أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - صور على الفيسبوك أو كلمات صريحة غير منقحة














المزيد.....

صور على الفيسبوك أو كلمات صريحة غير منقحة


غسان صابور

الحوار المتمدن-العدد: 3984 - 2013 / 1 / 26 - 13:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


صــور على الفيسبوك...
أو كلمات صريحة غير منقحة...
انتشرت عادة بين العائلات السورية التي تعيش في البلدان الأوروبية والأمريكية والأسترالية والكندية, ومن يعمل منهم في الدول النفطية وغيرها, حين يمارسون المراسلات على الفيسبوك Facebook نشر صور اجتماعاتهم العائلية أو العلاقاتية غالبا على موائد طعام واسعة, عامرة بعشرات أنواع الأطعمة... علامة عـز وغنى.. وجـــاه!!!...
مئات من الصور, تنتهي على صفحتي... أكلات.. طبخات.. وتشكيلات...وحلويات...الصمت التام مهيمن.. احتراما للطبخ والنفخ.. ولا لشيء سوى لمناظر الطبخ والنفخ... كـأنما حياتهم توقفت بانتظار الأكل.. الأكل فقط الذي أخذ من وقتهم ساعات وساعات... وسوف يلتهم بدقائق سريعة... بعدها عسر هضم أكيد......
صورة من الحضارة الجديدة...كركبة من مزيج أمريكي ـ سوري.. حضارة الأكل والحجم والانتفاخ البطني.......
وكم سيغصب مني غالبهم, وخاصة وطفلهم ذي العشر سنوات.. وزنه.. ثمانين كيلوغرام... إذا أنهم لا يرون صور الأطفال والنساء والرجال في بلدنا المهدم.. هزيلين.. ضعفاء.. يشتهون الخبز والدفء والأمان...
صور هذه الموائد الملونة المتعددة المتكررة على الفيسبوك, تثير غضبي وقرفي بــآن واحد.. لأنها مجردة ــ برأي الشخصي ــ من كل علامة إنسانية.. وخاصة بهذه الظروف وهذا الشتاء, وأبناء بلدنا محرومون من أبسط الضروريات المعيشية.. بسبب فقدان الأمن والتحرك.. وبسبب تفجير كافة المؤسسات التي تؤمن الكهرباء والغاز.. والأدهى هذا الأمبارغو الإجرامي الذي فرضته الدول الغربية علينا, بمشاركة أولاد عمنا, رعاة الإسلام وحماة مــكــة, والذي يحرم أطفالنا من ابسط حاجات الإنسان العادية...
يا أصدقائي السوريين.. ولماذا أناديكم يا أصدقائي... أنتم معارف آتون من مدن نعرف عنها قصصا مشتركة .. ليس أكثر.. جمعتنا الصدفة في بلاد الاغتراب والهجرة... منكم من جاء لطلب العلم.. ومنكم من جاء لتكديس ثروة وشراء بيوت أو أراض أو عمارات أيام الخير في سوريا...نادرا... نادرا للتعرف على حضارات جديدة.. واكتسابها.....

