أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - طارق محمد حجاج - مهددا المصلحة الوطنية الانتماء السياسي المتطرف يستعر














المزيد.....

مهددا المصلحة الوطنية الانتماء السياسي المتطرف يستعر


طارق محمد حجاج

الحوار المتمدن-العدد: 3998 - 2013 / 2 / 9 - 11:09
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    




منذ أن وطئت قدم سيدنا آدم عليه السلام الأرض، مرورا بعبادة الأصنام وعبادة الشمس والقمر والبقر وغيرها، تنوعت الجماعات وتبدلت العبادات واندثر العابد والمعبود، حتى نزول الإسلام على سيدنا محمد ليخلصهم من العبودية وعبادة الأصنام، فتنزل مشيئة الله عز وجل على عباده ليتخذوه إلهً واحدا أحدا لا نعبد سواه، والقرآن منهجا لعبادته، والإسلام دينا نتبعه.
وحتى ذلك اليوم سعت الأمم والحضارات والجماعات والأفراد، للبحث عن آلهة يقدسوها ويعبدوها ويمجدوها.
هذه النزعة هي إحدى مظاهر تعدد واختلاف العادات والتقاليد لدى الأمم والحضارات المختلفة.
فقد اختاروا أشياءً بعينها للتركيز عليها وتنميتها، فاحترموها وقدسوها دون غيرها، بالرغم من عدم نفعها أو ضرها في كثير من الأحيان، فأصبحت رمزا لهم وعنوانا لحضارتهم وعلامة تميزهم عن غيرهم.
ومنذ زمن ليس بالبعيد ظهر ما يعرف بالأحزاب السياسية، التي يتضمن ميثاق إنشاءها مجموعة من النقاط والأفكار تدل على منهج وفكر هذا الحزب، لتحرك نزعة الانتماء، فيتسارعوا للانتماء إليها واختيار أحدها لتأييده والانضمام إلى جمهوره.
وتدريجيا يدفعه هذا الانتماء للتسليم بكل ما يصدر عن حزبه، حتى أصبحت قراراته كنصوص قرآنية لابد من التسليم والأيمان بها وعدم معارضتها أو مناقشتها لان ذلك بمثابة الكفر بها.
ولئن كانت الأحزاب السياسية احد أهم العناصر اللازمة في العصر الحديث لبناء دولة مؤسسات قوية متقدمة في شتى المجالات، إلا أن الانتماء السياسي المتطرف يعصف بهذه الدولة ومؤسساتها نحو الهاوية والهلاك.
ولا تثريب في أن للأحزاب السياسية أهمية كبرى في تداول السلطات لخلق روح منافسة حقيقية ومشرفة للوصول إلي السلطة، وبالتالي تحقيق اكبر قدر من الاستفادة لتصب في مصلحة الدولة.
ومع الأسف بات التطرف والتعصب السياسي لفصيل أو حزب معين، عثرة كئود في وجه مصلحة البلاد، لأن الدعم الأعمى الأهوج لحزب دون النظر لأخطائه ومدى جدوه وأهمية قراراته من عدمها يهدد ويدمر مصير البلاد.
إلا انه لا يبالي بالعواقب الكارثية، ولا يلتفت إلا لانتمائه الذي أغشى عيناه فيدفعه ليقول "نعم" لكل ما يصدر عن حزبه، ليس هذا فحسب بل إنه يقاتل حتى الموت في سبيل الدفاع عن آرائه الحزبية.
سألت احد الأشخاص الذين يعيشون في فرنسا، عن مدى أهمية وجدوه خروجهم في مظاهرات سلمية حاملين لافتات تعبر عن مطالبهم بكل وضوح وهدوء،... فقلت له "ما مدى تأثير هذه المظاهرات أو الوقفات الاحتجاجية على النظام الحاكم"؟؟ هل لها أي صدى؟؟
فأجاب بكل هدوء نعم لها أهمية وأهمية كبيرة جدا، لأن الرئيس يعلم أن الذين خرجوا وكل من يؤيدهم، إن لم ينصاع لمطالبهم فلن يصوتوا له ولحزبه في الانتخابات القادمة، لذلك سيواجه ضغوط من حزبه أيضا لتلبية مطالب المحتجين وإرضائهم.
لكن الصورة مختلفة كليا في الوطن العربي، فتقديس الأشخاص والأحزاب السياسية هي السمة الرئيسية للحالة السياسية، لهذا فقد ترسخ في أذهانهم أن الدفاع عنها فخر أما التخلي عنها عار وقلة أصل.
فعلى سبيل المثال لا الحصر إذ اعتبرنا أن الرئيس من الإسلاميين، واتخذ قرارات خاطئة تقود البلاد إلى الهلاك، ستفاجئ بنزول التيارات الإسلامية لمساندة ودعم الرئيس، ويهتفون (بالروح بالدم نفديك يا رئيس) فالدفاع عنه واجب ديني، وجهاد في سبيل الله وفي سبيل أرقاء كلمة الحق والإسلام، والوقوف بجانبه رباط في سبيل الله، والتخلي عنه ومعارضته، فتنة تستوجب إقامة الحد، والتقصير في الدفاع عنه، تقصير في حق الإسلام والشريعة الإسلامية، ستسأل عنها يوم القيامة، وما نزولك للمناصرة إلا نزولا لله ورسوله وللإسلام.
وكما يقول احد القادة مخاطبا أعضاء حزبه بما معناه – كي لا اذكر اسم الفصيل السياسي- "علاقة العضو في الحركة بالقائد، كعلاقة المغسل بالميت، يقلبه أينما يشاء ووقتما يشاء ولا حول للعضو ولا حيلة في منعه أو مناقشته في ذلك، فخطئ القائد أصوب من صواب العضو".
لكن الناس لو علموا أن الأحزاب السياسية وسيلة يتخذونها بالانتماء لأفضلها، ليحققوا مصالح البلاد، لنهضت وتقدمت البلاد في جميع المجالات، واحترم النظام الحاكم الفرد، وجعل راحته والحفاظ عليه أعلا سلم أولوياته، ليعيش عيشة كريمة وتُحفظ جميع حقوقه وحرياته، بعيدا عما يحدث للفرد الآن... وما زلنا نقدسهم.
أين المنطق وأين إنسانيتك في الوقوف بجانب نظام قمعي همجي يعذب ويقتل إخوتك وأصدقائك دون الالتفات لكونهم بشر لهم حقوق وحريات لا يجب انتهاكها أو حتى المساس بها؟؟.
أين الصواب في وقوفك بجانب حزب مترهل مليء بالصراعات والتناحرات الداخلية، ولا يملك رؤية واضحة مستقبلية للبلاد مقنعة وصريحة.
لماذا تصر على الوقوف بجانب حزب يضع برنامج سياسي لا ينفذ منه شيء وإن صدق لا ينفذ إلا القليل؟. وما زال يكذب على الدوام؟. فما العيب في التخلي عنه ولو لفترة حتى يعود إلى رشده ويصحح مساره ويعيد ترتيب صفوفه ويستأصل منها الفاسد، ويعين الكفء.
لماذا أحارب فصيل أفضل ورؤيته أفضل للبلاد، ويحقق وعوده أكملها قدر المستطاع؟.. لماذا يحاول الفصيل الفائز أن يكرس فترة حكمه لإقصاء الحزب الآخر وإضعافه وتدميره ولا يلتفت لحال البلاد؟.
إن الانتماء السياسي الحقيقي هو الانتماء للمصلحة الوطنية، فهنا وهنا فقط يمكن لك أن تفرغ نزعة الانتماء وتنتمي لمصلحة بلدك بتطرف وتعصب.
[email protected]



