أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - وليد يوسف عطو - هادي العلوي .. المثقف المتمرد















المزيد.....

هادي العلوي .. المثقف المتمرد


وليد يوسف عطو

الحوار المتمدن-العدد: 4095 - 2013 / 5 / 17 - 14:04
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


اهداء :الى الاستاذ والرفيق رزكار عقراوي ..
مع اسمى اعتزازي وتقديري واحترامي .
( لقد كان هادي العلوي ومايزال وسوف يبقى احد انقى واجمل ممثلي الاخلاق للحق والحقيقة في الكتابة الاجتماعية المعاصرة للقرن العشرين ) البروفيسور ميثم الجنابي , استاذ العلوم الفلسفية في الجامعة الروسية بموسكو .
هذا المقال منقول بمقتبساته من كتاب البروفيسور ميثم الجنابي ( هادي العلوي .. المثقف المتمرد ),ط3(بعد نفاد الطبعتين السابقتين , كما اخبرني بذلك صاحب دار النشر. ) – دار ميزوبوتاميا 2013للطباعة والنشر والتوزيع لصاحبها الاستاذ الباحث والكاتب والصديق مازن لطيف – بغداد –شارع المتنبي .
كتب البروفيسور ميثم الجنابي يقول :
لو تسنى للزمن ان يستمر قليلا في تاريخ العلوي وحياته ويرى بام عينيه ماحدث ويحدث وطبيعة التحول في مواقف القوى السياسية والاحزاب و ( القوميات الصغيرة المضطهدة – بالفتح ) والشخصيات لطالب برميهم جميعا الى جحيم النسيان وعاقبهم بعصيان الروح والجسد واللسان . ولمنع طبع مؤلفاته في (( دار المدى ) واحرقها امام الملا , كما طالب بحرق شيوعيته بوصفها خداعا , مع انه توصل الى ذلك في اواخر حياته دون ان يتجرا على قطع هذا الحبل السري المليء بميكروبات الاوهام والاسقام . ولربما تقيا دما من ( منظومة ) الرياء الشنيعة مابعد الاحتلال الامريكي للعراق , وهو يقف امام موجة احتلال تزعمها انصاف المتعلمين والجهلة وهروب سلطة العصابة والجريمة .
وليست هذه الصورة سوى الحد الادنى الذي يمكن اختراعه في خيال من يعرف عن كثب مضمون وقيمة وباعث ماكان يفكر به وكتبه ونشره , والاهم من ذلك ماكان يتراكم وراء كل ذلك من منظومته الفكرية الروحية .
من هنا سطحية اغلب ماكتب عنه بعد موته . ولم يكن ذلك غريبا عما ادعوه ( والكلام للجنابي ) بسيادة الزمن الراديكالي وايديولوجياته السياسية الحزبية . لهذا لم يتعد الكم الكبير من المقالات عن ان تكون مجرد ذكريات عابرة صغيرة وجزئية وتقرير امور عامة لاقيمة لها بحد ذاتها .
الناس تريد العلوي روحا , ودورالمتاجرة للطباعة والنشر تريده جسدا قابلا للبيع في (مؤلفاته الكاملة ) . مع ان كمال العلوي جليا , لانه يقوم في كونه ليس ملكا لاحد , لانه لم يكن ملك نفسه .اما ابداعه النظري فانه جزء من مسار الروح النقدي الحر . من هنا سخافة وسقم المحاولات التي تستاثر بغيابه الجسدي من اجل التلاعب بذكراه وذاكرته .
ويكتب الجنابي في موضع اخر من كتابه حول الظاهرة الثقافية في العراق :
( ففي العراق لايوجد ديوان ( صالون )فكري ثقافي . كما يفتقد الى مدارس . وكل مافيه مجرد خرائب مزينة بالدعاوي الفارغة . وعموما يمكننا القول , بانه كلما تتوسع حدود الثقافة وميادينها , كلما تصبح الشخصيات الثقافية مطلوبة وحاضرة ) . وفي كلها قيمة , فالتنوع قيمة كبرى .
العلوي كما يكتب عنه البروفيسور ميثم الجنابي يمثل ماساة المثقف العراقي والعربي المعاصر . انها ماساة التجول والتحول بين ايديولوجيات واحزاب وتشرد وهجرة وتجاذب لاعلاقة له بالعلم والمعرفة . ووجد ذلك انعكاسه في شخصيته ومصيره .يحبه الشيوعيون و (الدنيويون )لاعتبارات ايديولوجية صرف لاعلاقة لها بالعلم والمعرفة . ويكرهه (الاسلاميون )لنفس السبب .ولايفقه الليبراليون فيه وعنه شيئا , ويجله انصاف المتعلمين لبساطته ,ويتنطع بها اشباه المثقفين لرفعته . والجميع في حالة واحدة , هي حالة الخراب الثقافي والعلمي . فالثقافة الحية والكبيرة والعلم الذي يتلبسها لايفعل ولايعمل ولايتعامل بغرائز الحب والكراهية والتبجيل والتنطع . الا ان هذه الحالة السيئة هي جزء من انحطاط الثقافة العراقية والعربية الحالية . فقد كان يتوازى في شخصيته وابداعه , المؤرخ والباحث والناقد والايديولوجي والسياسي والاجتماعي .
ان كل مافي هادي العلوي يبقى . وفي الوقت نفسه تساقط وسيتساقط كل ماهو عالق وطاريء وعابر وثانوي .فالعلوي ليس زجاجة متكسرة يصعب رابها , بل كينونة فكرية ثقافية متميزة ,له اصالته وخصوصيته .
لقد ظل هادي العلوي اسير مقولات ومفاهيم وقيم ايديولوجية (ماركسية ). ولافرق هنا ان نقول ماركسية صرف او سوفيتية .فالاخيرة ليست اسوا او افضل من غيرها ,بقدر ما انها نوع من انواعها . والسبب هنايكمن في ان الشيوعية الماركسية ايديولوجية صرف ولاعلاقة منطقية بينها وبين الفلسفة بالمعنى الدقيق للكلمة . اما ادعاء ( العلمية ) في الماركسية فهو ايضا وهم ايديولوجي . اذ لاعلم فيها باستثناء الادعاء والتمني ( مقالتنا :العلاقة الجدلية بين اوثان الشيوعيين واوثان المتدينيين ) وعلى الرابط التالي :
