أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - صبري المقدسي - البهائية: المنشأ والجذور والعقائد الروحية















المزيد.....



البهائية: المنشأ والجذور والعقائد الروحية


صبري المقدسي

الحوار المتمدن-العدد: 4095 - 2013 / 5 / 17 - 16:48
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    



البهائية، من أحدث الديانات في العالم. أسست في ايران في منتصف القرن 19 الميلادي من قبل (الميرزا علي محمد الشيرازي) "1819ـ 1850"، الذي اتخذ لنفسه لقب (الباب). وكان الشيرازي يحب العلم والدين، قام بزيارة مكة للحج، وجاء الى كربلاء ودرس الفقه والعربية على يد السيد (كاظم الرشتي) وعرف عنه بإخلاصه ومحبته للفقراء والمساكين وجهاده في نشر العدالة بين الناس. واشتهر في رؤياه عن الفقهاء والانبياء ففي إحداها: رأى رأس الامام الحسين معلقة على شجرة وهو يجمع قطرات الدم النازفة من الرأس ويشربها ويشعر بعدها بأن روح الله قد إخترقت جسمه وإبتهج قلبه بفرح الحضرة الالهية. وبدأت بعد تلك الرؤيا تتجلى أمامه الاسرار الروحية بكل مجد واحترام. فأعلن بأنه الباب المنتظر(المسيح الموعود) وجاهر بدعوته علنا وتبعه عدد من ملالي الشيخية وعددهم 18 رجلا وإمرأة فأسسوا معا ما يُسمى(البابية)، وأعلنوا بأن الشيرازي هو الملك الألفي الموعود منذ آدم الانسان الاول، وإنه جاء ليملأ الارض عدلا وسلاما. وشنق الشيرازي بسبب تعاليمه في تبريز في 8 حزيران 1850 ميلادية، ودفن قرب طهران. ولكن تلاميذه نقلوا رفاته الى سفح جبل الكرمل في عكا ـ اسرائيل في سنة 1868 ميلادية، وسُمي مكان دفنه (المقام الأعلى). وكان قد تنبأ عن مجىء شخص أعظم منه وتحققت نبوءته بأحد اتباعه (ميرزا حسين علي نوري المازندراني) " 1817ـ 1892"، الذي اعلن أنه هو المنتظر وهو الذي قيل عنه من قبل الباب وإتخذ لنفسه اللقب (بهاء الله). وتدور معظم تعاليمه حول السلام والديمقراطية والحقوق المدنية وحقوق الانسان وحقوق المرأة. وسميّت الديانة بالبهائية، نسبة إلى حسن نوري الملقب (ببهاء الله) وهو تلميذ مؤسس لهذه الجماعة، التي ظهرت في إيران عام 1844، واسمه الميرزا محمد علي.
وتعدّ البهائية دينا مستقلا لها كتبها المقدّسة وعباداتها وأحكامها كالصلاة والصوم والحج وغيرها من المراسيم. وتنتشر في العالم باختلاف المجتمعات وانظمتها، بين مختلف الأجناس، والأعراق، والثّقافات، والطّبقات، والخلفيّات الدّينيّة.
ويعيش أغلب أتباعها في آسيا ( 6. 3 مليون)، وفي افريقيا 1.8)مليون)، وفي أمريكا اللاتينية(900,000 ألف). وتتوقع بعض المصادر بإحتضان الهند العدد الأكبر من البهائيين( 2.2 مليون)، وتعتبر ايران البلد الثاني من حيث العدد إذ يحتضن( 350,000 الف)، وتأتي الولايات المتحدة الامريكية بالمرتبة الثالثة(150,000 الف). ويشمل غويانا البلد على أكبر نسبة من البهائيين والتي تتجاوز ((7% من مجوع السكان.
وجدير بالاشارة أن البهائية هي ثاني اكبر ديانة منتشرة في العالم بالنسبة الى عدد الدول المتواجدة فيها، وذلك بحسب الموسوعة البريطانية، اذ تنتشر في 204 دولة في العالم. وقد جاءت بعد المسيحية المنتشرة في " 254" دولة. وقد ارتفع العدد الى(235) دولة من الدول العالم، بحسب المصادر البهائية. ولا يتجاوز عدد البهائيين على(6) مليون تابع.
وللبهائية ممثل في الأمم المتحدة في نيويورك، وممثل في مقر الأمم المتحدة بجنيف، وعضو في اليونيسيف( Unicef)، وممثل الجماعات البهائية الدولية لحقوق الإنسان في الامم المتحدة. ويدل التمثيل القوي على أهمية هذه الديانة عالميا ومكانتها في الاوساط الدولية.
بيد أن المجامع العلمية الاسلامية، مثل مجمع الفقه الإسلامي بمكة، ودار الإفتاء المصرية ومعظم الدول الاسلامية قد أفتوا بخروج البهائية والبابية عن الإسلام وإعتبار أعضائهما من الفئات الضالة الخارجة عن الإسلام ومرتدين كفرة.
الميرزا حسين علي المازندراني(بهاء الله):
يعتبر حسين علي نوري المازندراني النولود في ايران سنة 1863 ميلادية، المؤسس الحقيقي للديانة في الكرخ ببغداد، إذ اعلن أنه المقصود بدعوة البيان التي جاء بها علي محمد الشيرازي وبأنه مظهر الله الأكمل وجماله الأبهى. وكان أبوه أحد النّبلاء المقرّبين إلى بلاط الملك (فتح علي شاه)، وحاكمًا على منطقة بروجرد ولورستان في ايران.
عرف المازندراني (بهاء الله)، بكفاءته وذكائه وشجاعته منذ الطفولة إذ أبدى مهارة فائقة في حل مشاكل الناس ومد يد العون للفقراء والمساكين والوقوف بجانب المعوزين والمحتاجين ومحاولة رفع معنوياتهم. ولم تغادره هذه الخصال الحميدة الى أن توفي في عكا التي شهد سكانها محبته المخلصة لهم ولهذا دُعى بأبي الفقراء والمساكين.
