أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - إيمان أحمد ونوس - في عيد المرأة.. نساء بلادي المعمّدة بالدم يتشحن بالذلّ والحزن















المزيد.....

في عيد المرأة.. نساء بلادي المعمّدة بالدم يتشحن بالذلّ والحزن


إيمان أحمد ونوس

الحوار المتمدن-العدد: 4024 - 2013 / 3 / 7 - 15:26
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


للعام الثاني على التوالي في بلادي المعمّدة بالدم، يُطلُّ آذار بباقة أعياده المتنوعة من عيد المرأة إلى عيد الأم والمعلّم، يُطلُّ عيد المرأة ونساء بلادي متّشحات بالسواد، يقضُّ مضجع تشردهن الأسى والحزن والألم، يُطل عيد المرأة والنساء السوريات ينشدن الحدود الدنيا لإنسانيتهن المهدورة في زمن تاهت فيه الإنسانية عن مدارها الطبيعي.
على مدى عامين من عمر الأزمة التي تعيشها بلادنا، والمرأة السورية تُعاني الأمرين في تأمين سبل الحياة بمستوياتها الدنيا، فهي مكبّلة بالعديد من القيود التي أخذت من صحتها ونفسيتها كل مأخذ حتى باتت على شفير الهاوية لا تلوي على شيء سوى الأحزان التي غطّت مساحات روحها لما فقدته من أبناء وزوج وأقارب، إضافة إلى فقدانها في معظم الأحيان بيت كان يجمع بأركانه وأثاثه كل حياتها وذكرياتها. وهنا نجد ارتفاع نسبة الأرامل اللواتي حملن أوزار الحياة بكل أبعادها واحتياجاتها مع أطفالهن وحيدات دون داعم أو معيل، مما دفع البعض منهنّ لامتطاء صهوة البغاء مرغمات أو راضيات لتأمين احتياجاتهن الضرورية للبقاء على قيد الحياة مع أطفالهن.
يُطلُّ عيد المرأة هذا العام والعديد من النساء السوريات وقعن في شرك النزوح خارج البلاد ليجدن أنفسهن في تلك المخيمات عرضةً للعديد العديد من الانتهاكات اليومية لإنسانيتهن وأنوثتهن على مرأى ومسمع من العالم أجمع دون أن يرف له جفن أو يقضُّ مضجعه وخز الضمير بما في ذلك المنظمات الدولية المعنية بشؤون المرأة والتي لا تنفكُّ تتحفنا يومياً بالتقارير المُدبّجة عن وضع النساء السوريات وضرورة العمل على مدّ يد العون والمساعدة لهنَّ دون أثر يُذكر على أرض الواقع. فهاهي الإعلانات التي تُعري واقع المرأة السورية في دول اللجوء تنضح بالكثير من القرف والتمييز عندما تطلب حصراً خادمات سوريات وصغيرات السن. إضافة إلى فتاوى مشايخ الذكورة العفنة الداعية إلى تزويج السوريات وربما قسراً بدعوى إنقاذهن مما دفع بشخصيات بارزة لدى الإخوان المسلمين في مصر للزواج بسوريات صغيرات لم يتجاوزن برعم الطفولة بعد.
يُطلُّ عيد المرأة علينا وقد تراجعت أوضاع النساء أشواطاً بفعل ما يجري في البلاد، وما ينتج عنه من انتهاكات يومية لإنسانية المرأة وكرامتها من خلال التهجير والقتل والاغتصاب الذي أخذ أبعاداً خطيرة، أهمّها وأوّلها أنه يقوم على بعد طائفي لم تعهده سوريا من قبل، كما أنه قائم على اعتبار المرأة هي شرف العائلة الذي يجب أن تتم إهانته وإذلال رجال القبيلة من خلال اغتصابها وأمامهم في غالب الأحيان، إضافة إلى زيادة جرعات الرعب في نفوس النساء ومنعهن من المُضي في المشاركة بمجريات الأمور، إضافة إلى الاعتقال والخطف، وهذا ما يعزز اعتبار المرأة تابعاً ولا بدّ لها من الانصياع لأوامر ذكور القبيلة بعودتها ثانية إلى داخل أسوار الحرملك التي عرّشت عليها العديد من القيود والمحرمات.
وقد نتج عن هذا الوضع المُذري زيادة نسب الطلاق في المجتمع، التي بلغت حسبما أوردت المصادر الحكومية مؤخراً (24%) منذ اندلاع الأزمة، وهذا مؤشّر خطير على تفكك المجتمع من خلال تفكك أواصر الأسرة التي لا يكفي أنها تعرّضت في كثير من المناطق إلى النزوح والتهجير القسري أو الاختياري، لتقع أيضاً فريسة الطلاق وتوابعه من زلزلة كيان المرأة وتردي حالتها النفسية المتردية أصلاً بفعل الأوضاع التي تقع بين نيرانها المادية والمعنوية، إضافة إلى تشتت الأطفال وتشردهم، وربما هذا ما يُفسر لنا ارتفاع نسب المتسولات ومن شرائح مختلفة لم نكن نلحظها سابقاً، واللواتي نصادفهن يومياً في الشوارع مع أو بدون أطفال، إضافة إلى ازدياد أعداد أطفال الشوارع أو المتسولين منهم، أو الذين يقومون بأعمال وضيعة من أجل الحصول على ما يسدُّ رمق طفولتهم المعذّبة والمشرّدة.
وعلينا ألاّ نغفل وضع المرأة السورية العاملة خارج البيت والواقعة دوماً تحت مطرقة أمومتها وعملها الذي بات عبئاً ثقيلاً عليها مع تزايد حدة الأوضاع الأمنية من جهة، وارتفاع نسب التعاميم الوزارية من جهة أخرى والتي تُضيّق الخناق على النساء في عملهن الوظيفي ابتداءً من ضرورة الحضور للعمل بغض النظر عن موضوع المواصلات والأوضاع الأمنية التي تحيط بمناطق سُكناهن وليس انتهاءً بضرورة عدم مغادرة العمل قبل انتهاء الدوام الرسمي لأية أسباب كانت وكأنه لم تعد هناك من مشاكل على الحكومة تجاوزها سوى ضرورات العمل والالتزام به تحت طائلة المسؤولية!! ناهيك عن الأوضاع الاقتصادية والمعيشية المتردية لأصحاب الدخل المحدود والتي أوّل ما تمسُّ المرأة بحكم مسؤوليتها في تأمين متطلبات الأسرة المعيشية والتي أصبحت تغتال الراتب بكامله ولغاية أيام معدودة من الشهر فقط.
بعد كل ما استعرضناه من أوضاع المرأة السورية، هل بقي من بهجة واحتفالية ليوم المرأة العالمي الذي كنّا فيما سبق نستقبله بالورود الحمراء، والاحتفاليات والمهرجانات التي تُقام على شرف النساء في هذا اليوم الذي تستعرض فيه جميع الحركات والمنظمات النسائية تاريخها النضالي من أجل وصول النساء للمزيد من حقوقهن ومكتسباتهن.
ولكن، ورغم كل الظروف والتحديات التي تعترض مسيرة النساء السوريات خصوصاً في ظل الأزمة الراهنة، علينا كناشطات، وكتنظيمات نسائية أن نواصل العمل من أجل الارتقاء بوضع المرأة السورية إلى ما تستحقه وهي جديرة به فعلاً، وكذلك الإصرار الدائم على مطالب مازالت تحتفظ بحيويتها وضرورة تلبيتها من قبل الحكومة والمعنيين بالأمر كتعديل قانون الأحوال الشخصية وتشريع قانون أسرة عصري يتوافق وتطور وضع مكونات الأسرة السورية، وقانون الجنسية بما يتوافق وحق المرأة السورية منح جنسيتها لأبنائها أسوة بالرجل، كذلك تعديل قانون العقوبات بما يتيح للمرأة السورية مساواتها فعلياً مع الرجل أمام القانون، وفوق كل هذا وفاء الحكومة بوعودها برفع التحفّظات عن بنود اتفاقية إلغاء كافة أشكال التمييز ضد المرأة/ السيداو.
وسيبقى أملنا كبيراً بان يحل عيد المرأة في العام القادم وقد استفاقت سوريا بنسائها ورجالها وأطفالها من كابوسها هذا على حياة تليق بسوريا والسوريين، ليتجدد ألق آذار عيد المرأة والأم، فتستعيد نساء سوريا فرحهن وأملهن بسوريا مدنية لجميع السوريين على السواء.
كل آذار ونساء بلادي بأمل وخير وفرح بعد ليلٍ داجٍ..
كل آذار ونساء الكون أجمع بألف خير وتقدم مضطرد للوصول إلى حياة لائقة.