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=258919
ومقالتنا (بين الشيوعية الاجتماعية وشيوعية الاحزاب ) وعلى الرابط التالي :
http://www.facebook.com/l.php?u=http%3A%2F%2Fshar.es%2FlYymE&h=IAQF5EcH7&s=1
وقد وقع جميع الماركسيين في هذا الوهم , بما في ذلك هادي العلوي . مما حدد بدوره طبيعة الحالة المتناقضة التي وقع فيها هادي العلوي . فمن جهة نقف امام شخصية متمردة , ومن جهةاخرى امام خضوع لعقيدة توتاليتارية (شمولية) كالماركسية . وسبب ذلك يكمن في تناقض العلوي وضعف الثقافة والحالة السياسية (العامة ) .فقد سار العلوي وراء الانساق الدوغمائية المتشددة والتوتاليتارية (الشمولية ) في الفكرة الشيوعية الماركسية فيما يتعلق بالخصوم الايديولوجيين ( من بعثيين واسلاميين وامثالهم ) . ذلك يعني ان حدود هذه الشيوعية والماركسية كانت عراقية وليست فكرية .بينما نراه يجمع شخصيات (ليبرالية ) عربية وغربية . ومع ذلك كان هذا (الخضوع ) جزئيا ونسبيا , ذلك لان الماركسية بالنسبة للعلوي كانت اقرب ماتكون الى شيوعية قيم وليس الى فلسفة واضحة المعالم . لذا نراه يتوصل اواخر حياته الى ان العقيدة (الشيوعية )نفسها مجرد فخ تضعه القيادات الحزبية من اجل اصطياد الاخرين ! .
ان الايديولوجية بالنسبة لهادي العلوي كانت اقرب ماتكون الى ( ايديولوجية حسينية ) , اما الماركسية فقد جرى اختزالها الى مجرد احكام اجتماعية سياسية (فكرة الصراع الطبقي ) .
وفي نفس الوقت لانعثر في كل كتابات العلوي على استشهاد بمؤلفات كلاسيكي الماركسية . كما لانعثر في اي من كتاباته على تناول اية قضية منهجية ضمن هذا السياق . وليس ذلك بامر غريب على الماركسية ( العربية ) . فهي لاتتعدى كونها شيوعية متحزبة بمقولات ومفاهيم سياسية وعقائدية صرف .
يؤكد البروفيسور ميثم الجنابي ان العلوي مازال مغمورا . فالملايين تعرف اسماء الراقصات المبتذلات والمغنيات التافهات , ونواب البرلمان الرقعاء والسفهاء ,والرؤساء اللصوص والجبناء , بينما تجهل رجال ثقافتها الكبرى . وينطبق بصورة حرفية على شخصية العلوي . وفي افضل الاحوال , فان الاهتمام به اشبه مايكون بمحاولة تحويله الى اداة في ايدي الاحزاب وقادتها. فعندما تنشر ( دار المدى ) على سبيل المثال كتبه , فان ذلك ليس محبة او ادراكا لقيمته الفعلية , يقدر ماتجري محاولة مصادرته وادراجه ضمن ( كتاب الدار ) . وهو ماكان يثير قرفه اواخر حياته ( كما جرى ذلك في مراسلاته مع البروفيسور ميثم الجنابي واحاديثهما المباشرة في الشام ) . اما فكرة ان تكون سهولة مؤلفاته وبساطتها هو سبب شهرتها ,فان ذلك لايخلو من صحة .فالاغلبية لم تقرا وتعرف ( الفتوحات المكية )او (فصوص الحكم ) لابن عربي , لكنها تعرف جيدا ( نوادر جحا ) او سورة الفاتحة ! . كما انه نادرا مانعثر على من قرا كتاب (فينامينولوجيا الروح ) لهيجل . وبالمقابل نعثر على كثرة من قرا كتاب ( البيان الشيوعي ) .
لقد كان العلوي يسعى لتاسيس الفكرة القائلة , بان (لاقدسية في التاريخ ), وانه لاوجود لخلافة مقدسة . وهي فكرة عقلانية ونقدية بقدر واحد . لكن الخطا الذي اقترفه بهذا الصدد هو ضعف رؤيته النقدية تجاه تقاليد النقد والتنوير والحداثة في الفكر العربي الحديث . بمعنى انه استمر بنفس الخطا المنهجي في فكر التنوير العربية الحديثة في موقفها من الدين والتراث. وبلغت خصوصية هذا الخطا ذروتها في الشيوعية العربية . وذلك لانها جعلت من محاربة الدين ( الاسلامي ) اسلوب بلوغ الحداثة والتقدم . بينما كانت هي في الواقع تتنافس معه من اجل الاحلال محله ,اي الاستعاضة عن الدين التقليدي باخر( حديث )خارجي مستورد , تقليدي وراديكالي مغترب .
فالمسلم العادي عندما يعجز عن معرفة شيء يقول (الله اعلم ), اما الشيوعي فانه يعلم كل شيء بما في ذلك كيفية حياة وموت النملة السوداء على الصخرة الصماء في الليلة الظلماء !
من الممكن وصف هادي العلوي وكتاباته على انها نموذج لفن الادب وشخصية الاديب كما عرفته التقاليد العربية الاسلامية الكلاسيكية . لهذا لانعثر في كتاباته على اهتمام علمي جدي بعلم الكلام والفلسفة ( عدا كتابه نظرية الحركة الجوهرية عند الشيرازي ) واصول الفقه والتصوف . وبالمقابل نعثر على اهتمام مفرط بالتاريخ وقضاياه وحوادثه واشكالاته وشخصياته .
لقد كان العلوي واسع المعرفة ,عميق الدراية . انه رجل موسوعي . ويدرك ذلك من يعرف معنى وحقيقة الموسوعية .
على المودة نلتقيكم ...