ولد المازندراني في طهران في تشرين الثاني سنة 1817 ميلادية، في وسط ديني متعصّب، وفي عائلة غنية مالكة للأراضي الزراعية. كان كثير الاطلاع على الكتب التصوفية والكتب المقدسة الاسلامية واليهودية والمسيحية والديانات الآسيوية وكبار شعراء الفرس. وكانت آثاره الكتابية واسعة المجال، تبحث في النبوءات الخاصة بمستقبل البشرية. ونفي الى عكا بفلسطين ـ اسرائيل، بسبب كفره ورفض المسلمين (السنة والشيعة) في العراق لتعاليمه وذلك سنة 1868 ميلادية، الى أن توفي ودفن فيها عام 1893 ميلادية، ويعدّ قبره مكاناً للحج لأتباعه ومريديه.
ولايزال البهائيون يتجهون صوب قبره في عكا في صلاتهم حيث له المرقد المشهور، ولهم معبدا ومحفلا جميلا فيها يحجون اليه من كل صوب ويزوره الناس من أتباع الديانات الاخرى.
وادعى (البهاء) النبوة، ولم يكتف بها بل تجاوزها إلى ادعاء الألوهية، وأنه القيّوم الأبدي، روح الله، الذي بعث الأنبياء والرسل، وأوحى بالأديان. وزعم المازندراني أن (الباب) لم يكن إلا نبيّا مهمّته التبشير بظهور من هو المعني بالقيامة وبالساعة الكبرى والموعود للناس في كل البشارات والرسالات العالمية الذي لا إله إلا هو، البهاء الحيّ القيّوم، الذي إذا رأيته رأيت الله والذي لا دين إلا دينه.
وكان المازندراني من المتحمسين في إلغاء الشرائع وتأسيس الأحكام والتشريعات الجديدة والبسيطة، واستطاع أن يتميز في المؤتمر الاول ويخرج بلقب (بهاء الله) تمهيدا لما يخطط إعلانه من أنه خليفة(الباب). حيث إدعى منذ ذلك اليوم بأن تعاليم دينه، عالمية تنوي توحيد الأديان والأجناس كلها، وتدعو الى المساواة والعدالة الاجتماعية بين البشر والى إلغاء وإحلال حكم العقل محل الأحكام الدينية في الحلال والحرام.
وتولى زعامة البهائية بعد المازندراني، ابنه عبّاس أفندي الذي لقبوه (عبد البهاء)، وتولى بعد عبّاس (شوقي أفندي)، خريج الجامعة الامريكية الذي خلف جده (عبد البهاء) وهو ابن الرابعة والعشرين من عمره عام 1921 ميلادية، والذي كان معلما مشهودا له في وضع الأساس الحقيقي لبيت العدالة البهائي الدولي سنة 1963 ميلادية، من قبل تسعة أعضاء من البهائيين الذين إنتخبوا (ميسون) رئيسا روحيا لجميع أفراد الطائفة البهائية في العالم بعد وفاة شوقي أفندي رباني الذي توفي من دون أن ينجب وريثا للعرش.
وكان عبد البهاء (عباس أفندي) الابن الأكبر للمازندراني، عُيّن بتوصية خاصة من بهاء الله ليقود الطائفة البهائية وسُمي بقائد الجماعة ورئيس المؤمنين والمترجم الرسمي لكتب بهاء الله. وقضى عبد البهاء معظم فترة الاسر والسجن مع والده الى أن اطلق سراحه مع العائلة بعد الثورة التركية الفتية سنة 1908 ميلادية، فإنطلق يُعلم ويُبشر ويُراسل القادة والساسة في العالم.
وعيّن عبد البهاء (عباس أفندي) في وصيته حفيده الأكبر (شوقي أفندي) كحارس أول للطائفة البهائية وللإيمان البهائي. وبدأ شوقي أفندي منذ استلامه القيادة بترجمة الكتب البهائية وبتطوير النظام العالمي الرائع في نشر البهائية في العالم ومات في سنة 1957 ميلادية من دون أن ينجب ولدا يخلفه.
النصوص المقدسة:
كتب (علي محمد الشيرازي) كتابه الذي سماه كتاب (البيان) والذي زعم أنه منزل من عند الله وأنه أفضل الكتب المنزلة على الإطلاق، بل وتحدى الجن والإنس أن يأتوا بمثله. ويعدّ كتابه (البيان) من أقدس الكتب المقدسة لدى البهائيين والذين يستمدون معظم تشريعاتهم وعقائدهم منه. وهناك شروحات مهمّة للكتاب ومن أهمها كتاب يُسمى (الدُرر البهائية) والذي يشرح فيه، البراهين والأدلة التي تثبت كون المازندراني هو الظهور الأعظم لحقيقة الله.
وتدعو الكتب البهائية المقدسة، الى وحدة الأديان والجنس البشري وتبشر بنشر العدالة والسلام في العالم والى التقريب والتآلف بين العلم والايمان وخلق المساواة بين الرجل والمرأة والتأكيد على بساطة العيش.
ومن الكتب المقدسة الاخرى، كتاب (الإيقان) الذي كتبه المازندراني بالفارسية سنة 1856 ميلادية، وهو مترجم اليوم الى العربية. ويؤمن البهائيون بنزول آيات الكتاب الكريم على (المازندراني) قبل سفره الى القسطنطينية وبأنه وحيّ سماوي من السرّ المكنون والرمز المخزون، والذي بشرت بظهوره كتب الله من قبل. ويدعو الكتاب الى فتح باب العلم والمعرفة على العباد لمعرفة الوحي الحقيقي بتمامه وكماله منذ آدم وابراهيم وموسى وبوذا وزرادشت ومحمد وعلي والباب والبهاء.
والكتاب المقدس الثالث الذي تفتخر به البهائية هو (الكتاب الأقدس) الذي ظهر في أدرنة في تركيا سنة 1868 ميلادية، وهو كتاب صغير يتكون من 20 صفحة، وسمي من قبل بهاء الله المازندراني بأم الكتاب أو بالناموس الأكبر. ويُحرّم البهائيون تفسيره لأن التفسير يُحدث الشقاق ويحرّف الكتاب ويُخرج الآيات من معانيها الحقيقية. ويُعدّ عدوا لله بحسب عبد البهاء(شوقي أفندي) من يُفسر الآيات ويجمع حوله جماعة ويشكل حزبا ويخلق تفرقة في أمر الأمة.
