أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صبحي مبارك مال الله - أحداث الحويجة تدق ناقوس الخطر !















المزيد.....

أحداث الحويجة تدق ناقوس الخطر !


صبحي مبارك مال الله

الحوار المتمدن-العدد: 4079 - 2013 / 5 / 1 - 12:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أحداث الحويجة تدق ناقوس الخطر !
لقد كان من المتوقع أن يتصاعد موقف الأعتصامات والمظاهرات في المناطق الغربية من البلاد الى مستو ى ينفلت فيه زمام الأمور وتأتي النتائج بما لاتُحمد عقباه .
للتأثير الداخلي فأن الحكومة تباطأت في الأستجابة لمطاليب المعتصمين ، ولم تستطع حل الأمر من خلال الحوار المستمر ، أما التأثير الخارجي فأن القوى المعادية بكل أشكالها ساهمت الى حد بعيد في أستخدام الخطاب الطائفي والدعوة الى أقتتال الأخوة ، كذلك تحريض المعتصمين والمتظاهرين الى الزحف نحو بغداد بحجة الصلاة فيها ..الخ من الممارسات التي اختلطت فيها التوجهات والأهداف والمطاليب المشروعة وغير المشروعة . فتوجهات رجال الدين والفلول المحسوبة على النظام السابق تعمل على التحريض ، مع التمني بالخلاص من العملية السياسية ومحاربة كل القوى التي تعمل من أجل أنبثاق الحياة الديمقراطية الدستورية .
لقد تزامنت عدة عوامل مع الأوضاع السائدة في المدن الغربية والتي ظهرت بمظهر (المذهب ) السني المضطهد من قبل المذهب الشيعي وأرتفاع صوت غير مسؤول ينادي بالتحريض والفتنة والأقتتال ومن هذه العوامل :-
1-أستمرار الشحن الطائفي والأحتقان السياسي في مجرى أستمرار الأزمة السياسية .
2- الأختلاف والتوتر السياسي بين قيادة الأقليم والحكومة الأتحادية .
3- الصراع والتوتر السياسي بين أطراف العملية السياسية أبرزها الصراع بين التحالف الوطني والقائمة العراقية وأجنحتها المختلفة .
4-الصراع السياسي داخل التحالف الوطني مثلاً بين دولة القانون والأحرار (الصدريين ) أو بين المجلس الأعلى والصدريين .
5- صراع الأحزاب السياسية الدينية الصغيرة بعضها مع البعض الآخر .
6-تصعيد النشاط العشائري حول محاور مختلفة متأثرة بالصراع السياسي القائم بين أطراف العملية السياسية 7- الصراع السياسي بين المرجعيات الدينية لكلا المذهبين وداخل المذهب الواحد
8- تصعيد المواقف القومية السياسية حول المناطق المتنازع عليها، وظهور أنشقاقات داخل الموقف القومي الواحد (العربي ، الكردي ، التركماني )
9- أثارة النزاعات الدينية للأقليات الأخرى ومحاولة تصعيد الخلافات بينها .
لقد كانت الأوضاع السياسية تنحدر نحو الأسوأ خصوصاً بعد أستمرار الفساد والتغطية عليه
فقد حاولت الحكومة أن تبادر الى الحل والأستجابة لمطاليب المعتصمين في الساحات ولكن بطريقة التنفيذ البطيئ لبعض المطالب تارة ، والتسويف تارة أخرى كذلك عدم مصارحة الشعب بما يجري ، ولم تعمل اللجان المشكَلة على الحل الجذري وأنما أعتبرها البعض من جانب الحكومة غير مهمة والتوجه نحو أتهام (حسب نظرية المؤامرة ) المعتصمين بالعمل على القيام بأعمال عسكرية ، الأمر الذي أدى الى تحشيد قوات الجيش ومنها قوات دجلة ومحاصرة المعتصمين بهدف زج الجيش والتدخل لفض الأعتصامات بالقوة .
وهذا ماحصل في الحويجة بعد تأجيج المواقف والتحشيد العشائري في أجواء كانت تتطلب الهدوء وهي أجواء الأنتخابات ، كانت الحكومة تعمل على أثارة حدث كبير يهز الأعلام والمجتمع العراقي وهو أستخدام القوة العسكرية ضد المعتصمين وسط تداعيات أستعصاء الحل وتأجيل أنتخابات محافظتي نينوى والأنبار لسوء الأوضاع الأمنية فيهما ، وكذلك تأجيل أنتخابات كركوك بسبب أنها منطقة متنازع عليها و أزدياد التوتر وتصاعد الخلافات بين الكتل السياسية . كل ذلك قاد الحكومة الى منزلق وقعت فيه بعد قتل الجنود نتيجة الأحتكاك وأعطاء فرصة لقوى الأرهاب المتواجدين بين المعتصمين لضرب الجيش . لقد صُور الموقف بأنه بسيط ويمكن أنهائه بسرعة دون أي حساب للتداعيات التي ستحدث ، وبدلاً من ضبط النفس وأتباع لغة الحوار وأضفاء أجواء الهدوء وعدم الألحاح بتسليم العناصر التي قتلت الجنود ، أستمر التصعيد بهدف كسر شوكة المعتصمين وفض الأمر بالقوة حيث أجتاحت قوات الجيش ساحة الأعتصام مما أدى الى قتل أكثر من خمسين مواطن وجرح العشرات لكلا الطرفين ، لقد أسُتخدمت القوة المفرطة والتي أشعلت الموقف في جميع المناطق الغربية ووضِعت في الأطار الطائفي وأنهالت التصريحات وردود الأفعال غير المسؤولة في جميع أنحاء البلاد ، حيث أعُتبرت سابقة خطيرة على هذا المستوى مع أحتجاجات صحيحة من قبل الحريصين على مصلحة الوطن والشعب ، مما جعل التحرك المضاد أن يعمل بقوة مستفيد مما حصل لتمرير مخطط مرسوم ساهم فيه الجميع ، سواء عن دراية أو عدم دراية مهدداً بذلك أستقلال البلاد .
ونتيجة لما حصل حدث تخريب وتفجيرات وأغتيالات تذكرنا بأحداث سنة 2006 ، 2007 الطائفية والتي كانت متوجهة نحو حرب اهلية طاحنة .
