وليد يوسف عطو
الحوار المتمدن-العدد: 4053 - 2013 / 4 / 5 - 13:29
المحور:
العلاقات الجنسية والاسرية
1- زواج المتعة الجماعية :
المتعة الجماعية مفهوم مبتكر حديثا بامتياز , يقوم على المزاوجة بين مفهومي ( المتعة الجنسية ) و ( المتعة غير الجنسية ). احد رجال الدين في مدينة قم اوضح الى الباحثة د . شهلا الحائري مفهوم هذا الزواج وقال ان بالامكان عقد ( المتعة الجماعية ) بين امراة ومجموعة من الرجال بطريقة متسلسلة ( ميدلي ) واحيانا خلال مهلة لاتتجاوزبضع ساعات .رجل الدين هذا اوضح قيام هذا العقد المؤقت وكما يلي : ( اذا عقد احدكم زواج متعة غير جنسية مع المراة , فبامكانه الاستمتاع بصحبتها باي طريقة يرغب شرط عدم الدخول بها (الايلاج ) . وفي هذه الحالة لايتعين على المراة اقامة العدة , ويحق لها ان تتزوج مجددا فور انتهاء مدة العقد الاول . ويحق للرجل الثاني ان يعقد معها زواج متعة غير جنسي ايضا . وباستطاعة الثالث والرابع اتباع الاجراء نفسه ايضا . واضاف اخيرا ( بامكانكم بعدئذ سحب القرعة فيما بينكم , والمحظوظ هو من يفوز لانه سيتمكن من اتمام عقد الزواج المؤقت مع المراة وحده ,وبعد انتهاء مدة العقد سيتعين على المراة اقامة العدة بسبب دخول ( ايلاج ) الرجل بها .
واقترح احد رجال الدين قيام الممثلين السينمائيين من النساء والرجال الذين يتعين عليهم الظهور في مشاهد غرامية تثير الغرائز عقد زواج متعة . ويؤكد ان ذلك يجعل الممثل والممثلة حلالا على بعضهما فترة تصوير الفيلم . ويسمح لهما القيام بامور اخرى اذا رغبا (اي المجامعة ) في اوقات اخرى فهذا من حقهما
ختاما ما الفرق بين هذا النوع من المتعة والدعارة ؟ هذا ماسنبحثه في مقالات قادمة من ناحية انثروبولوجية .
زواج التجربة : اعترض اية الله مطهري ,ذو العقل النقدي واحد اكثر ايات الله نفوذا في ظل نظام ال بهلوي على مقال سلبي عن الزواج المؤقت وقال :
السمة المميزة لعصرنا هذا , هي اتساع المسافة الزمنية بين البلوغ الجنسي والنضج الاجتماعي حين يصبح بمقدور المرء تاسيس عائلته . فهل بامكان الشبان قضاء فترة من التنسك المؤقت وتحمل قيود التقشف القاسية في انتظار تمكنهم من من عقد زواج دائم ؟ . وهل ستكون الطبيعة مستعدة للامتناع عن التسبب بالعقوبات النفسية الفظيعة والخطرة التي يصاب بها الاشخاص الذين يمتنعون عن ممارسة النشاطات الجنسية الغرائزية ؟ .
يرى مطهري ان امام الشبان خيارين ,فاما اتباع النموذج الغربي المنحط في الاباحية الجنسية , وبالتالي يتم التوافق مع روح شرعة حقوق الانسان ,او الاقرار بشرعية الزواج ذي المدة المحددة سلفا ,وبالتالي تجنب السقوط في جهنم .يخلص مطهري الى القول : ( من حيث المبدا بامكان رجل وامراة يريدان عقد زواج دائم , ولكن لم تتح لكل منهما الفرصة الكافية لمعرفة احدهما على الاخر , ان يعقدا زواج متعة لفترة محددة على سبيل التجربة . اما اذا وجد كل منهما انه راضي عن شريكه بنتيجة هذا العقد . فيمكنهما عندئذ عقد زواج دائم . اما اذا لم يتفقا فيفترقان .هذه القراءة الذكية لمؤسسة الزواج المؤقت بحسب د .شهلا الحائري تثير اشكالات على الصعيد الاجتماعي بسبب الاهمية الرمزية والواقعية للعذرية كظاهرة في المجتمع الايراني . بامكان الرجل والمراة في هذا النوع من زواج المتعة الاتفاق على ان تكون لذتهما الجنسية محدودة . وعلى سبيل المثال بامكانهما الاتفاق على عدم المجامعة ( اي الايلاج ) . وعلى الرجل احترام الاتفاق على عدم المجامعة , لذا فان مثل هذا النوع من العقود قد يمثل تجربة مهمة للشريكين خلال فترة خطوبتهما .
