أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - ماذا يحمل كريستوفر رووس في جعبته ؟















المزيد.....

ماذا يحمل كريستوفر رووس في جعبته ؟


سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر

(Oujjani Said)


الحوار المتمدن-العدد: 4042 - 2013 / 3 / 25 - 17:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لماذا عودة رووس مجددا الى المنطقة بعد فشل جميع المحاولات السابقة التي قام بها جميع ممثلي الامين العام للأمم المتحدة لإيجاد مخرج لمشكل مفتعل عمر لأكثر من ثمانية وثلاثين سنة خلت ؟ هل يمكن التعويل هذه المرة على شيء ايجابي لصالح القضية الوطنية ام ان الوضع لن يختلف عن سابقه ، مادامت القوى الكبرى تتحكم عن بعد في هذا المسلسل الذي اصبح ورما خبيثا يهدد الاستقرار والنظام العام بالمنطقة ؟
ان جميع الارهاصات المتولد حتى الآن ، تفيد ان لا شيء سيتغير لصالح اطراف النزاع المتمسكة بمواقفها ، كما لا يجب التعويل على المبعوث الاممي لتحقيق نصر اممي للقضية الوطنية . فمن خلال الخبرات السابقة ، وما دام ان اطراف النزاع تتمسك بمواقفها التقليدية ، المغرب يتمسك بالحكم الذاتي في اطار السيادة الوطنية ، ضمن لا غالب ولا مغلوب ، والبوليساريو ومن ورائها الجزائر تتمسك بتقرير المصير ، وبالاستفتاء المؤدي الى الاستقلال ، رغم انه حق يراد باطل في الحالة المغربية ، فان الوضع سيستمر على ما هو عليه لسنين قادمة ، ما دام ان مجلس الامن لم يصدر عنه قرار يقضي بحل ملزم لأحد اطراف النزاع او لكليهما معا . لذا فان التقرير الذي سيخرج به رووس لا علاقة له بما تداولته بعض الصحف حول الفدرالية او الكنفدرالية ، كما انه سوف لن ينصص بالحرف على الاستفتاء وتقرير المصير المؤدي الى الانفصال . لكن رووس سوف لن يزيح في تقريره النهائي على اعتماد موقف مواطنه السابق السيد الجيمس بيكر الذي حاول ، مظهريا ، ارضاء جميع اطراف النزاع ، في حين انه خنجر مسموم يدق في ظهر المغرب . هكذا فان المتوقع من التقريرسوف لن يخرج عن اعتماد المقترح المغربي ، بالتنصيص صراحة على الحكم الذاتي ، ارضاء للمغرب . لكن في نفس الوقت التنصيص على الاستفتاء المؤدي الى الاستقلال ، اي تقرير المصير حين تمر مدة معينة على ممارسة الحكم الذاتي قد تكون خمس سنوات ، يليها مباشرة استشارة السكان حول المصير النهائي للإقليم ، اي هل يريد الصحراويون العيش ضمن سيادة المملكة المغربية ( الاندماج الكامل ) ، ام يريدون الحكم الذاتي الذي سيعطيهم العديد من الاختصاصات والسلطات بما يقفز بالإقليم الى وضع اكثر من الجهوية الموسعة الاختصاصات ، ام انهم يريدون تقرير المصير من اجل الاستقلال وتكوين دويلة غريبة بالمنطقة ستكون لقمة سائغة عند الجزائر الشوفينية وعند الاستعمار الجديد المتربص بالمنطقة شرا خدمة لمخطط تقسيمي ( سايكس بيكو ) جديد بالمنطقة ، لكن هذه المرة ينفذ بأيدي محلية انفصالية ، كما يحصل اليوم بمنطقة الشرق الاوسط خدمة للمخططات الصهيو – غربية – امريكية التي تهدف الى البقاء على اسرائيل كأكبر دولة بالمنطقة .
ان الوضع العام السائد بالمنطقة والى الآن ، يخدم المصالح المغربية ، ما دام ان القرارات التي يصدرها مجلس الامن بناء على تقرير المبعوث الاممي ، تنصص على الحل المتفاوض عليه ، والمقبول من جميع اطراف النزاع ، اي المغرب والبوليساريو ، وهو ما يعني ان التسوية معلقة على شرط واقف ، هو توافر ورضى موافقة المتنازعين . لذا فان اي قرار سيخرج به مجلس الامن ، وكيفما كان حجمه السياسي والقانوني ، سوف لن يكون ملزما لإطراف النزاع ، اذا رفضه طبعا احدهم ، وهو ما يعني امتلاك المغرب لمساحة شاسعة للمناورة واخذ المبادرة . وان ما يزيد في تدعيم الموقف المغربي اضافة الى ما سبق ، كون ان اطراف النزاع وقعوا في سنة 1991 ، وتحت اشراف الامم المتحدة ومجلس الامن ، اتفاقية وقف اطلاق النار التي اضحت ملزمة لكليهما ، وهو ما يعني كذلك صعوبة خرق الاتفاقية من احد اطرافها ، تحت طائلة تحمل العواقب السياسية والقانونية امام المنتديات الدولية ، وفي