أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - سايكولوجيا الحرب:














المزيد.....

سايكولوجيا الحرب:


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 4093 - 2013 / 5 / 15 - 08:34
المحور: الادب والفن
    


نالت الحرب، مساحة كبيرة، من عالم الأدب والفن، سواء أكان ذلك في الأغنية، أو القصيدة، أو الملحمة، أو المسرحية أو اللوحة، أو القصة أو الرواية أو حتى الموسيقا والسينما، من الأشكال الإبداعية، القديمة منها والجديدة على حد سواء، حيث توقفت جميعها عند الآثار الإنسانية الأليمة لها، وإن كان بعضها يذهب إلى الإشادة ببطولة طرف ما، في مواجهة الآخر، وهو ما برز على نحو واضح في أدب الحماسة، من خلال تصوير طرف منتصر، وآخر مهزوم يجر أذيال الخيبة.

وقد كانت الرواية- نتيجة طبيعتها- أبرز الأشكال التي عكست الحرب، وثمة روايات مهمة تفرض نفسها هنا، مثل" الحرب والسلام " لليف تولستوي 1828-1910 ، حيث كان هذا الكاتب يعمل في الجيش الروسي، وشهد حروباً عدة، ومنها دخول نابليون بونابرت موسكو، كما ويعتبر أرنست همنغواي"1899-1961" أحد الذين شخصوا بشاعة الحرب في عمليه الروائيين: "لمن تقرع الأجراس؟" و"وداعاً أيها السلاح!"، حيث يتناول في الرواية الأولى الحرب الأهلية الإسبانية، بينما تأتي روايته الثانية كمذكرات شخصية للمؤلف، تحكي عن ضابط أمريكي يعمل كسائق سيارة إسعاف في الجيش الإيطالي، وقد طرح خلالهما أفكاراً عديدة، منها رسم بشاعة الحرب، والقتل، وأن الأسلحة الجديدة، لاسيما الطائرات الحربية التي تثير الرعب، حيث أنها هي التي تحسم النصر، بغض النظرعن قيمة صاحبها، وطبيعي أن رواية الحرب لم تنته، وهي لما تزل تكتب، كما أن أدب الحرب كله، لما يزل يكتب حتى الآن، مادامت أن هناك في العالم حروباً، يدفع ضريبتها الإنسان، على امتداد رقعة الكرة الأرضية.

ولعلَّ غريزة الثأر والثأر المعاكس في الحرب- وبعيداً عن ثنائيتي الخير والشر- تبلغ أقصى درجاتها، في ظل الدماء التي تسيل، والأرواح التي تزهق، والأجساد التي تتهشم، والجثث التي تتراكم فوق بعضها بعضاً، وأنقاض البيوت التي تتهدم، وتسوى بالأرض، حيث يكون الإنسان هو الضحية، بغض النظر عن تقويم الأفكار التي يحملها، أو الأهداف والغايات التي يقضي دونها،وذلك لأن لا حرب تمت منذ بداية الخليقة، وحتى الآن، من دون" عجز لغة الحوار"، حيث أن توفير المناخ المناسب للحوار بين البشر، يردم هوة القطيعة، بل إنه يزيل مسوغات لغة العنف التي شكلت وبالاً على العقل البشري، طوال التاريخ.

مؤكد أن أثر الحرب في العالم، لا يتوقف عند حدود ما تجهزعليه، وتدمره، وتجعله أثراً بعد عين، وإنما هي تؤثر في سايكلوجيا الناس، صغاراً وكباراً في آن، إلى وقت طويل، الصغار منهم، حيث يعدون ضحايا للحرب، حتى وإن ظلوا أحياء، ولعل وسائل الإعلام الحديثة قد نجحت في تعميم هذا الأثر السلبي، كي لا ينجو من سطوتها أبناء كل بيت، والكبار منهم حيث يدفعون ضريبتها غالية، من أرواحهم، وجهدهم، ومالهم، وراحتهم، ولعل في تصوير المأساة العظمى التي تركتها الحروب درساً مفتوحاً إلى الأجيال، لابد من الانتفاع منه، بغرض وضع حد له.
وطبيعي، أن ما ينتج من إبداع في زمان الحرب، هو من النتاجات الأكثر كلفة على الإنسان، لأنه لا ينتج إلا بعد دفع ضريبة غالية من دماء الناس، وعمرانهم، و قوت أطفالهم، حيث يؤججها بعض تجارها، ليتخذوها حلولاً لابد منها لديمومة منافعهم، وسلطتهم، كي يبدأ إلغاء الآخر، أقصى درجات أمدائه، كما أن الإصرار على إشعال وطيس الحرب، لا يأتي إلا نتيجة نمط سلوكي، سايكولوجي شاذ، يسترخص أرواح الناس، ومستقبلهم، من أجل غايات دنيوية فانية، كي يصبح العالم-الآن- بحاجة إلى ملايين المصحات التي تخفف أو تزيل أثار أية حرب، تجري في بيوتنا جميعاً، كي نكون جميعاً شركاء في الخسارة، نظارة، ومنظرين، وشهوداً، وفاعلين، في آن معاً..!



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موت الكتابة بين الواقع والوهم
- ساعة دمشق:1
- ساعة دمشق:
- أسئلة اللغة:
- الكتابة في زمن الثورة.1.:*
- الكتابة في زمن الثورة..:
- الثقافي والسياسي: وأسئلة ردم الهوة..!
- الوطن المعلق إلى جسرديرالزورالشامخ1
- الوطن المعلق إلى جسرديرالزورالشامخ
- مانيفست المدينة مانيفست البطل..!
- هكذا بدأ بشارالأسد يومه هذا**
- هكذا التقيت مواطنتي السورية في الغربة وقائع حوارمع إمبراطورة ...
- هكذا التقيت مواطنتي السورية في الغربة وقائع حوار حميم مع إمب ...
- الماردالإلكتروني في انتظارقانونه الكوني
- وديعة الأجيال الكبرى
- موعد مع صديقي الكاتب..!؟.
- أبي، والقلم، والبارودة، وعيد الصحافة
- الأصدعاء وسوريا التي تصلب كل يوم
- الكتاب سفيراً فوق العادة:
- فصل لم ينته من- كراسة الحكمة-


المزيد.....




- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - سايكولوجيا الحرب: