أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسقيل قوجمان - الامبريالية هي الراسمالية في اعلى مراحلها٤















المزيد.....

الامبريالية هي الراسمالية في اعلى مراحلها٤


حسقيل قوجمان

الحوار المتمدن-العدد: 4073 - 2013 / 4 / 25 - 12:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



الامبريالية هي الراسمالية في اعلى مراحلها٤
تصبح الراسمالية في مرحلتها الامبريالية عدوا لتطور قوى الانتاج ومدمرا للمجتمع كله. ويتضح هذا الدور المدمر باجلى صوره في تحويل الانتاج الراسمالي الى انتاج الاسلحة والمعدات الحربية.
عملية انتاج الاسلحة والمعدات الحربية هي عملية انتاجية شانها في ذلك شان كل السلع الاخرى المنتجة في المجتمع لانها بعمل الانسان على الطبيعة تحول جزءا منها الى مادة صالحة لاستعمال الانسان. فالسلعة المنتجة تغني الثروات الاجتماعية كما انتاج المواد الغذائية والسكنية والكسائية. ولكن السلعة الحربية تختلف في استعمالها لان استعمالها في كل الحالات هو القتل والتدمير.
قد تكون الاسلحة اداة مفيدة للبشرية او مضرة للبشرية وفقا لطبيعة الحرب الجارية في حينه. فمن المعروف ان الحرب قد تكون حربا عادلة وعندئذ يكون استعمال السلاح مفيدا للبشرية وقد تكون حربا عدوانية وحينئذ يكون استعمال الاسلحة مضرا للبشرية. ولكن صفة الاسلحة لا تختلف في الحالتين لانها في الحرب العادلة وفي الحرب العدوانية هي اداة قتل وتدمير وليست لها صفة اخرى.
تستهلك صناعة الاسلحة جزءا كبيرا من عمل الكادحين عمالا وفلاحين وفي مرحلة الراسمالية الامبريالية تستهلك صناعة الاسلحة الجزء الاكبر من عمل الكادحين. فصناعة الاسلحة في هذه المرحلة هي الصناعة الاكثر رواجا. ولكن عمل الكادحين في صناعة الاسلحة هو عمل يؤدي الى قتلهم وتدميرهم. فكانهم ينتجون ما يقتلون ويدمرون به.
ينتج الراسماليون سلعة السلاح كما ينتجون كل السلع الاخرى لغرض الحصول على الارباح، اي فائض القيمة. الراسمالي لا يميز انتاج اية سلعة الا من حيث مقدار الارباح التي يجنيها من انتاجها وبيعها. الا ان انتاج سلعة السلاح لها خواص عديدة تختلف عن سائر السلع تجعل الراسماليين يميلون الى انتاجها بدلا من انتاج السلع المدنية ان صح التعبير.
سلعة السلاح تنتج في اغلب الاحيان للحكومات سواء حكومات البلدان المنتجة للسلاح او حكومات اخرى غير الحكومات المنتجة للسلاح. فالراسمالية الامبريالية الاميركية مثلا تنتج الاسلحة لبيعها للحكومة الاميركية وللحكومات في ارجاء العالم. وسواء اانتجت الشركة الاميركية السلاح لبيعه للحكومة الاميركية ام لحكومات العالم اجمع فهدف انتاجها هو هدف واحد هو الحصول على الارباح من بيعها.
كون مشتري الاسلحة هي الحكومات المحلية او الاجنبية له صفات مفيدة للراسماليين المنتجين لها. فالحكومات اقدر من الافراد على الحصول على الاموال اللازمة لشراء الاسلحة. فمشتري السلع المدنية قد يجابهون صعوبات في الحصول على الاموال اللازمة لشراء السلع التي يحتاجونها خصوصا في الازمات الاقتصادية الدورية التي تعاني منها الدول الراسمالية. وهذه ظاهرة لا تعاني منها الحكومات عند شراء الاسلحة. فللحكومات دائما وسائلها للحصول على الاموال اللازمة لشراء الاسلحة.
الشركات المنتجة للسلع الاستهلاكية عليها ان تنفق اجزاء كبيرة من ارباحها من اجل ايصالها من مصانعها الى المستهلك الشخصي للسلعة. فعليها ان تبيع سلعها الى تجار الجملة الذين يبيعونها بدورهم لتجار المفرق حيث يستطيع المستهلك الحصول على السلعة التي يريد استعمالها. تضاف الى ذلك نفقات نقلها وتامينها والدعاية لها التي تستهلك مبالغ كبيرة تقتطع من ارباح الشركة المنتجة. في انتاج سلعة السلاح تتخلص الشركات المنتجة من معظم هذه النفقات لانها تبيع انتاجها الى الحكومات مباشرة.
في انتاج المواد الاستهلاكية لا يستطيع المنتج ان يعرف مقدار الطلب على سلعته الا حين تعرض السلعة في السوق للمستهلك. لذا يضطر المنتج ان يخطط لانتاجه على اساس الطلب على مقدار الطلب على سلعه القديمة المعروضة للبيع الى المستهلك وليس على مقدار الطلب على السلع اثناء التخطيط لانتاجها. وحين يكون الطلب كبيرا على سلعته يسرع ويزيد من انتاجه. واذا قل الطلب على سلعته او توقف اثناء الانتاج لا يستطيع المنتج تصريف وبيع سلعه نتيجة لذلك كما يحصل عادة في الازمات الاقتصادية. فالفترة الزمنية بين الانتاج والبيع يؤدي احيانا الى الخطأ في تقدير الطلب الذي سيجري على الانتاج وخصوصا في الازمات.