فكانت الأنطلاقة من خلال 1- العفوية 2- التخطيط 3- تجميع المترددين لغرض الألتحاق بمجاميع مسلحة تعمل ضد العملية السياسية ومنها (النقشبندية الجهادية ) .
والسؤال هل هناك خطط خفية لدى الكتل السياسية لغرض التسابق نحو الأستحواذ والسيطرة وبسط النفوذ على المناطق و حصر الممتلكات والسكان بالتعاون مع قيادة العشائر السائدة هناك ؟! قد يكون هذا التسائل مشروع بسبب أنعدام الثقة بين هذه الكتل وقواها السياسية ، خصوصاً وهناك مشاريع تعمل عليها قوى خارجية لوضع خارطة جديدة للمنطقة وبالتالي يكون التقسيم وارد ومخيف بنفس الوقت ، وكثيرون لايعلمون مديات اللعبة التي باشرت بها تلك القوى الأجنبية .
كما أن بوادر التوجه نحو الأغلبية السياسية وتبني نظام شمولي يبتعد عن الديمقراطية ممارسة ونظام حكم يجعل الأطراف الأخرى في ريبة من الأمر ، مما يثير الشكوك في الأستمرار كحلفاء ضمن العملية السياسية .
أن ما حصل في الحويجة ورأيناه ليس سبب ولكن نتيجة لما يجري في البلاد من أستقطاب طائفي وأن هناك مساحة واسعة تعمل فيها قوى انتهازية من خلال اللعب على الجميع مستفيدة من كل الخلافات بل أن المواقف تتغير وفق المصالح الشخصية والمكاسب التي حصلت عليها وهذا أصبح واضحاً بين الحكومة وحزبها الحاكم وبين أجنحة منشقة عن القائمة العراقية كما حدث في موقف السيد صالح المطلك رئيس القائمة العراقية العربية ، فبعد أنسحابه من الحكومة عاد من جديد لينسق مع السيد رئيس الوزراء ويُعين رئيس ألى لجنة التحقيق في أحداث الحويجة في حين نسمع أستقالته مع عدد من نواب قائمته مع وزراء حسب ماتناقلته وكالات الأنباء .
أن القوى السياسية تعاني الآن متغيرات حقيقية وأن هناك توجه نحو أعادة تحالف أربيل –النجف من جديد كما أن موقف الصدريين والمجلس الأعلى والتحالف الكردستاني والتغيرات السياسية على ساحة الأقليم جميعها تنبئ بأصطفافات جديدة متلازمة مع تعطل أداء مجلس النواب والحكومة التي شلتها الخلافات بأنسحاب الوزراء الأكرادالذي تزامن مع أنسحاب النواب الكرد أضافة الى أنسحاب وزراء العراقية ، كما أن أنتخابات مجالس المحافظات قد أعطت مؤشر على ضعف المشاركة فيها وأن نتائج الأنتخابات قد أشارت الى فقدان مقاعد لأئتلاف دولة القانون مقارنة مع نتائج أنتخابات 2009م
ولهذا فأن الأحداث التي حصلت تشير الى أن البلاد متوجهة نحو التعقيد السياسي وأحتمال أستنساخ ما حصل ويحصل في سوريا في العراق لجعل المنطقة تدور في دوامة العنف والقتل .
أن الشعب العراقي حريص على وحدته الوطنية ويرفض التقسيمات القسرية ، كما أنه يطالب القوى السياسية بالتهدئة وضبط النفس و أن الشعب يرفض زجه في أتون حرب أهلية تغذيها القوى المعادية الأجنبية والتوجهات الطائفية ، كما أن الدعوة الى الحوار وحل جميع الخلافات حسب الدستور والتوقف عن سياسة الأزاحة والأبدال يعتبر مطلب لمن أصبحوا الآن في موقع أمتلاك العملية السياسة .
أن التعامل السلمي مع المتظاهرين والمعتصمين وفق الدستور الذي يكفل لهم ذلك يعتبر موقف حضاري ، ولكن اللجوء الى تصعيد المواقف وأشاعة المواجهات الطائفية يعتبر موقف غير دستوري .
أن الحكومة بحاجة الى وقفة مراجعة والتمعن في سياستها وأدراك مايجري الآن وليس غداً يعتبر في نظر الجميع موقف مسؤول ، ولكن الأستمرار في الحفاظ على الملفات التي تكشف الفاسدين والمتورطين خوفاً على العملية السياسية يعتبر غير مبرر أطلاقاً ، وكان الأجدر تقديم هذه الملفات أمام القضاء ليأخذ العدل مجراه .
أن الأعتراف يالمؤسسات الدستورية ومنها مجلس النواب و القضاء يأتي من خلال التعاون وأحقاق الحق وفق الدستور ، أما أن تنفرد السلطة التنفيذية بكل شيئ دون الرجوع الى مجلس النواب فهو بداية للخروج على النظام الديمقراطي ، ونكرر أن النظام الديمقراطي لايعمل ولا يُنفذ بدون المؤمنين به ، ولكن نشوء طبقة من المستفيدين التي تعمل على عرقلة الأنظمة والقوانين وتعمل على نشر الفساد المالي والأداري ، ومنهم الذين يبيضون أموالهم والذين كان لهم دور في النهب والسلب في بداية سقوط النظام يعتبرون آفة أنتهازية تعيش على مواجع وآلام الشعب .
أن أحداث الحويجة وما لحقها من ردود أفعال في مناطق أخرى ماهو ألا دق لناقوس الخطر على أمن الشعب وحياته المعاشية وأيقاف لكل الخطط التي ترمي لبناء العراق الجديد مع تحرك الماكنة الأعلامية التي تدس الأخبار المتواترة .
كما أن الأهداف واضحة بأتجاه التقسيم وتأجيج الصراع الطائفي ولهذا يعتبر الحل بيد الحكومة
الأتحادية والقوى السياسية لأعادة الثقة والتحرك الجدي نحو التمهيد لعقد المؤتمر الوطني مع توفر الصراحة والشفافية في معالجة الوضع السياسي الخطير .
وقد يزداد الوضع الأمني تدهوراً مما يمهد السبيل الى العودة بالمطالبة بأجراء أنتخابات مبكرة من قبل الكتل السياسية، كذلك أرى أن التدخل الأمريكي سوف يزداد على المستوى السياسي وربما يتطور الى العسكري مما يزيد في تعقيد المشهد السياسي الراهن .



