أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حملات سياسية , حملات للدفاع عن حقوق الانسان والحرية لمعتقلي الرأي والضمير - وليد يوسف عطو - مستقبل الوجود المسيحي في العراق















المزيد.....

مستقبل الوجود المسيحي في العراق


وليد يوسف عطو

الحوار المتمدن-العدد: 4028 - 2013 / 3 / 11 - 13:10
المحور: حملات سياسية , حملات للدفاع عن حقوق الانسان والحرية لمعتقلي الرأي والضمير
    


رغم التراجع النسبي في عمليات استهداف المسيحيين في العراق , الا انه من الواضح ان مستقبل المسيحيين في العراق سيبقى يكتنفه الكثير من المخاطر والتقلبات مالم تحدد عوامل الاستقرار في المشهد العراقي , فضلا عن ذلك المستقبل يظل مرهونا بتغيير او تطور عوامل متعددة :
1 – موقف القوى السياسية والدينية المسيحية نفسها من حيث قدرتها على تصعيد خطابها السياسي والسعي لنبذ مشروع المحاصصة الطائفية والدينية والاثنية . ورفض المشاريع الاجنبية الوافدة التي تحض على هجرة المسيحيين وتسهيل الحصول على الاقامة في الولايات المتحدة والدول الاوربية ,مما يقطع جذورهم وانتماءاتهم الثقافية والاجتماعية عن موطنهم الاصلي العراق .
لقد انخرطت كثير من القوى السياسية في مشروع المحاصصة الطائفية والدينية والاثنية , ورفعت نفس الشعارات التي رفعتها القوى الشيعية والسنية والكردية , من ان المشاركة في السلطة هي الضمانة الوحيدة للحفاظ على الهوية المسيحية في حين بقيت الكثير من القوى المسيحية خارج لعبة المحاصصة .
اما الموقف من هجرة المسيحيين فهو يتسم بالانقسام .ففي حين لم تبد قوى مسيحية اي موقف وطني حيال هجرة الاعداد الكبيرة من المسيحيين ,بل دعت علانية الى تسهيل هجرتهم الى الخارج , او اقامة مناطق امنة او مناطق للحكم الذاتي ,فان قوى اخرى عارضت هذا الموقف من منطلقات وطنية ودينية تهدف الى الحفاظ على الهوية المسيحية في العراق .
ان توحيد الخطاب المسيحي بتوحيد المطالب والضغوط المسيحية على القوى السياسية العراقية الاخرى لكي تتبنى مواقف اكثر جدية في حماية المسيحيين , وبما يضمن مستقبل ثباتهم في العراق .
2 – ارادة القوى الخارجية المؤثرة في السياسة العراقية , فمتى ماغيرت تلك القوى وفي مقدمتها الولايات المتحدة الامريكية من سياستها الداعمة لنظام المحاصصة الطائفية والاثنية وتغذية عوامل الانقسام , وسعت الى سياسة عقلانية تقوم على المشاركة الاستراتيجية والتي تحقق مصالحها السياسية والاقتصادية في العراق وفق اسس السيادة والاحترام المتبادل , فان ذلك سيؤدي الى تحقيق قدر من الاستقرار السياسي والاقتصادي في العراق .
3 – موقف القوى المحلية بشقيها الشعبي والرسمي , اما فيما يتعلق بموقف القوى الشعبية فيتمثل في تبني الاليات والاجراءات التي تساعد في زيادة اندماج المسيحيين في محيطهم الاجتماعي ,عبر استقبال العائدين الى ديارهم , وتشكيل لجان شعبية للمساعدة في حماية المناطق المسيحية , والحث على تقديم المساعدات المالية للمتضررين منهم , والسعي لايجاد فرص عمل لتشغيل العاطلين منهم بهدف تضميد شيء من جراحاتهم النازفة بسبب ممارسات التهجير , ولابد ان يتولى رجال الدين المسلمون امر توعية اتباعهم وحثهم على حماية المسيحيين باعتباره واجبا وطنيا دينيا مقدسا .
وادانة اية عمليات ارهابية تستهدفهم , واصدار الفتاوى التي تدعو الى التسامح والتعايش السلمي بين الناس .
وبغض النظر عن اختلافاتهم الدينية , اذ ان سياسة الفرض والغاء الاخر لاتؤدي الا الى زيادة مساحة التوتر وضرب الاستقرار السياسي والاجتماعي الذي يضر بمصالح المجتمع قاطبة.
