرة... وبدأت مشاريع محونا من الخارطة, تنفيذا لمشاريع جيرانية صهيونية عربية عثمانية أمريكية وأوروبية... وخاصة رأسـمـالـيـة وبــتــرولــيــة... ومع مزيد الحزن والأسى والأسف, كان أكثرها غدرا وخيانة وتآمرا.. عــربــانــيــة.. تحت أعلام الدين والتكبير... ويا لخجل الآلهة منا... ومن خياناتنا الملونة باسم الدين والتكبير... ويا لفظاعاتنا اللاإنسانية التي تحمل أعلام وسكاكين المجازر العلنية.
وبــكــت ســوريا وبكيت على قتلانا... والعالم كله ينظر إلينا كأننا في ميادين القتال الرومانية من الفي سنة. منهم من يصفق مشجعا متقاتلي الموت.. ومنهم من يمتعض ويستنكر. لكنه يكتفي بالخطابات الخشبية وينعي ويرثي القتلى.. كأنه يشاهد مسرحية تروى.. ولا شيء أخر سوى مسرحية... مسرح حــمــص.. مسرح حــمــاه.. مسرح دمـشـق.. مــســرح الـقــصــيــر.. مسرح اللاذقية.. مسرح حــلــب.......... وهل هذا الأسماء هل تذكركم بشيء آخر.. غير تفجيرات وقتلى وجرحى وآلاف آلاف المهجرين وطرقا وابنية مدمرة محترفة مخربة مهدمة... كأنما عبرت فيها عواصف الإنسانية وجحافل من شياطين الخراب الأزلي...
هذه ليست بلدي التي عرفتها بطفولتي وأيام شبابي... هذه ليست سوريا التي يجري دمها في شراييني...
أي تسونامي من الحقد الديني قد اجتازها, وأزال عنها وجهها الجميل الذي كان أول عشق عبر بكل أحاسيسي ومشاعري... وحولها إلى سـاحرة عجوز متعبة مخيفة... لا أقبل منها أية كلمة.. ولا أية صورة. وأكثر ما يخيفني أنني كلما ســـألت عنها يأتيني الجواب : كل شيء تمام. كأنما الموت والخراب والتفجير والقتل والخطف والقنص وكل أنواع القرصنة, أصبحت كل شيء تمام!!!.........
ما هذه بلدي... ما هذه بلدي يا صديقتي ربــا... ما هذه بلدي...........
هل تظنين أنه يمكننا يـوما أن نلتقي... لست أدري يا صديقتي لست أدري......
غـسـان صــابــور ــ لـيـون فــرنــســا
*ربــا : طبيبة ســورية تخصصت عدة سنوات في فرنسا. وعادت لتعيش وتمارس الطب في سوريا.



#غسان_صابور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مات جورج موستاكي
- بعد مقال البارحة...تتمة...
- ماشي الحال... كلو تمام ياخالتي...
- الخروف والثعلب
- فظائع... وبرابرة.
- تصريحات مستر كيري.. ومصير سوريا
- هذا المساء... مناقشة... واختلاف...
- كيري و لافروف... لافروف و كيري...
- شر البلية ما يضحك...
- كتاب فرنسي عن دولة قطر
- يا بائعي الموت... دمشق لن تستسلم.
- وعن الحوار...
- أبناء عمنا.. باراك حسين.. حمد.. آل سعود.. وعبدالله
- على الأرض السورية... الإرهابيون (الشيشان) يخطفون الرهبان وال ...
- مشكلة إنسانية.. أية إنسانية؟؟؟...
- سوريا.. مأساة اليوم؟!...مأساتنا اليوم
- سوريا.. مأساة اليوم؟!...
- ماذا تنتظرون؟؟؟!!!...
- رسالة قصيرة للسيد هيتو
- بيت القصيد


المزيد.....




- الأرض أم المريخ؟ شاهد سماء هذه المدينة الأمريكية وهي تتحول ل ...
- وصف طلوع محمد بن سلمان -بشيء إلهي-.. تداول نبأ وفاة الأمير ا ...
- استطلاع رأي: غالبية الإسرائيليين يفضلون صفقة رهائن على اجتيا ...
- وصول إسرائيل في الوقت الحالي إلى أماكن اختباء الضيف والسنوار ...
- شاهد: شوارع إندونيسيا تتحوّل إلى أنهار.. فيضانات وانهيارات أ ...
- محتجون يفترشون الأرض لمنع حافلة تقل مهاجرين من العبور في لند ...
- وفاة أحد أهم شعراء السعودية (صورة)
- -من الأزمة إلى الازدهار-.. الكشف عن رؤية نتنياهو لغزة 2035
- نواب ديمقراطيون يحضون بايدن على تشديد الضغط على إسرائيل بشأن ...
- فولودين: يجب استدعاء بايدن وزيلينسكي للخدمة في الجيش الأوكرا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - رسالة إلى صديقتي ربا*