مقدمتها مجلس الامن والأمم المتحدة ، والجامعة العربية ، هذا دون ان ننسى التحول الذي عرفه المغرب منذ التوقيع على اتفاقية الهدنة ووقف الحرب ، حيث تمكن من اعادة بناء جيشه القوي من حيث عدد الجنود والتمارين وأنواع التسليح والتسلح ، الذي اعطى للمغرب قيمة اضافية ووازنة بالمنطقة ، وهو ما تحسب له الجزائر الشوفينية والبوليساريو الف حساب قبل القدوم على مغامرة ستكون نتائجها وبالا على المهاجمين الخارقين لاتفاقية وقف اطلاق النار . ان اصدقاء المغرب بمجلس الامن وعلى رأسهم فرنسا والولايات المتحدة ، سوف لن يسمحوا بتمرير قرار ملزم للمغرب ، وهم الذين يعرفون حساسية المشكلة والقضية ليس فقط بالنسبة لمستقبل الدولة والنظام بل لدى الجماهير المغربية التي قدمت الغالي والنفيس منذ 1975 في سبيل الدفاع عن حوزة التراب الوطني .
لذا فان الحالة بالصحراء سوف لن تخرج عن سابق عهدها ، والمغرب المتحكم في الارض وفي الديمغرافيا ، يوجد في موقع مريح لا يمكن تغييره إلا اذا صدر قرار من مجلس الامن يصب في صالح الاعداء ، وهو ما يعطيهم ذرائع للرجوع الى الحرب بدعوى تطبيق قرارات مجلس الامن . وهذا لن يكون ولن يتحقق ، لان الاعضاء الوازنين وأصدقاء المغرب ، سوف لن يسمحوا بتمرير غطائات تحيي صراع الحرب الباردة . وهنا يمكن ان نفهم التنصيص دائما في قرارات مجلس الامن على الزامية اتفاق اطراف النزاع على الحل النهائي ، وهو ما يعني وباللغة الاممية استحالة فرض حل لا يخدم مغربية الصحراء .
لذا قد لا نفاجئ بتبني السيد رووس حل سلفه جميس بيكر ، لكن هذا لن يكون له قيمة قانونية ملزمة في صياغة قرار مجلس الامن حول الوضع النهائي للصراع . ان اعضاء مجلس الامن وعلى رأسهم اصدقاء المغرب ، فرنسا والولايات المتحدة الامريكية ، وحتى اسبانيا البلد المحتل في السابق للإقليم المغربي ، واعون بخطورة الوضعية ، وبحقيقة النزاع المفتعل ، ومن ثم فلن يغامروا بمساندة قرار ستكون نتائجه كارثة على المنطقة .
ان تمسك البوليساريو والجزائر بتقرير المصير كحق اممي منصوص عليه في الميثاق الاممي ، هو حق يراد به باطل ، لأنه في الحالة المغربية قد استنفد شروطه الذاتية والموضوعية . لقد كان هذا الحق مشروعا في السابق ، وقد نادى به المغرب ثلاث مرات في ستينات القرن الماضي ومن اعلى منبر بالأمم المتحدة (الجمعية العامة ) ، عندما كانت اسبانيا تحتل الصحراء . لكن عندما استرجع المغرب اقاليمه الجنوبية ، وباعتراف المجتمع الدولي الذي بارك ولم يعارض في حينه اتفاقية مدريد الثلاثية في سنة 1974 ، اصبحت ممارسة هذا الحق لا تخدم الهدف الحقيقي المتوخى من تقرير مصير الشعوب التي ترزح تحت نير الاستعمار . ان حق تقرير المصير هو حق لاستقلال الشعوب المستعمرة ، وليس حقا لاقتطاع اجزاء من الوطن والبلد الام . ومن ثم فان تمسك البوليساريو والجزائر بهذا الحق يبقى مطلبا انفصاليا يقوض وحدة الامة ووحدة الدولة بخلق دويلة تفتقر الى شروط ومؤهلات تكوين الدول كما يعالج القانون الدولي ذلك .
ان المخرج من هكذا وضع ، اضافة الى تماسك الجبهة الداخلية المساندة للقوات المسلحة الملكية المرابطة بالأقاليم الصحراوية ، قد يكون الانتقال من الدبلوماسية الرسمية الى الدبلوماسية الشعبية بضرورة تنظيم لقاءات وحوارات صحراوية صحراوية ، بالمغرب او بخارجه ، لتمكين الصحراويين انفسهم من تكسير حاجز الخوف والترقب الذي دام لمدة طويلة ، وبغية ايجاد مخرج تقدمي عن طريق القناعة والاقتناع يخدم الوحدة ووحدة الشعب والأمة . والصحراوين بما لهم من تجارب ومكتسبات يستطيعون لوحدهم المساعدة على ايجاد حلول ضمن السيادة الوطنية ، وبما يضع حدا لأطماع الاعداء المتربصين شرا ليس فقد بالمغرب ، بل حتى بالصحراويين انفسهم . ان تمكين الصحراويين من حكم ذاتي يضمن لهم اختصاصات تفوق الجهوية المتقدمة ، يبقى الحل الانسب للصحراويين ، بدل المغامرة في محاولات انتحارية لن تفيد المنطقة ولا شعوبها ابدا . ان الحل في الوحدة ، مع الاعتراف بالتمايز الخصوصي الذي يطبع كل المجتمع المغربي ضمن الدولة القوية وليس الدولة الضعيفة .