في الازمات الاقتصادية تتراكم السلع الاستهلاكية في المخازن ويتدهور الطلب على السلع من مصدر صناعتها. وفي هذه الحالة تتراكم السلع في مخازن الشركة المنتجة لكي تصبح قديمة او فاسدة ينبغي التخلص منها مما يكلف الشركة المنتجة خسائر كبيرة للتخلص منها.
يجري بيع الاسلحة للحكومات عادة بموجب صفقات تعقد قبل الانتاج وفي هذه الحال يعرف المنتج مقدار الطلب على سلعه قبل انتاجها. وفي حالة انخفاض الطلب على نوع من السلاح لاي سبب من الاسباب فهو لا يتراكم في مخازن الشركة المنتجة له بل يتراكم في مخازن الحكومة التي اشترته.
ثم ان صفقات شراء الاسلحة تعقد بين الحكومة التي ينتج السلاح فيها مع الحكومة التي تريد شراء السلاح. وفي جميع هذه الصفقات تفرض الحكومات البائعة شروطا قاسية ومذلة على الحكومات المشترية للسلاح. واكبر نموذج على ذلك هو الشروط التي تفرض على بلدان الخليح التي تشتري سلاحها بعشرات مليارات الدولارات من الدول الامبريالية الكبرى. فاهم شرط يفرض عليها هو شرط عدم استخدام طلقة واحدة منه ضد اسرائيل. ويشترط في بيع الاسلحة لهذه البلدان ان لا يؤدي تسليحها الى الاخلال بتفوق اسرائيل في هذا المضمار على جميع بلدان الخليج مجتمعة. وغير ذلك من شروط علنية وسرية.
وشركات انتاج الاسلحة تطور انواع اسلحتها على الدوام. والحكومات تتنافس فيما بينها على التفوق في امتلاك الاسلحة الجديدة لان كل حكومة تريد ان تكون متفوقة في التوازن العسكري مع جيرانها.والوضع في العالم اليوم يشهد انتاج طائرات حربية ودبابات وصواريخ وانواع المتفجرات جديدة في فترات قصيرة بحيث ان الاسلحة التي تشتريها الحكومات وفق صفقة ما تصبح قديمة قبل استلامها ويترتب عليها ان تشتري الانواع الجديدة في صفقات جديدة.
انتهى دور الراسمالية الايجابي بالنسبة لتطور قوى الانتاج في المرحلة الامبريالية نهائيا واصبحت معيقا وعدوا لدودا لتطور قوى الانتاج والمجتخع كله. والمجال الاوضح لهذا العداء هو ليس انتاج الاسلحة التي يقصد استخدامها في الحروب التي تشنها الدول الامبريالية باستمرار وانما في انتاج الاسلحة التي تنتج لتخزينها ومضاعفة تكديسها وتخزينها. واكبر مثل على ذلك هو انتاج القنابل الذرية والهيدروجينية. فلم تستعمل القنابل الذرية منذ تحقيق انتاجها حتى اليوم الا مرة واحدة في هيروشيما وناكازاكي لغرض البدء بما سمي الحرب الباردة. فقد استمر انتاج هذه القنابل طوال العقود المنصرمة لا لاستخدامها في ابادة البشر وتدمير المنشات التي انتجتها قوى الانتاج خلال الدهور وانما من اجل اختزان ما يكفي منها للقضاء على الحياة على الكرة الارضية مئات المرات. يستمر انتاج هذه القنابل لغرض ضمان ارباح الشركات الامبريالية المنتجة لها ومحاولة انقاذها من الازمات الدورية التي تصيب النظام الراسمالي. ان عداء الراسمالية الامبريالية لتطور قوى الانتاج يظهر باجلى صوره في اجبار ملايين قوى الانتاج على انتاج ما يعد لابادتها وابادة البشرية وحرمان البشرية من انتاج هذه القوى لما يخدم البشرية وينقذها من الموت جوعا.
لا يمكن ختام هذا الموضوع بدون الاشارة الى التطور الهائل في العلوم البشرية بحيث اصبح بمستطاع البشرية ان تغزو الفضاء. ان هذا الانجاز العلمي الهائل خلق للبشرية امكانية اكتشاف اسرار الكون الذي بقي سرا بالنسبة للمجتمع طوال مليارات السنين من وجوده على الكرة الارضية.
ولكن هذا التطور العلمي الهائل خلق لاساطين الراسمالية الامبريالية مجالا جديدا لجني الارباح الهائلة من صنع وانتاج المواد الباهظة الثمن اللازمة لتحقيق هذا الانجاز العلمي الهائل. فالشعوب تبذل الاموال اللازمة لتحقيق هذا المشروع العلمي الكبير والشركات الامبريالية هي الوحيدة التي تجني مئات المليارات من انتاجها.
اضافة الى هذه الارباج الاسطورية التي يجنيها قوارين المال الامبرياليون من انتاج معدات غزو الفضاء استغلوا هذا الانجاز العلمي لتسليح الفضاء الخارجي مما يجعل بامكان الدول الامبريالية الكبرى وخصوصا القطب الواحد الولايات المتحدة افناء الحياة على الكرة الارضية في دقائق. وواضح ان الغرض من تسليح الفضاء ليس من اجل استخدامه لغرض ابادة الحياة لان ذلك هو انتحار الراسمالية الامبريالية ضمن العملية بل الهدف الحقيقي من تسليح الفضاء هو نفس الغرض من انتاج وتكديس الاسلحة الذرية جني مئات المليارات من ارباح انتاج اسلحة الفضاء.