ومنكم من تفنن في عرض طاولات طعامه.. ومنكم من اكتسب المزيد من فلسفات الاغتراب وقناعاته, مساهما بجراح وآلام بلد مولده ضمن إمكانياته وطاقاته. هؤلاء لا نراهم على الفيسبوك. ولا على موائد الطعام. إنهم وراء جهاز كومبيوتر.. يفكرون ماذا يفعلون لتخفيف جراح أبناء شعبهم.. ولكنهم قلة!!!...
كم عدد السوريين في فرنسا الذين كتبوا إلى ساركوزي أو فرانسوا هولاند, معترضين على قراراتهم السياسية وتصريحاتهم المعادية لسوريا, والتي سببت بشكل مباشر أو غير مباشر, بتدمير نصف سوريا وتهجير مئات الآلاف وأكثر من أهاليها... والأدهى والمؤلم والمحزن.. إلى مقتل مئات الآلاف من سكانها الأبرياء... لا أظن أن هذا العدد الذي يهتم جديا,, سياسيا.. يتجاوز أصابع يدين اثنتين... من يكتب إلى وسائل الإعلام؟... من يدعو هنا إلى نقاش سوري ـ سوري؟؟؟... كما يجري في بعض الجاليات السورية النادرة والتي تتمتع بمستوى ثقافي عال أو حتى متوسط, تثير الجدل الفولتيري المطلوب حول المشكلة السورية المأساوية , والتي تعالج دوما بشكل إعلامي أحادي.. لا إنساني مخجل... أضــف إلى غياب الإعلام السوري قبل الأمبارغو وأثناء الأمبارغو وبعد الأمبارغو. إذ أن اللافت للنظر أن هذه الأجهزة السورية الرسمية وغير الرسمية وحتى السفارات والقنصليات, كانت مشغولة دوما ودائما.. مشغولة جدا... مثل صالونات العائلات السورية التي نوهت عنها... بموائد الطعام.. وتشكيلاتها الفاخرة... ولا بشيء آخر.. سوى أكل وانتفاخ.. وانتفاخ وأكل.. والباقي استقبل.. وودع.. وودع واستقبل!!!...
لهذا السبب لم يلاحظ أحد بغيابها كليا.. السفارات والقنصليات, الواحدة تلو الأخرى من عواصم العالم... كانت غائبة قبلا.. وهي غائبة اليوم... مع مزيد الأسـى والألم والأسف. لأنها رغم ضعفها وغياب تشاطاتها السياسية والاجتماعية والعلاقاتية.. تبقى قطعة من بلدنا ومشاعرنا وكرامتنا ووجودنا في هذه البلدان التي نعيش فيها وارتبطنا مع عائلاتنا من سنين طويلة... لذلك آمل... وأســعـى الا تبقى غائبة.. غدا... أو حتى بعد غــد!!!...
بـــالانـــتـــظـــار............
للقارئات والقراء الأحبة.. كل مودتي وصداقتي.. وأطيب تحية مهذبة.. حــزيــنــة.
غـسـان صــابــور ــ ليون فــرنــســا



#غسان_صابور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جرائد عربية...تحية إلى نزار قباني
- غوبلز.. مدام كلينتون.. ومساعد وزير الإعلام السوري
- مقال مفيد ضروري
- 2 + 2 = 5
- سياسات عجيبة غريبة
- رد و مشاركة
- تذكر... واقرأ ميخائيل نعيمة.
- سوريا.. يا سوريا.. إلى أين؟؟؟!!!...
- مالي.. مالي مال...حالي.. حالي حال...
- لمن تفيد الجريمة؟؟؟!!!
- جواب بسيط لملامة بعض الأصدقاء
- 24 ساعة بعد خطاب الرئيس بشار الأسد
- صوت وصورة عن طاولة الحوار السورية
- رسالة إلى صديقي الكاهن
- 2012 2013 أمنيات
- فولتير.. فولتير يا معلمي الراحل.
- فولتير.. فولتير.. ونهاية قصة
- حوار مع الحوار (المتمدن)
- تدفيش.. تدفيش في الحوار المتمدن...
- مرمر زماني...يا زماني مرمر


المزيد.....




- صديق المهدي في بلا قيود: لا توجد حكومة ذات مرجعية في السودان ...
- ما هي تكاليف أول حج من سوريا منذ 12 عاما؟
- مسؤول أوروبي يحذر من موجة هجرة جديدة نحو أوروبا ويصف لبنان - ...
- روسيا تعتقل صحفيًا يعمل في مجلة فوربس بتهمة نشر معلومات كاذب ...
- في عين العاصفة ـ فضيحة تجسس تزرع الشك بين الحلفاء الأوروبيين ...
- عملية طرد منسقة لعشرات الدبلوماسيين الروس من دول أوروبية بشب ...
- هل اخترق -بيغاسوس- هواتف مسؤولين بالمفوضية الأوروبية؟
- بعد سلسلة فضائح .. الاتحاد الأوروبي أمام مهمة محاربة التجسس ...
- نقل الوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير للمستشفى بعد تع ...
- لابيد مطالبا نتنياهو بالاستقالة: الجيش الإسرائيلي لم يعد لدي ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - صور على الفيسبوك أو كلمات صريحة غير منقحة