وتفرض الكتب البهائية قوانين خاصة بالشريعة والممارسات الطقسية وتوجد كل هذه القوانين في كتاب الاقدس المدوّن بيد بهاء الله نفسه.
وتشجع هذه الكتب على الصلاة المفروضة كل يوم وهناك ثلاث أنواع من هذه الصلواة فعلى المؤمن أن يختار واحدة منها كل يوم. وتشجب كتبهم المقدسة، النميمة والقمار وشرب الكحول والشذوذ الجنسي والمخدرات فيما عدا المسموح بها من قبل الأطباء. وتدعو هذه الكتب أيضا الى الوحدة والتآلف بين الأديان والبشر كافة.
شىء من التاريخ:
ظهرت البهائية بتأثيرعدد من الحركات الصوفية الباطنية في المذهب الاسلامي الشيعي في القرن التاسع عشر. وكانت بداياتها الحقيقية، عندما إدّعى ميرزا علي محمد الشيرازي (1819 ـ 1850 ميلادية) أنه الباب وذلك في سنة 1843 ميلادية. فعُرفت حركته بالبابية بعد ان جهر بدعوته وآمن به عدد من الملالي على الطريقة الشيخية والذين كان عددهم 18 تابعا وأصبح عددهم مع معلمهم 19 وهو الرقم المقدس لديهم. ولقب الشيرازي (حضرة الأعلى) ونقطة البيان والسيد الباب. ويُعدّ الشيرازي بالنسبة الى البهائية بمثابة (يوحنا المعمدان) بالنسبة الى المسيحية. وكان الباب قد إدعى بأنه استلم الوحي من الله وان وحيه مكنون في كتاب(البيان) وهو الكتاب المقدس المُنزل من الله بحسب إدعائه. وإختار الباب (بهاء الله) خليفة له عندما أرسل أوراقه ومذكراته مع قلمه وخاتمه لبهاء الله في طهران إشارة إلى وشك انتهاء مهمّته، وذلك بعد التأكد من موته المحقق على يد جنود الشاه إذ كان قد صدر حكم الاعدام عليه. ولكن مقتله تسبب في حدوث فوضى كبيرة، إذ اراد أحد مُريديه ان ينتقم له بان أطلق الرصاص على الشاه فجرحه، وكانت الفرصة الذهبية لجماعة الشاه للتخلص من أتباعه البابيّين وذلك بقتلهم، وزج الباقي منهم في السّجون.
ودعا الباب في تعاليمه الى توحيد الأديان كافة تحت راية البهائية ونادى بهدم جميع المزارات في مكة والقدس والنجف وكربلاء وغيرها من الأماكن المقدسة في العالم. واستلم الزعامة البابية (علي حسين المازندراني) تحت راية البهائية.
وكانت رسالة بهاء الله في طهران سنة 1852 ميلادية، قد بدأت حقيقة في الاوساط الفقيرة، مما أدى الى كسبه لمحبة الفقراء وإعطائه لقب (أب الفقراء) عندما أراد أن يقود حركة التغيير في النظام الذي كاد أن يسجل مسارا تغيريا عظيما في ايران سنة 1844 ميلادية، نحو الثورة لتحقيق العدالة وتأسيس الدولة الجديدة.
وكانت بدايات القرن التاسع عشر الفترة التي أزدادت فيها التوقعات إذ أن عدد من رجالات الكنائس المسيحية كانوا قد توقعوا بقرب مجيىء المسيح الثاني وكانت الفكرة نفسها تدور في الشرق الاوسط ولاسيّما في أوساط المسلمين الشيعة في ما يُسمى بنشوء البابية والبهائية من بعدها والتي اسست عقائدها على مفهوم مجيىء المسيح الثاني( المهدي المنتظر).
وهذه بعض التواريخ للديانة البهائية:
• ترجع البدايات الاولى للبهائية الى الفرقة النورية الشيعية التي كانت تعرف بمغالاتها في الدين والتي أسسها محمد نور بخش سنة (1462 ميلادية) في قوهستان في ايران.
• ظهور البابية في ايران سنة 1843 ميلادية، والتي كانت الحركة الصوفية الشيعية، أبطلت العمل بالشريعة الاسلامية في مؤتمرها الاول في صحراء (دشت) وكانت الرحم الذي أعطى الحياة للبهائية.
• ولادة (الميرزا علي محمد الشيرازي)، في آذار من سنة 1821 في طهران ـ ايران. الذي كان محبا للعلم والدين، وقام بزيارة مكة للحج ودرس الفقه واللغة على يد السيد (كاظم رشتي) في كربلاء ودعا الى مذهب الشيخية ومساعدة الفقراء ولقب بالنبيل (علي محمد النبيل) وقال عن نفسه بأنه مرآة يظهر منها نفس الله. ومن ثمّ اعلن بأنه الباب أو المهدي المنتظر(المسيح الموعود) في 11 حزيران 1844 ميلادية. وتبعه 18 من ملالي الشيخية، مشكلين ما يُسمى بالمجموعة المقدسة والمتكونة من الرقم المقدس (19) مع معلمهم. واعتقل المعلم بعد إعلانه عن ايمانه جهرا وسجن عدة مرات بسبب تصريحاته الدينية المُخالفة للدين والسياسة ومات رميا بالرصاص في تبريز(ايران)، وحضر إعدامه القنصل الروسي، الذي أخذ له صورة وأرسلها الى موسكو. ودفن في (رباط كريم)، ولكن أتباعه نقلوا رفاته الى عكا(اسرائيل ـ فلسطين) حيث دفن في جبل الكرمل وسمي مكان دفنه (المقام الأعلى).
