أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ناجح شاهين - حول موضوعة الانتخابات














المزيد.....

حول موضوعة الانتخابات


ناجح شاهين

الحوار المتمدن-العدد: 959 - 2004 / 9 / 17 - 10:07
المحور: القضية الفلسطينية
    


لم أكن أعرف أن الإقبال على التسجيل ضعيف. والحق يقال أنني ظننت الناس اشتاقوا للانتخابات باعتبار أن البعد يستدعي الشوق. لكن يبدو أن مثلاً آخر هو الواجب أن يطبق في هذا السياق ذلكم هو: البعد جفاء. وكأنما صحوت من نوم واسترخاء بليد عندما قرأت مقالة الصحفي حمدي فراج فتنبهت كما الغافل عن الصلاة. وقلت لنفسي لكنني لم أسجل اسمي في سجل الانتخابات العتيد. بعد قليل اكتشفت أنني في الواقع لم أقرر شيئاً بعد. وربما من المؤسف بالفعل أنني عاجز عن تقديم الحجج والأسباب التي تدفعني للتسجيل أو تحول بيني وبينه. خطر ببالي أن من الممكن أن أترك الموضوع لطلبتي ليقدموا إجابة أو ما أشبه.
دون خلق الله جميعاً يقف المواطن العربي أولاً والفلسطيني ثانياً تنتابه كافة الوساوس والشكوك: إذا كانت هناك انتخابات توجسنا خيفة، وإذا لم يكن هناك اقتراع فتلك الديكتاتورية بعينها، لكن الملدوغ من مائة جحر وجحر لا بد له أن يتعظ. وتلك فيما أحسب حال المواطن العربي والفلسطيني من المحيط إلى الخليج.
جرت الانتخابات الفلسطينية الأولى في ظل أسلو ومعطياته المختلفة عام 1996 إذا لم تخني الذاكرة المجهدة بضربات الأحداث السريعة. احتار شعب الله المحتار في أمره، ولكن الغالبية اشتركت في التصويت قناعة أو خوفاً أو طمعاً، أو كل ذلك جميعاً، وكان الذي كان. بعد ذلك نامت فلسطين في صندوق وضاح الذي استعارته من أختها اليمن، ولم تخرج من ذلك الحبس الاختياري حتى الساعة.
لكن من بعض النواحي تراجعت أحوال البلاد والعباد. فأداء النخب في مستوى السياسة والاقتصاد والأداء الوظيفي العام اتجهت نحو الأسوأ. انحط الأداء العام وعمت اللافاعلية وسوء الإدارة، ودخل على الخط مصطلح الفساد ليدشن حقبة السلطة الفلسطينية ويميزها عما قبلها. ونتيجة التراجع الشامل وفقدان البوصلة السياسية ضاع المواطن وفقد طريقه على نحو لم يحصل معه من قبل.
يفكر المرء في كل الأحوال أن المجتمع العربي قد أدمن أنظمة الديكتاتورية التي تفعل ما يحلو لها في سبيل الدفاع عن الوطن وازدهاره واستقلاله ناهيك عن تحرره وعزه ونموه ورخائه. ومن أجل تحقيق الأهداف العظيمة السالفة الذكر فقد يصح التضحية بين الفينة والفينة ببضعة آلاف من المارقين فداء للوطن ومنعته، فقد تضطر إلى بتر العضو الفاسد من جسدك بالذات كي لا تضطر في النهاية إلى بتر أجزاء أكبر أو حتى الموت نفسه لا سمح الله. هذا هو باختصار جوهر خطاب الزعامة العربية منذ حقبة الاستقلال حتى اليوم. طبعاً منذ وقت قصير بدأت تجربة " ديمقراطية " مكيفة على قياس الحكام العرب لتسمح لهم بالتحول إلى لغة العصر دون التخلي عن كراسيهم لأحد من العالمين. ومن هذه الناحية فإن لنا في جيراننا الأردنيين والمصريين ما يغنينا عن كل بحث أو سؤال. في حالة واحدة اتضح أن طباخ سم الديمقراطية لم يكن ذكياً بما يكفي وذلك في جزائر المليون شهيد فكانت النتيجة أن فازت المعارضة الإسلامية بالفعل. وهو لم يكن بالطبع في وارد أحد وخصوصا جنرالات الجيش المهيمن منذ وقت طويل فكان أن ألغيت الانتخابات وحصل الذي حصل في ذلك البد التعس الذي فقد أمنه وحريته ورخاءه كلها دفعة واحدة.
لا أظن أن المواطن الفلسطيني على الرغم من جهود الاتحاد الأوروبي والمنظمات غير الحكومية التي تتسلح بأمواله وتشرف على تنفيذ برامجه، لا أظن أ،ه يجهل أن الانتخابات ليست بلسماً شافياً لكل الجراح والمآزق والأمراض، وهو يدرك مثل أخيه في السودان أن المجاعة والنزاعات الاجتماعية والتخلف وغير ذلك في حاجة إلى الكثير من القطران بجانب دعاء الديمقراطية الرائج كثيراً في مستوى الكنيسة الأمريكية والأوروبية وإن بشكلين مختلفين. وانطلاقاً من ذلك ربما علينا أن نفهم إحجام الناس عن التسجيل وعدم مبالاتهم به. فالانتخابات السابقة جاءت بمجلس تشريعي لم يفعل شيئاً مهماً أو غير مهم وذلك بين بذاته: فالأشياء المهمة هي في حوزة إسرائيل ومنها السيادة والأمن والحرية والاستقلال والأشياء الأخرى ليست في يد التشريعي الذي قد يطلب منه أن يراقب السلطة لكنه في الواقع يعيش عالة عليها ويتلقى منها ما يتلقى في إطار مسلسل الفساد ما غيره وقد اتضح في نهاية الشوط أن النواب مثلهم مثل موظفي السلطة قد تمسكوا برواتبهم وامتيازاتهم ولم يتخلوا عن المجلس عندما انتهى تفويضه. كذلك عانى المواطن من غياب القضاء وغياب الصحة وتردي التعليم ولم يجد أن من المفيد في شيء أن يشكوا همه لأحد لأن كل القضاة إن لم يكونوا غرماء فهم على الأقل غير مهتمين بخراب البصرة ونابلس والإسكندرية. وإذن فما الذي ستأتي به الانتخابات الجديدة هذا إن وافق عليها الأمريكان والإسرائيليين ثم إن رغبت السلطة التنفيذية في إجرائها بالفعل. أظن أن المواطن على حق عندما يحس بأن التسجيل قد لا يساوي ثمن الحبر الذي يكتب به، فلا بد أولاً من البرهنة على أن الانتخابات وسيلة في خدمة المواطن وليست هدفاً في ذاته ينتهي " المولد " الذي يخصه صبيحة يومه التالي.