في الواقع كما تقول د . شهلا الحائري ,يمكن اعتبار هذا العقد ( زواج تجربة ) يتعرف خلاله كل من الشريكين على الاخر من دون الشعور بالخطيئة او الذنب.
استنتاجات د . شهلا الحائري
تؤشر د . شهلا الحائري اربعة اهداف لكتابها هذا :
( المتعة , الزواج المؤقت عند الشيعة , حالة ايران 1978 – 1982 )
اظهار تعقيد مفهوم الزواج من خلال الممارسة في الثقافة الايرانية الشيعية المعاصرة . فالزواج في هذا الاطار لايكتسب بيسر الضمانات الشاملة المعروفة ( شرعية الاولاد مثلا) , مع انه يحمل قسما من المميزات والصفات العالمية لمؤسسة الزواج .وعلى الرغم من التشدد الايديولوجي والقانوني الظاهري ,فان الرجال والنساء الساعين الى اقامة علاقات واقعية او رمزية مقبولة اجتماعيا واخلاقيا , مع اشخاص من الجنس الاخر , يتفاوضون ويعيدون باستمرار تاويل شكل ومضمون هذه المؤسسة ومعناها . واذا كان الهدف الرسمي المعلن لزواج المتعة هو ضمان اللذة الجنسية للرجال , غير ان هذه المؤسسة الاجتماعية الديناميكية المتعددة المعاني , تطورت لاضفاء المرونة ضمن حدود شرعية يفترض انها متشددة وثابتة . انواع هذا الزواج تتجلى تدريجيا وباستمرار , وتعريفه يتبدل دوما على ايدي المسؤولين عن تفسير احكامه , وعلى ايدي الذين يمارسونه . ان الدور الثقافي الاهم لزواج المتعة , بنوعيه الجنسي وغير الجنسي يتمثلان في اضفاء الشرعية على انواع عديدة من العلاقات بين الجنسين , تمكن الرجال والنساء من تخطي حدود الفصل بين الجنسين شرعا , والاجتماع والاختلاط وتجاوز الحواجز الواقعية او الرمزية التي يقيمها الحجاب فيما بينهم , من دون مواجهة مشكلات اخلاقية او الشعور بالذنب .
واكدت د .شهلا الحائري ايضا على مدى انتشار نموذج التفرقة بين الجنسين في ايران , والاشارة الى مرونة هذا المفهوم في اعادة ترتيب وتوجيه النشاطات اليومية للجنسين .فنقاط الغموض المتاصلة فس شكل الزواج المؤقت وتعدد المعاني التي ينشرها يسمح للافراد بالتلاعب بمضمون هذه المؤسسة . وفي الوقت نفسه البقاء ضمن الحدودالقانونية والدينية المحددة ,فيتظاهرون بالتصرف وفقا لمثال ثقافي محدد , في حين انهم يتجاهلونه فعليا .كما حاولت د .شهد الحائري البرهان على انه على الرغم من قيود الحجاب والتشدد الظاهري للقانون حيال مسالة الفصل بين الجنسين من وجهة نظر الايرانيين انفسهم , فان هذه القواعد ذات المعاني الرمزية , ليست ثابتة وغير متحولة , خلافا للاعتقاد الشائع . وعلى هذا الاساس , ينبغي النظر الى هذه القواعد ضمن اطار المجتمعات الاسلامية , بدلا من التعامل معها مسبقا كمعطى ثابت يحدد حياة وسلوك الشعوب والثقافات في الشرق الاوسط .
هذا الميل الى تقديم مؤسسة الحجاب والفصل بين الجنسيين على سائر المعطيات الاخرى , تقود حتما الى تبني نظرة مشوهة للعلاقات بين الجنسين في هذه المنطقة .
في المقابل لايعني بالضرورة ان الحجاب كمثال مفهومي لتنظيم التفاعل الاجتماعي قد فقد اهميته . ولتقييم العلاقات بين الجنسين في ايران , يتعين استكشاف اللغات الموضوعية التي يمكن بواسطتها التعرف على انماط الفصل بين الجنسين ووضعها في اطار ثقافي واجتماعي محدد .ان عقود الزواج تعتبر احدى هذه اللغات المفهومية .
في المقالات القادمة سنعرض رؤية نقدية لموسسة الزواج المؤقت في ايران .
على المودة نلتقيكم ...
#وليد_يوسف_عطو (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