• إستلام القيادة بعد الباب، الميرزا حسين علي المازندراني (بهاء الله) في طهران في تشرين الثاني سنة 1817 ميلادية. وهو من وسط ديني متعصّب، ومن عائلة غنية مالكة للأراضي الزراعية. وكان كثير الاطلاع على الكتب الصوفية والكتب المقدسة الاسلامية واليهودية والمسيحية والديانات الآسيوية وكبار شعراء الفرس. وكانت آثاره الكتابية واسعة المجال، تبحث في النبوءات الخاصة بمستقبل البشرية. والذي نفي مع عائلته الى بغداد ورافقته فرقة روسية عبر جبال كردستان الى بغداد، ونفي بعدها الى عكا بإسرائيل ـ فلسطين، بسبب كفره ورفض المسلمين(الشيعة والسنة) في العراق لتعاليمه وذلك في سنة 1868 ميلادية، الى أن توفي ودفن فيها عام 1893 ميلادية.
• زواج بهاء الله مع نوابه خانم(أم الكائنات) في طهران سنة 1835 ميلادية، وهي ام ولده (عباس أفندي) المللقب بالغصن الأعظم وأخوه الميرزا مهدي الملقب بغصن الله الأظهر.
• زواجه الثاني مع ابنة عمه مهدي عليا سنة 1849 ميلادية، والتي ولدت له الميرزا (محمد علي) الملقب بالغصن الأكبر. وبعد ذلك زواجه الثالث مع (جوهر خانم) التي أنجبت أربع بنات.
• اتخاذ المازندراني لقب (بهاء الله) بعد حوادث سنة 1852 الدموية في ايران واعلانه عن نفسه بأنه المهدي المنتظر(المختار) من قبل الباب في سنة 1863 ميلادية.
• إعلان بهاء الله الرسمي لأصحابه في ربيع عام ١-;-٨-;-٦-;-٣-;-ميلادية، بأنّه الموعود الّذي بشّر به الباب، والّذي بظهوره تحققت النبوءات ومواعيد الأديان السّابقة.
• نفي بهاء الله الى ثكنة عسكرية مع عائلته في عكا وبقائه فيها سجينا لمدة سنتين من 1868 ـ 1870 ميلادية، ونقله بعدها الى بيت منفرد مع اسرته في المدينة. وقد كانت فترات الخلوة فرصة ذهبية له إذ كتب لجميع الرؤساء والقادة السياسين والدينيين في الغرب والشرق من سجنه، وكتب ايضا للبابا في روما والخليفة الاسلامي والقادة الاسلاميين الشيعة والسنة وقادة الهندوس والزرادشتيين ليُعلن عن ايمانه وقوانين دينه الجديد الذي يوحد كل الأديان في العالم ويُحذرهم من النتائج غير المحمودة عند رفضهم قبول دعوته وعدم الإنتماء الى طريقته الدينية وفلسفته الروحية.
• تكريمه من قبل السلطان عبد العزيز بالسكن في قصر المزرعة بين سنة 1861 ـ 1876 ميلادية، وزيادة شهرته وعدد زواره من الشخصيّات المحلية الكبيرة مثل والي عكا ومفتي عكا والشيوخ والشخصيّات العالمية مثل المستشرق الانكليزي (جورج براون) وغيرهم.
• ولادة شوقي أفندي ربّاني بمدينة عكّا في شهر أيار ١-;-٨-;-٩-;-٧-;-. وتعلمه في مدارس حيفا، ثم في بيروت وفي جامعة أكسفورد. واشتهاره بحبه للعلم ووصفه بأنه(جوهرة فريدة عصماء) من قبل محبيه. وتكريس حياته لرعاية المسؤليّة الّتي تركها له عبد البهاء. وإحداث أكبر تطور في الدّين البهائيّ الذي خرج في نهاية عهده من طور الرّئاسة المتمثّلة في شخص واحد إلى طور الرئاسة المتمثلة في هيئات منتخبة على ثلاثة مستويات.
• تسمية يوم وصول بهاء الله الى بغداد في 8 نيسان سنة 1853 (عام بعد حين)، حيث بدأت تتضح الفكرة الحقيقية للبهائية وتنفصل البهائية عن البابية انفصالا نهائيا ولاسيّما بعد ظهور كتاب (الإيقان) الذي يُسمي بهاء الله الجوهر الالهي والنور الرباني والجمال الأزلي ومبدأ الظاهر والغيبة.
• انتقال بهاء الله الى كردستان العراق والعيش مع يهود كردستان الذين كان يتجاوز عددهم 8000 نسمة، لمدة سنتين بين (1854 ـ 1856 ميلادية)، وعيشه في مدينة السليمانية في جبل (سرجلو)، واتصاله بالعالم اليهودي (هارون البرزاني) وبأمير الإيزيدية(تحسين بك) والشيخ (ناصر الدين) في عين سفني وتبنيه عددا من الرموز الإيزيدية مثل قرص الشمس وإدخاله في العقيدة البهائية.
• ظهور كتاب الناموس الأكبر في أدرنة عام 1868 ميلادية، وهو عبارة عن رسالة صغيرة من 20 صفحة. وكان يُسمي المكان بدار السر، مكث فيه مع عائلته المتكونة من زوجاته الثلاث وأبناؤه البالغون الاثني عشر، مدة أربع سنوات ونصف.
• مباشرة بهاء الله بمراسلة السلاطين والملوك بدءًا مع الشاه الايراني ناصر الدين الذي أرسل له رسالة يوضح فيها غايته من حركته الدينية التي لا يبغي من وراءها مكسبا ماديا أو سياسيا لطلب الملك ولا حكما زمنيا أرضيا، خلافا لما إتهمه خصومه زورا وبهتانا وإنما المقصود منها قيام أمر الله الذي جاء لتهذيب أخلاق الناس وتقديس النفوس وتحسين الافعال وتنوير القلوب.
• إدعاء بهاء الله(المازندراني) النبوة، والالوهة، وبأنه القيّوم الأبدي، روح الله، الذي بعث الأنبياء والرسل، وأوحى بالأديان، وبأن (الباب) لم يكن إلا نبيّا مهمّته التبشير بظهور من هو المعني بالقيامة وبالساعة الكبرى والموعود للناس في كل البشارات والرسالات العالمية الذي لا إله إلا هو، البهاء الحيّ القيّوم، الذي إذا رأيته رأيت الله.
