أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - معاذ الخطيب مَدْعُوٌّ للتوضيح!














المزيد.....

معاذ الخطيب مَدْعُوٌّ للتوضيح!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 4001 - 2013 / 2 / 12 - 12:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



دَعُونا أوَّلاً نُحْسِن الظَّن، فندعو (ومعنا يدعو أيضاً كل الحريصين على النَّقاء القومي الثوري للثورة السورية) رئيس الائتلاف السوري المعارِض معاذ (أو الشيخ معاذ) الخطيب إلى "التوضيح"، الذي إنْ أتى به لن يكون جيِّداً، ومقبولاً، إلاَّ إذا اشْتَمَل على ما يفيد "النَّفي"؛ فليس من حقِّ الخطيب، بصفة كونه رئيس ائتلاف اعْتُرِف به على أنَّه الممثِّل الشرعي (الوحيد) للشعب (العربي) السوري، أنْ يُدْلي بتصريحات (مباشِرة، وعلى شكل حوار) مع صحيفة (أو وسيلة إعلام) إسرائيلية، ولا أنْ يقول كلَّ هذا الذي قال (أو نُسِب إليه قوله) لصحيفة "يديعوت أحرونوت (الإسرائيلية)"، ولـ "محرِّر الشؤون الأمنية" فيها رونين برجمان، الذي زعم أنَّه أجرى هذا الحوار مع الخطيب في ألمانيا عند حضوره مؤتمر ميونخ الـ 49 للأمن.
نَنْتَظِر "النَّفي"، ولا شيء آخر أقلَّ منه؛ فليس مقبولاً أبداً أنْ يقول الخطيب (في حواره المزعوم مع الصحيفة الإسرائيلية) إنَّ نظام الحكم الجديد في سورية (أيْ الذي سيقوم بعد إطاحة نظام حكم بشار الأسد) لن يعادي إسرائيل، أو يهاجمها، ولا أنْ يُخاطِب الإسرائيليين (عَبْر هذه الصحيفة) قائلاً: "لا تقلقوا؛ سنسيطر على الأسلحة الكيميائية، وسننقلها إلى أيدٍ أمينة، بعد انتهاء حكم بشار الأسد".
إنَّ أحداً لا يجادل في أنَّ الجزء الأكبر والأهم من موقف الولايات المتحدة من الثورة السورية (وهو موفف لا يمكنني فهمه إلاَّ على أنَّه مناوئ عملياً لهذه الثورة) يُعبِّر عن إرادة إسرائيلية؛ لكنَّ هذا لا يعني جواز أنْ يلعب الخطيب لعبة "تغيير هذا الموقف لمصلحة الثورة السورية من طريق إرضاء واسترضاء إسرائيل"؛ فهذه اللعبة محرَّمة تماماً من وجهة نظر قومية عربية ثورية؛ والعداء (الشعبي السوري الثوري الديمقراطي) لنظام حكم بشار الأسد لا يتأكَّد، ولا يتبلور، إلاَّ بإبداء العداء، ومزيد من العداء، للعدوِّ القومي الأوَّل لنا (للعرب، وللربيع العربي) وهو إسرائيل؛ فمهما عادى نظام حكم بشار شعبه، وتوحَّش في عدائه له، يجب ألاَّ يتسبَّب ذلك بظهور مَيْل لدى الثوار السوريين إلى خطب ودِّ إسرائيل، والتَّصالح معها (كما ظهر في المقابلة المزعومة للخطيب مع "يديعوت أحرونوت").
وإذا كان من دَرْسٍ نتعلَّمه من تجربة "الربيع العربي" فهذا الدَّرْس إنَّما هو أنَّ لشعوبنا (وللربيع العربي) عدوَّاً واحداً بثلاثة وجوه؛ وهذا "العدو الثلاثي" هو "الحكم الاستبدادي العربي"، وإسرائيل، والولايات المتحدة، بصفة كونها القوَّة الإمبريالية العظمى في العالم؛ فنحن لا يمكننا المضي قُدُما في عدائنا الثوري (والديمقراطية) للحكم الاستبدادي العربي من غير أنْ يشتد عداء الولايات المتحدة وإسرائيل لنا؛ كما لا يمكننا المضي قُدُماً في عدائنا الثوري (القومي) للولايات المتحدة وإسرائيل من غير أنْ يشتد عداء الحكم الاستبدادي العربي لنا؛ ويكفي أنْ نُمكِّن هذه "البديهية" مِنَّا، فكراً وممارسةً، حتى يستغلق علينا فَهْم (وقبول) قول الخطيب إنَّ نظام الحكم الجديد في سورية لن يعادي إسرائيل، أو يهاجمها (عسكرياً).
كان على الخطيب أنْ يتذكَّر أنَّ الشعب (العربي) السوري إنْ لم يكن، في الأصل، معادياً لإسرائيل، فهو، على الأقل، يُبادلها عداءً بعداء؛ وإلاَّ ما معنى احتلال، واستمرار احتلال، إسرائيل لمرتفعات الجولان السورية؟!
الخطيب، وبصفة كونه رئيساً للائتلاف السوري المعارِض، الذي اعْتُرِف به على أنَّه الممثِّل الشرعي للشعب السوري، مَدْعوٌّ ليس إلاَّ إبداء هذا الميل إلى التصالح مع إسرائيل؛ وإنَّما إلى أنْ يأتي بكل ما من شأنه أنْ يقيم الدليل على أنَّ عداء نظام حكم بشار لإسرائيل هو عداء لفظي، زائف، وكاذب، وعلى أنَّ "الربيع العربي" طائرٌ (ثوري) بجناحين: "جناح الديمقراطية" و"جناح القومية (التي لا معنى، ولا أهمية، لها إنْ لم تتَّخِذ العداء لإسرائيل أساساً لها).
لقد دعا الإسرائيليين إلى أنْ لا يَقْلَقوا من الترسانة الكيميائية السورية، ووعدهم بالسيطرة الكاملة عليها بعد سقوط بشار، وبنقلها إلى أيدٍ أمينة؛ لكنَّه لم يُبْدِ (في حواره المزعوم) أي قلقٍ من الترسانة النووية الإسرائيلية، وكأنْ لا وجود لها، ولا خَطَر منها على العرب، وعلى سورية!
ومع ذلك، كان الخطيب، في كلامه المزعوم، والذي سيظل كلاماً بهذه الصِّفة إلى أنْ يُوضِّح الأمر، نفياً أو تأكيداً، مفيداً لثورات "الربيع العربي"؛ فإنَّ توحُّش أي حكم استبدادي عربي في قمع ثورة شعبه عليه، واقتران هذا التوحُّش بمواقف دولية وغربية كالموقف الدولي والغربي من ثورة الشعب السوري، لن يبقى زمناً طويلاً بلا عاقبته الحتمية المزدوجة: نمو الجماعات والمنظمات المتطرفة، كجبهة "النصرة"، وبروز قيادات تجنح لمهادنة إسرائيل، والتصالح معها، توصُّلاً، على ما تتوهم، إلى وقوف القوى الغربية إلى جانبها.