اما على المستوى الرسمي , فيتوجب على الحكومة العراقية والقوى السياسية المشتركة فيها تبني السياسات العملية لتوفير الحماية لاماكن العبادة للمسيحيين ,لاسيما في المناسبات الدينية بهدف تمكينهم من اداء فروضهم التعبدية كافة . كما ان من واجب الحكومة العراقية ملاحقة مرتكبي جرائم القتل والتهجير التي مورست بحق المسيحيين وتقديمهم للمحاكمة , اذ ان السكوت والصمت على الجرائم يزرع الشك والقلق في نفوس المسيحيين من احتمالية تكرارها , فضلا عن تبني خطاب سياسي وطني متوازن يتعزز من خلاله مفهوم المواطنة الذي يساوي بين جميع العراقيين , بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية والقومية , اضافة الى اتباع خطاب اعلامي يعزز قيم التسامح بين العراقيين , ويرفض قيم التعصب والكراهية للاخر , اضافة الى تبني استراتيجية ادخال مناهج ومواد دراسية تساعد في تخفيف التعصب الديني والمذهبي والكراهية للاخر المختلف دينيا ومذهبيا , مثل مبادي علم الاجتماع وحقوق الانسان ,فضلا عن اطلاق حملات وطنية او يوم وطني للتضامن مع الجماعات الدينية , ويمكن ان يطلق عليه (يوم الاخوة العراقي ) ليشكل فرصة للتعريف بتاريخ هذه الجماعات وجذور نشاتها واسهاماتها التاريخية في حضارة العراق , فلا يزال الكثير من العراقيين يجهلون تاريخ تلك الجماعات , ولاسيما المسيحيون واسهاماتهم المختلفة والمتنوعة في تاريخ العراق القديم والحديث والمعاصر .
واخيرا لابد من سياسات حكومية فاعلة لترشيد الخطاب الاعلامي ودفعه ليكون خطابا ذا رسالة وطنية غايته بناء ثقافة وطنية جامعة , اذ لاتزال بعض وسائل الاعلام تمارس دورا مؤثرا في نشر جو من التعصب والكراهية بين اديان ومذاهب العراق , عبر تبنيها للخطاب الطائفي والديني الذي يعتمد على مصطلحات مقرفة ومفرقة ( كافر , روافض , نواصب , قردة وخنازير ), وعبارات مشحونة تقوم على اساس جهل القائمين عليها لخصوصية الاخر , او لتجاهلها لمسؤوليتها الاعلامية والاجتماعية تجاه ابناء الوطن الواحد .
وجهة نظر كاتب المقال في مستقبل المسيحيين
في ظل سياسة المحاصصة المقيتة , والشحن الطائفي والاثني السائد حاليا , سيتم تقسيم العراق الى اقسام اميبية ليحارب بعضها بعضا ,لتحويل العراق الى صومال ثان .
ان الحل الجذري لمشكلاتنا يستدعي المعالجات الاساسية التالية
1 – علمنة الدولة والمجتمع ,بجعل الاعتقاد الديني حرية وحق شخصي , وتقف الحكومة والدولة موقفا محايدا من الديانات والمذاهب كافة .
2 – ان علمنة المجتمع تتطلب عدم ترويج وسائل الاعلام الرسمية التابعة للحكومة والدولة (شبكة الاعلام العراقي ,فضائية العراقية ,جريدة الصباح ) ,لاي خطاب ديني او طائفي او قومي واعتماد مبدا المواطنة والمساواة واللائحة الدولية لحقوق الانسان كما اقرتها الامم المتحدة .
3 – اقرار خطط التنمية البعيدة المدى لاقتصاد العراق وللانسان باعتبار الانسان قيمة عليا , هدف التنمية هو توفير فرص العمل للمواطنين , وتوفير السكن اللائق بهم , وتامين الضمان الاجتماعي والصحي لهم .
4 – ان التنمية البشرية للانسان العراقي تخلق انسانا مبدعا ومعتمدا على نفسه لا على الحكومة او الدولة .
5 – تشجيع القطاع الخاص والمختلط مع تشجيع الاستثمار في القطاعات الانتاجية وليس الخدمية , وفي الزراعة .وسوف يؤدي هذه على المدى البعيد الى تفكيك البنية العشائرية في المجتمع .
ان تلك الاجراءات تعيد ثقة المسيحيين وغيرهم بوطنهم وبمجتمعهم , كما تعيد تشكيل وعيهم على اساس وطني , وبما يخفف من اي جنوح لنبذ الوطن او الهجرة .
على المودة نلتقيكم ...
مصادر المقال
( مسيحيو العراق محنة الحاضر وقلق المستقبل ) للباحث دهام محمد العزاوي
يستند هذا الكتاب الى عدد كبير جدا من المراجع
1 – ( 86 ) كتابا
2-( 44) من الدوريات والمجلات
3 – (13 ) من المقالات الصحفية المطبوعة والالكترونية
4 – ( 29) من الصحف والمواقع الالكترونية والقنوات الفضائية .