• دعوة المازندراني الى إلغاء الشرائع وتأسيس الاحكام والتشريعات الجديدة والبسيطة، والذي استطاع أن يتميز في ذلك المؤتمر ويخرج بلقب (بهاء الله) تمهيدا لما يخطط إعلانه من أنه خليفة(الباب). وإدعائه بأن تعاليم دينه عالمية تنوي توحيد الأديان والأجناس كلها، وتدعو الى المساواة والعدالة الاجتماعية بين البشر والى إحلال حكم العقل محل الاحكام الدينية في الحلال والحرام.
• تعين عبد البهاء (عباس أفندي) الولد الاكبر للمازندراني، بتوصية خاصة من بهاء الله لقيادة الطائفة البهائية وتسميته بقائد الجماعة ورئيس المؤمنين والمترجم الرسمي لكتب بهاء الله. وهو الوحيد الذي قضى معظم فترة الاسر والسجن مع والده الى أن اطلق سراحه مع العائلة بعد الثورة التركية الفتية سنة 1908 ميلادية، فإنطلق يُعلم ويُبشر ويُراسل القادة والساسة في العالم.
• مرض (بهاء الله) بالحمى في 28 أيار 1892 ميلادية، مما أدى الى وفاته ودفنه في قصر البهجة في عكا. وجعل قبره المبني من المرمر الأبيض في عكا مزارا يزوره آلاف الحجاج كل سنة، وقبلة للحجاج البهائيين في كل مكان منذ سنة وفاته والى يومنا هذا، إذ يتجهون صوب قبره في عكا كل البهائيين في العالم في صلواتهم وعباداتهم اليومية
• تولى (شوقي أفندي) بعد عبّاس أفندي لقيادة البهائية في سنة 1921 ميلادية، وهو خريج الجامعة الامريكية الذي خلف جده (عبد البهاء)، عندما كان ابن الرابعة والعشرين من عمره. وبدأ منذ استلامه القيادة بترجمة الكتب البهائية وبتطوير النظام العالمي الرائع في نشر البهائية في العالم ومات سنة 1957 ميلادية من دون أن ينجب ولدا يخلفه، ومن دون أن يكون شاهدا لأنتخابات بيت العدل الأعظم في سنة ١-;-٩-;-٦-;-٣-;-، وجاء موته قبل تأسيس أوّل رئاسة دينيّة جماعيّة للبهائية.
• تاسيس بيت العدالة البهائي سنة 1963 ميلادية، من قبل تسعة أعضاء من البهائيين الذين إنتخبوا (ميسون) رئيسا روحيا لجميع أفراد الطائفة البهائية في العالم بعد وفاة شوقي أفندي رباني الذي توفي من دون أن ينجب وريثا للعرش.
• استمرار الاضطهادات الدينية ضد الطائفة البهائية في العالم الاسلامي الى يومنا هذا، ولاسيما في ايران حيث اعدمت الحكومة الايرانية حوالي 200 مؤمنا بهائيا بين سنة 1978 ـ 1998. ولم تكن الاضطهادات في طبيعة الحال مقصورة ضد البهائيين إذ عانت وتعاني جميع الأقليات في العالم الاسلامي. ولكن الإضطهادات كانت مدروسة ضد البهائيين إذ قتلت الحكومة الايرانية في مدينة (يزد) سنة 1903 أكثر من 100 بهائي بالاضافة الى منع الزواجات البهائية ومنع طبع كتبهم المقدسة وغلق معابدهم وبيوت الصلاة والعبادة في كل مكان من ايران.
• استمرار الحملة ضد البهائيين في عهد رضا شاه وكانت تنشر الدعاية ضدهم علنا في الراديو الوطني والتلفزيون الرسمي والجرائد والكتب الحكومية المختلفة. وخفت هذه النشاطات العدائية في السبعينات من القرن الماضي بسبب الانتقادات الغربية العنيفة ضد الشاه وحكومته فإستعمل أعداء الشاه هذا التسامح مع البهائيين كدعاية ضد الشاه حيث أتهم بكونه منتميا الى البهائية العالمية.
• منع الحكومة الايرانية البهائيين من الالتحاق بالجامعات والمدارس ومن التعيين في المراكز الحكومية والحساسة وتدمير معابدهم ومقابرهم. ومن البيوت التي دُمرت بيت (الميرزا بوزورغ)، والد بهاء الله. وبيت (الباب) الشيرازي مؤسس البابية وبدأت تلك الحملات بعد الثورة الاسلامية في ايران 1979 ميلادية.
• سوء وضعية البهائيين من يوم الى آخر في ايران وذلك بحسب التقارير الصادرة من مكتب الامم المتحدة لحقوق الانسان الصادرة في 10 / 2005 حيث تمارس كل أنواع الاضطهادات ضدهم.
• معاناة الطائفة البهائية في مصر، ففي 16 من شهر تشرين الاول 2006 أصدرت المحكمة العليا في مصر بمنع الطائفة من ممارسة شعائرها. وكذلك مُنع البهائيون من حمل الوثائق الرسمية من الميلاد والزواج التي تعترف بهم، ومنعوا أيضا من ممارسة حقوقهم الدينية والفكرية من إبعادهم عن الوضائف الحكومية والتصويت في الانتخابات وغيرها من الممارسات الاخرى التي منعتها الدولة عليهم.
العقائد:
• تعتقد البهائية بكونها ديانة مستقلة تؤمن بوحدة الخالق ووحدة الأديان ولا تؤمن بوجود الملائكة والجن والجنة والنار ولا بالثواب والعقاب بعد الموت. وتعتقد بالحلولية والتناسخ في الأرواح وبخلود الأرواح وتعلم بإمكانية معرفة الله فقط بعرفان صفاته واسمائه ومزاياه مثل الرحمة والعدل والانصاف.
• تؤمن البهائية بإله واحد، ارسل للعالم أنبياء عديدون، أعلنوا للناس (كلام الله) وهم: آدم (قبل التاريخ) وإبراهيم " 2100 ق. م " وموسى 1200 ق. م"،" وكريشنا 1249 ق. م"، و" زرادشت 1000 ق. م" و"بوذا 757 ق. م" و" يسوع 34 ميلادية"، و" محمد 613 ميلادية"، و" الباب 1844 ميلادية "، و" بهاء الله 1863 ميلادية". وسيستمر الله بارسال الأنبياء للعالم ليُعلنوا كلامه، بحسب مفهوم هذه الديانة.