#وليد_يوسف_عطو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الهة في مطبخ التاريخ - ج 2
- الهة في مطبخ التاريخ
- حول كيفية قراءة الرواية التاريخية للاسلام
- المراة في الاسلام وفق منهج د . علي شريعتي
- رؤية نقدية عن مؤسسة الزواج المؤقت في ايران
- انواع جديدة من زواج المتعة - ج 2
- انواع جديدة من زواج المتعة في ايران
- تنويعات في المتعة عند شيعة ايران
- المتعة عند الشيعة في ايران
- مسلمة الحنفي قراءة في تاريخ محرم - ج 3
- مستقبل الوجود المسيحي في العراق
- النبؤة عند العرب قبل الاسلام
- مسيحيو العراق محنة الحاضر وقلق المستقبل
- انقلاب وظيفة الرجل في العصر المعدني
- طقوس استننزال المطر في العراق القديم
- حفريات جغرافية في سفر يونان
- ثقافة وسياسة البامبرز
- سجاح نبية بني تميم
- مسلمة الحنفي قراءة في تاريخ محرم - ج 2
- مسلمة الحنفي قراءة في تاريخ محرم - ج 1


المزيد.....




- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...
- الجيش الأمريكي يعلن تدمير سفينة مسيرة وطائرة دون طيار للحوثي ...
- السعودية.. فتاة تدعي تعرضها للتهديد والضرب من شقيقها والأمن ...
- التضخم في تركيا: -نحن عالقون بين سداد بطاقة الائتمان والاستد ...
- -السلام بين غزة وإسرائيل لن يتحقق إلا بتقديم مصلحة الشعوب عل ...
- البرتغاليون يحتفلون بالذكرى الـ50 لثورة القرنفل
- بالفيديو.. مروحية إسرائيلية تزيل حطام صاروخ إيراني في النقب ...
- هل توجه رئيس المخابرات المصرية إلى إسرائيل؟
- تقرير يكشف عن إجراء أنقذ مصر من أزمة كبرى
- إسبانيا.. ضبط أكبر شحنة مخدرات منذ 2015 قادمة من المغرب (فيد ...


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - وليد يوسف عطو - هادي العلوي .. المثقف المتمرد