أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - يوسف علوان - الازمة في سوريا .. هل تقود المنطقة الى حرب طائفية














المزيد.....

الازمة في سوريا .. هل تقود المنطقة الى حرب طائفية


يوسف علوان

الحوار المتمدن-العدد: 3965 - 2013 / 1 / 7 - 20:17
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


يبدو ان قوى الإسلام السياسي، بشكل عام والقوى المتطرفة منها، قد عدت العدة للاستحواذ على الانتفاضات الجماهيرية، التي سادت بلدان المنطقة العربية، وبدأت من تونس الى مصر وليبيا واليمن ومن ثم الوصول الى الانتفاضة التي ما زالت في سوريا، رغم مضي أكثر من 20 شهراً على بدايتها والذي تجاوز عدد ضحاياها الذين يسقطون يومياً وبحسب تصريح مسؤولة كبيرة في الأمم المتحدة بأكثر من 7500 قتيل. وأكدت مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية لين باسكو في كلمة ألقتها أمام مجلس الأمن، ان الأمم المتحدة غير قادرة على "تقديم أرقام محددة" بشأن ضحايا القمع في سوريا. وأضافت: "لا يمكننا إعطاء أرقام محددة، لكن هناك معلومات ذات صدقية تفيد ان الحصيلة باتت تزيد في أكثر الأحيان عن المئة قتيل مدني في اليوم، وبينهم الكثير من النساء والأطفال".
ان هذه الصورة المأساوية التي باتت تطغي على المشهد السوري، التي أسهمت، بها قوى خارجية من دول الجوار العربي والمنطقة، في إطالة المأساة التي ما يزال الشعب السوري يعيشها منذ أكثر من 40 سنة، من تسلط النظام القائم في سوريا، وممارسته القمع بكل أنواعه، ضد تطلعات هذا الشعب التي كانت لأحداث المنطقة التي سميت بـ "الربيع العربي" الدافع لانتفاضته التي بدأها بالتظاهرات السلمية والتي طالب فيها بالإصلاح، لكن الرد العنيف الذي قام به النظام، على هذه التظاهرات أوصل الأمور الى ما تشهده البلاد الآن من دمار وقتل.
إن تحول الثورات التي شهدت ما يسمى بـ”الربيع العربي” إلى أنظمة حكم استبدادية، تلغي الآخر، وتحاربه، وتحرم شعوب تلك البلدان من ممارسة حريتها، واضطهادها باسم الدين والعمل للعودة بهذه البلدان إلى أفكار وقوانين سادت قبل أكثر من ألف عام بحجة، أن شعوب هذه البلدان أغلبها إسلامية، فيجب العودة إلى قوانين تلك الحقبة. كل ذلك يلقي بظلاله على هذه الشعوب التي استبشرت خيراً، من اندلاع الثورات في بلدانها، وكانت تأمل أن تكون هذه الثورات بداية لتنتقل من حالة الفقر والتخلف والجهل إلى عهد جديد، يكون هدفه الأول الإنسان، والحفاظ على كرامته وتحسين ظروف حياته الاقتصادية والصحية والثقافية، وانتشاله من التخلف والعزلة التي كان يعيشها في الفترة السابقة، التي عملت هذه الأنظمة على عزله عن العالم، وما يعيشه هذا العالم من تطور تكنولوجي. وفي بعض البلدان كانت الأنظمة تمنع دخول الانترنت ووسائل الاتصالات الحديثة إلى بلدانها. وقد دفعت هذه الأسباب بالشعوب إلى مقاومة أنظمتها القمعية. واقرب مثال على ذلك الاحداث التي تمر بها مصر، بعد اصدار الرئيس المصري إعلانا دستوريا عزز بموجبه صلاحياته، ووسع من سلطاته، وحصن قراراته في مواجهة القضاء، كما حصن الإعلانات الدستورية السابقة والقوانين والقرارات الصادرة من الرئيس حتى نفاذ الدستور، بجعلها نهائية ونافذة ولا يجوز الطعن عليها. ما أثار سخط وتنديد الكثير من قوى الشعب الأخرى، الذين عادوا للتظاهر بشوارع مصر.
ان القوى الإسلامية المتطرفة، التي تلقى الدعم من دول الخليج، والتي تعادي الديمقراطية والعلمانية تسعى شأنها في ذلك شأن القوى الاسلامية الاخرى، التي وصلت الى سدة الحكم بعد الانتفاضات الشعبية التي شهدتها بلدان المنطقة العربية، الى النظام الديمقراطي كوسيلة للوصول الى السلطة، وبعد ان تمتلك ادوات السلطة، تحاول افراغ هذه التجارب الديمقراطية من محتواها، والغاء الديمقراطية بعد ذلك. وخير مثال على ذلك السودان، بعد استيلاء البشير على السلطة من خلال صناديق الاقتراع، وتحوله الى ديكتاتور مستبد، تسبب بحروب دموية ومن ثم تقسيم البلد. لهذا السبب تلقى القوى المتطرفة في التيار الاسلامي كل الدعم من قبل بعض دول الخليج التي تسعى مع الانظمة الغربية لابعاد القوى العلمانية عن الوصول الى السلطة، فقد اعتبرت دول الخليج وجود التيارات الاسلامية المتطرفة وقاية لها من احتمالات تجربة ديمقراطية تقام في البلدان المجاورة . ان المراقب للمشهد السوري يرى ان القوى المتطرفة التي دخلت على الساحة السورية يجري ادخالها وجلبها ، من دول الجوار السوري في الوقت الراهن لتشكل ثقلا مقابل القوى الوطنية الأخرى، التي اعطت الكثير من الضحايا في انتفاضتها ضد النظام السوري، حتى بات تغيير النظام عملية ممكنة، لتوفر الظروف الموضوعية لهذا التغيير، أن وجود هؤلاء المتطرفين يسهم في إجهاض المشروع الديمقراطي، ويثير صراعاً طائفياً، يستهدف جماعات بشرية بسبب انتمائها المذهبي والديني بغض النظر عن موقف هذه الجماعات من النظام السياسي. والشعب السوري يرفض كل محاولات استغلال الانتفاضة من قبل هؤلاء، ويتمنى على دول الجوار حماية حدودها البرية مع سوريا لوقف تدفق المقاتلين الأجانب غير المرغوب بهم. وبالأخص تركيا التي باتت تلعب دوراً خطيراً في اذكاء نار الفتنة الطائفية وكانت "هيئة التنسيق الوطنية" وهي احدى أهم اقطاب المعارضة السورية قد طالبت الحكومة التركية بوقف السماح لدخول المقاتلين الأجانب لأنهم يحملون ثقافة الكراهية المذهبية والعنف الأعمى ولا يحترمون القانون الدولي الإنساني.
وقد أكد فريق المحققين المستقلين التابع للامم المتحدة الذي يقوده الخبير البرازيلي باولو بينيرو في أحدث تقرير يصدره أنه "فيما تقترب المعارك بين القوات الحكومية والجماعات المسلحة المناهضة للحكومة من نهاية عامها الثاني، اصبحت طبيعة الصراع طائفية بشكل واضح، وأن الصراع الدائر بات يهدد طوائف بأكملها".