• تؤمن البهائية، بإلوهية الفرد وبوحدة الوجود وبعدم الإنفصال بين اللاهوت والناسوت في البهاء، حيث يقول: "من عرفني فقد عرف المقصود ومن توجه اليّ فقد توجه للمعبود".
• تؤمن البهائية بالوحدة بين الأديان قاطبة، وأن الأديان جميعهـا لها مصدر واحد. والاختلافات الموجودة بينها هي بسبب اختلاف الثقافات والبيئات الجغرافية والتقاليد الاجتماعية في المناطق التي نشأت فيها. وكل إنسان له نفس حيّة أبدية تنطلق حرّة في الكون بعد الموت. وليس للبهائية رجال دين ولا طقوس دينية ولا أسرار.
• يعتقد البهائيون بأن الله خلق العالم بواسطة سبع صفات وهي حروف الحق(القدرة والقضاء والارادة والمشيئة والاذن والأجل والكتاب). والإيمان بحلول الله في بعض خلقه، وأن الله قد حلَّ في (الباب) و(البهاء) وهما كانا مظهراً من مظاهر الله في الأرض. وأن الباب هو الذي خلق كل شيء بكلمته وهو المبدأ الذي ظهرت عنه جميع الأشياء وهو المرآة التي ينعكس فيها النور الإلهي. وان الامام علي والنبي محمد هما المرآة التي تجلى الله فيهما، كما تجلى في الباب.
• يُمارس البهائيون الحج حيث يقومون بزيارة الباب في جبل الكرمل في عكا. والحج واجب للرجال فقط وللذين يستطيعون القيام به. وكذلك يُمارس البهائيون الحج لزيارة البيت الذي ولد فيه الباب(الميرزا على محمد) في مدينة شيراز في ايران ولكن بسرية مطلقة بسبب التضييق الشديد على أتباع البهائية في ايران من قبل الثورة الاسلامية.
• يعتقد البهائيون بصحة جميع الأديان ويقولون بنبوّة بوذا وكنفوشيوس وبراهما وزرادشت وعيسى وموسى وعلي ومحمد وأمثالهم من حكماء الهند والصين والفرس. وبصحة التوراة والإنجيل وبإعتبارها كتبا غير محرَّفة، ويرون بضرورة توحيد جميع الأديان في دين واحد هو (البهائية). ويؤمنون بقصة صلب المسيح كما جاءت في الأناجيل بعكس ما جاء في القرآن الكريم.
• تعلم البهائية بأن البشريّة مرت في أطوار من الوحي والإلهام وفي كل طور من أطوار تقدّمها، كان لها مطالب وحاجات تتناسب مع ما بلغته من رقّي ماديّ وروحانيّ، ويعتقدون بوجوب ارتباط وثيق بين أوامر هذه الأديان ونواهيها وبين هذا التطوّر والرقي الانساني. ولا تؤمن البهائية بنهاية الوحي عند نقطة معينة إذ ان الظهورات تستمر الى ما لانهاية لخير البشرية.
• تؤمن البهائية بضرورة التوافق والتآلف بين العلم والدين، إذ بهما يتميّز الإنسان على سائر المخلوقات، وفيهما يكمن سرّ سلطانه، ومنهما ينبثق النور الذي يهديه إلى النمو والتطوّر واكتشاف عظمة الله من خلال اكتشاف جمال الكون ومخلوقاته. فهما وجهان لحقيقة واحدة، يُكملان بعضهما بعضا ولا يتضاددان.
• تعلم البهائية بالسّعي إلى الكمال الخلقي، وتعليم الإنسان وتهذيبه. والى تطوير الإنسان من كائن عادي يحيا بمجرّد الحياة ذاتها، إلى مخلوق يريد الحياة السامية والراقية. وتدعو البهائية ايضا الى التقرّب من الله وممارسة الفضائل الحميدة.
• تعلم البهائية بالابتعاد عن العصبيّات الدينية والمذهبية والعقائدية لأن التعصب يقوّض أركان الحقّ ويفسد المعرفة.
• تعلم البهائية وتشجع على التقارب والتآلف بين الشعوب وتدعو الى تحقيق الوحدة في الجنس البشريّ. فالاتحاد هو هدف هذه الديانة منذ نشوءها تحت لواء العدالة والسلام العالمي، لأن الانقسامات والانشقاقات تؤخر البشرية وتستنزف مواردها الاقتصاديّة.
• تعمل البهائية منذ نشوءها وتشجع على تكوين محكمة دوليّة للنّظر في المنازعات، والتوصل الى حلول سلميّة عادلة وتدعو ايضا وبشدة الى نبذ الحروب كوسيلة لحلّ المشاكل والمنازعات بين الأمم. وتؤكد على ضرورة سنّ القوانين لصون السّلام في العالم مع التأكيد على احترام القانون الدولي. ومحاولة اختيار لغة عالميّة ثانويّة تأخذ مكانها إلى جانب اللّغات القوميّة تسهيلاً لتبادل الآراء، وزيادة للتفاهم والتقارب بين الشعوب.
• تؤمن البهائية بتحقيق التضامن الاجتماعي ومحاربة الفقر والغنى الفاحش مع خلق المساواة لأن في تفشي الفقر المدقع إلى جوار الغنى الفاحش مضار حقيقية تصيب المجتمعات في الصميم وإن كان تفاوت الثروات أمرا لا مفر منه، فإنّ الاعتدال يحقّق نوعا من التوازن وتبادل المنفعة.
• تؤمن البهائية بالمساواة في الحقوق والواجبات بين الرّجال والنّساء. فالمرأة والرجل سواء في كثير من الصفات الإنسانية، لأن الله خلق البشر على صورته ومثاله، ولا فرق في ذلك بين امرأة ورجل.
• لا تؤمن البهائية بوجود رجال الدين على الطريقة الاسلامية والمسيحية واليهودية، فلا وجود لكهنة ولا رهبان وراهبات ولا ملالي وأولياء وقديسين وقديسات.
