أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ناجح شاهين - اجتماع الخبير مع لجنة حقوق الإنسان














المزيد.....

اجتماع الخبير مع لجنة حقوق الإنسان


ناجح شاهين

الحوار المتمدن-العدد: 1141 - 2005 / 3 / 19 - 20:22
المحور: حقوق الانسان
    


حسناً، يجب أن نبدأ بالقول بأن إيماننا بحقوق الإنسان هو من النوع الراسخ الذي لا يتزعزع. وهو لذلك يسبق الحملة الأمريكية الدموية من أجل فرض حقوق الإنسان عن طريق قتل المعارضين لحقوق الإنسان كما تفهمها الولايات المتحدة بالجملة واجتثاثهم جميعا من الدنيا: إما فيزيائياً كما جرى لسكان أمريكا الأصليين، وإما مجازاً كما جرى للشيوعيين الذي فقدوا نظامهم الرسمي عام 1990.
تمت دعوتنا في الجامعة لتشكيل لجنة حقوق إنسان بسبب من الميل العارم لطرح الموضوع بوصفه أحد عناصر اديولوجيا نهاية التاريخ حسب القصة الأمريكية تحديداً مع توافق أوروبي طوعاً أو كرهاً. لكن لجنتنا العتيدة كشفت عن تركيب فريد في عدم انسجامه مع مبادئ الإنسانية الأصيلة. ومن هذه الناحية فإننا نستطيع أن نتيه على الأمريكيين بأننا مثلهم نتحدث عن الإنسان وحقوقه دون أن نعني شيئاً على الإطلاق. رئيس اللجنة اعتبرته المؤسسة خبيراً في الموضوع دون أن يتهيأ لنا معرفة أسباب خبرته المشار إليها فهو يحمل درجة عليا في اللغة العربية ويلتزم بهوية العرب المتفوقة على غيرها من الهويات بسبب من رسالة العرب والمسلمين..الخ ولذلك فهو بالطبع لا يمكن أن يعد الآخرين على قدم المساواة معنا ومن نافل القول أنه ينظر إلى الملاحدة والشيوعيين والعلمانيين والآسيويين والأفارقة والغرب باعتبارهم فئات ضالة أو في أقل الآحتمالات لا تحوز الحقيقة الرائعة التي نمتلكها نحن العرب المسلمين. ولما كان الأمر كذلك فقد أتحفنا بكلام كثير عن رغبته في مجاراة الضغط " الدولي " مع ملاحظة أننا سوف نحتفظ بحقنا في فهم عروبي إسلامي لحقوق الإنسان. وبهذا المعنى فإن لائحتنا الخاصة لحقوق الإنسان سوف تمنع دون أي تردد الأفكار الهدامة من قبيل حق التعبير أو حرية الأديان. ولم أسأل الرجل ماذا يعني إذن بحقوق الإنسان لسببين: الأول أن القصد غدا واضحاً تماما،ً والثاني أنني أدركت أن إمكانية التواصل غير واردة ومن البدهي بالفعل أن حقي في التعبير غير مطروح ما دام الرجل قد أوضح أن لا مكان للحريات في حقوق الإنسان طبعة لجنتنا الموقرة.
لن يدهش القارئ عندما أخبره أن اللجنة سرت أيما سرور بفكرة خبيرنا عن حقوق الإنسان. وقد تصدى أحد أعضاء اللجنة الأصوليين لبند آخر من بنود حقوق الإنسان متهكماً على من يدعون لحرية المرأة بينما هم يدعون إلى حرية الزنا. وقد وضح الرجل أن أمريكا إنما تريد تخريب الإسلام..الخ وهو ما يذكره باقتدار محمود درويش الذي لخص هذا الموقف بشكل مذهل في إحدى قصائده عندما قال: الآن يجتمع الملوك من المحيط إلى الخليج ليناقشوا خطر اليهود على...... وجود الله" أما الإنسان وأرضه ومستقبله وحياته وثرواته واستقلاله ونهضته ونموه وسعادته واحترام حقوقه كافة فهي ليست بيت القصيد لدى الفكر العربي وهم لا يظنون الاستعمار طامعاً في شيء منها باعتبار أنه إنما يطمع في تدمير الدين فحسب. وواضح هنا أن كل الكلام عن قصف اليابان بالأسلحة النووية أو الحرب الباردة أو إبادة سكان أمريكا أو إبادة فيتنام لافائدة منه جميعاً لأن أهلينا متأكدون أن خطة ماسونية ماكرة تتظاهر بإبادة الهنود الحمر بينما هي تريد القضاء على الإسلام. فالحرب أولاً وأخيراً هي بين الإسلام والكفر. ولذلك فإن علينا أن نتظاهر بتشكيل لجنة للدفاع عن حقوق الإنسان بينما نحن في الواقع سنعمل على فعل كل ما بوسعنا من أجل مقاومة مبادئ حقوق الإنسان الغربية الهدامة والمحافظة على تراثنا و.. عن طريق كل الوسائل بما في ذلك قتل المعارضين إذا لزم الأمر. وهكذا انفض اجتماعنا المخصص لمناقشة جدول النهوض بحقوق الإنسان في أوساط الطلبة. وطار الطير الله يمسيكم ويمسي حقوق المواطن الفلسطيني بالخير.



#ناجح_شاهين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في الفرق بين الجن والشياطين
- هكذا تمت عملية الانتخابات
- لو أن حماس تصوت لمصطفى البرغوثي
- واقع الفلسفة في فلسطين
- يحيى الفخراني ما بين الدراما والميلودراما
- الديمقراطية والمؤسسات لفتح خاصة وفلسطين عامة
- سقوط أيديولوجيا حقوق الإنسان
- حول انتهاء إضراب العاملين في وكالة الغوث
- حول المقاومة العراقية وحرب العصابات
- لا مكان للاعتدال في إدارة بوش
- من رام الله إلى الفلوجة
- جونسون روح،نيكسون جاء
- رعب المواطن من غياب - أبوعمار-
- أسس الحرية في الذهنية الفلسطينية
- كيف تمت عملية التسجيل للانتخابات الفلسطينية؟
- ميتافيزيقا التفجيرات في طابا
- الحق في عدم التسجيل
- اختراعات وكالة الغوث الدولية
- قاطعوا التسجيل للانتخابات
- حول موضوعة الانتخابات


المزيد.....




- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة
- زاهر جبارين عضو المكتب السياسى لحماس ومسئول الضفة وملف الأسر ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ناجح شاهين - اجتماع الخبير مع لجنة حقوق الإنسان