أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عبله عبدالرحمن - الزواج المبكر وارتفاع نسب الطلاق














المزيد.....

الزواج المبكر وارتفاع نسب الطلاق


عبله عبدالرحمن
كاتبة

(Abla Abed Alrahman)


الحوار المتمدن-العدد: 4075 - 2013 / 4 / 27 - 01:25
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


الزواج المبكر وارتفاع نسب الطلاق

عبله عبد الرحمن

دموع صامتة واستكانة اوشكت على الانفجار، صوتها بالكاد يُسمع، الكلام لم يعد طيعا عليها وكأن لسانها قد نسي مخارج الحروف كما نسيت اقدامها طريق الباب حتى لمعرفة من يستأذن عليهم بالدخول للزيارة.
اصوات الاطفال في الشارع تعذبها اذ لم يمضي الوقت بعيدا عنها حتى تتذكر صوتها وهو يتماوج مع اصوات اقرانها من الاطفال فتشعر بالحنين وقد اصبحت الطفلة التي تحفل بثوب سيدة.
عمر زواجها ثلاث شهور شهرين في عش الزوجية والشهر المتبقي ما زالت تعد وأسرتها أيامه حسره حين عادت اليهم بعيون باكيه وجسد لا يكف عن الشكوى من الضرب المبرح الذي تعرضت له فترة زواجها.
لم استغرب الحاح صديقتي على والدها ليسمح لها بمشاركتنا في برنامج تعليمي سيفيدها كثيرا في بناء شخصيتها في المستقبل فقد شاركتها الرأي اذ لم اقرأ إلا ملامح الطفولة والبراءة على وجهها الذي تنقصه ضفيرتين وكثير من المرح حتى توقفنا عن الحاحنا حين عرفنا من والدتها انها متزوجة، مؤلم ذبول تلك الطفلة باكرا ووداعها اللعب والصبا والمدرسة.
بؤس ما بعده بؤس هو الذي تجنيه الاسر والمجتمع من ثمار الزواج المبكر الذي يعد بمثابة وأد حقيقي للمرأة في هذا العصر الذي يعد من عصور التنوير، والمشكلة تكاد تتكرر حين تعيد من مرت بالزواج المبكر ذات الحكاية مع بناتها وكأنها تشاركهم العداوة لا الحب.
احدى السيدات الصغيرات ممن مررن بتجربة الزواج المبكر وفيما بعد الطلاق المبكر، رغم جمالها البهي فأن حزنها يبدو جليا حتى تبرز عظام جسدها من تحت ثوبها وهي تحتار في الجهة التي ستستقر عليها اذ انها لا تستطيع ان تحلم لمستقبلها كما لا تستطيع ان تمضي سعيدة بحاضرها كإنسانة فقدت حقها بالتعليم اسوة بغيرها ممن هن في عمرها.

مازال مشهد تلك السيدة التي تفترش الارض من امام مصطبة بيتها يثير حنقي وحزني وهي تشارك احد ازواج بناتها مسامرة الصباح بود مبالغ فيه محتضنة يده على مشهد من العابرين، تجتر رغبة مكبوتة لديها وكأنها تتنفس حاجتها تنفس العشب الاخضر في يوم الحصاد الذي انقلب جله الى اصفرار من غير حياة. هل تراها تعرف انها لن تستعيد شيئا منها وقد غدت ارملة في الاربعين مكبلة بعدد من الأولاد، هل تراها تعرف انها لن تمارس مشاعرها بعد ان استوت ونضجت واصبحت قادرة على العطاء، هل تراها ترحم بناتها من تجربتها في الزواج المبكر فتبقي على طفولتهن دون انقاص.
قضية الزواج المبكر عدا عن انها منبعا للمشاكل الصحية على المرأة فإنها ايضا خيار لوأد حقيقي للمرأة نشارك به جميعا، فهل يقبل المجتمع ان يحيا بنصف غير متعافي منهك صحيا ونفسيا!؟.

الحقيقة ان حسرة ذلك الاب الذي خاف على ابنته من مشوارها الصباحي الى المدرسة فتعجل بزواجها خوفا عليها من الانحراف وكلام الناس، احزنني حين بات يجني الندم والخوف والحزن على ابنته التي كلل حياتها بالسهد والسهر والحزن المستمر.
دوما المسكوت عنه اعظم في قضايا تمس أسرنا فهل نحمي طفولة بناتنا من الوأد بما يسمى الزواج المبكر، ونكف البحث عن من يتحمل اللائمة في تزايد نسب الطلاق ونغدو جميعا الى حياة افضل بدلا من السير بالظلام.



#عبله_عبدالرحمن (هاشتاغ)       Abla_Abed_Alrahman#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في طريقها الى الطلاق
- احلام الطفولة الضائعة
- كلام في الحب
- متاهة الحرب والحب
- بين هاوية الوظيفة والدعارة
- مطر من غير دفئ
- غزة تقهر عتمة الظلام بالنصر
- عروس سورية بغير الابيض
- ايام عابرة
- مشاهدات من مخيم الزعتري
- حبال الريح
- زوجة مع وقف التنفيذ
- بقايا النهار
- العيد يتزين باللون الاسود
- محمود درويش في ذكراه
- عند الباب
- طبلة رمضان وذكريات من الطفولة
- العنف الجامعي والقوة بالعشيرة
- بابور الكاز يعود الى حاضرنا
- يقظة الروح


المزيد.....




- “احلى اغاني الاطفال” تردد قناة كراميش 2024 على النايل سات ka ...
- إدانة امرأة سورية بالضلوع في تفجير وسط إسطنبول
- الأمم المتحدة تندد بتشديد القيود على غير المحجبات في إيران
- الاعتداء على المحامية سوزي بو حمدان أمام مبنى المحكمة الجعفر ...
- عداد الجرائم.. مقتل 3 نساء بين 19 و26 نيسان/أبريل
- هل تشارك السعودية للمرة الأولى في مسابقة ملكة جمال الكون؟
- “أغاني الأطفال الجميلة طول اليوم“ اسعدي أولادك بتنزيل تردد ق ...
- استشهاد الصحافية والشاعرة الغزيّة آمنة حميد
- موضة: هل ستشارك السعودية في مسابقة ملكة جمال الكون للمرة الأ ...
- “مش حيقوموا من قدامها” جميع ترددات قنوات الاطفال على النايل ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عبله عبدالرحمن - الزواج المبكر وارتفاع نسب الطلاق