• يقدس البهائيون العددين (19 و7) ويقسمون السنة الى 19 شهرا، والشهر الى 19 يوما، ويدير الجماعة عندهم مجلس مؤلف من 19 عضوا ويصومون 19 يوما في السنة من شروق الشمس الى غروبها وهو واجب على كل مؤمن من 11 سنة حتى سن 42 سنة، ويُعفى من الصوم المسنون وذوي الأعمار المرهقة ويبدأ الصوم شرعيا من 2 ـ 21 آذار، ويفطرون في النيروز.
• تؤمن البهائية بأن النبوة اكملت في البهاء لأن الأنبياء لم يتموا رسالتهم على الوجه الصحيح وان (حسين علي البهاء) هو الموعود من الأنبياء السابقين، جاء ليتم النقص الحاصل عند الأنبياء. وعلى هذا يعتقد البهائيون ان ظهور بهاء الله في ايران في هذا العصر الجديد هو أقوى وأشرف من ظهوراته الاخرى وهو ليس بخاتم المظاهر إذ سيكون هناك ما لا نهاية من الظهورات.
• لا تؤمن البهائية بالآخرة وبعذاب القبر والبعث والحشر والنشر والحساب والجزاء والثواب والعذاب والجنة والنار. ولا يعلم البهائيون ما يحدث بعد الموت إذ يسكتون عن عن ذلك وتعليمهم الوحيد هو أن الجسد يتحلل الى عناصره الأولية ولا تتركب أجزاؤه ثانية في البدن نفسه.
وهذه هي المبادىء الاثني عشر التي تختصر الديانة البهائية والتي اختصرت من مجموع تعاليم بهاء الله من خلال سفراته ومحاضراته في اوروبا وامريكا الشمالية في سنة 1912:
وحدة الله، وحدة الدين، وحدة البشرية، المساواة بين الرجل والمرأة، إزالة كل أنواع العنصرية، السلام العالمي، التآلف بين العلم والدين، البحث المستقل عن الحقيقة، التعليم الالزامي للجميع، إستحداث لغة واحدة ثانوية عالمية، العدالة الاجتماعية.
مفهوم الله:
تؤمن البهائية بإله واحد لا إله إلا هو، خالق كل شىء في الكون، من دون بداية ولا نهاية، الإله الشخصي غير المعروف ومصدر الوحي والإلهام والظهورات جميعها في العالم وهو أعظم من أن يفهمه البشر.
وتستمد البهائية اعتقادها من أساس العقائد الباطنية الصوفية في الاسلام إذ تعتقد بوجود إله واحد وبأنه مظهر من مظاهر الله وانه موعود كل الأنبياء. ويدعون بأن السلام الحقيقي سوف يتأسس في العالم عن طريق تعاليمهم، ويرون أن العالم فيه نور الله الحقيقي وعدله الكامل. وكانت حياة معلمهم الاول تجسيد لحياة الله على الأرض، فمن يراه يرى الله وهيكله هو هيكل الله وجماله هو جمال الله. وهو البهاء (الميرزا حسين علي المازندراني) الحامل للرسالة الالهية في هذا العصر الجديد لتنفيذ واتمام أغراض الأنبياء ورسالاتهم.
ويؤمن البهائيون بأن الله أظهر نفسه لبني البشر على مَرّ الأزمنة والعصور عبر سلالة من الأنبياء والرسل، لهدايتهم إلى عبادة الخالق العظيم وتنمية الفضائل والخصال الحميدة وتمهيد الطريق أمام تقدّم الحضارة الإنسانية لكي تعمّ العالم أجمع.
وتدعو البهائية الى معرفة الله التي هي عبارة عن إدراك الصفات الإلهية وليس إدراك الحقيقة الإلهية، ومعرفة الصفات أيضا لا يمكن أن تكون معرفة مطلقة، بل تكون بقدر استطاعة الإنسان وقوّته لأن الانسان في الحقيقة لا يستطيع أن يصل الى معرفة الله الحقيقية. وكل ما في هذا الوجود هو من صُنعه، وكل شيء بالتالي ينمّ أو يكشف عن صفة من صفاته.
الصلاة:
يجتمع البهائيون للصلاة الاعتيادية في البيوت والأماكن العامة التي يؤجرونها غالبا وبصورة مؤقتة وأما بالنسبة الى الأماكن الخاصة بالعبادة والحج فالبهائية تعترف بسبعة أماكن في العالم. وتتوزع هذه الأماكن في القارات السبعة، حيث يقع معبد واحد في كل قارة، والمعبد الثامن الذي هو تحت الانشاء يُعدّ خلافا للقاعدة المعهودة في البهائية، ويقع في دولة (تشيلي) في أمريكا الجنوبية.
بدأت البهائية اليوم بإستحداث إسلوب جديد من البنايات التي هي عبارة عن مجمّع يشمل المستشفى والمعبد والجامعة ويُسمى المُجمّع (مشرق الإذكار)، وبني المُجمّع الأول من هذا النوع في مدينة (عشق آباد) في تركمانستان.
وتؤدى الصلاة عندهم في تسع ركعات وتنقسم الى ثلاث ركعات في كل صلاة ولثلاث مرات في اليوم، صبحا وظهرا ومساء. ويتم الوضوء بماء الورد، وإن لم يوجد فيكتفون بالبسملة (بسم الله الأطهر الأطهر) خمس مرات. ولا يسمحون بصلاة الجماعة إلا عند الصلاة على الميّت وهي ست تكبيرات يقولون في كل تكبيرة (الله أبهى).
وتفرض الصلاة البهائية في سن الخامسة عشرة. كما جاء في كتابهم المقدس (الأقدس): "لن يطمئن قلب الانسان إلا بعبادة الرحمن ولن تستبشر الروح سوی-;- بذكر الله. إنّ قوة العبادة بمثابة الجناح الذي يرفع روح الانسان من الحضيض الأدنی-;- الی-;- الملكوت الأبهی-;-". وتفرض البهائية، التطهير قبل كل صلاة إذ جاء في كتابهم الأقدس: "قد كتب لمن دان بالله الديّان أن يغسل في كلّ يوم يديه ثم وجهه ويقعد مقبلا الی-;- الله ويذكر خمسا وتسعين مرة، الله أبهی-;-، كذلك حكم فاطر السماء اذا استوی-;- علی-;- أعراش الأسماء بالعظمة والاقتدار". ومن الصلوات التي يجب ترديدها يوميا: الصلاة الصغرى والصلاة الوسطى والصلاة الكبرى.