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مِن -انتحار بوعزيزي- إلى -نَحْرِ بلعيد-!
- خَيْرٌ لكم أنْ تُنْتِجوا فيلم -هيكل سليمان الضائع-!
- ضَرْبَة ذهبت بما بقي من أوهام!
- خط أحمر ثانٍ!
- الانتخابات الأردنية.. ثُلْثا مَنْ يحقُّ لهم الاقتراع -قاطعوا ...
- -ثُقْب أسود- في قَلْب مجرَّتنا.. من أين جاء؟!
- رواتب أردنية للوقاية من -التَّسَوُّل-!
- عندما تنادي موسكو بحلٍّ -يقرِّره الشعب السوري-!
- نِصْف الطعام في العالَم -تأكله- صناديق القمامة!
- صورتنا في -مرآة الزعتري-!
- بشَّار الثالث!
- حتى لا يعيث التعصُّب الطائفي فساداً في الربيع العراقي!
- تباشير فَجْرٍ عراقيٍّ جديد!
- نتنياهو إذْ جاء متأبِّطاً -الكونفدرالية-!
- إذا ما زار نتنياهو الأردن..!
- سيكولوجيا انتخابية أردنية!
- هل نسي الأسد أنَّ فَتْح دمشق بدأ بمعركة اليرموك؟!
- فكرة -نهاية العالَم- ما بين -الخرافة- و-العِلْم-!
- ما معنى -دين الدولة هو الإسلام-؟!
- في ديباجة مسودة الدستور المصري


المزيد.....




- -حماس- تعلن تلقيها رد إسرائيل على مقترح لوقف إطلاق النار .. ...
- اعتصامات الطلاب في جامعة جورج واشنطن
- مقتل 4 يمنيين في هجوم بمسيرة على حقل للغاز بكردستان العراق
- 4 قتلى يمنيين بقصف على حقل للغاز بكردستان العراق
- سنتكوم: الحوثيون أطلقوا صواريخ باليستية على سفينتين بالبحر ا ...
- ما هي نسبة الحرب والتسوية بين إسرائيل وحزب الله؟
- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - معاذ الخطيب مَدْعُوٌّ للتوضيح!