#إيمان_أحمد_ونوس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أخلاقيات مشوّهة في أزمات قاتلة
- الأنوثة بين سندان الحاجة ومطرقة القيم والقانون
- التحرّش الجنسي.. أخلاقيات شاذّة منحطّة
- إشراك الأطفال في النزاعات المسلحة جريمة لا تُغتفر
- وللرجل- الحاضر الغائب- متاعبه وهمومه
- الراتب خلفنا، والغلاء أمامنا..فأين المفر؟
- في اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة فليعلُ صوت النساء ع ...
- البطاقة العائلية... ومعضلة استحقاقات المرأة
- الآثار الاجتماعية والنفسية للنزاعات المسلحة على المرأة
- نظرية ما بعد البنيوية والنسوة في الشرق الأوسط، هل ندور في حل ...
- النسوية العربية: رؤية نقدية - ماذا تريد النساء.؟
- النسوية العربية: رؤية نقدية
- الطلاق العاطفي ... صقيع يغتال الحياة
- تناقض صارخ.. بعد تشكيله لجنة حقوق المرأة والطفل والأسرة
- هل ينهض الفينيق من رماده
- أهمية عمل المرأة من منظور الرجل
- أما آن الأوان لرفع التحفظات عن السيداو..؟
- مؤشر خطير على وضع المرأة السورية تراجع تمثيلها في البرلمان ع ...
- الاغتصاب الزوجي.. أشد فتكاً بالمرأة.
- إلى متى تبقى الكوتا طريق المرأة للعمل السياسي.؟


المزيد.....




- “احلى اغاني الاطفال” تردد قناة كراميش 2024 على النايل سات ka ...
- إدانة امرأة سورية بالضلوع في تفجير وسط إسطنبول
- الأمم المتحدة تندد بتشديد القيود على غير المحجبات في إيران
- الاعتداء على المحامية سوزي بو حمدان أمام مبنى المحكمة الجعفر ...
- عداد الجرائم.. مقتل 3 نساء بين 19 و26 نيسان/أبريل
- هل تشارك السعودية للمرة الأولى في مسابقة ملكة جمال الكون؟
- “أغاني الأطفال الجميلة طول اليوم“ اسعدي أولادك بتنزيل تردد ق ...
- استشهاد الصحافية والشاعرة الغزيّة آمنة حميد
- موضة: هل ستشارك السعودية في مسابقة ملكة جمال الكون للمرة الأ ...
- “مش حيقوموا من قدامها” جميع ترددات قنوات الاطفال على النايل ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - إيمان أحمد ونوس - في عيد المرأة.. نساء بلادي المعمّدة بالدم يتشحن بالذلّ والحزن