#طارق_محمد_حجاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفيسبوك أكاديمية المخابرات الإسرائيلية لإسقاط الجواسيس
- وثيقة إنهاء الصراع والانقسام الفلسطيني الداخلي إلى الأبد
- دحض إشاعات نزوح وتوطين الفلسطينيين في سيناء..وتوجيه مناشدة ل ...
- توضيح اللبس والغلط في مقابلة السيد أبو مازن مع القناة العب ...
- موقف القانون الدولي من قضية المستوطنات الإسرائيلية والحدود.
- رسوم كاسحة وخريج كسيح
- الانتهاكات الإسرائيلية الجسيمة للقانون الدولي الإنساني
- من مقولات الكاتب طارق محمد حجاج -متجدد-
- الردود والتعليقات السخيفة في المواقع الإلكترونية
- تفنيد أسباب أزمة كهرباء غزة
- الصحافة تخون حاميها – حقوق الإنسان -
- المراحل التاريخية للسيادة على فلسطين
- مخاوف الفتيات من الزواج
- مواقف الأحزاب الإسرائيلية المختلفة من القضية الفلسطينية
- أمريكيا ترسم بالقلم القطري السياسات القادمة في الوطن العربي
- الفيس بوك يدمر العلاقات العاطفية والزوجية
- السياسات الدولية تدغدغ مشاعر الفلسطينيين
- صلاحيات السلطة الوطنية الفلسطينية على أراضيها
- الأطروحة الإسرائيلية لشكل الدولة الفلسطينية المرتقبة -منزوعة ...
- (خطبة الجمعة) بعد سيطرة الإسلاميين على الحكم


المزيد.....




- قادة جامعات أميركية يواجهون -دعوات للمحاسبة- بعد اعتقال متظا ...
- دعوات لسحب تأشيرات الطلاب الأجانب المتظاهرين في امريكا ضد عد ...
- “بأي حالٍ عُدت يا عيد”!.. العمال وأرشيف القهر
- إبعاد متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين من حفل تخرج جامعة ميشيغان ...
- لقاء مع عدد من الناشطات والناشطين العماليين في العراق بمناسب ...
- صادق خان يفوز بولاية ثالثة لرئاسة بلدية لندن.. ويعزز انتصار ...
- الختان، قضية نسوية!
- جرائم الشرف، كوسيلة للإدامة بالأنظمة الإسلامية القومية في ال ...
- الرئيس السوري يؤكد أهمية المحاسبة داخل حزب البعث العربي الاش ...
- التصور المادي للإبداع في الادب والفن


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - طارق محمد حجاج - مهددا المصلحة الوطنية الانتماء السياسي المتطرف يستعر