#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)       Oujjani_Said#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحركة الماركسية اللينينة التونسية
- منظمة 23 مارس - مناقشات للتقرير الايديولوجي للاتحاد الاشتراك ...
- رسالة مفتوحة الى السيد وزير العدل المغربي الاستاذ مصطفى الرم ...
- الاسرة في المجتمع البطريركي الرعوي العربي
- الديمقراطية وديمقراطية الجماعات السياسية
- لو انّ بغْلة عثرتْ في حفرة ...
- المتلاشيات السياسية في زمن سوق الخردة السياسية
- المجتمع الحديث بين العقلنة واللاعقلنة
- منظمة 23 مارس -- نقد برنامج - حزب التقدم والاشتراكية --
- سورية بلد جميل ، دمره المجرمون
- الحزب العمالي
- منظمة 23 مارس -- في التوجه السياسي المرحلي -
- الدرك الملكي
- منظمة 23 مارس الماركسية اللينينية - التقرير التوجيهي -
- الاغنية السياسية
- المنطلقات النظرية للاشتراكية الصهيونية البروليتارية
- الحركة الاسلامية بالمغرب ( 6 )
- الحركة الاسلامية الاخوانية بتونس ( 5 )
- الحركة الاسلامية في لبنان ( 4 )
- الصراع بين حزب البعث والسلفية الاخوانية في سورية ( 3 )


المزيد.....




- استهداف أصفهان تحديدا -رسالة محسوبة- إلى إيران.. توضيح من جن ...
- هي الأضخم في العالم... بدء الاقتراع في الانتخابات العامة في ...
- بولندا تطلق مقاتلاتها بسبب -نشاط الطيران الروسي بعيد المدى- ...
- بريطانيا.. إدانة مسلح أطلق النار في شارع مزدحم (فيديو)
- على خلفية التصعيد في المنطقة.. اتصال هاتفي بين وزيري خارجية ...
- -رأسنا مرفوع-.. نائبة في الكنيست تلمح إلى هجوم إسرائيل على إ ...
- هواوي تكشف عن أفضل هواتفها الذكية (فيديو)
- مواد دقيقة في البيئة المحيطة يمكن أن تتسلل إلى أدمغتنا وأعضا ...
- خبراء: الذكاء الاصطناعي يسرع عمليات البحث عن الهجمات السيبرا ...
- علماء الوراثة الروس يثبتون العلاقة الجينية بين شعوب القوقاز ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - ماذا يحمل كريستوفر رووس في جعبته ؟