وأوضح التقرير أن "الأقليات الأخرى مثل الأرمن والمسيحيين والدروز والفلسطينيين والأكراد والتركمان أقحموا في النزاع"، وأكد أن الوضع سيء إلى درجة أن "مجموعات بأكملها قد تضطر للهرب من البلاد" مخافة استهدافها.

ان هذا التطور الخطير الذي طرأ على الاحداث السورية سوف يدخل بلدان المنطقة في صراع طائفي لا يعلم احد كم سيستمر من الوقت. خاصة وان هناك بلداناً مهيئة لذلك وأطراف مؤثرة في المنطقة تأججه وتعمل على استمراره.



#يوسف_علوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعد (9) سنوات من التغيير..العراق إلى أين؟
- فزاعة -حكومة الأغلبية- هل بالاستطاعة تشكيلها ؟
- علاوي والمالكي؛ لعنة السياسة أم لعنة العراق؟
- بغداد في عالم الخيال
- -چلب ابو اهلين ماينجني- !
- خضير الخزاعي القشة التي قصمت ظهر البعير
- ثلاث نقاط في الهم العراقي
- في الشأن العراقي
- عيد الحب عيد العراق من يرعاه
- -الانترنيت- المارد الذي ايقظ الشعوب العربية
- خطورة انحراف النهج الديمقراطي في العراق
- اسكات اصوات المثقفين بداية لتراجع الحريات في العراق
- القوى الوطنية التقدمية بكل فصائلها مدعوة لحماية الديمقراطية ...


المزيد.....




- وزير الخارجية البولندي: كالينينغراد هي -طراد صواريخ روسي غير ...
- “الفراخ والبيض بكام النهاردة؟” .. أسعار بورصة الدواجن اليوم ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- م.م.ن.ص// تصريح بنشوة الفرح
- م.م.ن.ص// طبول الحرب العالمية تتصاعد، امريكا تزيد الزيت في ...
- ضد تصعيد القمع، وتضامناً مع فلسطين، دعونا نقف معاً الآن!
- التضامن مع الشعب الفلسطيني، وضد التطبيع بالمغرب
- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران
- بالفيديو.. اتساع نطاق التظاهرات المطالبة بوقف العدوان على غز ...
- الاحتجاجات بالجامعات الأميركية تتوسع ومنظمات تندد بانتهاكات ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - يوسف علوان - الازمة في سوريا .. هل تقود المنطقة الى حرب طائفية