#وليد_يوسف_عطو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النبؤة عند العرب قبل الاسلام
- مسيحيو العراق محنة الحاضر وقلق المستقبل
- انقلاب وظيفة الرجل في العصر المعدني
- طقوس استننزال المطر في العراق القديم
- حفريات جغرافية في سفر يونان
- ثقافة وسياسة البامبرز
- سجاح نبية بني تميم
- مسلمة الحنفي قراءة في تاريخ محرم - ج 2
- مسلمة الحنفي قراءة في تاريخ محرم - ج 1
- اغتراب مثقفوا الخارج - الشلة انموذجا
- فلسفة الهوية الوطنية العراقية - ج 3
- فلسفة الهوية الوطنية العراقية - ج 2
- فلسفة الهوية الوطنية العراقية -ج 1
- تجارة الرقيق الابيض والبغاء
- جذور الاحتفال بعيد ميلاد المسيح
- دور البروتستانتية في تطور الراسمالية
- الليبراليون العرب الجدد وازمة الحداثة
- اكذوبة فصل الدين عن الدولة
- ليبراليون جدد بوجه اخواني !
- التكامل بين لاهوت التحرير والشيوعية


المزيد.....




- بلينكن يزور السعودية ومصر.. وهذه بعض تفاصيل الصفقة التي سينا ...
- في جولة جديدة إلى الشرق الأوسط.. بلينكن يزور السعودية ومصر ل ...
- رغد صدام حسين تستذكر بلسان والدها جريمة -بوش الصغير- (فيديو) ...
- فرنسا وسر الطلقة الأولى ضد القذافي!
- السعودية.. حافلة تقل طالبات من جامعة أم القرى تتعرض لحادث مر ...
- -البديل من أجل ألمانيا- يطالب برلين بالاعتراف بإعادة انتخاب ...
- دولة عربية تتربع على عرش قائمة -الدول ذات التاريخ الأغنى-
- احتجاج -التظاهر بالموت- في إسبانيا تنديداً بوحشية الحرب على ...
- إنقاذ سلحفاة مائية ابتعدت عن البحر في السعودية (فيديو)
- القيادة الأمريكية الوسطى تعلن تدمير 7 صواريخ و3 طائرات مسيرة ...


المزيد.....

- حملة دولية للنشر والتعميم :أوقفوا التسوية الجزئية لقضية الاي ... / أحمد سليمان
- ائتلاف السلم والحرية : يستعد لمحاججة النظام الليبي عبر وثيقة ... / أحمد سليمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حملات سياسية , حملات للدفاع عن حقوق الانسان والحرية لمعتقلي الرأي والضمير - وليد يوسف عطو - مستقبل الوجود المسيحي في العراق