#حسقيل_قوجمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الامبريالية هي الراسمالية في اعلى مراحلها٣
- الامبريالية هي الراسمالية في اعلى مراحلها٢
- الامبريالية هي الراسمالية في اعلى مراحلها١
- هل ثمة برجوازية طفيلية وبرجوازية لا طفيلية؟٢
- العمل الانتاجي والعمل اللاانتاجي
- هل ثمة برجوازية طفيلية وبرجوازية لا طفيلية؟١
- سلمية!...سلمية!!...سلمية!!!؟
- تطور الانتاج الراسمالي والشيوعي ۷
- تطور الانتاج الراسمالي والشيوعي ٦
- جواب سريع الى فؤاد النمري
- تطور الانتاج الراسمالي والشيوعي ٥
- تطور الانتاج الراسمالي والشيوعي ٤
- تطور الانتاج الراسمالي والشيوعي ٣
- تفسخ القيادة الثورية في جنوب افريقيا ما بعد الابارتهايد
- تطور الانتاج الراسمالي والشيوعي ٢
- تطور الانتاج الراسمالي والشيوعي ١
- مناسبة ذكرى ثورة اكتوبر
- أبرجوازية صغيرة او وضيعة ام مراتب متوسطة؟٢
- أبرجوازية صغيرة او وضيعة ام مراتب متوسطة؟
- نحتاج الى شطف ادمغتنا ٧


المزيد.....




- فيديو يُظهر ما فعلته الشرطة الأمريكية لفض اعتصام مؤيد للفلسط ...
- طائرة ترصد غرق مدينة بأكملها في البرازيل بسبب فيضانات -كارثي ...
- ترامب يقارن إدارة بايدن بالغستابو
- الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين تضغط على بايدن في اتجاه وقف ا ...
- المغرب: حمار زاكورة المعنف يجد في جمعية جرجير الأمان بعد الا ...
- جيك سوليفان يذكر شرطا واحدا لتوقيع اتفاقية دفاع مشترك مع الس ...
- كوريا الشمالية تحذر الولايات المتحدة من -هزيمة استراتيجية-
- زاخاروفا: روسيا لن تبادر إلى قطع العلاقات مع دول البلطيق
- -في ظاهرة غريبة-.. سعودي يرصد صخرة باردة بالصيف (فيديو)
- الصين تجري مناورات عسكرية في بحر الصين الشرقي


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسقيل قوجمان - الامبريالية هي الراسمالية في اعلى مراحلها٤