#ناجح_شاهين (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إسرائيل لن تبقي ولن تذر
- الوطن يسع الجميع نحو حقوق إنسان بمشاركة القادة الدينيين
- عذاب الجسور تحية لشرطي المعابر على الرغم من المعاناة
- المرأة والعنصرية
- الماء أولاً، الحريات الغربية أخيرا
- يقتلون ويبتسمون
- إرهاب الاحتلال وإهاب المقاومة ومجموعة ال55
- ما جرى في أبي غريب ليس بغريب
- ماذا بعد الرنتيسي؟
- حقوق المرأة كل لا يتجزأ
- أولاد آرنا
- المرأة إنسان في المطلق لا في النسبي
- لماذا لا نغلق المدارس والجامعات؟
- أغنية - الكليب - وحقوق الإنسان
- حول الفرق بين الإرهاب والمقاومة إلى إبراهيم وبقية الضحايا
- حقوق الإنسان لا تكون إلا اشتراكية
- العقيد القذافي
- في فلسطين شهادة عليا لكل أسرة نظرة إلى التعليم ما بعد أسلو
- الليل وآخره
- العولمة، المتوسطية، والشرق أوسطية


المزيد.....




- القاديانية.. 135 عاما من الجدل حول النبوة والانتماء للإسلام ...
- ماذا قال ترامب عن-نتائج- الضربات على المواقع النووية الإيران ...
- الأسلحة وحجم الضرر: ما نعرفه عن الضربات الأمريكية على ثلاثة ...
- كم عدد القنابل والصواريخ التي استخدمتها واشنطن في هجماتها ضد ...
- روسيا تشن -هجوما كبيرا- بالمسيّرات على كييف
- عملية -مطرقة منتصف الليل-.. كيف اتخذ ترامب -القرار التاريخي- ...
- تحليل لـCNN: هجوم ترامب على إيران يعد انتصارا لنتنياهو لكن ا ...
- واشنطن تصدر -تحذيرا عالميا- على خلفية الصراع بالشرق الأوسط و ...
- أولمرت: الضربة الأميركية لإيران منحت نتنياهو فرصة لن يفلح با ...
- مصادر: إسرائيل تقبل إنهاء الحرب إذا أوقف خامنئي إطلاق النار ...


المزيد.....

- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ناجح شاهين - حول موضوعة الانتخابات