#صبحي_مبارك_مال_الله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحسابات السياسية بين الحاضر والمستقبل
- الدوران في حلقة مُفرغة !
- سياسة الحكومة ومسؤوليتها تجاه الشعب
- أجندات مُعلنة و أجندات مخفية !!
- هل فقد الشعب الثقة في الحكومة والكتل السياسية ؟!
- الأزمة السياسية مستمرة تحت دُخان الأنفجارات!
- القوى الديمقراطية بين الأزمات السياسية والتحضير للأنتخابات
- عام 2013 والفرح المؤجل
- التعديل الرابع للقانونرقم 36 لسنة 2008 المعدل
- ماذا بعد بيان السيد الرئيس ؟!
- أحداث ساخنة وبرود حكومي !
- نقد في نقد المشروع الديمقراطي
- ماذا يجري حول أنتخابات مجالس المحافظات والأقضية والنواحي ؟!
- الأنتخابات الأمريكية والأوضاع السياسية في المنطقة العربية وا ...
- قرار المحكمة الأتحادية العليا وأشكالية التطبيق !
- الحكومة بين الغالبية السياسية والشراكة الوطنية
- هل هناك حل عند السيد الرئيس ؟!
- مشروع قانون البُنى التحتية والخلافات بين الكتل السياسية !
- المحاصصة والطائفية والبناء الديمقراطي
- حقوق الأنسان في العراق الى أين ؟!


المزيد.....




- منها مدينة عربية.. أي المدن يقصدها المزيد من أصحاب الملايين؟ ...
- طائرات تهبط فوق رؤوس المصطافين على شاطئ -ماهو- الكاريبي.. شا ...
- حصريًا لـCNN.. الصفدي: نتنياهو يتجاهل حتى داعمه الأول.. وموا ...
- إسرائيل تعلن إعادة فتح معبر كرم أبو سالم لدخول المساعدات الإ ...
- ملف المعارين يؤرق برشلونة.. فكيف سيديره؟
- الخارجية الروسية تحذر: القوات الفرنسية في حال تواجدها في أوك ...
- عبداللهيان: يمكن التوصل لاتفاق هدنة لكن نتنياهو يسعى لإطالة ...
- الأسد يهنئ بوتين بتنصيبه رئيسا
- وفاة -سيد العمليات الدعائية- في كوريا الشمالية
- سفير الاتحاد الأوروبي في مولدوفا: شعرت وكأنني -سارق العيد-


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صبحي مبارك مال الله - أحداث الحويجة تدق ناقوس الخطر !