وتحاول البهائية أن تكون ديانة عملية بقدر المُستطاع بعيدة عن العبادات والطقوس والمراسيم، وتشجع على الأغلب الصلاة والعبادات الإنفرادية. وتميل في أحكامها الى تهذيب النفس أكثر من تأديبها. وتجعل أساس الايمان، الطاعة وحبّ الله والعمل على التقرّب من صفاته.
وتحاول البهائية أن تجعل من عقائدها ملتقى لكل الأديان وتعلم بأن الأديان السماويّة هي واحدة في أصلها، متحدة في أهدافها، متكاملة في وظائفها، متصلة في مقاصدها، جاءت جميعا بالهدى لبني الإنسان.
المراسيم والاعياد:
يصوم البهائيون شهرا بهائيا واحدا، متكوّنا من تسعة عشر يوماً ويسمونه شهر (العلا) ويبدأ من 2 إلى 21 مارس وهو آخر الشهور في التقويم البهائي، يحرّمون تناول الطعام فيه من الشروق إلى الغروب. ويُمارس البهائيون شعائر الصوم من كل سنة ومدته تسعة عشر يوماً، ويجب على البهائي أن يستقبل الشمس بالسلام في صباح كل يوم جمعة. وأما الصلاة، فتفرض على البالغين بصورة فردية وتكون بصورة جماعية فقط في صلاة الجنازة على الميّت وهي عادة ست تكبيرات يُردد المؤمن في كل تكبيرة (الله أبهى).
وأما الزواج فهو واجب وإجباري على كل بهائي ولا تعترف البهائية بالرهبنة والنسك والكهنوت ويُفضل البهائيون الزواج في عمر صغير، ويكفي رضا الطرفين في ذلك ويُسمح بالطلاق تسعة عشرة مرة في الحياة. والايمان البهائي يُطهّر الانسان من كل النجاسات، ويُقسم الميراث لسبعة من الأقرباء وهم الولد والزوج والزوجة والأب والأم والأخ والأخت.
الرموز البهائية:
ترمز النجمة ذات الرؤوس التسعة المستعملة من قبل بهاء الله الى الايمان البهائي. وللرقم تسعة دوره المهم في شرح الايمان والعقيدة والتجلي في الوحي البهائي المقدس. فهو العدد الأعلى بالنسبة للأرقام العشرة الذي يرمز الى التمام والكمال. وبما ان البهائية تدّعي بكونها الديانة المكمّلة لكل الأديان التي جاءت من قبلها، فالرمز يُعبّر عن المفهوم نفسه ويعكس هذا الإنجاز.
ويعتقد البهائيون بأن الأرض المسكونة تتألف من سبعة أقاليم والرقم سبعة هو أيضا من الأرقام المقدسة. وتحكي كتبهم المقدسة بأن الانسان يمر في رحلة الحياة في سبعة أودية: وادي البحث، وادي الحب، وادي المعرفة، وادي الوحدة، وادي الثّروة، وادي الحيرة، وأخيرا وادي الفقر المطلق والعدميّة.
ويعدّ الرقم 19 مقدسا في البهائية، اذ تتكون السنة البهائية من 19 شهرا و 19 يوما. ولهم 19 يوم عطلة أو عيد في السنة. ويحرّمون المشروبات الكحولية، ويبدأ تقويمهم في 21 اذار من كل سنة. ويُقدسون العمل إذ هو عبادة في ديانتهم، وخلافه خطيئة. ويُعرفون بتماسكهم بعضهم ببعض ومد يد المساعدة لإخوانهم أو من أتباع دينهم مهما كان لونهم وجنسهم.



#صبري_المقدسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطاوية: المنشأ والجذور والعقائد الروحية
- الديانة السيخية: المنشأ والجذور والعقائد الروحية
- الجاينية: المنشأ والجذور والعقائد الروحية
- الكونفوشيوسية: المنشأ والجذور والعقائد الروحية
- الشنتوية: المنشأ والجذور والعقائد الروحية
- البوذية: المنشأ والجذور والعقائد الروحة
- الإسلام: المنشأ والجذور والعقائد الروحية (ج 2)
- الإسلام: المنشأ والجذور والعقائد الروحية (الجزء الثاني)
- الإسلام:المنشأ والجذور والعقائد الروحية(الجزء الاول)
- المسيحية: المنشأ والجذور والعقائد الروحية(الجزء الثالث)
- المسيحية: المنشأ والجذور والعقائد الروحية(الجزء الثاني)
- المسيحية: المنشأ والجذور والعقائد الدينية(الجزء الاول)
- اليهودية: المنشأ والجذور والعقائد الروحية
- الزرادشتية: المنشأ والجذور والعقائد الروحية
- الزواج: واحد + واحد = واحد
- الهندوسية: المنشأ والجذور والعقائد الروحية
- الأمل نزعة فطرية تعلم التشبث بالحياة
- سعادتي في الايمان
- الثقافة الصحية ركن من اركان المجتمع المتمدن
- لا نظام من دون منظم ولا حركة من دون محرك


المزيد.....




- السعودي المسجون بأمريكا حميدان التركي أمام المحكمة مجددا.. و ...
- وزير الخارجية الأمريكي يأمل في إحراز تقدم مع الصين وبكين تكش ...
- مباشر: ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب ع ...
- أمريكا تعلن البدء في بناء رصيف بحري مؤقت قبالة ساحل غزة لإيص ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة (فيدي ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /26.04.2024/ ...
- البنتاغون يؤكد بناء رصيف بحري جنوب قطاع غزة وحماس تتعهد بمق ...
- لماذا غيّر رئيس مجلس النواب الأمريكي موقفه بخصوص أوكرانيا؟
- شاهد.. الشرطة الأوروبية تداهم أكبر ورشة لتصنيع العملات المزي ...
- -البول يساوي وزنه ذهبا-.. فكرة غريبة لزراعة الخضروات!


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - صبري المقدسي - البهائية: المنشأ والجذور والعقائد الروحية